'الاهرام' تنتقد مبارك وتهتم بالمظاهرات..

'الاهرام' تنتقد مطالب بان يدفع الرئيس تعويضات الخسائر من امواله ..
مطالب بان يدفع الرئيس تعويضات الخسائر من امواله

حسنين كروم
2011-02-08

مثل الايام الماضية لا تزال احداث الثورة هي المسيطرة على كل الصحف المصرية الصادرة وكان الابرز بالنسبة للصحف الحكومية هو مواصلة 'الاهرام' افساح مجال واسع لمهاجمة الرئيس مبارك لدرجة ان الاجتماعين اللذين عقدهما سواء مع النائب عمر سليمان ورئيس مجلس الشعب خفيف الظل الدكتور احمد فتحي سرور ورئيس محكمة النقض المستشار سري صيام، والاجتماع الثاني الذي حضره سليمان ورئيس الوزراء احمد شفيق وصفوت الشريف ورئيس مجلس الشورى والمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع واحمد ابو الغيط وزير الخارجية واللواء محمود وجدي وزير الداخلية واللواء مراد موافي مدير المخابرات العامة و زكريا عزمي رئيس ديوان الجمهوريه، هذا الموضوع نشرته 'الاهرام' على حجم صغير يسار صفحتها الاولى، اما موضوعها الرئيسي الاول فكان عن المظاهرات في ميدان التحرير.
واول ظهور للدكتور اسامة الباز المستشار السياسي السابق للرئيس بين المتظاهرين، والموضوع الثاني الرئيسي عن البلاغات الجديدة ضد الفاسدين وموضوعات اخرى افردت لها اهتماما اكبر من اجتماعي مبارك، كما ابدت اهتماما واسعا بالافراج عن وائل غنيم بينما تجاهلته صحف 'روز اليوسف' و'الاهرام المسائي' و'المسائية' الحكومية، وهو ما يؤكد ان توجيه 'الاهرام' بات في يد الجيش والمخابرات العامة، بينما الصحف الثلاثة لا تزال على درجة من الولاء لجناح داخل الحزب الوطني لا لجناح الامين العام الجديد حسام بدراوي لان وائل صرح بأن حسام لعب دورا في الافراج عنه، اي اننا ازاء موجة اخرى من صراعات الاجنحة داخل النظام، والصحف الحكومية الاخرى وهي 'الاخبار' و'الجمهورية' و'المساء' بدأت تميل للجناح الموجه لـ'الاهرام' وهو ما يتضح من تغطياتها للمظاهرات وافساح المجال امام الاخوان المسلمين - المحظورة سابقا، وتحاول الحكومة استرضاء الشعب بقرارات اقتصادية عديدة واعادة المياه الى طبيعتها، مثل الاعلان عن علاوة بدون حد اقصى في شهر ابريل وعدد اخر من القرارات ولا نعرف من اين ستدبر مواردها بعد موجة الخسائر الفادحة التي اصيب بها الاقتصاد، كما بدأت قوات الشرطة في الانتشار دون ان تتعرض لانتقادات من الناس، وانما بترحيب. والى بعض مما عندنا:

الجمعية الوطنية للتغيير
لن تقبل بأقل من رحيل مبارك

كما لا تزال التصريحات عن نتائج المحادثات السياسية مستمرة وفيها قدر كبير من التقارب عكسها مقال نشرته 'الشروق' وكتبه الكاتب والشاعر يوسف عبد الرحمن جاء فيه: ' في البداية احب ان اوضح انني كلفت من الجمعية الوطنية للتغيير بتوصيل رسالة محددة الى كل من الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء المعين واللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية،. خلاصة هذه الرسالة ان الجمعية غير مستعدة للتفاوض مع النظام الا بعد تحقيق شرطين، الشرط الاول : الرحيل الفوري للرئيس مبارك رحيلا ماديا حقيقيا او رحيلا معنويا سياسيا بتفعيل المادة 139 من الدستور والتي يفوض فيها الرئيس ما شاء من الصلاحيات لنائبه، وقد تشرفت بصحبة الدكتور محمد ابو الغار في لقاء الفريق شفيق واوصلنا له الرسالة، وقلت لكل الحاضرين صراحة انكم لابد ان تتوقعوا مزيدا من الاحتقان والتصعيد لانكم تتجاهلون السبب الاساسي في المشكلة الا وهو وجود الرئيس مبارك في السلطة.
وقلت كذلك انا والدكتور مصطفى النجار والاستاذ ياسر الهواري، ان غالبية الحاضرين في هذه القاعة لا يستطيعون دخول ميدان التحرير اصلا، وانا هنا اتحدى اشخاصا مثل الدكتور رفعت السعيد او موسى مصطفى موسى ان يدخلا الميدان، لقد التقيت بالرجلين ' شفيق وسليمان ' وانني ارى انهما يدركان ان هناك عهدا جديدا قد بدأ ولكن اصرارهما على ضرورة استكمال الرئيس لفترته الرئاسية يجعل منهما طرفا غير محايد ويقلل من فرص الشارع في تصديقهما، خصوصا مع استمرار الاجراءات الاستفزازية، لنا نحن المعتصمين في ميدان الشهداء 'التحرير سابقا ' فهناك محاولات مستمرة للتضييق في دخول الادوية والاطعمة بالاضافة الى الخطاب الاعلامي السخيف الذي يصور ملايين المطالبين بحقوقهم كأنهم عملاء لامريكا او اسرائيل او ايران او قطر، ان ما يحدث الان محاولة لتجفيف هذه الثروة ولكن من يحاول ذلك لا يدرك ان اصدق وصف يطلق على هذه الثورة هو ' ثورة الصبار ' فنحن نملك قدرة عجيبة على العيش في الظروف الصعبة تماما كما يعيش الصبار في الصحراء القاحلة، ونستطيع البقاء على قيد الحرية سنوات وسنوات، ونملك من الاشواك ما يحمينا من هجات اليأس وغارات الخيول والجمال ومطاوي البلطجية والرصاص الحي للاجهزة الامنية، تماما كما يملك الصبار اشواكا يدافع بها عن نفسه من هجمات اي حيوان'.

