الجزيرة تكشف 1600 وثيقة سرية للمفاوضات

الجزيرة تكشف 1600 وثيقة سرية للمفاوضات

بدات قناة الجزيرة الفضائية في اطار برنامج حصاد يوم أمس الأحد نشر وثائق بعنوان" كشف المستور" . وقالت الجزيرة ان لديها نحو 1600 وثيقة تتحدث عن اسرار المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية خلال عشر سنوات .

وقد دشنت شبكة الجزيرة موقعا جديدا أطلقت عليه "كشاف الجزيرة" مستهدفة إطلاع المهتمين على ما يدور في غرف السياسيين المغلقة أو ما يتاح من أسرار حول قصص الفساد ومواضيع انتهاك حقوق الإنسان، وغير ذلك.

وبدأت الشبكة يوم أمس كشف العديد من الوثائق المرتبطة بالمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، بادئة بالقدس، وفي اليوم الثاني اللاجئين ثم التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وفيما بعد الأسرار المرتبطة بالعدوان على غزة قبل سنتين، وتأجيل تقرير غولدستون ومواضع أخرى مهمة.

الجزيرة تكشف 1600 وثيقة سرية للمفاوضات 25654d3d2a041518b

الجزيرة تكشف 1600 وثيقة سرية للمفاوضات 25654d3d2a041518b

وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان واشنطن تفحص الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة الليلة الماضية والتي تشير الى ان الجانب الفلسطيني أبدى مرونة غير مسبوقة عندما قدم تصورا خاصا بالبلدة القديمة من القدس.

وأكد الناطق بلسان الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة لا يمكنها في المرحلة الراهنة تأكيد صحة هذه الوثائق وانها ما زالت تركز جهودها على تحقيق حل الدولتين.

واضاف ان واشنطن ستواصل العمل مع جميع الاطراف بغية تقليص الفجوات حول القضايا الجوهرية.

من جانب آخر أعرب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات عن استعداد السلطة لنشر وثائقها وأرشيفها الخاص بملفات المفاوضات مع إسرائيل لتوضيح المواقف للرأي العام الفلسطيني والعربي.

وجاء ذلك في إطار رد عريقات على المعلومات الواردة في الوثائق السرية التي بدأت الجزيرة الأحد في نشرها والمتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

الرئيس عباس عن الوثائق المسربة:
تخلط عمداً مواقف الجانبين ولا سر لدينا وهذا ما تعرفه الدول العربية كلها

الأثنين يناير 24 2011

مستوطنة "غفعات زئيف"

رام الله، لندن، الدوحة - - قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الاثنين ان الوثائق التي سربتها قناة "الجزيرة" القطرية وتكشف تفاصيل عن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين "تخلط عن عمد مواقف الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وهذا عيب". وسئل الرئيس عباس، بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك، عن الوثائق التي بثتها قناة "الجزيرة"، فقال ان "المقصود من ذلك هو الخلط، فقد رأيت بنفسي ما عرضته القناة ويقال انه فلسطيني بينما هو اسرائيلي".

وتابع: "اقول بمنتهى الصراحة ليس لدينا سر، وهذا ما تعرفه الدول العربية مجتمعة او منفردة، فكل المفاوضات التي نجريها او اللقاءات وكل قضية نطرحها او تطرح علينا نقدمها بتفاصيلها الى الدول العربية مشفوعة بكل الوثائق والاوراق ولذلك فعندما يحدث خلط مثلما اذيع فهذا امر مقصود وهذا عيب".

وفي الوقت نفسه، اتهم امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه قناة "الجزيرة" والقيادة القطرية بشن حملة سياسية، تزامناً مع الحملة الاسرائيلية، لتشويه مواقف لقيادة الشعب الفلسطيني.

ويوحي ما نشر من الوثائق التي حصلت عليها "الجزيرة" وسربتها معها حصرياً صحيفة "ذي غارديان" البريطانية بأن المفاوضين الفلسطينيين عرضوا على إسرائيل تنازلات أكبر بكثير مما كشف من قبل.

وقد قال الرئيس عباس في مناسبات عدة وفي تصريحات له في الآونة الاخيرة نشرتها ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي اقتربا من حل يعيد للفلسطينيين 95 في المئة من الضفة الغربية على ان يجري تبادل للاراضي بشكل متكافىء مساحةً ونوعاً، موضحاً ان اضطرار رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الحين ايهود اولمرت الى الاستقالة بسبب شبهات بالفساد حال دون انجاز اتفاق نهائي.

