القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية.. لك الله يا "غرناطة"؟!

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

ثقافة "العجز" تتوج القدس عاصمة أبدية

حذام خريّف

مثلما ضاعت القضية الفلسطينية من بين أيدي العرب عسكريا وسياسيا يبدو أن هذه القضية التي أصبحت مثل "قميص عثمان" يتاجر به من هبّ ودبّ، بدأت تأخذ طريقها للضياع من أصحاب القضية ثقافيا وفنيّا أيضا، وأبلغ تأكيد لهذا الضياع قرار "التحدي" الذي اتخذه وزراء الثقافة العرب في الدوحة باعتبار القدس "أولى القبلتين" عاصمة للثقافة العربية إلى الأبد في مهمة للدفاع عن نفسها، في حين أن الحقيقة عكس ذلك، فهذه الثقافة فاشلة حتى في إثبات هويتها، أما القرار الجماعي بتكريم القدس فلم يصدر عن "قويّ مقتدر" وإنما صدر عن عاجز ينكر عجزه عن فعل شيء.

القرار بإعلان القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، رغم أنه في ظاهره موقف عروبي ومطلوب إلا أن باطنه يتضمن موقفا استسلاميا خطيرا مفاده أن "ثقافة البكاء" على جوهرتنا الضائعة سيتواصل إلى الأبد مثلما يبكي بعضنا منذ قرون على ضياع الاندلس ودُرّتها غرناطة؛ في حين أن القضية الفلسطينية ومأساتها أصبحت كل ألسنة الأرض "تبتدع" للدفاع عنهما وتبحث عن موطئ قدم حولهما، إلا لسان العرب الذي حلّت به لعنة وأصبح أخرس لا يجيد غير المهاترات والفوضى، فبعد الأتراك والإيرانيين، ونكاية في العرب، جاء دور اليهود والأمريكان أيضا لـ "الدفاع" عن القضية الفلسطينية، ولكن وفق مبدأ "دس السم في العسل".

والقصة هنا بطلها فيلم "ميرال" للمخرج اليهودي الأمريكي جوليان شنابل، الذي رُوّج له تحت عنوان "يهودي أمريكي ينتصر للقضية الفلسطينية".. ومثل هذا العنوان من شأنه أن يجلب الانتباه خاصة إذا صاحبته تقارير تزعم أن الفيلم أثار جدلا كبيرا في الأوساط الاسرائيلية حتى أن صحافة الاحتلال وصفته بـ"الخطير".

والضجة التي صاحبت فيلم "ميرال"، المقتبس من رواية سيرة ذاتية للكاتبة الفلسطينية رولا جبريل، تذكّرنا بالأعمال التركية التي تمّ عرضها على الفضائيات العربية مؤخرا وتناولت القضية الفلسطينية؛ فحين عرضت فضائيات عربية "وادي الذئاب" و"صرخة حجر" اللذين تطرّقا إلى المأساة الفلسطينية هلّلنا سرورا و"توهّمنا" أن اسرائيل قد "تأثّرت" حقّا بما جاء في تلك الأعمال التي تاجرت بقضية العرب وحقّقت بفضلها نجاحا كبيرا دعّمه شحّ عربي فادح في الأعمال الفنية التي تتطرق للقضية بشكل مباشر وقوي، حتى أننا غفلنا عن المغالطات الكثيرة التي جاءت في هذه الأعمال.
وبعد أن انتهى عرض هذه المسلسلات، تبيّن أن كلّ تلك الضوضاء لم تكن سوى "بروباغندا" إعلامية؛ فغرور إسرائيل لن تؤثّر فيه بضعة مشاهد مصوّرة وعمل درامي يفضح الصمت العربي أكثر مما يفضح ممارساتها الوحشية.. وهذا هو الحال مع فيلم "ميرال".

يعرض "ميرال" قصة أربع فلسطينيات؛ هند ونادية وفاطمة وميرال، هنّ حكاية فلسطين منذ 1948 إلى اليوم. فهند الحسيني "هيام عباس"، هي رمز فلسطين قبل الاحتلال، ابنة عائلة الحسيني القدسية، تنشأ بعد نكبة 1948 مدرسة لرعاية الأطفال من أبناء الشهداء. ونادية "ياسمين المصري"، "فلسطين ما بعد النكبة"، فتاة فلسطينية هربت من منزل والديها بعد أن تعرّضت لجريمة اغتصاب من قبل زوج أمها؛ لتجد نفسها راقصة في نوادي المحتلّ، بعد ذلك تدخل السجن؛ ثمّ تتزوّج الشيخ جمال إمام مسجد رافض لمبدأ المقاومة، وهو زميلتها في السحن فاطمة "ربا بلال"، "فلسطين ما بعد أوسلو 1994"، وهي فتاة استشهادية محكوم عليها بثلاثة مؤبدات؛.. ورغم زواجها بجمال تظل نادية تعيش حياة الضياع لتنتهي في قاع البحر تاركة ميرال "فريدا بينتو" يتيمة ودون هوية.