بكري يحكي عن لقاءاته مع عمر سليمان

اما زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير 'الاسبوع' مصطفى بكري فقال: 'جلست مع السيد عمر سليمان قبل انتخابات مجلس الشعب الاخيرة في لقاء مطول بمكتبه وكان اغرب ما سمعت ان احمد عز كان يجلس اليه في ذات المكتب وان السيد عمر سليمان تمنى ان ينجح من المعارضة والمستقلين ما لا يقل عن 125 - 150 نائبا، فإذا به يفاجأ برفض شديد من احمد عز الذي قال ان الكراسي التي حصلوا عليها سابقا لا بد ان ترد الى الحزب، كنت اشعر بحسرة من السيد عمر سليمان ولكن يبدو ان احمد عز كان مسنودا وماضيا في طريقه غير عابئ بمصلحة الوطن وبمصلحة الشعب، لقد استمعت من السيد عمر سليمان في لقاء خاص معه يوم السبت الماضي ولقاء اخر جرى امس الى ابعاد هذا المخطط وتفاصيله، وهو وجود مخطط خطير لا يريد اصلاحا وانما فوضى لا يريد استقرارا وانما خراب.
الاقتصاد المصري ينهار، البورصة خسرت اكثر من مائة مليار جنيه في ايام معدودة، لقد قدمت المعارضة تصورات واضحة للاصلاح اتمنى الموافقة عليها سريعا حتى تعود مصر الى حالتها الطبيعية وينتهي مسلسل النهب والانهيار '

تشبيه الرئيس مبارك بسيدنا عثمان بن عفان

والى المعركة التي اشتدت حول الرئيس مبارك وتزداد عنفا وبدأت تقترب من مناطق حساسة، ذلك انه في يوم الأحد كان مقال الدكتور محمود خليل الاستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة في 'المصري اليوم' عن تشبيه الرئيس مبارك بسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وبين أسرتيهما، إذ قال والشرر يتطاير من عينيه من واقع صورته المنشورة مع المقال: 'ما من حاكم يطول به المقام على كرسي الحكم إلا وينتهي به الأمر إلى الإهانة، وزرع الفتن داخل المجتمع الذي يحكمه، ففي التاريخ الإسلامي لم يمكث الخليفة أبو بكر الصديق سوى عامين فقط في حكم المسلمين في حين امتدت فترة الفاروق عمر إلى عشر سنوات، وانتهت باستشهاده على يد مجوسي، ولما طال الحكم بعثمان بن عفان رضي الله عنه إلى ما يقرب من اثني عشر عاما وظل متشبثا بالحكم - بعد أن تجاوز الثمانين من عمره - وتحدى من أرادوا خلعه من المسلمين في نهاية حكمه وألقى في وجههم بعبارته الشهيرة: 'لا أخلع قميصاً ألبسنيه الله' كانت النتيجة أن هجم عليه الثوار ليلقى وجه ربه.
حين نلاحظ تلك الفصيلة من الحكام التي تمسكت بالحكم حتى آخر نفس، وطال بهم الأمد على مقاعدهم فكانت نهايتهم مهينة وخلفوا وراءهم فتناً وثورات واصلت ملاحقة جرذان العهود البائدة لتتأكد سنة الله في خلقه: 'ومن لعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون'.
فاستمرار الحاكم لفترة طويلة وعدم السماح بتداول الحكم بين أفراد الشعب يؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض التي تقضي على المجتمع في النهاية، فقد أبى الله أن يستأثر شخص أو فئة بالحكم حتى آخر العمر، لأن ذلك يناقض سنة أساسية من السنن الكونية والمتمثلة في تداول الحكم والسيطرة: 'وتلك الأيام نداولها بين الناس'.
من أمراض 'الحاكم طويل الأمد' فيرتبط ببروز دور أفراد عائلته في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وتدخلهم بصورة محسوسة في صناعة القرار في هذه المجالات، وعندما يتقدم العمر بالحاكم أكثر وأكثر، فإنه يفقد ذاكرته ويبدأ في نسيان شعبه، ووعوده لأبناء شعبه، ينسى الفقراء ومعاناتهم، والمرضى وأوجاعهم، والمظلومين ودعاءهم، والغاضبين وصرخاتهم والمقهورين ونداءاتهم، تلك هي أمراض الحاكم 'طويل الأمد' في كل عصر، حتى لو اتصل الأمر بواحد من أفضل الأفاضل من الحكام وهو الخليفة الثالث عثمان بن عفان، الذي طعنت به السن وامتدت به فترة الحكم، مما أدى إلى ظهور أمراض احتكار السلطة والثروة، وبروز دور العائلة، وعزلة الحاكم عن القاعدة العريضة من المسلمين، وكانت النتيجة قتل الخليفة الراشد، وانتشار الفوضى في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمدة ثلاثة أيام ثم دخول المسلمين بعد ذلك في فتنة تورط فيها الجميع، كان السر فيما حدث - كما تحكي كتب التراث - أن الناس 'استطالوا حياته وملوه - أي عثمان - مع فضله وسابقته' حدث ذلك بالنسبة لحاكم نبيل لم يكن يقود حزبا كالحزب الوطني ،ولم يكن لديه رجال أعمال مثل أحمد عز أو وزراء مثل بدر وغالي والجبلي وخلافه ولم يزور انتخابات مجلس شعبه أو شوراه ولم يستخدم بلطجيته في سحق شعبه عندما قالوا له' 'ارحل'، فما بالنا بمن فعل كل ذلك؟!'.
مصر لم تسأل يوما الرئيس
تقديم إقرار ذمته المالية