وفند عبد ربه اليوم ما ورد في الوثائق المسربة من نقاط وصفها بأنها مجتزأة وخارج نطاقها الصحيح عن المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية منذ 1999 حتى 2010. واعطى عبد ربه امثلةً محددة على ذلك الاجتزاء مفنداً في كل حالة ما ركزت عليه قناة "الجزيرة" في تقاريرها.

وقال عبد ربه ان "الجزيرة لعبت دورا سياسيا، بعيدا عن المهنية، تحت ستار كشف وثائق لوقائع المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية" وانها هدفت من هذا الكشف الى "خداع وتضليل الرأي العام العربي بوثائق محرفة ومختلقة جرى تغيير مساقاتها المكانية والزمانية".

وحمل عبد ربه في شدة على توقيت الكشف عن هذه الوثائق تزامنا مع حملة اسرائيلية يقودها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته افيغدور ليبرمان، متهما المدير العام لـ"الجزيرة" وضاح خنفر وآخرين "يقفون خلفه" ممن اسماهم "اصحاب المواقف السياسية المسبقة" بالمشاركة في حملة ضد القيادة الفلسطينية.

وقال عبد ربه انه "في الوقت الذي تشن فيه اسرائيل ومن يدعمها في الاطار الدولي حملة شرسة ضد القيادة الفلسطينية وضد الرئيس محمود عباس تحديدا، ارتأى خنفر صاحب الاتجاه السياسي المعروف ومن يقف خلف

من جلسات المفاوضات

خنفر (في تلميح الى القيادة القطرية) ان يشاركهم الحملة".

وذكَر بموقف "الجزيرة" من الرئيس الراحل ياسر عرفات حين شنت عليه حملة شرسة، مشككة في حينه بمواقفه السياسية ووطنيته، وقال: "بالامس كانت الجزيرة تهاجم (الرئيس عرفات) ابو عمار تزامنا مع حملة اسرائيلية عيله انتهت باستشهاده، واليوم تقف الجزيرة جنبا الى جنب مع مواقف اسرائيل وتوجه سهامها الينا وصولا الى اضعافنا حتى نسقط تحت ضربات الاحتلال".

واوضح امين سر منظمة التحرير ان السبب وراء الحملة الاسرائيلية هو: "اولا رفضنا العودة الى المفاوضات من دون ادانة صريحة للاستيطان ووقف انشطته في الضفة الغربية والقدس. وثانيا بسبب توجهنا الى المحافل الدولية ونجاحنا في الحصول على تأييد قوي للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس".

وسخر عبد ربه من طريقة عرض "الجزيرة" للوثائق، وتحديدا الخرائط التي قال ان السلطة الفلسطينية نشرتها للعلن وارسلتها الى كافة الدول العربية على اساس انها خرائط اسرائيلية وليست خرائطنا، فيما الجزيرة افترضت انها خرائطنا وبنت عليها استنتاجات واكاذيب لا صحة لها ولا علاقة لها بالواقع"، موضحا ان حجم التبادل النهائي للارض لا يزيد عن 2 في المئة.

وفند عبد ربه ما قال انها مزاعم حول ضم مناطق من اراضي 1948 ذات الكثافة العربية وتحديداً منطقة المثلث، قائلا: "اننا حسمنا هذا الموقف ابتداءً ورفضناه بالمطلق، كما ان احدا لم يتطرق الى المثلت لا في الوثائق ولا في الخرائط".

وأشار عبد ربه الى ان ما نقل على لسان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "كان اجتزاءً من احاديث بعضها كان على سبيل المزاح والهزل، وليس بالضرورة مواقف سياسية تعبر عن مواقفنا السياسية الثابتة والمعلنة".

وارجع عبد ربه دافع "الجزيرة" لنشر الوثائق هو "محاولتها تقليد موقع ويكيليكس في نشر وثائق سرية" قائلاً ان "الجزيرة" كانت "قد فشلت سابقا في شراء" ذلك الموقع.

ودعا عبد ربه الى تشكيل لجنة من مؤسسات فلسطينية مستقلة لدراسة الوثائق التي بحوزة دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية"، وتقرير ما اذا كانت وثائق "الجزيرة صحيحة ام جرى عليها ما جرى من تلاعب".

واختتم عبد ربه مؤتمره الصحافي بـ"شكر" امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني على "اعطائه الضوء الاخضرلقناة الجزيرة لشن هذه الحملة السياسية ضد السلطة الفلسطينية، داعيا اياه الى "مكاشفة" اوسع "لتوضيح طبيعة الدور التجسسي للقاعدة الاميركية في قطر، وطبيعة علاقات قطر بإسرائيل وايران".