من الناحية الفنية لم يكن الفيلم في المستوى المتوقّع، لا على مستوى الإخراج ولا على مستوى الطرح؛ فكيف لفيلم عن فلسطين العربية اللغة والأصل أن يكون مقنعا وأبطاله يتحاورون باللغة الانجليزية، وكيف يمكن لممثلة هندية، مهما كانت درجة اتقانها للدور، أن تنقل للمشاهد العالمي قبل العربي، ذلك الاحساس بالوجع والألم الذي يجيش في صدر كل امرأة فلسطينية؟

ادّعى "ميرال" أنه عمل مدافع عن فلسطين ومع ذلك غيّب الأفعال الاسرائيلية وممارساتها الوحشية المشينة، واختصر قصة أكبر عملية تهجير في التاريخ الإنساني في بضع صور ومشاهد لا تختلف كثيرا عمّا نشاهده يوميا في نشرات الأخبار؛ وقبله قدّم مسلسل "صرخة حجر" التركي صورة مشوّهة عن الأسيرات الفلسطينيات؛ في حين أن أصحاب القضية يكتفون بالكلام "المباح".

وعلى مدى دقائق الفيلم الطويلة بدت صورة فلسطين حزينة عكست نظرة اعتقدنا أنها "تعاطف" مع الأرض المحتلّة، وكدنا ننسى أن العين التي تنقل صور الألم الفلسطيني، هي عين المخرج الأمريكي جوليان شنابل.

ولكن مع وصول الفيلم إلى نهايته نكتشف أننا خرجنا بنفس الأسئلة بل وبوجع أشدّ وحيرة أعمق بشأن حقيقة ما يخفيه الفيلم بين سطوره من مواقف سياسية؟ وإلى أي مدى "تفيد" الأفلام الغربية القضية الفلسطينية في ظلّ "التجاهل" السينمائي العربي؟

الفيلم ينتهي بمشهد بدأ به، جنازة هند الحسيني، ثم قولة إسحاق رابين في تصريحات تمهيدية لاتفاقية أوسلو "نحن نصنع السلام لا نحلم به".. ولكن المشكّك في هذه النهاية أن المخرج الأمريكي ركّز على دعوة رابين المزعومة للسلام في حين لم يشر إلى عملية اغتياله على يد متطرّف اسرائيلي.. واكتفى بموت هند، بالتزامن مع توقيع معاهدة أوسلو، لتحلّ محلّها "فلسطين ميرال"، التي تؤمن بأن الحل يكمن في قيام الدولتين؛ وهو الموقف الذي ينادي به الفيلم صراحة، وقد عكسه بوضوح استخدام اللغتين العربية والانجليزية في حوار الشخصيات مع تغليب اللغة الانجليزية.

الاسرائيليون قالوا وأنجزوا، قالوا "إننا لن نسمح أبدا بأن تعود القدس لتكون مدينة مكتئبة وحزينة ومقسمة وسنواصل عملية البناء فيها.. وأنه لا يمكن تحقيق التطور والازدهار في مدينة مقسمة ولا يمكن تقسيم مدينة نشطة"، وتحوّل هذا القول إلى واقع ملموس من خلال المستوطنات التي ترتفع ضاربة عرض الحائط بكلّ القوانين والاعتراضات الدولية.

والعرب أيضا قالوا ولكن كلامهم بقي هباء منثورا؛ ومنذ أكثر من سنة كانت القدس المحتلة عاصمة الثقافة العربية، فماذا قدّمت السينما العربية لها؟ فالاحتفاء بالقدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، كما قال الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، لن تكون له قيمة، وسيبقى مثل غيره من "مبادرات" العرب حبرا على ورق ومجرد شعار يُعلن عنه ويمضي...؛ فالقدس عاصمة أبدية للعرب سواء صرّح بذلك وزراء الثقافة العرب أم لم يصرّحوا.

لقد أثخنت القضية الفلسطينية بالشعارات، وهي لم تعد بحاجة إلى ذلك، بل تحتاج إلى الفعل والفعل ثمّ الفعل، هذا هو المطلوب، وعلى رأس هذا الفعل تأتي المبادرات الفنية والثقافية قبل السياسية، والفنانون والمثقفون هم المطالبون في المقام الأول، قبل السياسيين، بتحويل هذا الشعار إلى واقع ملموس، الساسة مهمّتهم لا تتعدى تسهيل الطرق وفتح المعابر في حين أن الفنانين والمثقفين هم قادة الشعوب ولسان ثوراتها.