وفي اليوم التالي مباشرة، أي الاثنين، صاح زميلنا وصديقنا بـ'الوفد' محمد أمين قائلا: 'لم يطالب أحد الرئيس مبارك، بتقديم إقرار ذمته المالية، كلنا طالب الوزراء بإقرارات الذمة المالية، وطالب بمحاكمتهم، وطالب بمحاكمة رؤساء وزراء، على رأسهم عاطف عبيد وأحمد نظيف، إلا أن أحدا لم يطالب الرئيس بتقديم إقرار ذمته المالية، بلاش محاكمته، ولم نسأله حتى مجرد السؤال، أن يرد ما أخذه طوال ثلاثين سنة، بلاش، لم نطلب منه أن يدفع خسائر ما حدث في مصر، من تخريب على يد رجاله في 25 يناير وما بعده، مقابل بقائه في السلطة، بشرط أن تكون من حساباته، يا حرام؟ هؤلاء لا يعرفون ثروة الرئيس.
هل يعتبرها قسمة الغرماء؟، نحن خسرنا كثيرا، وهو يجب أن يخسر، ولا مانع، فثروة الرئيس وحده خمسة عشر مليار دولار طبقا للتقديرات أغلبها من عمولات في صفقات السلاح، كانت هذه الثروة في 2001 حوالى عشرة مليارات دولار، نشرت 'الغارديان' أسماء البنوك التي يضع فيها الرئيس حساباته، إن كان ذلك مجرد كلام فليخرج الرئيس ليكذب هذا الكلام الآن!
الآن جاء وقت رد هذه الأموال، من جيبه أو جيب جمال أو جيوب رجال الأعمال، ثروة جمال وحدها سبعة عشر مليار دولار، موزعة على بنوك سويسرا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا، يعني إيه كل ده؟ كان من مصروفه'.
بلاش، أين حسابات أحمد عز وتقدر بحوالى ستين مليار جنيه؟ أين ثروة علاء مبارك وسوزان مبارك؟'.

الفنانة نادية الجندي تنحاز لمبارك

ولكن إذا تحولنا إلى 'الأهرام المسائي' في نفس اليوم سنجدها تنشر حديثا مع الفنانة نادية الجندي أجراه معها زميلنا شريف شحاتة، قالت فيه وهي حزينة: 'أود أولا أن أقول إنني كمصرية أسافر كل بلاد العالم أعرف من هو مبارك وما هي قيمته بالخارج، لا تنسى أن أفضل سياسة خارجية هي سياسة الرئيس مبارك سياسة مصر أولا ولا أنسى يوم أن رفض طلب أمريكا لبناء قاعدة أمريكية في مصر مثلما فعلت قطر، وعرضت عليه مبالغ تفوق الخيال لأنه مصري ولأنه بطل من أبطال أكتوبر رفض هذا وقتها تكلمت صحافة العالم بهذا الشأن، وأدى إلى ضعف وخيبة قطر وسط العالم، هذا الرجل لم يخن شعبه بل أعطى 26 عاما من حياته من أجل العطاء والتضحية ألم يقرأ الشباب التاريخ، ألم يعرفوا من هو الرئيس مبارك ولا يجوز لأحد نطق اسمه بدون اللقب، فقد وضع الأسس والقواعد التي تمشي عليها مصر وتقلده بعض الدول، ستعرفون لاحقا من هو الرئيس محمد حسني مبارك الذي سجله التاريخ بأنه لم يخن ولم يكن عميلا لأحد في يوم من الأيام'.