"ذي غارديان"

وقد نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم خمس صفحات عن تلك الوثائق التي ذكرت ان غالبيتها هي باللغة الانكليزية التي اعتمدت في المفاوضات بين الجانبين ومع الاميركيين. وقدمت الصحيفة للوثائق بالفقرات الآتية": "كشف اوسع تسريب لمستندات سرية في تاريخ الشرق الاوسط ان المفاوضين الفلسطينيين وافقوا سرا على القبول بضم اسرائيل لجميع المستوطنات التي اقيمت بصورة غير مشروعة في القدس الشرقية باستثناء

الرئيس عباس خلال مؤتمر صحافي في القاهرة اليوم الاثنين

واحدة. وقد جاء هذا العرض غير المسبوق ضمن سلسلة من التنازلات التي ستثير موجات صدمة بين الفلسطينيين وفي انحاء العالم العربي الواسع.

"وقد حصلت قناة "الجزيرة" على مجموعة تضم الاف الصفحات من السجلات الفلسطينية السرية التي تغطي اكثر من عقد من المفاوضات مع اسرائيل والولايات المتحدة وحصلت "ذي غارديان" على الحق الحصري في نشرها مع "الجزيرة". وتعطي هذه الصفحات معرفة عميقة غير عادية وواضحة لاسباب تآكل عملية السلام الجارية منذ 20 عاماً، والتي تعتبر الان في حكم الميتة.

"ومن بين ما تكشفه هذه المستندات التي ستنشر "ذي غارديان" معظمها تباعا على مدى الايام المقبلة، ما يأتي:

• مدى التنازلات السرية التي عرضها المفاوضون الفلسطينيون بما فيها ما يتعلق بقضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين التي تعتبر في غاية الحساسية.

• كيف طلب القادة الاسرائيليون في جلسات خاصة نقل بعض المواطنين الفلسطينيين الى الدولة الفلسطينية الجديدة.

• مستوى المودة في التعاون الخفي بين قوات الامن الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية.

• الدور المركزي للاستخبارات البريطانية في رسم خطة سرية لاجهاض حركة "حماس" في الاراضي الفلسطينية.

• كيف أبلغ المسؤولون في السلطة الفلسطينية على انفراد مسبقاً بالعدوان الاسرائيلي على غزة خلال العامين 2008-2009.

وتظهر الوثائق الفلسطينية كيف ان قادة منظمة التحرير الفلسطينية اقترحوا استبدال جزء من احدى ضواحي القدس الشرقية وهي ضاحية الشيخ جراح، التي تعتبر نقطباستثناءفيما عدا مستوطنة جبل ابو غنيم (ها حوماة)".

وقالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية اليوم إن الوثائق التي تسربت إلى قناة "الجزيرة" تكشف عن ضعف المفاوضين الفلسطينيين أمثال أحمد قريع (أبو علاء) وصائب عريقات في مقابل قوة المفاوضين الاسرائيليين مثل تسيبي ليفني.

وأضافت الصحيفة: "إن الانطباع الطاغي الذي يُستنتج من السجلات السرية لحوالي عقد من مفاوضات السلام الشرق أوسطية هو ضعف القادة الفلسطينيين ويأسهم، والثبات المتصلب للمفاوضين الاسرائيليين وأحيانا أسلوب الاحتقار الذي يُقابل به الجانب الفلسطيني من جانب السياسيين والمسؤولين الأميركيين.

وهي صورة توضح ببشاعة الانهيار التدريجي لعملية يعتقد الآن أنها وصلت إلى طريق مسدود. وتظهر الوثائق ان السلطة الفلسطينية تنزلق أحيانا نحو مناشدات مرهقة لنظرائهم الاسرائيليين، فضلا عن القادة الأميركيين. وخاطب رئيس الوفد المفاوض الفلسطيني آنذاك أحمد قريع، المعروف أيضا باسم "أبو علاء"، وزيرة الخارجية الاسرائيلية في حينه تسيبي ليفني، خلال المفاوضات في فندق الملك ديفيد بالقدس في حزيران (يونيو) 2008 بينما كانت تستعد لانتخابات حزبها "كاديما": "ربما سأصوت لك". وعندما أتيحت لليفني الفرصة ردت عليه بقوة: "لست في دوامة كبيرة".

وكانت كلمات قريع صدى لملاحظات سابقة صدرت عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجهها لأرييل شارون في حزيران (يونيو) 2005 خلال اجتماع في مقر شارون كان من الممكن أن تثير الغضب لو اطلع عليها الناس في ذلك الوقت.

