أطروحة دكتوراه سويدية: لاجئون أم عائدون

أطروحة دكتوراه سويدية: لاجئون أم عائدون

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رشيد الحجه *******
درجة دكتوراه في علوم الدين، أختصاص التبشير
في ضوء القضية الفلسطينية

أمام حشد كبير من أساتذة الجامعات و المتخصصين في علوم الدين وعلم السياسة قدم أولف كارميسوند أطروحته المثيرة للجدل تحت عنوان "لاجئون أم عائدون" ودافع عنها لنيل درجة الدكتوراة في علوم الدين، من كلية علوم الدين في جامعة أوبسالا، في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

تتناول الدراسة في أبوابها الأحدعشر, اليهود الأوربيون، والفلسطينييون العرب، ودور المعهد اللاهوتي السويدي في القدس – الذي تأسس عام 1947على يد المنظمات التبشيرية المسيحية، كإرسالية السويد إلى إسرائيل – في مجريات القضية الفلسطينية خلال فترة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وكذلك أحداث عام 1948 ونشوء دولة إسرائيل. وقد تم التركيز في كامل الدراسة على تأثر الدين بالسياسة والعلوم، والسياسة بالدين.

استند الباحث كارميسوند في أطروحته على الوثائق، من كتب وصحف، كان أصدرها المعهد اللاهوتي السويدي في القدس إضافة إلى ما أوردته منظمة "المساعدة السويدية لإسرائيل" التي أنشئت عام 1952، وكذلك على دراسات عديدة أجريت بهذا الشأن. وقام كارميسوند بالعديد من الزيارات لفلسطين بأكملها، وعاش بين أهلها لأشهر طويلة منذ عام 1988.
من قرأ الكتاب، الذي يضم بين دفتيه 272 صفحة، وحضر مناقشة الأطروحة يصل إلى نتائج رئيسة منها:

- أن رجال الدين الذين قاموا بترجمة أسفار الكتاب المقدس، في أن لليهود أحقية في العودة إلى ماوعدهم الله في أرض كنعان، وهم شعبه المختار، قد أوقع رجال العلم والسياسة في السويد في أخطاء فادحة. أخطاء أدت إلى خداع الرأي العام السويدي الذي شكل داعما قويا في مساندة إسرائيل ماديا وعلميا من جهة ومساعدة يهود أوربا لتكون السويد محطة أولية ينتقل بعدها اليهود "عائدين إلى وطنهم إسرائيل" من جهة أخرى. ويشير الباحث من خلال صفحات الكتاب بأن الحركات القومية في أوربا قد ألقت بظلالها على رجال الدين في تلك الفترة وقد تأثروا في تفسيراتهم، بما ورد في الكتاب المقدس.

- وقع الكثير من اليهود غير المسيسين، وخاصة منهم من تعرض للأذى على يد النازية في فخ البحث عن ملجأ آخر، دون معرفة بأن ماكان يفعله سياسييهم الصهاينة، بنقلهم إلى فلسطين، كجريمة بحق الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض الأصلي.

وللتدليل على ماتوصل إليه في بحوثه، يورد كارميسوند في هذا المجال قصة قرية قسطينة الفلسطينية، التي تقع بين مدينتي الرملة وغزة، والتي تحولت بعد عام 1948 وبدعم ومساعدة سويدية إلى قرية كفار آخيم اليهودية. ففي عام 1951 تمكنت منظمة المساعدة اليهودية لإسرائيل من جمع أموال استخدمت في بناء 75 وحدة سكنية من أخشاب السويد.

ثم يسرد الباحث، للدلالة على تأثير مايراه رجال الدين على رجال العلم ومن ثم على السياسيين، لقاء أجراه عام 2005 مع السيدة اليهودية ملكة جانتس في تلك القرية.حيث روت تلك السيدة كيف أنها ولدت في المجر ووصلت إلى أحد معسكرات النازية ومن ثم نُقلت على يد فولكه برنادوت إلى السويد، بعملية الباصات البيضاء، التي أنقذ فيها برنادوت حوالي خمسة عشر ألفا من اليهود الأوربيين من سجون النازية عام 1945.
في السويد استعادت هذه السيدة عافيتها لتنتقل بعدها إلى فلسطين عام 1947. ويتابع الباحث قوله: عند زيارتي للموشاف سألت إحدى بنات ملكة التي كانت في عمري عما تعرفه عن ماضي المنطقة التي بنيت عليها قرية كفار آخيم. علمت منها أن حوالي 900 شخص من عرب فلسطين كانوا يسكنون قرية إسمها قسطينة في هذه المنطقة قبل أن تقوم كتيبة جعفاتي التابعة لقوات الدفاع الإسرائيلية بطردهم منها. سألت بنت ملكة عن رأي سكان كفار آخيم اليوم عن مصير أهل قسطينة، فقالت لي:" لاتتكلم عنهم"، ولم تفتح معي الموضوع ثانية.

وفي عام 2007 قمت بزيارة مخيم اللاجئين عرّوب، الواقع بضع كيلومترات من كفار آخيم شمال الخليل في الضفة الغربية. وفي عرّوب التقيت ن ن خليل....إبن عف سلمان خليل وقد أراني جواز سفر والده عف سلمان الصادر عام 1946 في القدس وقال أن والده عف سلمان كان من قسطينة.

ويقول كارميسوند بأنه يمكن للمرء انتقاد الكتاب المقدس فيما يخص تحريضه على العنف وممارسة التمييز ضد الأغيار. ويضيف بأن التبشير هو التشجيع على العيش المشترك بين الناس بغض النظر عن دياناتهم، وليس بأن يعيش شعب على حساب شعب آخر، كما في حالة القضية الفلسطينية.

وكان من بين المناقشين للإطروحة البروفسور، اليساري، ماتياس غارديل الذي علق على عنوان الكتاب "لاجئون أم عائدون" بقوله لماذا لم يرد في كامل الأطروحة بأن الأوربيين كانوا وراء عملية كولونيالية بحتة استُخدِم فيها اليهود كأداة، إذاً فهم مستعمرون ولاشيئ آخر.

مما يجدر الإشارة إليه في هذه العجالة بأن أولف كارميسوند هو سكرتير العلاقات الدولية في منظمة "بروديرسكاب" الأخوة، التابعة لأكبر حزب في السويد وهو الحزب الإشتراكي الديمقراطي. وقد شارك كارميسوند في قافلة الحرية التي توجهت إلى غزة، ومارست إسرائيل ضدها عملية قرصنة، قتل فيها العديد من المشاركين الأتراك، وقبع كارميسوند على إثرها في سجون الإحتلال الإسرائيلي لمدة يومين، أبعد بعدها إلى السويد حيث أثارضجة إعلامية كبيرة عن القبح الإسرائيلي.

رشيد الحجة
صحافي فلسطيني مقيم في أوبسالا - السويد

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
» بن اليعازر يكشف: وزيرة سويدية رفيعة قالت لي انتم دولة ابارتهايد
» عائدون عائدون
» فلسطينيو لبنان لاجئون صحّياً في سوريا
» الدوايمة / لكي لا نسسى فلسطين عائدون إليكي يا سنجل