'الأهرام الاقتصادي':
مبارك شريك كامل بثورة الشباب

أما زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة 'الأهرام الاقتصادي' فقال في نفس العدد:
'أحب وأحترم الرئيس مبارك مثلما يحب ويحترم الابن أباه، أتمنى له الخير من كل قلبي، وأرجو أن نترفع عن الإساءة إليه، فهي لا تليق بمقامه وتاريخه، ولا تتفق مع أخلاقنا وقيمنا، وهو رئيس مصر الفعلي.
نبهني أحد الزملاء إلى حقيقة غابت عن أذهان الجميع، قال لي: الرئيس حسني مبارك أثبت أنه شريك كامل في ثورة الشباب التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير حين استجاب لجميع مطالبهم المشروعة.
وقال: حسني مبارك يعيد هذه الأيام بناء الدولة المصرية، مثلما سبق له وأعاد بناء سلاح الطيران بعد نكسة 1967.
لا أعتب على الشباب، والعتب على رجل في وزن الشيخ القرضاوي، والدكتور البرادعي، كلاهما يطلب من الرئيس أن يرحل عن وطنه، القرضاوي عاش خمسين عاما خارج مصر والبرادعي عاش ثلاثين عاما، كلا الرجلين تعود على هجر الوطن والابتعاد عنه، بل والاستغناء بغيره، مبارك لم يعرف غير مصر موطنا، ولا يختار غيرها مأوى ومستقرا، كلا الرجلين يخالف الدستور الذي تنص مادته الواحدة والخمسون على أنه: 'لا يجوز إبعاد أي مواطن عن البلاد أو منعه من العودة إليها'.
مبارك هو الوحيد، القادر خلال الأشهر المقبلة، على تجديد آليات النظام السياسي، بما يحول مطالب الشباب إلى واقع ينفعهم في مستقبلهم، مطلب الترحيل غير دستوري وغير قانوني وغير أخلاقي وغير إنساني، وإذا كان هناك عذر للشباب المتحمس، فما هو عذر الكبار إلا التحمس للانتقام؟!'.

الثورة وإعلام النظام:
مالت الكفة لصالح المعارضين

ونظل مع الآثار التي أحدثتها الثورة على الإعلام الحكومي، سواء صحف حكومية أو تليفزيون الدولة، واستمرار ظاهرة أنج سعد، فقد هلك سعيد، خاصة بعد أن مالت الكفة لصالح المعارضين، وبعد هزيمة قادسية الحزب الوطني ثم إقالة هيئة أعضاء مكتب الأمانة العامة له، وعدم نجاح ثورة ميدان مصطفى محمود التي قام بها الحزب، وروج لها أحد فلاسفته وهو زميلنا وصديقنا الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة 'الأهرام'، وعضو المجلس الأعلى للسياسات التابع لأمانة السياسات، وعضو مجلس الشورى المعين ورئيس جمعية القاهرة للسلام التي تدعو إلى - والعياذ بالله - التطبيع مع إسرائيل، وقد بدأ عملية الفرار، عضو المجلس الأعلى للسياسات واستاذ الدراسات العبرية، بجامعة عين شمس الدكتور إبراهيم البراوي يوم الثلاثاء قبل الماضي، بأن خصص مقاله في 'المصري اليوم' للتأكيد على انه دعا الرئيس مبارك للتغيير، واستشهد بما كتبه من شهور وسنوات، ناسيا انه في مقال الثلاثاء السابق عليه طالب الرئيس بأن يمكن نجله جمال مبارك وأعضاء أمانة السياسات بتطبيق ما انتهوا إليه من حلول، ثم جاء الدور على زميلنا في 'المصري' وعضو الحزب الوطني محمود مسلم ليقول يوم الأحد: 'الاعتراف بالخطأ دائماً هو بداية التصحيح، وليعلم الرئيس أن شعبه يتحدث عن قيامه بتعيين عشرة نواب في الانتخابات الأخيرة، بينما عين حبيب العادلي تسعة وأربعين نائبا من ضباط الشرطة السابقين بصفة 'فلاح' بالمخالفة للقانون، بينما قام أحمد عز بتعيين بقية النواب وإقصاء جميع نواب المعارضة والمستقلين، كما يجب على مبارك أن يصارح نفسه بأنه ارتكب نفس خطأ الرئيس السادات الذي أتاح مساحات كبيرة للجماعات الإسلامية حتى 'صفوه' هو وحكمه بينما قرب مبارك رجال الأعمال ومنحهم مزايا اقتصادية ونفوذا سياسيا، وكانت النتيجة أنهم السبب الرئيس في تصفية حكمه!'.

قنوات التليفزيون
بدأت تغير تغطياتها

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وأين كان هذا الموقف بعد مهزلة الانتخابات في شهر نوفمبر الماضي؟. أما زميلنا عبد الله كمال رئيس تحرير جريدة 'روزاليوسف'، وعضو مجلس الشورى المعين فقال يوم الاثنين: 'قنوات التليفزيون بدأت تغير معدلات وإيقاع ومضمون التغطيات انطلاقا من الأمس، كنت أتوقع أن يكون ذلك يوم السبت، لكن يبدو أنه حدث من يوم الأحد اعتمادا على اتباع عدد من المحطات العربية لمؤشر 'سي إن إن'، التي نقلت مستوى تغطيتها من عند المستوى الأحمر إلى المستوى الأصفر، عابرة في الطريق على المرحلة البرتقالية، أي أن درجة الخطر التي تعبر عنها التغطية الإعلامية قلت كثيرا جدا، الجزيرة لنا معها ثأر، لن ينتهي بنهاية الأزمة، ولأنها قناة قطرية تدرك ذلك فإنها تعرف جيدا هذا وتستشرف الأيام المقبلة'.
وبصرف النظر عن الألوان الثلاثة الأحمر والأصفر والبرتقالي، وتناسي الأسود القادم، فان تغطيات التليفزيون الحكومي وصلت إلى درجة من التدني، الى مستويات مخجلة، من الكذب والتلفيق والانهيار الأخلاقي التي وصلت لدرجة التهكم على سواد شعر زوجة أمير قطر.

