مجلة "دير شبيغل" تكشف خفايا نشاطات الـ"موساد" داخل المانيا

مجلة "دير شبيغل" تكشف خفايا نشاطات الـ"موساد" داخل المانيا خلال الاعداد لاغتيال المبحوح في دبي

الثلاثاء يونيو 22 2010

اصطياد عملاء "موساد" جار دوليا

برلين ـ - تقول مجلة "دير شبيغل" الالمانية ان عملية إلقاء القبض على عميل الـ"موساد" في وارسو يمكن ان تترك اثارا عكسية على العلاقات الالمانية ـ الاسرائيلية. وتنقل عن مسؤولين ألمان في برلين قولهم ان جهاز المخابرات الاسرائيلي تعدى الخطوط في ترتيبات الحصول على جواز سفر الماني قيل انه استخدم في عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي، خاصة وانهم استخدموا حكاية مزورة عن الاضطهاد النازي للحصول عليه.

وتروي المجلة الالمانية كيف ان شخصا يحمل جواز سفر اسرائيليا باسم اليكساند فينين اتصل في اذار (مارس) 2009 باحد محامي مدينة كلون لبحث موضوع التجنيس في المانيا. وقد اصطحب معه رجلا اخر يدعى مايكل بودينهايمر ادعى انه اسرائيلي من اصل الماني. واراد الاخير تقديم طلب لدائرة الجوازات الالمانية.

قوال الاسرائيليان للمحامي ان هانز – والد بودينهايمر – هاجر الى اسرائيل للهروب من الاضطهاد النازي. وقدما دليلا على ذلك شهادة زواج ادعى الاسرائيليان انها لوالديه وجواز سفر. وحسب المادة 116 من الدستور الالماني فان اجراءات التجنيس تسير دون اي عوائق.

وتضيف المجلة الالمانية ان المحامي قدم طلب التجنيس في 16 حزيران (يونيو) 2009 بمدينة كولون، وصدر جواز سفر باسم مايكل بودينهايمر بعد يومين.

وفي 4 حزيران (يونيو) 2010 القي القبض على رجل في مطار وارسو يعتقد المحققون الالمان انه اليكساندر فينين، لكنه يحمل جواز سفر باسم يوري برودسكي. فاصدر مكتب التحقيقات الفيديرالي الالماني امرا بالقاء القبض عليه باعتبار انه مشتبه بانه متورط في اعمال تجسسية على أرض المانية وانه ساعد في الحصول على وثائق بصورة غير مشروعة. ومن الممكن ان يكون الاسمين فينين و برودسكي مفبركين.

وتقول "دير شبيغل" ان ما كان واضحا هو ان القبض عليه اثار ازمة في اسرائيل وتسبب في تساؤلات داخل حكومة بنيامين نتنياهو وألقى بظلاله على العلاقات الالمانية ـ الاسرائيلية، فقد كان اول عملية احتجاز تتعلق مباشرة بحادث اغتيال المبحوح في دبي. واشتعل الغضب في نفوس المسؤولين الالمان في برلين لانه يبدو ان الـ"موساد" حصلت على جواز سفر الماني مستخدمة طرقا خداعية تشتمل – من بين امور كثيرة اخرى –

برودسكي
على قصة مزورة عن الاضطهاد النازي.

واذا قامت السلطات البولندية بتسليم الاسرائيلي الى المانيا فانه قد يحكم عليه بالسجن لخمس سنوات، وسيكون ذلك لطمة قوية للعلاقات الالمانية ـ الاسرائيلية. وفي هذا الشأن قال وزير النقل الاسرائيلي كاتز ان على اسرائيل ان "تستخدم كل الوسائل لمنع تسليمه وعودته الى اسرائيل". وقد تدخل السفير الاسرائيلي في وارسو عدة مرات لمنع عملية التسليم الى المانيا، فيما قال رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك انه يريد ان يمنع الحادثة من الحاق الضرر بالعلاقات البولندية الاسرائيلية.

وتساءلت المجلة الالمانية انه مهما كانت النتيجة، وعلما بان هناك علاقات حساسة بين المانيا واسرائيل، هل يعني ذلك ان تغمض السلطات الالمانية عينيها عن استخدام الـ"موساد" لجواز سفر الماني لارتكاب جريمة قتل؟

وتضيف ان هناك الكثير من المؤشرات التي تشير الى ان مايكل بودينهايمر هو الرجل الذي تسند اليه الـ"موساد" عمليات القتل والذي تورط في حادث الاغتيال في دبي. ويشتبه المحققون الالمان في ان اليكساندر فينين ويعرف ايضا باسم يوري برودسكي قد يكون المختص اوروبيا باعمال تشمل اعداد شهادات مزورة.

وتقول ان من المبادئ الاساسية لاعمال الاستخبارات في المانيا عدم الحصول على هويات مزورة، وقد ظهر المشتبه به باسم اليكساندر فينين واحيانا باسم "فارين" واخرى باسم يوري برودسكي، والاسم الاخير يعود لصيدلي يعيش قرب تل ابيب هاجر الى اسرائيل من سانت بيترسبيرغ قبل 15 عاما وينفي ان تكون له اي علاقة بالاستخبارات. وقال للمجلة "انا لست عميلا للموساد". وقد تبين انه لم يغادر اسرائيل منذ سنتين.

واذا جرى تسليم برودسكي فان هناك من الناحية النظرية بابا خلفية شرعية وفق القانون الالماني للاجراءات الجنائية ينص على انه "في حال وجود اضرار خطيرة لالمانيا الاتحادية" او "اذا كانت المصلحة العامة السائدة تقف في وجه الاجراءات" فان من حق المدعي العام ان يوقف الاجراءات. والمرة الاخيرة التي حدث فيها هذا وقع في العام 2002 عندما اطلق سراح اثنين من العملاء السوريين قبل المحاكمة. وبالمقابل تسلمت المانيا معلومات عن التشكيلات الاسلامية داخل المانيا. غير ان حصول سوريا على معاملة تفاضلية لا يجعل الوضع الراهن اكثر سهولة، كما تقول "دير شبيغل". وتضيف ان من غير المحتمل ان تتغلب السياسة على العدالة هذه المرة.

ومن وجهة النظر الاسرائيلية فان برودسكي "متهم باستخدام جواز سفر الماني فحسب" حسب قول وزير التجارة الاسرائيلي بني اليعازار الذي قال ان "يجب اثبات" كل ما عدا ذلك.

لكن عجلات العدالة ستستمر في الدوران في المانيا، كما تقول "دير شبيغل". ويريد المحققون تحليل الممارسات السرية للـ"موساد" والنظر في الادلة الاخرى التي تتعلق بالمانيا مباشرة قبل وبعد حادث الاغتيال في دبي. وقال احد كبار المسؤولين في الحكومة الالمانية "لقد فتح المحققون صندوق العجايب".

» صحيفة اسرائيلية تكشف ان عميلة لـ"موساد" اخترقت "النخبة" في عهد عبد الناصر
» الدوايمة / بداية النصر مبارك يسافر إلى المانيا
» سوبر مان موساد" مائير داغان اسطورة انهارت
» عميل لبناني لـ"موساد" تقلد منصبا حساسا في الاتصالات
» خلاف بين نتنياهو وباراك حول هوية رئيس "موساد" الجديد