فلو كان "البكاء" والتحسّر مفيدين لاستعاد العرب الأندلس التي مازالوا يعتبرونها إلى اليوم فردوسهم المفقود، ويندبون حظّهم العاثر على ضياع مدينة لم تكن أصلا مدينتهم؛ ولو كانت قرارات الساسة العرب ذات فائدة لما احتفل الاسرئيليون بالذكرى الثالثة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم ولأنقذ القدس "وعد بلفور" عربي.

القدس هي فلسطين، هي حيفا ويافا، وغزة ورام الله...، وكفر قاسم التي مرّت الذكرى الرابعة والخمسون لمجزرتها الرهيبة مرور الكرام، وسط عاصفة هوجاء من الانقسامات والصراعات تعصف بالفلسطينيين، و"الإخوة" العرب كلّ منهم غارق في همومه ومشاكله وتحالفاته الثنائية وانقساماته الإعلامية، والفنانون يتنقّلون من هذا المهرجان إلى ذاك، والمثقّفون معتكفون في أبراجهم ينظرون شزرا إلى هذا الجمود العربي.

ولا يحقّ لنا أن نلوم المخرج الأمريكي اليهودي جوليان شنابل على موقفه وطريقة طرحه، فإذا "كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغيّر المدافعين، لا أن نغيّر القضية"، مثلما نصحنا غسان كنفاني.

عضو ذهبي *المزاج* : حسب الظروف

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم

أخ نضال
يُقال( الجرح ما بيوجع إلا صاحبه)فقضيتنا لن يستطيع أحد أن ينقل تفاصيلها إلا من عاشها حتى نحن من نعتبر أنفسنا مستنا بعض الآلام لم نعش في قلب العاصفة التي قلبت كل الموازين هناك
خلف الأسلاك الشائكة.
لن تستطيع تلك الأعمال التي يعتقدون أننا من السذاجة بأن نصدق أن نواياهم خير حين قاموا بعملها
أن تنقل واقع مرير بكل حيثياته.
لا ننكر أن هناك من يتعاطف مع القضية ولكن معظمهم صوتهم غير مسموع كصوتنا ,ومن صوته مسموع فإنه يقنع العالم بأن اليهودي صاحب حق والفلسطيني هو المعتدي لأن الإعلام المضلل تبنى هذه القضية .
وكم رأيت وبصدق مثل هذه النماذج عندما كانت تأتي عند الوالد من أمريكا وأوروبا يقولون أنا الصورة التي تصلهم غير التي رأوها على أرض الواقع.
ولن يصل صوتنا أبداً إذا بقينا نتحدث لبعضنا ونثور على بعضنا (يعني منا وفينا)والأصوات لا تتعدى دائرة محيطنا العربي.
هل هذا مانريد ؟نحن نعرف قضيتنا والغرب هو من بحاجة للمعرفة عن طريق إعلام هادف موجه.

بسمة زرارة

من كثرة التباكي وقلة الملاحم
ابتلعت القدس وكل بلادي وبلادك
اغسليني يا قدس
بطهركِ
وبقرآنكِ طهريني
علميني ياقدس العبادة والسجود
كما أنتِ للَّه عابدة
وبليلة القدر للَّه ساجدة
قربيني بقربكِ يا حنونة وإحضنيني
فغداً أنا قادم إليكِ وعلى الأكتاف محمولاً
وأين لي بالدفئ ان لم اجده في حضنك
يا قدس يا حبيبة الأنبياء والشهداء
يا حبيبتي
الحمد للَّه الذي خلق السماوات والأرض
وأختار بلادي لتكون قدسها هي قدس الأقداس
ولد عيسى إبن مريم عليهم
السلام على ترابكِ
واليك اسري بمُحمد عليه الصلاة والسلام
ومنك عرج به الى السماء بقدر من اللَّه العظيم
ما حك جلدك غير ظفرك فتولى انت جميع امرك
لايطهر الارض الا دماء ابنائها
ولا يحس بالالم الا من به وجع

» الدوايمة تلبية لنداء عباس النوري اخي العربي لنعلن معاً.. القدس عاصمة ابدية للثقافة العربية
» القدس القديمة هي مركز مدينة القدس العاصمة ألابدية للثقافة العربية
» مهرجان القدس العاصمة الابدية للثقافة العربية
» مهرجان القدس العاصمة الابدية للثقافة العربية
» كلمة منتدى قرية الدوايمة في مهرجان القدس عاصمة لثقافة العربية .. زهرة المدائن في الوجدان