معنى الرقابة الدولية
على الانتخابات

كما ارتعشت يوم الاثنين أكثر وأكثر أعصاب الدكتور عبدالمنعم سعيد، بعد فتواه عن ثورة حزبه في ميدان مصطفى محمود، سارع لتذكير الناس بالمقال الذي كتبه منذ واحد وعشرين سنة، بقوله عنه: 'كانت البداية في عام 1990 عندما نشرت مقالا قصيرا بـ'الأهرام' طالبت فيه بقبول الرقابة الخارجية على الانتخابات المصرية للبرلمان في ذلك العام، المعضلة التي حدثت في مصر كانت ذريعة كبيرة من الرفض جاءت من كل الاتجاهات من أول الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حتى أكثر الأحزاب تطرفا في المعارضة، ظلت الحال كذلك طوال الانتخابات التالية، وخاصة خلال الانتخابات الأخيرة للبرلمان ولو أن الحزب الوطني الديمقراطي، قبل هذه الرقابة الخارجية على الانتخابات لربما تفادى ما وصل إليه الأمر من ثورة شعبية كانت نتيجة تلك الانتخابات أحد مسبباتها'.
ثم أخذ - مشكورا - يشرح معنى الرقابة الدولية على الانتخابات ومزاياها ومحاسنها، المهم انه كان قبل بدء الثورة في الخامس والعشرين من يناير، يحلل أسباب اكتساح حزبه للانتخابات وعبقريته وشعبيته، ثم كتب داعيا المعارضين لحضور ورش حوار يتحدثون فيها مع الحزب.

أسامة سرايا يغازل المتظاهرين

كما ارتعشت أكثر وأكثر أعصاب رئيس التحرير زميلنا وصديقنا أسامة سرايا، فقال في نفس العدد: 'حدثت في مصر ثورة شعبية يجب الاعتراف بنبلها، وسلامة المقصد من قيامها، فالانتفاضة الشعبية التي بدأت في 25 يناير برغم أنها عفوية فجرها شباب، فهي ليست وليدة اللحظة، وإنما جاءت نتيجة التراكم وحركات إصلاحية واحتجاجية زادت وتيرتها مع بداية الألفية الجديدة، وتزامنت معها إصلاحات سياسية وإطلاق للحريات.وحانت لحظة قطف ثمار الحرية للمصريين، وألا يسطو على طموحاتهم، أي متربص، أو أي قوة من موروثات الماضي، والدولة بكل رموزها والأجيال الأكبر والسياسيون والقوى الأخرى على المسرح السياسي المتنوعة الاتجاهات يجب أن تتواضع وتلجم أنانيتها السياسية وتستوعب طموح الشباب وأحلام الوطن، وتتجه إلى تقنينه ووضعه في إطار تحول دستوري وتشريعي منظم حتى لا ينقلب عليه أحد مرة أخرى بحجة غياب الشرعية أو اختفائها، فقد دفعنا الكثير من أجل الحرية'.
وأسرع وراءه زميلنا رئيس تحرير 'الجمهورية' وعضو مجلس الشورى المعين محمد علي إبراهيم بكتابة اعتذار للشباب وقعه باسم الجريدة في الصفحة الأولى، وقال فيه: 'هذا اعتذار علني لجيل قام وحده بثورة شعبية، لم يستعن بالأحزاب القائمة ولم ينصت إلى لغو السياسيين ولغتهم الخشبية، لم يخدعهم أحد أو يستميلهم بفكر جديد أو منظرة باللاب توب، نعتذر للشباب لأننا لم نكن نسمعهم، وإذا سمعناها لا نهتم بآرائهم وإذا اهتممنا لا ننفذ مقترحاتهم'.
وهذه هي ثاني مرة يسخر فيها بطريقة غير مباشرة، من جمال مبارك، بعبارة اللا توب. وهذا أمر مؤسف، ان يرى المرء أمام عينيه مثل هذه التراجعات، وانكار فضل النظام عليهم، ولا كلمة دفاع عن جمال مبارك الذي احمرت اياديهم من شدة التصفيق له، وكأنه لم يكن له وجود؟!