فبعد أن استمع عباس إلى شارون وهو

صورة للحرم القدسي الشريف من الجو تظهر قبة الصخرة والمسجد الاقصى

يوبخه على عدم شن حملة على "البنية الإرهابية" لحماس وحركة الجهاد الإسلامي، ورد في الوثائق أن عباس قال: "بسرور اتقبل حقيقة أن شارون يعتبرني صديقا، وحقيقة أنني أعتبر شارون صديقا أيضا"، واضاف إن "كل رصاصة توجه نحو اسرائيل هي رصاصة توجه للفلسطينيين أيضا". وفي آذار 2008 ورد في الوثائق أن قريع حيّا كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة بهذه الكلمات: "أنت تعيدين الحياة للمنطقة عندما تحضرين إليها".

ولكن ومع فشل مفاوضات أنابوليس عامي 2007-2008 في الوصول إلى أي نتيجة، ونجاح حكومة بنيامين نتنياهو في مقاومة الضغط الأميركي لوقف التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة خلال العامين 2009 و2010، تظهر الوثائق المفاوضين الفلسطينيين وهم يتحدثون بنبرة جريحة ويائسة مع المسؤولين الأميركيين، في محاولة لإظهار مدى التنازلات التي قدموها من دون جدوى. واشتكى كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، في نوبة تذمر انفعالية – وذليلة كما هو واضح- لجورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن القيادة الفلسطينية في رام الله لم تحصل حتى على "ورقة التوت".

وقال :"مرت تسعة عشر عاما من المفاوضات ولم تقرروا بعد ما الذي ستفعلونه بنا... أوفينا بالتزاماتنا بموجب خطة خريطة الطريق. وحتى يوفال ديسكين (مدير جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي "شاباك") رفع قبعته احتراما بشأن الأمن. ولكن لا، إنهم لا يستطيعون منح تجميد مدته ستة شهور لنحصل على ورقة التوت".

وتابع عريقات قائلا إن كل ما كانت الولايات المتحدة مهتمة به "كان العلاقات العامة، والاخبار السريعة"، منهيا بطلب: "ما هو نفعي إن كنت موضوع تندر من جانب زوجتي، إن كنت ضعيفا جدا؟".

وبعد بضعة أشهر، في كانون الثاني (يناير) 2010، عاد عريقات للموضوع نفسه مع المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هيل، قائلا إنه كان يعرض على إسرائيل "أكبر أورشليم في التاريخ اليهودي" (مستخدما الاسم العبري للقدس)، "وعودة عدد رمزي من اللاجئين، ودولة منزوعة السلاح...ماذا يمكنني أن أعطي أكثر من ذلك؟".

لكن كما أصبح واضحا حتى في ظل الحكومة الإسرائيلية السابقة الأقل تشددا برئاسة إيهود أولمرت، فإن حجم التنازلات التي قدمها عريقات وغيره من المفاوضين في السلطة الفلسطينية –وهو أكثر بكثير مما يمكن أن يقبل به الجمهور الفلسطيني- لم يكن كافيا بالنسبة الى القادة الإسرائيليين.

وخلال أكثر المفاوضات كثافة في الفترة الأخيرة، قبل وبعد مؤتمر أنابوليس الذي عقده جورج بوش، فإن الوثائق تظهر أن الإسرائيليين كان يتصرفون بأسلوب رجال الأعمال. وفي محاولة لإظهار نيتها الحسنة، نقل عن ليفني تأكيدها ما كان الفلسطينيون يتهمون به الحكومات الإسرائيلية: خلق الوقائع على الأرض من أجل تجنب إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي لقاء جمع بينهما بالقدس الغربية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، أخبرت قريع أنها تعتقد أن الفلسطينيين يعتبرون البناء الاستيطاني على

الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية

أنه "مصادرة إسرائيل المزيد من الأرض حتى تصبح الدولة الفلسطينية مستحيلة"، وأن "السياسة الإسرائيلية هي مصادرة المزيد من الأراضي يوما بعد يوم حتى نجد في نهاية المطاف أن ذلك أمر مستحيل، نحن نملك الأرض بالفعل ولا نستطيع إنشاء الدولة". وقالت إنها تقبل أن تلك كانت "سياسة الحكومة لفترة طويلة جدا".

ولكن في نهاية عام 2007، قالت إنها كانت "سياسة بعض الأحزاب لكن ليس الحكومة".

