هل هناك بدائل فعلاً

هل هناك بدائل فعلاً

الكاتب : أسامة عبد الرحمن
2010-12-20

عندما يقرر الطرف الفلسطيني أن هناك بدائل قد يلجأ إليها إذا استمر وقف المفاوضات بسبب التعنت الصهيوني في ما يتعلق بتمديد التجميد الجزئي للاستيطان، فمن بين تلك البدائل الطلب من الإدارة الأمريكية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو(حزيران)،1967 أو الذهاب إلى مجلس الأمن، فذلك يبدو مراوحة في المكان، أو العودة في كل مرة إلى نقطة الصفر، ذلك أن الطرف الفلسطيني كان يشترط تجميد الاستيطان تماماً كشرط للدخول في أي مفاوضات، ثم دخل المفاوضات غير المباشرة وعلق هذا الشرط تحت وطأة ضغط أمريكي، ثم اشترط عدم الانتقال إلى مفاوضات مباشرة إلا عند حدوث تقدم في المفاوضات غير المباشرة، ودخل في المفاوضات المباشرة التي تعثرت من دون حدوث ذلك التقدم تحت وطأة ضغط أمريكي أيضاً. وكان الطرف الفلسطيني قد أعلن عن طلبه من الإدارة الأمريكية الاعتراف بمرجعية حدود ،1967 فلم تستجب، كما أنه أعلن عن فكرة الذهاب إلى مجلس الأمن، ورفضت الإدارة الأمريكية هذا التوجه، وهي قادرة على الإجهاز عليه حتى لو وصل إلى مجلس الأمن.
فإذا كانت البدائل تتمحور حول هذه الأفكار، فإن الطرف الفلسطيني على بينة من انسداد الأفق أمامها، وقد أيقن ذلك منذ مدة عندما طرح هذه الأفكار وأحسن ظنه في الإدارة الأمريكية متوقعاً أن يقبل بهذا الطرح. وكان موقف الإدارة الأمريكية واضحاً، فقد رفضت الاعتراف بمرجعية حدود ،1967 كما رفضت فكرة الذهاب إلى مجلس الأمن واعتبرت المفاوضات الإطار الوحيد للوصول إلى حل القضية.
وهكذا فإن إعادة طرح هذه الأفكار واعتبارها بدائل، لن يضيف جديداً، وسيؤول بها المآل إلى الانكسار أمام جدار الرفض الأمريكي، وسيكون الأفق أمامها مسدوداً. فكيف تعتبر بدلائل إلا إن كان ذلك على المستوى النظري؟ والطرح على المستوى النظري قد يكون منطقياً وموضوعياً، ولكنه ليس له أي رصيد على صعيد الواقع. ومعروف أن الإدارة الأمريكية لا تعترف بمرجعية حدود 1967 وقد أعلنت أن المرجعية يحددها الطرف الفلسطيني والطرف الصهيوني من خلال المفاوضات، مع أن هذا تجاوز للقانون الدولي والشرعية الدولية. كما أنها رفضت فكرة الذهاب إلى مجلس الأمن. ويعرف الطرف الفلسطيني والعربي، أنه حتى لو تم الإصرار على الذهاب إلى مجلس الأمن فإن الإدارة الأمريكية ستكون بالمرصاد، وهي صاحبة ثقل كبير فيه، ومن الممكن أن تجهز على أي مشروع يتقدم به الطرف الفلسطيني والعربي في هذا الاتجاه.
وهكذا يبدو جلياً، أنه ليس هناك بدائل فعلية، وأن الإدارة الأمريكية لن تقبل بغير المفاوضات. كما يتضح جلياً أن البديل الفعلي والحقيقي هو المقاومة، ولكن البديل غير مقبول من السلطة الفلسطينية التي جعلت السلام خياراً وحيداً. كما أن النظام الرسمي العربي لا يدعم هذا البديل بعد أن ألغى خيار المواجهة المسلحة، واختار السلام خياراً وحيداً توجه بمبادرة السلام العربية.
وفي هذا السياق فإن البديل الفعلي والحقيقي هو المقاومة، وهذا الخيار ليس له حضور فعلي، ولا يحظى بدعم حقيقي، ولا يمثل توجهاً لدى السلطة الفلسطينية، أو لدى النظام الرسمي العربي إجمالاً.
ومن هذا المنطلق، فإن ما يعتبره الطرف الفلسطيني بدائل ليست بدائل على محك الواقع منذ أن طرحها منذ مدة وواجه أفقاً مسدوداً بسبب الرفض الأمريكي، ولذلك فإن إعادة طرحها سيواجه نفس المآل، وتبقى بدائله معلقة حتى إشعار آخر، وليس لها محل من الإعراب على صعيد الواقع.

» هناك وطن إسمه فلسطين.. لا يوجد هناك ضفة غربية و قطاع غزة..
» هل ما زال هناك تضحيه ؟؟!!
» «لن تكون هناك قدس شرقية بعد عشرة أشهر»
» نعم هناك مؤامرة على سورية
» هناك في فج الريح: رواية الغربة والفراق والسخرية