وزير الاتصالات اللبناني يكشف النقاب عن عمليات اختراق اسرائيلية واسعة ودقيقة لكافة وسائل الاتصالات في لبنان

وزير الاتصالات اللبناني يكشف النقاب عن عمليات اختراق اسرائيلية واسعة
ودقيقة لكافة وسائل الاتصالات في لبنان
الثلاثاء نوفمبر 23 2010

لبنان: اسرائيل اخترقت كافة الاتصالات السلكية وشبكات المحمول والانترنت

بيروت - من حسن اللقيس - بانتظار بلورة المسعى السعودي - السوري لايجاد حل توافقي بخصوص محكمة التحقيق الدولي في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ظهر ملف جديد قديم يدخل في صلب التحقيقات، وهو شبكة الاتصالات والادلة الوضعية التي يبدو ان التحقيق الدولي يعول عليها كثيرا لتوجيه الاتهامات لحزب الله، خاصة بعد صدور التحقيق الذي بثته محطة التلفزيون الكندية "سي بي سي" والذي يشير الى ان المحققين اعتمدوا على الاتصالات الهاتفية لاتهام حزب الله، كما ان التحقيقات التي اجراها المحققون في وقت سابق مع اعضاء في حزب الله تركزت حول هذه النقطة.

ومنذ ذلك الوقت ويقوم حزب الله بحملة للتدليل على ان شبكة اتصالات في لبنان مخترقة بالكامل، ويستطيع الاسرائيلي اللعب بشرائح البطاقات الهاتفية، واستخدام هواتف ملوثة الى ما هنالك من امور تقنية تؤكد تصرف العدو بهذا القطاع في لبنان.

وفي هذا السياق قال وزير الاتصالات شربل نحاس اليوم في مؤتمر صحافي عقد في الوزارة بحضور رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله وعدد من الخبراء الذين فندوا كيفية دخول اسرائيل على شبكة الهاتف وتجسسها على الجميع وتلاعبها في المكالمات الهاتفية "ان تقنية الاتصالات الحديثة معرضة للاختراق بوسائل مختلفة. ودقة انظمة عمل الشبكات وسهولة تحويل انظمة حمايتها لوسائل لاختراقها تستوجب المراقبة، مشددا على انه لا مجال للنظر الى قطاع الاتصالات في بلد يواجه عدوانية دولة هي من الاكثر تقدما في العالم في مجال حماية الاتصالات وفي الشيفرات وانظمة الحماية على انه مجرد قطاع تجاري او ريعي او احتكاري، بل هو ايضا قطاع تقني وامني من الواجب ان نتعاطى معه على هذا الاساس".

ولفت نحاس الى صدور قرار عن المؤتمر الدولي للاتصالات نص على ان مرافق الاتصالات في لبنان قد تعرضت، ولا تزال للقرصنة والتعطيل وبث الفتنة من اسرائيل، على الشبكات الثابتة والخليوية، وبحق لبنان الكامل بالحصول على تعويض عن الاضرار التي لحقت بشبكته للاتصالات.

اما النائب حسن فضل الله فقال: "اننا اليوم امام قضية وطنية تتعلق بالامن القومي الذي يفترض فيه ان يكون محفوظا وهذه قضية تتعلق بامن القوى السياسية على مختلف انتماءاتها لكل مواطن، لان ما اصاب قطاع الاتصالات اصاب كل شيء"، داعيا جميع اللبنانيين الى العمل سويا لمواجهة الخطر على امنهم.

واشار الى ان الخطوات المقبلة لملاحقة هذا الملف ستكون في الايام القليلة القادمة وسيتم الاعلان عنها، وسيكون مجال للمتضررين من دخول اسرائيل على شبكة الاتصالات اللبنانية من التقدم بشكاوى ضدها متسلحين بالمعلومات التي تبرهن تدخل اسرايئل في خصوصياتهم ومكالماتهم والتجسس عليهم.

واتهم النائب اللبناني حسن فضل الله اجهزة المخابرات الاسرائيلية بزرع "خطوط هاتفية سرية" داخل اجهزة خليوية يستخدمها عناصر من الحزب.

