صحيفة اسرائيلية: دايان قرر في اجتماع حكومي ترك جنوده الجرحى لمصيرهم في حرب 1973

صحيفة اسرائيلية: دايان قرر في اجتماع حكومي ترك جنوده الجرحى لمصيرهم في حرب 1973

غولدا مائير في زيارة للجبهة المصرية - الاسرائيلية خلال حرب 1973

تل ابيب - - نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الالكتروني مقاطع من اجتماع "سري للغاية" عقدته الحكومة الإسرائيلية بعد اليوم الأول من حرب عام 1973 أو ما يطلق عليه اسم "يوم الغفران"، وذلك في الذكرى السابعة والثلاثين لهذه الحرب. ففي السابع من تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973، في الساعة 2:50 بعد الظهر، بعد أقل من يوم واحد على اندلاع "حرب يوم الغفران"، عقدت رئيسة الحكومة الإسرائيلية في حينه غولدا مائير وحكومتها اجتماعا دراماتيكيا.

وكان وزير الحرب الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه دايان يناقش سقوط مواقع الجيش الإسرائيلي، واحدا بعد الآخر في سيناء. ويقول: "تم فقدان خط القناة"، ويقترح الانسحاب إلى خط البرزخ، على بعد نحو ثلاثين كيلومترا من القناة، وترك الجنود الجرحى وراءهم إذا لم يمكن إخلاؤهم: "حيث يمكننا القيام بالإخلاء، فسنقوم بالإخلاء. وفي الاماكن التي لا يمكننا القيام بذلك - سنترك الجرحى. الذين ينجحون، ينجحون. وإذا قرروا الاستسلام سيستسلمون. علينا أن نقول لهم: لا نستطيع الوصول إليكم، حاولوا العبور أو استسلموا".

وقد توقع دايان أن يسخر المجتمع الدولي من إسرائيل ويصفها بانها "نمر من ورق" بعد أن فشلت في المحافظة على هجومها الأول على الرغم من أنها تملك التفوق العسكري. وردت مئير بالقول: "انا لا أفهم امرا واحدا - ظننت اننا سنبدأ بضربهم حين يعبرون القناة. ماذا حدث؟"

فقال دايان: "لقد خسرنا دبابات. كان هناك قصف مدفعي، وأصيبت دباباتنا. لم تتمكن الطائرات من الاقتراب بسبب الصواريخ. كان هناك الف من براميل المدفعية التي سمحت للدبابات بالعبور ومنعتنا من الاقتراب. كان التخطيط والمنهج روسيا، ثلاث سنوات من التحضير".

وتحدث دايان عن مئات القتلى وعدد كبير من اسرى الحرب، واعترف بأنه أساء تقدير أهداف "العدو". وقال: "ليس هذا وقت البحث عن الذات. لقد قللت من شأن قوة العدو واخطأت في حساب قدرة قواتنا. المقاتلون العرب تحسنوا كثيرا، ولديهم العديد من الأسلحة. لقد ضربوا دباباتنا بأسلحتهم الرشاشة. وكانت الصواريخ بمثابة مظلة، ولم تتمكن طائراتنا من الاختراق. لا أدري إذا ما كان الهجوم الاستباقي سيغير هذه الصورة بدرجة مهمة".

واضاف: "هم (العرب) يريدون المضي لكامل "أرض إسرائيل"، وأجابت مائير: "هذه هي الجولة الثانية منذ 1948"، وأعلن دايان: "هذه حرب من أجل "أرض إسرائيل، العرب لن يوقفوا الحرب، وإذا وافقوا على وقف إطلاق النار- فمن الممكن أن يواصلوا القتال. وإذا انسحبنا من هضبة الجولان، فلن يحل ذلك أي شيء".

واضافت مئير: "ليس لديهم سبب يمنعهم من الاستمرار. لقد اشتموا رائحة الدماء"، فقال دايان: "لهزيمة إسرائيل، والإجهاز على اليهود".

