* العدوان على غزة: أرقام وحقائق ليست لمجرد الذكرى!

الكاتب : هشام منوّر
تاريخ المقال : 2010-12-28

قبل عامين من الآن، وبعد يومين فقط من احتفالات العالم بذكرى عيد الميلاد المجيد، صبت آلة الحرب الإسرائيلية رصاصها المصهور على كامل قطاع غزة، في محاولة لاستعادة شيء من كبرياء جيشها المهزوم في حربه على لبنان عام 2006.
العدوان على غزة آنذاك لم يكن مجرد نزهة حربية قصيرة لآلة الحرب الإسرائيلية التي عجزت عن كسر شوكة الشعب الفلسطيني وهزيمته، بل انعكست آثارها السياسية والعسكرية على مجمل الوضع الإقليمي، وشهدت انقساماً عربياً غير مبرر حول نصرة شعب يقف وحده مقاوماً أمام عدو العرب والمسلمين جميعاً، في حين استمرت المعاناة الإنسانية لأهل غزة أياماً وشهوراً بعد ذلك، وانعكست حصاراً برياً وبحرياً وجوياً.
في السابع والعشرين من عام 2008، شن الكيان الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، واستمر العدوان لثلاثة أسابيع متواصلة، صبّ خلاله من جام حقده وعنصريته آلاف الأطنان من القنابل والقذائف المحرمة دولياً على شعب أعزل، فكان العدوان الأكثر دموية، حتى الآن، خلال أربعة عقود من الصراع معه منذ عام 1967. أرقام وإحصائيات العدوان تضعنا مباشرة مع حجم العدوان وما خلفه من دمار في القطاع:
ـ 22 يوماً هي عدد الأيام التي استغرقها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما سمي عملية «الرصاص المصبوب»، حيث بدأت العملية في 27 (كانون الأول) 2008، واستمرت الحرب حتى 17 كانون الثاني 2009، عندما قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إطلاق النار من جانب واحد.
ـ 1417 فلسطينياً في غزة ارتقوا شهداء جراء العدوان، موزعين كالتالي:
ـ 926 مدنياً، بينهم (313 طفلاً و116 امرأة).
ـ 255 شرطياً.
ـ 236 من عناصر المقاومة.
ـ 5450 عدد الجرحى من الفلسطينيين، بينهم 1606 أطفال و828 امرأة.
ـ 1.9 مليار دولار حجم الخسائر الاقتصادية المباشرة التي تكبدها قطاع غزة نتيجة العدوان، وتشمل تدمير (4100) مسكن بشكل كامل، ونحو (35) مسجداً، و(120) مبنى حكومياً، و(3) مقرّات تابعة للأونروا، إلى جانب 17 ألف مسكن آخر دمرت بشكل جزئي. تقرير الأمم المتحدة أفاد حينها بأن رد الكيان الإسرائيلي على ذريعة الهجمات الصاروخية لشن عدوانه لم يكن متكافئاً، وأنه لم يتخذ خطوات كافية وفعالة لتفادي سقوط عدد كبير من المدنيين. بينما استخدم الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية خلال العملية بإجبارهم على تفتيش منازل المسلحين تحت تهديد السلاح أحياناً». وجاء تقرير لجنة غولدستون ليؤكد «أن قوات إسرائيلية اعتقلت عدداً كبيراً من الفلسطينيين لاستجوابهم واحتجزتهم في ظروف قاسية». ويصف تلك التصرفات بأنها ترقى إلى جرائم حرب. إذاً، هي جرائم حرب جديدة تضاف إلى سجل إسرائيل الزاخر بما لم يعد يندى له جبين المجتمع الدولي، وبينما يعيش قطاع غزة على شفير تصعيد إسرائيلي جديد يتزامن مع الذكرى الثانية للعدوان، يعرف المشهد الفلسطيني انقساماً حاداً لم تنجح معه جولات المصالحة المتكررة، والتي أضحت تذكرنا بجولات التفاوض المتناسلة، في توحيد الصف الفلسطيني أمام العدوان الجديد المرتقب، لتجعل من أرقام وإحصاءات عدوان غزة السابق تاريخاً قد يعيد نفسه قريباً... وربما في القريب العاجل.

» النكبة تفاصيل وحقائق
» أرقام في جسم الإنسان
» برج دبي.. أرقام قياسية لعرش جديد
» ذكرى العدوان الصهيوني على غزة.. النتائج والتداعيات
» عشية مؤتمر الاستثمار.. الاقتصاد الفلسطيني في أرقام