توقعات بازدهار عمل الأنفاق وانخفاض تكلفة التهريب

توقعات بازدهار عمل الأنفاق وانخفاض تكلفة التهريب بعد استقرار الوضع الأمني في مصر

الثلاثاء فبراير 15 2011

اصحاب الانفاق في غزة يتوقعون عودة ازدهار عملهم

غزة – من محمد الأسطل - يسود شعور كبير بين الغزيين بأن تحسناً كبيراً سيطرأ على العمل في أنفاق التهريب أسفل الحدود الفلسطينية – المصرية بعد سقوط نظام حسني مبارك، لكن الاعتقاد السائد أن هذا الازدهار في عمليات التهريب يرتبط بدرجة كبيرة في مستوى استقرار الأوضاع الأمنية في مصر.

وما زال العمل في الأنفاق محدوداً في المرحلة الحالية، إذ يقتصر على تهريب السولار والبنزين وبعض مواد البناء، ولكن ليس بصورة اعتيادية، بينما يواجه المهربون صعوبات كبيرة في توفير البضائع والسلع المطلوبة من أمكان إنتاجها داخل مصر قبل نقلها إلى منطقة الأنفاق.

وتوقع صاحب أحد الأنفاق أن تشهد الأنفاق نمواً كبيراً في نشاطها خلال الفترة المقبلة بعد الانتكاسة التي منيت بها حالياً، لافتاً إلى أن كل شيء تقريباً متوقف ولا تعمل سوى أنفاق معينة وبصورة محدودة للغاية إذا ما قورنت بأوضاعها السابقة.

وربط هذه النمو بتحسن الظروف الأمنية على الجانب الآخر من الحدود، إذ لا يمكن تأمين عمليات نقل البضائع من أمكان بعيدة في الداخل المصري إلى الحدود من دون استعادة قوى الأمن لعافيتها وضمان عدم السرقة أو الاعتداء من قبل بعض اللصوص، مؤكداً أن المعطيات الحالية تؤشر إلى تطور وإن كان بطيئاً في عمل الأنفاق بالتزامن مع التحسن الأمني.

بيد أن صاحب نفق آخر وفضل تسمية نفسه بأبي رائد أشار إلى جانب مختلف في ضمان استمرار ونمو التجارة عبر الأنفاق يتمثل في الإضرابات التي تشهدها مختلف القطاعات الإنتاجية المصرية، والتي تنعكس سلباً على توفر السلع في السوق المصري من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى نتيجة توقف المصانع والشركات عن العمل.

وتساءل: "من أين سنأتي بالبضائع إذا كانت غير متوفرة أو محدودة في السوق المصري في ظل إضرابات العمال؟". وأضاف: "ما زالت الأمور معقدة وأي حديث عن عمل الأنفاق مرتبط تماماً بما يحدث في مصر ليس فقط على المستوى الأمني، بل والاقتصادي والسياسي كذلك".

ورغم إعلان إسرائيل عن مجموعة من التسهيلات على عمل المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، إلا أنها ما زالت تمنع دخول مواد البناء وبعض السلع الأخرى التي تدعي أنها تدخل في إطار التصنيع العسكري، الأمر الذي يعني استمرار اعتماد القطاع في توريد نسبة كبيرة من احتياجاته الأساسية على السوق المصري، إذ يتم تهريبها عبر الأنفاق التي لجأ إليها الفلسطينيون في أعقاب الحصار الإسرائيلي للقطاع قبل أكثر من 4 أعوام.

وفي السياق ذاته، يدور الحديث بين أصحاب الأنفاق أنه بعد استقرار أوضاع مصر، فإن تكلفة تهريب البضائع إلى قطاع غزة ستنخفض، جراء غياب الضباط والأجهزة الأمنية السابقة التي كان مسؤوليها يتلقون مبالغ كبيرة حتى يغضوا الطرف على عمليات التهريب ويسمحوا باستمرار عمل الأنفاق.

وأكد أحد التجار الفلسطينيين الذي يجلبون بضائعهم من مصر أن تعامل الجيش المصري مع العمل في الأنفاق يبدو مختلفاً عن أجهزة وزارة الداخلية التي كانت تحكم سيطرتها على الحدود، خصوصاً وأن سياسية مصر ستتغير اتجاه غزة وبالتالي فالتشديد لن يكون كسابق عهده.

وقال: "لمسنا ذلك خلال الأيام الماضية من خلال الليونة في التعامل مع الفلسطينيين والمصريين الذي يقتربون من الحدود، وغض الجيش المصري الطرف على عمليات صيانة الأنفاق رغم مشاهدته لذلك على جانبي الحدود".

وأضاف: "كما أن المبالغ الكبيرة التي كنا ندفعها للضباط المصريين ستنتهي، الأمر الذي من شأنه تخفيض تكلفة التهريب والنقل".

وتشير مصادر محلية إلى أن آلاف العمال متعطلين عن العمل في الأنفاق منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 كانون ثاني (يناير)، ويحدوهم الأمل في العودة إلى أعمالهم من جديد في أقرب فرصة.

الجدير بالذكر أن الجيش المصري لم يقدم على إغلاق أي من أنفاق التهريب منذ توليه العمل على الحدود مع قطاع غزة، بخلاف المرحلة السابقة التي شهدت تدمير مئات الأنفاق من الجانب المصري للحدود.

» توقعات بتعديل حكومي وشيك في الجزائر لتهدئة الشارع
» توقعات بتسجيل اسواق الامارات اليوم الحد الاقصى المسموح به للانخفاض
» تصدعات في ساحات "الأقصى" وأعمدته بسبب الأنفاق الإسرائيلية