'الشروق':
سقطت اقنعة مقدمي التليفزيون

ثم نعطي فرصة للمعارضين لينكلوا بأصحاب نظرية، انج سعد، فقد هلك سعيد، ففي 'الشروق' يوم الأحد، قال صديقنا والأديب الكبير محمد المنسي قنديل: 'الأغرب من ذلك هو الوجوه التي ظهرت على شاشات التليفزيونات المصرية لتبرر هذه الجرائم، لا علينا من التليفزيون الحكومي فهذا الأمرعادي وتلك شغلته، ولكن تلك القنوات المستقلة أو التي كنا نحسبها كذلك، خاصة برامج 'التوك شو' الشهيرة، فطوال السنوات الأخيرة كنا نتابع هذه البرامج بشغف لأنها تكشف عن الوجه الآخر للحقيقة، الوجه الذي لا نراه على شاشة التليفزيون الرسمي، كانوا ينتقدون السلبيات ويتحلون بشجاعة فائقة في مواجهة الكاميرات، ولكن عندما حانت لحظة الحقيقة سقطت أقنعة الشجاعة، وأخذوا جميعا يهرولون وراء النظام ليمسكوا بأهدابه حتى لا يرحل، اكتشفنا أنهم جميعا كانوا جزءا من الجهاز الإعلامي لهذا النظام، يؤدون الدور المخصص لهم في تجميل وجهه ليظهر بشكل ديمقراطي، وكأنه يحتفي بتعدد الآراء خاصة إذا كانت كلام في الهواء كلهم خصصوا برامجهم من أجل تلقي المكالمات وعقد الأحاديث للمطالبة برحيل الملايين من المتظاهرين، وعدم رحيل رجل وحيد هو الرئيس، رغم انه لم يعلن عن عزمه على الرحيل بالفعل، بل وحرصوا جميعا كأنهم يتحدثون بلسان واحد عن إبداء الأسى على ثورة الشباب التي سرقها الإخوان المسلمون، وهي فزاعة لم تعد تخيف أحدا، فهم لم يحكموا ولم يفسدوا ولم يبيعوا الغاز لإسرائيل، اكتشفنا جميعا انه لا يوجد عندنا تليفزيونات مستقلة، ولكنها قنوات يملكها رجال الأعمال مصلحتهم الأساسية هي في بقاء النظام وتدعيم استمراره'.

بدأت المؤامرة بنداء من مساعد وزير الإعلام

وعن تليفزيون الحكومة قال يوم الاثنين في 'الوفد' صديقنا الإعلامي الكبير، وعضو لجنة الحكماء، السيد الغضبان: 'بدأت المؤامرة بنداء من مساعد وزير الإعلام السيد أشرف زكي الممثل ونقيب الممثلين يدعو فيه الفنانين لمظاهرة في منتصف الليل ردا على حشود الملايين بميدان التحرير.
وأخذ السيد أشرف زكي مساعد وزير الإعلام يطلق صرخاته المتشنجة مستخدما كل قدراته في التمثيل لتحريض الفنانين والجماهير للاحتشاد في مظاهرات مضادة لثورة الجماهير.
وكانت هذه النداءات المتشنجة لمساعد وزير الإعلام وعدد من الفنانين إشارة البدء لتنطلق ميليشيات البلطجية إلى الشوارع، استمر التليفزيون الرسمي في عمليات التحريض ضد حشود الشعب المسالمة وبلغت وقاحة الخطاب التليفزيوني المصري إلى حد اتهام الجماهير المسالمة بأنها المسؤولة عن الاقتتال، وواصل التليفزيون الخطاب التحريضي بل وزاد على التحريض الزعم بأن عناصر من دول عربية وأجنبية تشارك في الثورة الشعبية.
هذا الخطاب التحريضي لا يشكل فقط سقوطاً مهيناًً مدوياً بل يشكل 'جريمة خيانة وطنية' مكتملة الأركان'.
المهم ان تامر أمين ظهر مساء الأحد في التليفزيون ليعطي مواعظ حيث كان الافتعال واضحا على وجهه وهو يطلب ان لا يتهم أحد المتظاهرين بأن جهات أجنبية توزع عليهم علب فراخ كنتاكي ويورو، وأن لا يتهم الآخرون أنصار النظام بكذا، وكذا.

تخبط الاعلام الحكومي وتسفيه تحليلاته

وقد سمعت في نفس عدد 'الوفد' صراخا آتياً من الصفحة الخامسة اتضح انه لزميلنا وصديقنا محمد الغيطي، وذلك على طريقة أم كلثوم، سمعت صوتا آتياً، المهم أنه كان يقول: 'لا أعلم كيف يسقط سيد علي الصحافي والكاتب المحترف والواعي في هذه السقطة المهينة المريعة، سيناريو فتاة تدربت في أمريكا على أيدي يهود، هكذا قالت وأذيع كلامهما في قناة المحور ثم قنوات التليفزيون الحكومي لقلب نظام الحكم في مصر، ثم انها حصلت على خمسين ألف دولار وتدربت في قطر وأمريكا وقررت الاعتراف وذرف دموع الندم السخيفة علشان بابا مبارك بعد أن سمعت خطابه، اقسم لو ان هذا السيناريو عرض عليَّ لأصححه لطالبت بمحاكمة كاتبه بتهمة الغباء الذي يؤدي للتقيؤ'.
والغيطي كاتب مسلسلات وسيناريست ايضا، وأما قناة المحور الخاصة فانها مملوكة لرجل الأعمال وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني صديقنا حسن راتب، وقد سبق لها أن روجت لرجل أعمال الحزب الوطني هشام طلعت مصطفى بعد الحكم عليه بالإعدام في قضية مقتل سوزان تميم.