وقال فضل الله في المؤتمر الصحافي خصص لاستعراض "الخروقات الاسرائيلية" لقطاع الاتصالات اللبناني "نعم تمكن العدو من زرع خط هاتفي سري كان يشتريه له عملاؤه على الارض داخل خطوط هاتفية لمقاومين حتى تتزامن حركة الخطوط مع بعضها البعض".

واوضح ان فنيين في حزب الله ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنوا من "كشف هذا السر الكبير الذي يؤكد قدرة اسرائيل على زرع خط هاتفي سري في خط هاتفي عادي بعدما حير العقول لفترة طويلة".

وروى ان القصة بدات بعدما شكك فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي بولاء ثلاثة عناصر في حزب الله "ظهر انهم يستخدمون ارقاما هاتفية اشتراها عميل لاسرائيل".

واوضح فضل الله ان حزب الله "اجرى تحقيقا معقدا في المسألة (...) ولم يجد اي خطوط هاتفية ثانية مع المقاومين الثلاثة".

وشرح ايضا ان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية "قادرة على زرع خطوط سرية داخل اجهزة خليوية من خلال برمجيات متطورة وامطار الهاتف باكثر من الف رسالة غير مرئية لا يعلم بها صاحب الهاتف".

ويأتي اتهام فضل الله لاسرائيل بعدما ذكر التلفزيون الكندي العام "سي بي سي" الاثنين انه حصل على نسخ من تقارير لمحققين دوليين حول تحليل اتصالات بالهواتف الخليوية مرتبطة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير العام 2005 وتشير الى تورط لحزب الله.

لكن فضل الله اكد ان توقيت المؤتمر الصحافي غير مرتبط بهذه المسألة.

وفي سياق متصل، بدأ العد العكسي لصدور القرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، المتوقع وحسب التسريبات العديدة، قبل نهاية العام الحالي وبالتحديد ما بين 20 و42 من شهر كانون الاول (ديسمبر) المقبل.

وتشير التسريبات العديدة ايضا الى ان قرار مدعي عام المحكمة الدولية القاضي دانيال بلمار سيتضمن اتهاما لحزب الله في الضلوع بعملية اغنيال رفيق الحريري.

وهناك سباق اليوم بين المساعي السعودية - السورية لايجاد حل توافقي لمشكلة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والجهود الغربية التي تصر على قيام المحكمة ومتابعة اعمالها، بغض النظر عن النتائج التي بمكن ان تترتب على نتائج التحقيق على صعيد الوحدة الوطنية والاستقرار في لبنان.

ولا تزال مواقف القوى السياسية الاساسية في البلاد على حالها، فقوى "8 اذار" تريد حلا قبل صدور القرارالظني وقوى "14 اذار" تريد قرارا ظنيا كي يبدأ معه الحديث عن حلول لاستيعاب اي اتهام لحزب الله بالتورط في هذه الجريمة.

ويصر حزب الله ومعه المعارضة بجميع اطيافها على انهاء هذا الملف اليوم، وقد بدأوا بتنفيذ خطتهم لاجبار الحكومة على تلبية مطالبهم عبر الاعلان عن عدم مشاركة وزراءهم في اي جلسة لمجلس الوزراء قبل البت بملف شهود الزور، والموالاة لا تعترف بوجود هكذا ملف وتحمل المعارضة مسؤولية تعطيل مصالح المواطنيين.

ويعتقد البعض ان الحل بعد صدور القرار الظني او التفاوض بين الموالاة والمعارضة لاستيعاب تداعياته ممكن، فيما يرى البعض الاخر استحالة في التواصل بين الافرقاء الاساسيين بعد صدور القرار وفيه اتهام لحزب الله.

» هناك سيطرة اسرائيلية كاملة على الاتصالات في لبنان
» "عملاء الهاتف" في لبنان: حصلوا على المفاتيح السرية لشبكة الاتصالات وزوروا البصمة الصوتية
» لبنان يدعو مجلس الامن لجلسة طارئة تبحث جريمة اسطول الحرية وادانات لبنانية واسعة
» مطلوب مشرفين لكافة اقسام شبكة منتديات الدوايمة
» عميل لبناني لـ"موساد" تقلد منصبا حساسا في الاتصالات