أم قائد عملية أسر شاليت

أم قائد عملية أسر شاليت لـ:
محمد ظاهرة في كل بيت فلسطيني
ومكافأته المصالحة وأتمنى رؤية جسده قبل الوداع
الأحد يونيو 27 2010

الجندي الاسرائيلي شاليت في قبضة المقاومة

غزة – من محمد الأسطل - بابتسامة عريضة وكلمات ملؤها الثقة بالله عز وجل، استقبلتنا الحاجة أحلام والدة الشهيد محمد عزمي فروانة قائد عملية أسر الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت في منزلها في خان يونس جنوب قطاع غزة، إذ بالكاد وجدنا مكاناً نجلس فيه وسط زحام الضيوف الذين جاؤا ليقفوا إلى جانبها في الذكرى الرابعة لتنفيذ العملية، خصوصاً وأن قوات الاحتلال ما زالت تحتجز جثمان الشهيد.

ورغم مرور أربع سنوات على تنفيذ العملية التي أطلقت عليها الفصائل الفلسطينية "الوهم المتبدد"، إلا أن أم علي التي كان ابنها محمد من اعضاء "جيش الاسلام"، ما زالت تحتفظ في ذاكرتها بتفاصيل الساعات الأخيرة قبل خروج ابنها للعملية. وتروي لـ أن الشهيد ظل لأيام متتالية يقضي معها ساعات طويلة حتى توافق على خروجه في سبيل الله والوطن. وقالت: "فقط قبل 36 ساعة من العملية أبلغته بأنني وهبته لله تعالى، فأنا لا أستطيع أن أقف عثرة أمام ابني الذي يتمنى أن يحرر وطنه من الاحتلال، وأن يقدم روحه رخيصة في سبيل الله". وأضافت: "عندها خرج محمد ولم أعرف عنه شيئاً إلا عندما سمعت في وسائل الإعلام أنه استشهد في عملية بطولية تم خلالها أسر شاليت". وتابعت: "محمد يشكل ظاهرة موجودة في كل بيت فلسطيني، فالجميع مهيأ لأن يقدم أولاده في سبيل الله، وإلا فمن سيحرر لنا المسجد الأقصى".

وتنقل أم علي ما تعرفه عن العملية قائلة: "محمد أبى إلا أن يخرج المقاومون بهذا الجندي، فقرر أن يتقدم هو الصفوف، ثم يغطي على الشباب الذين انسحبوا من الموقع، وظل هو يشاغل جنود الاحتلال". وأضافت: "صدقني أنني كنت في

الشهيد محمد عزمي فراونة

غاية الفرح عندما علمت بأن ابني سيكون سبباً بعد الله تعالى في الإفراج عن الأسرى الأبطال".

وتبدو الأم التي عرف عنها الصبر والجلد، إلى حد أنه لم يرها أحد تبكي عندما استشهد ابنها، في معنويات مرتفعة وحالة كبيرة من الرضى، إلا أن أكثر من ينغص عليها فرحتها - كما قالت – "هي حالة الانقسام الفلسطيني بين الأشقاء والأخوة، فلا أحد يقدر قيمة ما قدمه الشهداء والأسرى، وإلا لتنازلوا عن كل شيء من أجلهم". وتتساءل: "أي وطن هذا الذي يبحث عنه المتخاصمون في ظل الفرقة؟ ألا يستحون من دماء أبنائنا؟ ألا يشعرون أنهم يطعنون كل وطني في الظهر؟ فليخجلوا قليلاً وليتقوا الله فينا".

واعتبرت أم علي التي كانت تدير مؤسسة أهلية تعد الأفضل على مستوى القطاع، أنها لا تنتظر من أحد الجزاء، لأنها ستناله من الله عز وجل، لكن المطلوب أن يستثمر السياسيون هذا الانتصار الحقيقي في العملية، حتى يحققوا أكبر النتائج الممكنة من جانب، ومن جانب آخر أن تشكل نموذج في الوحدة الوطنية، خصوصاً وأن 3 جهات مقاومة شاركت في تنفيذها.

وقالت: "ابني لم يستشهد من أجل هذا الحزب السياسي أو ذاك، لكنه قدم روحه خالصة في سبيل الله من أجل هذا الوطن كله من دون فرقة أو خلاف". واستطردت: "لذلك يجب أن تكون نتائج العملية لكل الفلسطينيين".

وأكدت الأم الفلسطينية أن أكثر ما يؤلمها هو عدم دفن نجلها في مقابر المسلمين في خان يونس، إذ أن قوات الاحتلال تحتجز جثمانه رغم مرور 4 سنوات على العملية. وتتمنى أن تلقى عليه نظرة الوادع الأخيرة قبل أن تغادر هذه الدنيا، فالشوق لرؤية وجه نجلها أصبحت الهم الأكبر لها، مهما كان شكل الجسد بعد هذه السنوات.

وترفض أم علي أن تلتقط الصور بجانب أي صور لنجلها أعدتها الفصائل الفلسطينية، إذ أنها عادة ما تحتضن صورة نجلها التي أعدتها العائلة فقط، كتعبير رمزي على أن محمد لفلسطين وليس لأي تنظيم. وقالت: :"أشعر بحالة من الدفء والرضى والسعادة عندما انظر الى وجه أبني في هذه الصورة". وأضافت وهي تشير إلى ابتسامة الشهيد في صورته: "كما أن ابتسامته لن تغادر وجهه، فبابتسامتي سأقابل الجميع ولن يراني أحد إلا في مشهد الثبات لا البكاء".

» الدوايمة / استطلاع لمواقف الجمهور الصهيوني من تحرير جلعاد شاليت؟
» معاريف:قائد اسرائيلي: باستطاعة قواتنا احتلال دمشق
» عبد القادر الحسيني قائد منظمة الجهاد المقدس في عام 1947
» يوم اسود على اسرائيل مقتل قائد اللواء الجولاني واسر جندي صهيوني
» برقية سربتها "ويكيليكس": قائد الجيش المصري موال تماما لمبارك