غابت الشرطة عن الشوارع فظهرت على الفضائيات

كما سمعت أيضا صراخا صادرا من الركن الأيمن في الصفحة الثالثة عشرة من 'المصري اليوم'، واتضح انه لزميلنا علاء الغطريفي، فوجدته يساهم في حملة توعية المواطنين بالقول: 'غابت الشرطة عن الشوارع فظهرت على الفضائيات ففروع مباحث امن الدولة، فتحت أبوابها على قنوات المحور ومودرن وغيرها، وتحركت بتوافق وتزامن وانتظام في اتجاه تأليب المواطنين على المتظاهرين الشرفاء تحت شعار خداع من انتاج شركة أنس الفقي محدودة الأفق، ورفيقه في الكفاح من أجل بقاء الحزب الحاكم عبد اللطيف المناوي صاحب الفتوحات الإعلامية،و نشرات الأخبار الملونة، التي تتحدث تارة عن مخربين وتارة أخرى تتحدث عن أجندات أجنبية، والأخيرة بالطبع لسان حال فلول النظام وبقاياه التي تصارع من أجل الحفاظ على ثروات تكونت من أقوات ملايين المصريين الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من كان ينتظر عبارة أو قطارا أو قارباً في عرض المتوسط.
الفرقة الفضائية تتنافس فيما بينها فيمن يخلع ملابسه قطعة قطعة على الهواء من أجل إرضاء المالك ومن وراءه والشعار 'نعم للاستقرار، لا للتخريب' وغريزة العهر الإعلامي تمكنت من الجميع، فملايين الجنيهات لن تأتي لو سقط النظام، ومن ثم تفننوا في تلبيس الهوى بحديث عام يغري المواطنين بأن الاستقرار مرتبط بشخص الرئيس.
وإذا كانت قناة المحور تستحق بامتياز لقب 'لاظوغلي الفضائيات' فإن بعض مذيعي الفضائيات والتليفزيون المصري وخاصة قنوات الرياضة يستحقون الترقية من مناديب شرطة إلى أمناء شرطة فضائية مع ترقية جميع ضيوفهم من ضابطي الإيقاع 'طبالين يعني' الى نقباء في فن الخلاعة السياسية والإعلامية والدفاع عن الخيول والبغال والجمال، هؤلاء كانت رسالتهم الى الملايين رسالة باطل في مواجهة حق وأعوان الباطل شركاء فيه، فلا تنسى القلوب الطاهرة هوى أوغاد فرقة 'نعم' الفضائية، فلولاهم لما أريقت الدماء في مواجهات 2 فبراير'.

الإخوان يعودون
بقوة الى اعلام الحكومة

أما التحول المدهش في وسائل الإعلام الحكومية فهو أنها لم تكف فقط عن وصف الإخوان بالمحظورة، وانما إفساح المجال لهم ليصولوا ويجولوا على صفحاتها، وسبحان ربك مغير الأحوال ومقلب القلوب والصفحات، فمن منكم يا إخواني كان يتصور أن تنشر 'الأخبار' يوم الأحد، حديثا مع المحظورة سابقا، والإخواني وعضو مكتب الارشاد حاليا الدكتور محمد البلتاجي، أجراه معه زميلنا علاء عبد الهادي، والغريب انها قالت ان البلتاجي تحدانا ان ننشره، وها نحن ننشره، وفيه قال ونظرات الشماتة وافتعال التواضع ظاهرة من عينيه: 'نريد أن يصبح 25 يناير تاريخا فاصلا في حياة مصر ويكون حدا بين مرحلتين مرحلة استبداد وفساد وقمع أمني، وتسلط شرطي، وتعذيب لا يحاسب من يقومون به، وغياب للعدالة الاجتماعية ومرحلة جديدة فيها عدالة وحريات وديمقراطية وتنمية لصالح الشعب، ولغته واحدة.
نرى ان لا امل في إصلاح حقيقي في مصر إلا بترك الرئيس مبارك لمقاليد السلطة.
أنا لم أر مطلبا واحدا قد تحقق على الأرض، التعديلات الدستورية التي تحدث عنها الرئيس مبارك سوف يجريها برلمان شهد الجميع بأنه مزور بما في ذلك إشارات الرئيس مبارك في كلمته أنه مزور، كما لم يتحدث عن حل المجلس وإعادة إجراء الانتخابات، كما لم يتحدث عن إلغاء القانون طوارىء الذي استمر أكثر من ثلاثين عاما، إضافة إلى أن الرئيس لم يتحدث حتى الآن عن محاكمة كل من شاركوا في حالة الفوضى، وحرقوا كل أقسام الشرطة، والمؤسسات ودون أن تتحرك جهة لإطفائها.
أنا لا أتحكم في ميدان التحرير، أنا ضربت في الميدان، وكل ما قمنا به مجرد اعتصام سلمي حضاري انتبه إليه العالم كله، ولكنه قوبل بإطلاق للنار من خلال قناصة على مرأى ومسمع من الجميع اسقط أربعمائة قتيل وأكثر من ألف جريح.
هذه أرقام المستشفيات، ومصدرك هو إعلام مضلل، تحكمت فيه الآلة الإعلامية للحزب الوطني التي تريد أن تضلل شعبها، وتحجب عنه الحقائق.
- لم يرفض أحد مبدأ الحوار، ولكن قبل أن نجلس على مائدة الحوار لابد أن نتفق بداية على من يمثل هؤلاء المعتصمين، ولا بد من 'أجندة' للحوار، فقد دعيت جماعة الإخوان المسلمين للحوار وحدها لكننا رفضنا أن نذهب وحدنا، فلا بد من حوار يجمع كل القوى الوطنية على مائدة حوار واحدة ، كما يجب أن نتفق على تفصيلات أجندة الحوار التي يجب ألا تكون مجرد تعديل بعض الدوائر في البرلمان المزور وفيه على الأقل أربعمائة وست وثمانون عضوية محل طعن، ومائة واربع وثمانون بطلان عضوية.
الإخوان ليسوا قادمين لحكم مصر، وليس لدينا نية للترشح لانتخابات الرئاسة، ولا نخطط لإقامة دولة دينية، ندعو فقط مع شركائنا إلى قيام دولة مدنية تقوم على الديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية، ولكن ما يحدث هو أن النظام يلجأ إلى حيلة التفزيع من الإخوان، ولجأوا إلى تسريح الشرطة لخلق الفوضى وليأتي الرئيس بعد ذلك ويقول انه يريد ترك المنصب لكنه يخشى الفوضى التي يصنعها الإخوان'.

