التمركز الإسرائيلي في مدينة القدس

التمركز الإسرائيلي في مدينة القدس
الكاتب : هشام منوّر

إذا كان ملف مدينة القدس يعد من وجهة نظر المفاوضين على التنازل عنها، واحداً من ملفات ما يسمى الحل النهائي والتي يبدو أنها لن ترى النور مهما كانت الجهة المقابلة قادرة على تنفيذ شرط التنازل عن القدس للصهاينة، بسبب مراوغة الاحتلال ومحاولاته تغيير الواقع الديمغرافي لمدينة القدس، بما يكسبه حق التفاوض استناداً إلى الأمر الواقع لا أي شيء آخر، فإن المتتبع للممارسات الصهيونية الاستيطانية في الضفة الغربية يلحظ مدى تركز عملية الاستعمار وتوطين المستعمرين الصهاينة الجدد في مدينة القدس بالذات.
فقد أظهر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن أكثر من 85% من فلسطين التاريخية باتت تحت السيطرة الإسرائيلية، وأن 55% من المستوطنين في الضفة الغربية يسكنون في محافظة القدس وحدها. وأشار التقرير إلى أن 555 ألف دونم هي مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين جدار الفصل العنصري والخط الأخضر، أي ما نسبته نحو 9.8% من مساحة الضفة الغربية، على حين تبلغ المساحة الواقعة شرق الجدار والمحاطة بجدار جزئي أو كامل نحو 191.0 كم2 أي ما نسبته نحو 3.4% من مساحة الضفة الغربية، وهناك نحو 29% من مساحة الضفة الغربية يوجد قيود على استخدامها في منطقة الأغوار، إضافة إلى 3.5% من مساحة الضفة الغربية تمت مصادرتها للطرق الالتفافية والمستوطنات وسط الضفة الغربية.
وأقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد على 1500م على طول الحدود الشرقية للقطاع، والبالغة نحو 58 كم ما يعني أنها ستقتطع 87 كم² من إجمالي مساحة قطاع غزة، وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على ما قدره 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم² الذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاماً وكثافة.
وفي مدينة القدس، لم تكتف سلطات الاحتلال بسياساتها تجاه الفلسطينيين من خلال سحب الهويات وهدم المنازل، بل سعت في كل اتجاه نحو التضييق عليهم في جميع جوانب حياتهم اليومية. ومنذ عام 2000 وحتى كانون الأول 2010 تم هدم نحو 1010 وحدات سكنية في القدس، وشهد عام 2009 ارتفاعاً ملحوظاً في هدم منازل الفلسطينيين بالقدس حيث تم هدم 103 وحدات سكنية مأهولة من ضمنها 23 عملية هدم ذاتي، ونتج عن ذلك تشريد 569 فلسطينياً من بينهم 281 طفلاً، أما في عام 2008 فقد تم هدم 89 منزلاً فلسطينياً.
كما تفرض سلطات الاحتلال غرامات مالية كبيرة على المقدسيين بحجة البناء من دون ترخيص، حيث بلغ مجمل الغرامات المالية التي جمعتها بلدية القدس من المقدسيين بحجة البناء غير المرخص منذ عام 2004 حتى عام 2008 نحو 50 مليون دولار، إضافة إلى سياسة تجريد الفلسطينيين من حق المواطنة في القدس وترحيلهم خارج البلاد أو إلى الضفة الغربية حيث تم تجريد 8558 فلسطينياً من مواطنتهم منذ عام 1967، منها أربعة آلاف وخمسمئة وسبعة وسبعين مقدسياً خلال عام 2008.
وقام الاحتلال الإسرائيلي بهدم ما يزيد على 23100 وحدة سكنية في الأراضي الفلسطينية، وذلك في إطار سياسة التهجير والتدمير الذي ألحقه الاحتلال بمساكن الفلسطينيين خلال الفترة الممتدة منذ عام 1967 حتى نهاية أيار 2009، بحجة مقاومة الاحتلال أو البناء دون ترخيص، منها 13400 وحدة سكنية تم هدمها بشكل كامل منذ عام 2000 وحتى نهاية أيار 2009، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تشمل هذه الأرقام ما يزيد على 4100 وحدة سكنية تم تدميرها بشكل كامل ونحو 17000 مبنى تم تدميرها بشكل جزئي في قطاع غزة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة كانون الأول 2008 وذلك حسب دراسة صادرة عن دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية.
وتشير التقارير إلى أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية عام 2008 في الضفة الغربية قد بلغ 440 موقعاً، ويتركز وجود المستوطنات في القدس، أما عدد المستوطنين في الضفة الغربية فقد بلغ 500670 مستوطناً، منهم 32.3% يسكنون في مدينة القدس، حيث بلغ عددهم نحو 261885 مستوطناً منهم 198458 مستوطناً في القدس الشرقية، وتشكل نسبة المستوطنين نحو 17.2% من مجموع من يعيشون في الضفة الغربية، على حين بلغت نسبة المستوطنين في القدس نحو 41%.

» بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حول القرار الإسرائيلي بضم مدينة القدس 15/ 5/ 1980
» القدس القديمة هي مركز مدينة القدس العاصمة ألابدية للثقافة العربية
» مدينة القدس عبر التاريخ
» القدس مدينة المدائن في التاريخ
» صور حديثة للإستيطان في مدينة القدس المحتلة