وتابع دايان نغمته المتشائمة: "أنا متأكد من ان الأردن ستنضم إلى القتال. لا يمكننا ألا نكون متأهبين. الحد الأدنى من التأهب مطلوب. يجب ان نجهز قوة ضد محاولة اردنية لغزو الضفة الغربية. قد يسمحون للإرهابيين بالعمل ايضا".

وتقترح مئير دعوة وزير الخارجية الاميركي في ذلك الوقت هنري كسينجر إلى العمل، وقال دايان إن إسرائيل يجب أن تشتري 300 دبابة من الاميركيين، مضيفا: "سنحتاج المزيد من الطائرات". وتحدثت مئير عن اجتماع متوتر مع رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي ديفيد إلعازر، وقالت: "كان دادو حزينا، وقال إنه يأمل ان تكون الليلة نقطة تحول".

واختتم دايان تقريره ببيان قاس، ملمحا إلى الحاجة إلى وسائل أخرى لمواجهة التهديد. وقال: "كمية السلاح التي يملكونها مؤثرة. وليس تفوقنا المعنوي كافيا لمواجهة ذلك الكم. الاعداد حاسمة. وربما هناك أفكار اخرى بشأن كيفية تعاملنا مع هذا الوضع".

وبعد نحو ساعة من اجتماع الحكومة، دخل رئيس الأركان "دادو" الغرفة، وقال: "نحن نواجه قرارا مصيريا. ليس هناك مجال للخطأ هنا". وقال إن أمام الجيش الإسرائيلي ثلاث خيارات:

الأول: نشر وحدتين على طول خط دفاعي مؤقت، من حيث يمكن أن يشن الجيش هجمات مضادة. وقال: "أنا لست واثقا من إمكانية الحفاظ على الخط ثم الهجوم".

الثاني: تقوية مواقع الجيش على خط البرزخ. وقال: "هذا الخط يتطلب ثمنا باهظا".

الثالث: "هذا الخيار خطر. لقد استشرت اثنين من هيئة الاركان. واقترحا ان نهجم على القناة ونتقدم". ووفقا لهذه الخطة، سوف تعبر وحدتا افراهام ايدن وارئيل شارون قناة السويس وتدمر قوات العدو. وقال: "إنها مقامرة، لان هاتين الوحدتين هما الوحيدتان بين القناة وتل ابيب. إذا لم يكن الهجوم على القناة ناجحا، سنترك مع وحدتين مدمرتين، ثم سيأتي العراقيون والجزائريون وخلال يومين أو ثلاثة ستكون الحرب داخل الحدود "الإسرائيلية".

واقترح "دادو" الهجوم المضاد، قائلا: "ليس على القناة، لكن على تركيز جيش (العدو) الذي عبر بالفعل. ربما قبل أن يحل الصباح، مع 200-300 دبابة ومن الجو، يمكننا أن نحاول كسر القوة التي عبرت ونشر (القوات) على طول الخط ثانية. إذا نجح ذلك، ستكون نقطة بداية جيدة، وإذا لم ينجح، لن يكون ذلك قاتلا. وسيكون لدينا القوة الكافية للانسحاب إلى الممرات".

وتحدث الوزير يغال ألون عن ضرب عمق "اراضي العدو"، لكن دايان قدر أن ضرب دمشق لن يؤثر على القتال على الجبهة الأمامية. وقال: "قد نضرب النفط او الكهرباء، لكن ليس أكثر. كل هجوم يعني المزيد من الإصابات".

» صحيفة اسرائيلية تكشف ان عميلة لـ"موساد" اخترقت "النخبة" في عهد عبد الناصر
» صحيفة اسرائيلية تنشر قصة جندي إسرائيلي فر من إيران ليشارك في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
» صحيفة اسرائيلية: "السلام البارد" بين مصر وإسرائيل قد يغدو أكثر برودة في حالة انهيار النظام
» المجلس الاستشاري لفتح يعقد أول اجتماع له
» هزيمة 1967 ونصر 1973