'المساء' الحكومية
تنقل مؤتمرا للاخوان

ثم من منكم يا إخواني كان يتصور أن تنقل صحيفة 'المساء' الحكومية يوم الاثنين وقائع المؤتمر الصحافي، لثلاثة من قيادات الإخوان في صفحتها الثانية، وجاء فيه:
'قال د. محمد مرسي - المتحدث الرسمي للجماعة - أن قبول الإخوان للمشاركة في الحوار جاءت تلبية لرغبتهم في توصيل مطالب الشعب للمسؤولين الجدد حتى نختبر جديتهم في الاستجابة لها وحتى نجنب شعبنا وبلدنا مزيدا من الخسائر.
أضاف أن الجمعية العمومية للشعب المصري معقودة الآن في ميدان التحرير ولن نتنازل عن الاستجابة لمطالب القوى السياسية أن الإخوان أعلنوا أكثر من مرة أنهم لن يتقدموا بمرشح رئاسي في الانتخابات القادمة. أنه جاء الوقت الذي يثبت فيه الإخوان انهم من المصريين ولا يستجدون الشرعية من أحد.
أضاف د. محمد سعد الكتاتني - قيادي بجماعة الإخوان - اننا الآن أمام شرعية جديدة وهي شرعية ثورة 25 يناير ولا يمكن للإخوان أن يتركوا مثل هذا الحدث ولا يشاركون فيه، ان جماعة الإخوان مشاركة منذ اليوم الأول لأحداث 25 يناير ولابد أن يشاركوا في جولات الحوار ضمانا لحقوق الثورة.
أضاف د. عصام العريان - قيادي بجماعة الإخوان لا بد من الانتقال السلمي للسلطة مع الإصرار على ألا يتضرر أحد بالحوار وعلينا جميعا أن نحيي الشباب الذين ضحوا بحياتهم من أجل المطالب الإصلاحية'.

شكرا لكل من شارك في صناعة النصر

وإذا كانت الصحف الحكومية تفعل ذلك، فلم يكن عجيبا أن يقول يوم الاثنين زميلنا في 'المصري اليوم' محمد سمير: 'شكرا لكل من شارك في صناعة النصر والمستقبل.. شكرا للشباب من كل جنس ولون ومن كل الطوائف والانتماءات.
شكرا لكل من زودهم بغذاء ودواء وغطاء.
شكرا لشباب 'الإخوان المسلمين' - الذين اختلف معهم بشدة في توجهاتهم السياسية - على مساهمتهم بدور عظيم في حماية أرواح باقي الأبطال، من بلطجية أصحاب المصالح، الذين توهموا أنهم يسدون خدمة الى النظام الذي سقط، فكانوا مثل الدبة التي قتلت صاحبها، وبهذه المناسبة اقترح على النظام الجديد، الذي شارك في اكتمال النصر بحماية وتأمين مليونية الجمعة الماضي الحضارية الرائعة أن يسقط عن جماعة الإخوان لقب 'المحظورة' الذي لم يعد له أي معنى، خاصة بعد 25 يناير، فقد أثبت 'الإخوان المسلمون' وجودهم وتنظيمهم وقوتهم على أرض الواقع، وأتمنى عليهم مستقبلا أن يرسخوا اندماجهم مع المجتمع بالكف عن إقحام الدين في السياسة'.

سبحان مغير الاحوال

امس كانوا ينافقوا الرئيس
واليوم بنافقوا الشعب

» الجامعة العربية تنتقد مناورات إسرائيل «اللفظية»
» الصحافة السعودية تنتقد الحريري "لقلة خبرته" ومظهر أتباعه "غير الحضاري"
» فلسطين اليوم\الولايات المتحدة تنتقد قرار إسرائيل بحجب أموال السلطة
» رمضان مبارك
» مبارك.. ساعة الرحيل