تفاصيل المكالمة "الصعبة" بين عباس وأوباما

تفاصيل المكالمة "الصعبة" بين عباس وأوباما

واشنطن هددت بقطع المساعدات عن السلطة

قررت القيادة الفلسطينية خلال اجتماع استمر نحو ثلاث ساعات، مساء أمس، برئاسة الرئيس محمود عباس المضي قدماً في طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدعو إلى إدانة الاستيطان، والى وقفه فوراً. مشددة على أن "مطلبنا من أجل الحرية لن يرضخ لأية ضغوط مهما كانت ومن أي جهة أتت".
وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في مؤتمر صحافي، في ختام اجتماع مشترك للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة (فتح)،" القرار الفلسطيني واضح، فالقيادة الفلسطينية بالإجماع اتخذت قرارها بضرورة عرض مشروع القرار الخاص بإدانة الاستيطان ورفضه على مجلس الأمن للتصويت، الليلة، ونحن على ثقة بأن الغالبية المطلقة في مجلس الأمن الدولي سوف تؤيد هذا القرار
ونؤكد على أننا نأمل أن لا تقوم الإدارة الأميركية بتعطيل صدور هذا القرار"،

وأضاف: هذه مصلحة وطنية فلسطينية، الحرية للشعب الفلسطيني ليست محل مساومة مع أحد ومطلبنا من أجل الحرية لن يرضخ لأية ضغوط مهما كانت ومن أي جهة أتت.
وكان الاجتماع المشترك للقيادة الفلسطينية جاء بعد مكالمة هاتفية، أول من أمس، استمرت 50 دقيقة بين الرئيس عباس والرئيس الأميركي باراك اوباما، ليل أول من أمس، ومكالمة أخرى، بعد ظهر أمس، بين الرئيس عباس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، حيث تمت ممارسة الضغوط من أجل سحب مشروع القرار من أمام مجلس الأمن الدولي.
وكشف حنا عميرة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، النقاب لـ"الأيام" ان الرئيس عباس أبلغ اجتماع القيادة المشترك ان الضغوط التي مورست من قبل الولايات المتحدة كانت هائلة. وقال عميرة" المكالمة التي جرت بين الرئيس عباس والرئيس الأميركي اوباما واستمرت 50 دقيقة كانت صعبة، فخلالها جرى التلويح من قبل الرئيس الأميركي بأن عرض مشروع القرار على مجلس الأمن يتعارض مع المصالح الاميركية، ويهدد بالخطر مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وسيكون له انعكاسات داخل الولايات المتحدة الأميركية سواء الكونغرس او مجلس الشيوخ الأميركي بوقف المساعدات للسلطة الفلسطينية" وأضاف" الموقف بالإجماع كان أننا لا نقايض الوطن بالمال".
ورداً على سؤال بشأن التهديدات بقطع المساعدات الأميركية للفلسطينيين، في حال عدم سحب مشروع القرار، قال عبد ربه" نحن كنا على حوار مستمر وكانت هناك اتصالات هاتفية ما بين الرئيس اوباما والرئيس أبو مازن وبين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والرئيس أبو مازن وبيننا وبين العديد من القادة وممثلي الدول سواء في أوروبا وعلى النطاق العالمي وفي المنطقة العربية، وفي النهاية على ضوء كل هذه الاتصالات وبالرغم من وجود تباينات واختلافات في بعضها إلا أننا قررنا وبالإجماع ان نذهب الى التصويت في مجلس الأمن الدولي".
وعما إذا كان ذلك يعتبر مغامرة سياسية قال عبد ربه" المغامرة الحقيقية هي أن نتردد عندما تكون حرية الشعب الفلسطيني هي المطروحة على بساط البحث".
وبدوره أشار عميرة الى ان الولايات المتحدة عرضت مقابل سحب مشروع القرار من مجلس الامن رزمة تشمل أولاً: صدور بيان رئاسي عن مجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان، وثانياً: استعداد أعضاء مجلس الأمن للقدوم الى المنطقة، وثالثا: في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية منتصف الشهر القادم سيكون هناك تأكيد على حدود 1967".
وكشف انه جرى اتصال خلال الاجتماع مع مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور الذي أشار الى ان موقف السفراء العرب في الأمم المتحدة هو الذهاب الى مجلس الأمن ما لم تر القيادة الفلسطينية عكس ذلك وقال "الإدارة الاميركية من خلال الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قالوا انه في حال موافقة القيادة الفلسطينية على سحب القرار فان الإدارة الاميركية ستقنع العرب بسحب القرار".
وبدوره أكد عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، لـ"الأيام" على ان "الولايات المتحدة الاميركية محصورة في الزاوية لأنها تدرك ان استخدام حق النقض(الفيتو) سيفقدها مزيداً من مصداقيتها المفقودة أصلاً خاصة في ظل التطورات المتسارعة التي تجري في المنطقة وبالتالي فان الولايات المتحدة تسعى لإنقاذ ماء وجهها".
وشدد الأحمد على ان " مشروع القرار المقدم الى مجلس الأمن واضح وهو تكرار لمواقف اميركية سابقة وبالتالي فما المبرر من استخدام (الفيتو)؟ لا مبرر على الإطلاق لاستخدام الفيتو ضد مشروع القرار" وقال "الولايات المتحدة وفي ظل التطورات التي تجري في المنطقة تصدر كل يوم مواقف إن كان على لسان الرئيس الاميركي او وزيرة الخارجية الاميركية وغيرهما من المسؤولين الاميركيين يتحدثون فيها عن الحرية والديمقراطية واحترام إرادة الشعوب وحق الشعوب في تقرير مصيرها بينما يضعون اسرائيل فوق القانون الدولي بدعم استمرار اسرائيل بأنشطتها الاستيطانية واحتلالها للأراضي الفلسطينية وهو ما يبين زيف هذه الادعاءات".
وكان مسؤول فلسطيني رفض الكشف عن اسمه قال لفرانس برس ان "الرئيس اوباما هدد خلال اتصاله الخميس بالرئيس أبو مازن باتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية إذا أصر المسؤولون الفلسطينيون على التوجه الى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه".
وأضاف ان اوباما قال لعباس "ستكون هناك عواقب على العلاقات الفلسطينية الاميركية إذا واصلتم خطواتكم للتوجه الى مجلس الأمن وتجاهلتم مطلبنا بهذا الخصوص، لا سيما وان لدينا مقترحات بديلة" في إشارة الى اقتراح إصدار بيان رئاسي غير ملزم عن مجلس الأمن يدين الاستيطان ولكنه لا يرغم اسرائيل على وقفه.
وأكد المسؤول الفلسطيني ان عباس قال لاوباما "ان وقف الاستيطان مطلب فلسطيني لا رجعة عنه لأنه سبب انهيار عملية السلام وهذا قرار اتخذته القيادة الفلسطينية، والشعب الفلسطيني متمسك بهذا المطلب".
كما طالب عباس اوباما بـ"ان تقدم الادارة الاميركية موقفها الذي طالما طالبت به القيادة الفلسطينية حول قضيتي الأمن والحدود".
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لفرانس برس "هناك تهديدات وضغوط اميركية نعرفها لكن توجهنا الى مجلس الأمن حق أساسي وفق القانون الدولي، ليس لأي احد التدخل فيه".

» نص المكالمة الهاتفية بين داوود أوغلو، وباراك
» سنة أوباما الأولى.. بين الخُطب الرنّانة والحقيقة الصعبة
» النكبة تفاصيل وحقائق
» تفاصيل وأسرار النقاشات الساخنة في قمة سرت
» تفاصيل جديدة عن محاولة اغتيال مشعل