وحين توقف الفلسطينيون عند فكرة دولة منزوعة السلاح بالكامل، أوضحت ليفني أين تقع القوة التفاوضية. في أيار (مايو) 2008، سأل عريقات ليفني: "في ما عدا طائراتكم المقاتلة في سمائنا وجيشكم عل أرضنا، هل يمكن أن أختار أين أضع الدفاعات الخارجية؟".

فأجابت ليفني: "لا، حتى تقوم دولتكم عليك أن تتوافق مقدما مع إسرائيل- أن تختار ألا يكون لديك حق الاختيار في ما بعد".

وبحلول العام التالي، بدا وكأن عريقات قد تقبل ذلك الخيار. وقد أخبر ميتشل أن "الفلسطينيين يعلمون أنه ستكون لهم دولة بقيود، لن يكون لديهم جيش، ولا قوة جوية أو بحرية". وبالتالي فقد صنع خيط يؤدي للمزيد من التنازلات الأخرى الكبيرة.

وتزايد لجوء قادة السلطة الفلسطينية الى تحذير المسؤولين الاميركيين من انهم اذا فشلوا في التوصل الى اتفاق مع اسرائيل، فان الباب سيُفتح امام "حماس" وايران. وفي تشرين الاول (اكتوبر) 2009 قال (كبير المفاوضين الفلسطينيين) عريقات لـ (الموفد الاميركي) ميتشل: "سرعان ما سيصبح عزيز الدويك شريكا للتفاوض معك"، مشيراً الى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الذي يتولى مهام الرئيس الفلسطيني بمقتضى الدستور عندما يشغر ذلك المنصب.

وهدد قادة السلطة الفلسطينية مرارا بالتخلي عن محاولات التفاوض على حل الدولتين واللجوء الى خيار الدولة الواحدة. وفي الاجتماع ذاته، اعلن عريقات انه اذا استمرت المستوطنات في الضفة الغربية "فاننا سنعلن قيام دولة واحدة ونكافح من اجل المساواة داخل دولة اسرائيل".

الا ان المستندات اوضحت ان المسؤولين الاميركيين لم يحركوا ساكناً تجاه تلك الادعاءات. وفي لقاء مع عريقات في واشنطن في خريف العام 2009، سألت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ما الذي يدعو الفلسطينيين الى ان "يمثلوا دوماً فصلا من فصول تراجيديا يونانية".

وكانت الوزيرة التي سبقتها في ذلك المنصب وهي (كوندوليزا) رايس اكثر سخرية. ففي تموز (يوليو) من العام 2008 خلال محادثات مع القادة الفلسطينيين بشأن تعويض اللاجئين (الفلسطينيين) الذين فروا او أجبروا على الفرار من مساكنهم عندما اعلن قيام اسرائيل في العام 1948، اذ قالت "تحدث اشياء مسيئة للناس في انحاء العالم كله في جميع الاوقات".

وقالت لهم رايس انه اذا واصل الفلسطينيون الاصرار على انه لا يمكن لاسرائيل الاحتفاظ بمستوطنتي "معالي ادوميم" (قرب القدس) وأرييل (في القلب من الضفة الغربية) فانه "لن تكون لكم دولة". وليس هناك اي زعيم اسرائيلي يقبل بصفقة "من دون دمجهما في دولة اسرائيل".

وفي ما يتعلق باشد القضايا حساسية – الحرم الشريف في القدس – صرحت بانه "اذا انتم انتظرنا الى ان تبتوا في موضوع السيادة، فلن يشهد احفادكم اي اتفاق".

عريقات

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، الذي استضافته "الجزيرة" من القاهرة للتعليق على هذه الوثائق التي ورد اسمه في الكثير منها، ان القيادة الفلسطينية "ليس لديها ما تخفيه" واصفا ما اوردته القناة ب"مجموعة اكاذيب".

واضاف عريقات: "انا على استعداد لوضع كل الوثائق الحقيقية بين يديكم".

» وثيقة سرية تكشف لجوء القــذافي ‮ ‬إلى الجيش لقمع المتظاهرين
» مذكرة سرية بـ «الحزب الوطنى المصري» تكشف عن مخطط لنقل مياه النيل لإسرائيل
» الغارديان" تكشف كيف تسربت الوثائق والسجلات السرية إلى "الجزيرة"
» الجزيرة تكشف حقائق جديدة عن وفاة عرفات: اكتشاف كميات غير طبيعية من البولونيوم،
» قتلة القذافي يعتدون على الجزيرة وأغتيال مصور الجزيرة علي الجابر