34 عاماً على استشهاد مخيم تل الزعتر

34 عاماً على استشهاد مخيم تل الزعتر

12 آب 1976 تاريخ لن ينساه الفلسطينيون ما بقوا على وجه البسيطة، تاريخ تعمّد بالدم والنضال والتضحيات والمآسي، أضيف الى المعاناة الفلسطينية الدائمة والمستمرة على مدى سنين حياتهم.

34 عاماً مضت على اقتلاع مخيم تل الزعتر وآثار الخراب والدمار ما زالت شاهداً على وحشية مرتكبي هذه المجزرة الهمجية. تل الزعتر اليوم "أرض بور" ما زال شاهداً على تاريخ شعب عاش هنا، بذكرياته "الحلوة والمُرّة" بتراثه الفلسطيني ونضاله الوطني وعاداته وتقاليده الشعبية.

تل الزعتر معاناة ما زالت تعيش في ضمير كل فلسطيني سواء كان من سكان هذا المخيم ام لم يكن، يكفيك ان تسترجع الذاكرة 34 عاماً لتتذكر مسلسل المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين العزل: امهات واطفال رضع، امهات تستصرخ العالم لمساعدتهم وهم يضمون اولادهم الذين يجهشون بالبكاء، علامات الخوف على وجوههم ترسم اكثر من معنى واكثر من علامة سؤال" ترى اين العالم، لماذا نقتل، نحن ما زلنا اطفالاً، لم نرتكب ذنباً سوى اننا فلسطينيون" جثث مترامية هنا وهناك ملأت ارض المخيم، عطّرت اجواءه رائحة دمائهم الزكية التي دافعت عن عرضهم وبيوتهم واطفالهم ، مشاهد النسوة والفتيات وارتكاب الفظائع بحقهم ما زالت ماثلة امام سكان تل الزعتر، التمثيل بجثث المدافعين عن المخيم وربطها بالسيارات العسكرية وجرها في شوارع المخيم مشاهد لم ولن ينساها ذوو الشهداء، الحصار، الجوع، الخوف القصف وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها في المخيم الذي ترك اثاراً نفسية سيئة على من عاش التجربة وبقي حياً ما زال مذهولاً ويجهش بالبكاء عند تذكر تلك المرحلة وخسارة احبائه.

والمنظر الاكثر ايلاماً عند سكان تل الزعتر حتى اليوم، منظر الخروج، خروج من بقي حياً، حاملاً "صرة ثياب" وكرامة مجروحة، لاعناً الانسانية المفقودة التي جعلتهم يواجهون الموت دون ان يحركوا ساكناً.

اليوم وبعد مضي 34 عاماً على استشهاد هذا المخيم لم يعد لسكانه سوى الذكرى الاليمة، وبكاء الاحبة الذين غيبهم الموت او الفقدان. ونيسهم في هذه الذكرى زيارة القبور وقراءة الفاتحة ووضع الاكاليل والريحان ترحُّماً.

السبت 7 آب 2010 واحياءاً لذكرى شهداء تل الزعتر وسقوط المخيم ولتبقى هذه الفاجعة برسم الضمير العالمي تؤرق ضميرهم، حيث وقفوا وقفة المتفرج، قامت لجنة احياء تل الزعتر وحشد من اهالي تل الزعتر والمخيمات الفلسطينية بزيارة النصب التذكاري لضريح شهداء تل الزعتر في مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت عند تمام الساعة الخامسة بوضع اكاليل من الورد على الضريح وقراءة سورة الفاتحة ترّحماً على الشهداء.

والقى ابو النور نيابة عن اهالي تل الزعتر كلمة مقتضبة جاء فيها: في الذكرى ال 34 لأستشهاد تل الزعتر نعاهد الشهداء والابطال ونعاهد الأرامل واليتامى انه مهما طال الزمن لن ننسى مخيمنا الشهيد ولن ننسى الشهداء ونقسم أننا على العهد باقون وعلى الطريق سائرون وسنكمل المشوار رغم الصعاب ورغم الظروف الاليمة التي تمر بها القضية، نقسم أننا لا ولن نتنازل عن حق العودة، لا ولن نتنازل عن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

واضاف: لأننا نتمسك بحق العودة نطالب انفسنا اولاً بالوحدة والتوحد لأن الانقسام الحاصل هو مقتلنا وهو الخنجر المسموم المشكوك في ظهر قضيتنا العادلة.

بعدها توجه الجميع الى مخيم شاتيلا" توأم تل الزعتر بالمعاناة والصمود" حيث اقيم معرض صور في قاعة الشعب ضم المعرض في جنباته صوراً للعائلات الفلسطينية واللبنانية الذين عاشوا بتآخ ووفاق دون تمييز، صور حصار وقصف المخيم، صور الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن مخيمهم، صور الرئيس ابو عمار والقيادات الفلسطينية خلال زياراتهم المتكررة للمخيم، صور التهجير والخروج، صور الجثث والضحايا والاشلاء والاطفال بجانب امهاتهم، وصور اخراج الجرحى من المخيم.

حضر المعرض وزيارة المقبرة القائم بأعمال ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت ،عضو المجلس الثوري اشرف دبور ،امين سر حركة فتح في بيروت سمير ابو عفش، حشد كبير من اهالي المخيمات في بيروت واهالي مخيم تل الزعتر،ممثلو فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية والامنية في المخيمات وفرقة مجدّو وجالوا في ارجاء القاعة وذرفت الدموع من هول المشاهد واستذكار الاحبة.

بعدها عرض فيلم وثائقي عن تل الزعتر حتى تاريخ اقتلاع المخيم.

» أربعة وخمسون عاماً على مذبحة خان يونس
» بعد 35 عاماً من هبة يوم الأرض...
» سبعة واربعون عاماً علمتني من انا
» النكبة.. «62 عاماً شهود أحياء»
» استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة