قطف الزيتون على حدود قطاع غزة مع إسرائيل مهمة شاقة وسط أزيز الرصاص لا يخففها سوى مشاركة المتطوعين

قطف الزيتون على حدود قطاع غزة مع إسرائيل
مهمة شاقة وسط أزيز الرصاص لا يخففها سوى مشاركة المتطوعين

الجمعة أكتوبر 22 2010

متطوعون يساعدون المزارعين في قطف الزيتون

غزة – من محمد الأسطل - يواجه المزارعون الفلسطينيون على حدود قطاع غزة مع إسرائيل صعوبات كبيرة في موسم قطف الزيتون الذي يحين في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام. ويعود هذا الى أن جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية المحيطة بقطاع غزة يتعمدون إطلاق الرصاص على كل من يقترب من السياج الفاصل، في محاولة لمنع هؤلاء المزارعين من جني محاصيلهم الزراعية المتعددة وفي مقدمتها الزيتون.

بيد أن هذا الموسم يبدو مختلفاً عن سابقه، إذ يعمد عشرات المتطوعين الى مساعدة المزارعين في قطف الزيتون في أجواء تمتزج فيها الأهازيج الفلسطينية بالرصاص الإسرائيلي، ما أعاد إلى الذاكرة الاحتفالية التي كانت تميز المواسم الزراعية الفلسطينية قديماً.

وأكد الحاج قاسم أبو طعيمة أن جنود الاحتلال لا يتورعون عن إطلاق الأعيرة النارية تجاه عائلته أثناء قطفهم للزيتون في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، الأمر الذي يهدد ارواحهم في كل لحظة، لافتاً إلى أنه لا يستطيع إلا القيام بهذه المهمة الصعبة، فقطف الزيتون موسم سنوي ينتظره بفارغ الصبر، خصوصاً وأن عائلته تعتاش بقية العام على ما يبيعه من الزيت والزيتون.

وقال: "أعتمد بشكل أساسي على هذا الموسم في توفير قوت أبنائي وأحفادي بقية العام رغم أن الاحتلال جرف معظم أشجار الزيتون التي امتلكها، لكنني لا أستطيع ترك ما تبقي من أشجار من دون قطفها مهما واجهتنا صعوبات".

وفرضت إسرائيل منطقة أمنية عازلة على طول حدودها الشرقية والشمالية مع قطاع غزة، الأمر الذي يحرم بموجبه كثير من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية لفلاحتها وجني المحاصيل، التي تعد مصدر رزق أساسي لكثير منهم.

وفي بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة كان المشهد مختلفاً، إذ انطلق عشرات الشباب المتطوعين ليساعدوا المزارعين في قطف الزيتون، بهدف إيصال رسالة لهؤلاء المرابطين على الحدود بأن "الشعب الفلسطيني كله يدعمكم ويقف إلى جانبكم"، وفقاً لرئيس "المبادرة المحلية" صابر الزعانين.

وأوضح أن الهدف الرئيس من وراء حملات التطوع هذه يكمن في تثبت المزارعين في أراضيهم، ومحاولة لتحدي سياسة التهجير الإسرائيلية للقاطنين في المناطق الحدودية. ولفت إلى أن أنشطة المتطوعين تعكس قدرة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بأبسط الطرق السلمية.

وبين أن "المبادرة المحلية" تعمل بصورة دائمة على التواصل مع المؤسسات المحلية والدولية من أجل دعم المزارعين واستقطاب المتضامنين الجانب للوقوف إلى جانبهم، مؤكداً أن الاعتداءات الإسرائيلية لا تتوقف خلال موسم قطف الزيتون، لكن وجود المتطوعين يشد من عزيمة أصحاب الأراضي الزراعية على الحدود.

وذكر الزعانين أن وجود المتطوعين بأعداد كبيرة وأمام عدسات الكاميرات يقلص من إمكانية الاعتداء على المزارعين، وتتحول عملية إطلاق الرصاص الإسرائيلي إلى طلقات تحذيرية في كثير من الأحيان، في الوقت الذي كانت تودي بحياة الأبرياء في وقت سابق.

وأبدى المزارع كمال حمدان (64 عاماً) ترحيباً حاراً بفكرة عمل المتطوعين مع المزارعين في قطف الزيتون هذا الموسم، معتبراً ذلك عملاً ميدانياً يساعدهم أكثر مما تفعله العبارات والكلمات التي يسمعونها من الكثير من القيادات من دون فائدة.

وقال: "كنا أكثر الناس سعادة بهؤلاء المتطوعين، وهي فكرة جديدة علينا في قطاع غزة لكنها يمكن أن تشكل وسيلة جديدة لمواجهة الاحتلال الذي يمنعنا من الاقتراب من أراضينا على مسافة تزيد عن كيلو متر".

وبين مركز "الميزان" لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت استهدافها المنظم للمدنيين وممتلكاتهم في المناطق القريبة من الحدود، في إطار سعيها إلى فرض منطقة أمنية عازلة تصل إلى حوالي كيلو متر على طول الحدود الشرقية والشمالية.

واعتبر ذلك جريمة يترتب عليها تداعيات خطيرة لجهة تهديد حياة سكان تلك المناطق والمزارعين الذين يملكون أراضي فيها، وحرمان عشرات الأسر من مصدر رزقها، واقتطاع نسبة مهمة من أراضي القطاع المخصصة لأغراض الزراعة، بالنظر إلى أن الأراضي المستهدفة كافة هي أراضي زراعية وتمثل نسبة مهمة من مجموع الأراضي المخصصة لأغراض الزراعة في قطاع غزة

» قطف الزيتون بغزة.. الرحلة جماعية خوفا من الرصاص الإسرائيلي
» إسرائيل تلوّح بعملية "الرصاص المسبوك 2"
» الجدار الفولاذي الذي تبنيه مصر على حدود قطاع غزة انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
» " إسرائيل " تحتجز جثامين 25 شهيداً من قطاع غزة منذ العام 1994
» سنابل القمح في غزة يحصدها الرصاص