فلسطين في الأجندة الأمرو ـ إسرائيلية

فلسطين في الأجندة الأمرو ـ إسرائيلية
الكاتب : برهوم جرايسي
2010-07-10

حسناً، قالوا لنا هذه المرّة، إن حرارة اللقاء بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعود إلى كون الأول يسعى إلى إرضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة قبيل الانتخابات الجزئية للكونغرس الأميركي، وهذا بعد أشهر من إبلاغنا أن أوباما ذاته خفّض مستوى التوتر مع الحكومة الإسرائيلية كي يمرر قانون الصحة.
وفي موازاة ذلك، يطلبون منا أن «لا نتشدد أكثر» لأن نتنياهو «يريد»، ولكن ما العمل، لديه حكومة يمينية متشددة، بحساب أن الأجنحة البيضاء على ظهر حمامة السلام نتنياهو تواصل تمددها لتشمل العالم بأسره، وهو لم يكن يريد حكومة بهذا المستوى المتشدد، ولكن ما العمل، هذه لعبة واحة الديمقراطية الشرق أوسطية: إسرائيل. فحتى قرار الحصار التجويعي على قطاع غزة، يُتخذ بشكل ديمقراطي، والقرار لارتكاب المجزرة على أسطول الحرية لا أقل ديمقراطية، ومحاصرة 250 ألف فلسطيني في الخليل ومحيطها أيضا هو قرار ديمقراطي وفق قوانين.
كل هذه الأمور «علينا» أن نأخذها بعين الاعتبار لدى معالجتنا قضية فلسطين والمفاوضات «المزمنة»، فهذا ليس حالا جديدا، بل قائم يومياً في العقدين الأخيرين مع انطلاق «عملية السلام» في الشرق الأوسط، التي كما يبدو ستستمر ما دام دوران الأرض مستمرا، وكذا أيضا بالنسبة لمعاناة شعب بأكمله، يواجه يوميا سياسة وممارسات الموت البطيء، ومن حين إلى آخر يواجه «موتا أسرع».
ومن باب المسايرة، فلنقبل بهذه التبريرات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل عندما تزول هذه التبريرات، التي لا تنتهي، سيكون لدى الإدارة الأميركية موقف جوهري واضح وحازم في ما يتعلق بمتطلبات الحل الدائم؟ وهل نتنياهو، قبل الحديث عن حكومته، مقتنع بأسس الحل الدائم، حتى بشروط الحل الأدنى؟.
لا حاجة إطلاقا للبحث عن أجوبة من وراء الكواليس، فمن يرى ما يجري على الأرض التي يجري التفاوض حولها يعرف الإجابة فوراً، بمعنى أن الجواب نجده في سياسة الاستيطان المكثف، وفي سياسة اقتلاع الفلسطينيين من القدس وتدمير بيوتهم، وفي سياسة عدم السماح لقطاع غزة أن يمارس حياة طبيعية.
يقول نتنياهو إنه إذا اتجه الفلسطينيون نحو مفاوضات مباشرة، فإن اتفاق «سلام» من الممكن أن يتم خلال عام واحد، ليدعمه الرئيس أوباما بالقول إن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام واردة حتى نهاية ولايته، بمعنى حتى نهاية العام 2012.
ووفق منطقهم فهذا صحيح، «ومشكلتهم» أنهم لن يجدوا شريكاً لهذا «السلام» في الجانب الفلسطيني، وأكثر من هذا، لن يجدوا فلسطينيا واحداً سيتجرأ على التوقيع على معاهدة سلام، أعلن تفاصيلها نتنياهو ذاته قبل نحو 14 شهراً، في ما يسمى «خطاب بار إيلان»، وما ينفذه نتنياهو على الأرض حالياً هو تطبيق لهذا «السلام».
فنتنياهو يريد دولة فلسطينية ممسوخة، متباعدة الأطراف، وعمليا لا تمتد على أكثر من 50 % من مساحة الضفة الغربية، ومن دون أي حديث عن القدس المحتلة الموسعة، بمعنى تلك التي تمتد من خط البناء الشمالي لمدينة بيت لحم، وحتى خط البناء الجنوبي لمدينة رام الله، وحتى مشارف البحر الميت شرقا، وأن تكون «دولة» ممنوعة من أي سيطرة على جميع معابرها، ولن تكون لها أية حدود مع العالم الخارجي، وأجواؤها وبحرها ليساً لها، هذه هي الدولة التي يريدها نتنياهو، واعتبرها البيت الأبيض «تقدماً وانجازاً كبيراً».
لم يكن أي جديد في لقاء أوباما نتنياهو الأخير، وجديد الابتسامات، هو أنها خرجت إلى وسائل الإعلام لأول مرة، ولم تبق وراء الكواليس كما كان في اللقاءات السابقة.
خلال أكثر من 15 شهراً لحكومة نتنياهو، شهدنا ثلاث موجات من الأزمات المعلنة، بين البيت الأبيض وهذه الحكومة، وفي «الأزمة» الأخيرة، كثر الذين تعاملوا معها بجدية، وقرأنا الكثير على أن واشنطن غيرت حساباتها، وما إلى ذلك من تهويل، وهناك من لم يشتر هذه الأزمة المعلنة منذ بدايتها.
لسنا هواة تشاؤم ولا تيئيس، ونعترف أنه مهما بلغ الصراع حدته، فلا يمكن للحل إلا أن يكون من خلال المفاوضات، ولكن حذار من أن نُغرق أنفسنا في أوهام، فالرؤية الصحيحة تحتاج إلى أقدام ثابتة على الأرض، وقراءة صحيحة للواقع، وواقع الحال يقول: مستر أوباما أنت خيبة أمل كبرى لمن بنوا عليك جبالاً من الآمال.

» الاستيطان عنوان ثابت في الأجندة الإسرائيلية
» هيكل : مصر مقبلة على مرحلة سيئة والأجندة الوحيدة المطروحة على الساحة هي الأجندة الإسرائيلية
» اغاني فلسطين بين الثورة والسلام - فلسطين تحت المجهر رشاد ابو شاور
» تعازينا للاخت امل فلسطين وأفراد اسرتها بوفاة خالتها بارض الوطن فلسطين
» من عشق فلسطين عشقتة\ اهلا بعاشق فلسطين