لماذا يقول النظام العربي لعباس..إذهب أنت وربك!!

لماذا يقول النظام العربي لعباس..إذهب أنت وربك!!
الكاتب : سلطان الحطاب

قالوها في الحرب..إذهب أنت وربك..ويقولونها لعباس الآن إذهب أنت وربك ففاوض..
فأين المجتمع الفلسطيني في الداخل مما يجري؟ ولماذا لا يعكس هذا المجتمع بمؤسساته المدنية المختلفة وباستمرار وبشكل سالك ودوري رأيه في السلام أو غيره وفي المفاوضات أو وقفها بموازاة المواقف الإسرائيلية التي تستمر تختبئ وراء الرأي العام بتشكيلاته المؤثرة من برلمان وأحزاب وقيادات سياسية وحتى ضباط متقاعدين وصولاً إلى الأمهات اللواتي شكلن ترجيحاً للرأي العام في انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان..
لماذا يغيب الصوت والفعل الفلسطيني في القضايا الأساسية والجوهرية مثل قضية الوحدة الوطنية بإعادة لحمة الوطن الذي قسمه انقلاب حماس على السلطة وتكريس هذا الانقسام لسنوات طويلة دفعت القضية و الشعب الفلسطيني ثمنها باهظاً وما زال يدفع أمام استمرار الانشقاق ونزيفه القاتل..أين تدفق الشعب إلى الشارع واحتجاجه.. أين البرتقالي أو حتى الأحمر..ولماذا على إسرائيل والغرب الذي يتخذ من الرأي العام واحتجاجاته وسيلة لقياس سلامة القرار وصوابيته أن نظل ننظر إلى القرار الفلسطيني وكأنه قرار فرد أو مجموعة أفراد لا يمثلون وإن مثلوا لا يوسعون المشاركة خاصة بعد شلل المجلس التشريعي الفلسطيني وتعطل انعقاده..
لفت انتباهي أمس الأول توقيع (600) شخصية وهيئة فلسطينية على عريضة تطالب الرئيس محمود عباس بعدم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة وهذه العريضة نادرة في العمل السياسي وحتى الاجتماعي الفلسطيني في السنوات الأخيرة وهي تأتي في إعتقادي منسجمة مع قناعة الرئيس عباس الذي اعترف بأنه يخضع لضغوط أميركية هائلة من جانب المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط والذي يريد منه انتزاع موافقته للدخول إلى مفاوضات مباشرة رأساً دون تحديد مرجعيات أو سقف زمني ودون التزامات واضحة ومكتوبة كما كان الفلسطينيون من قبل يفهمون من تصريحات إدارة أوباما..
عباس الذي يحس بحالة من القنوط ومحاولة عزله وإظهاره متصلباً ومضيعاً لفرصة السلام كما ترغب إسرائيل أن تقول ويرغب ميتشيل أن يحمله المسؤولية يتركه العرب وحيداً أمام الضغط دون مناصرة أو اسناد حتى يقبل وحتى هذا القبول الذي يدرك أن لا نتائج له لا يعدم بعده المزايدة عليه فيه حتى من الأطراف التي ظلت تنتظر قبوله أو حتى تركت الضغط عليه يأخذ مداه..
ماذا بعد..ماذا يستطيع الرئيس محمود عباس أن يفعل وهو بين المطرقة والسندان..مطرقة الضغط الأميريكي وسندان الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يقدم له شيئاً يبرر قبوله للمفاوضات أو يعطيه قدرة للحديث مع شعبه عن أي مستوى من التقدم حتى لو كان متواضعاً.. فالنظام العربي الذي أصعد أبا مازن في قمة سرت إلى الشجرة مطالباً منه التشدد في قضية رفض الاستيطان هو نفسه الذي ضغط عليه لينزل وبنفس الطريقة جرى اصعاده على شجرة المفاوضات غير المباشرة ليضغط عليه الآن للدخول في المباشرة دون شروط..
أين النظام العربي الآن؟ وأين موقفه أو رأيه.. هل يقلب عباس الطاولة ويرفض هذه اللعبة العبثية أم ان ما زال لديه القدرة على المراوغة والتحمل؟ وهل يبني عباس ستائر من الرأي العام الفلسطيني كعريضة الستمائة ويزيد حتى لا ينكشف ويجد نفسه وحيداً.. هل يتسلح بالرأي العام الفلسطيني بدل أن يظل الأميركيون يطلقون عيه لقب الشجاع حين يستجيب لطلباتهم في المفاوضات غير المباشرة في حين يجردونه من كل تأييد شعبي ويعملون مع إسرائيل على إضعافه وتقوية خصومه الذين يقولون لا ولا يدفعون ثمنها في حين لا يقولها الرئيس عباس ويدفع الثمن. أي لعبة هذه ومتى تنتهي وهل كان الرئيس عرفات من قبل إلا بطل سلام فإلى ماذا انتهى. وهل قتلت إسرائيل أو استهدفت من التيارات الفلسطينية غير الذين دعوا للسلام معها وكانوا جادين مثل هؤلاء خطر عليها في حين قضى المزايدون على فراشهم دون أن نذكر الأسماء. فأي معيار تريد إسرائيل؟

» رأي القدس \النظام العربي ينهار وجامعته ايضاً
» “الموت للعرب”: الفكر الصهيوني وعملية ترسيخ مفهوم “العربي الجيد هو العربي الميت
» هكذا علمني النظام المصري جدول الحساب
» ردود فعل على سقوط النظام المصري
» أردوغان يقول لمبارك: نحن بشر فانون ويؤكد دعمه للشعب المصري