فلسطين في أُنشوطة الصهيونية (2/3)

فلسطين في أُنشوطة الصهيونية (2/3)

بقلم : مروان سوداح

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تكشف الأرشيفات التاريخية، أن الإتحاد السوفييتي اعتبر نفسه كياناً أُممياً، لا يُفرّق بين عربي ويهودي، «لذا وقف «في مواجهة» الإمبريالية البريطانية والعالمية» مُباشرة بعد الإنقلاب على القياصرة، فتحالفت موسكو «الثورية» بقيادتها اليهودية مع الحركة الصهيونية العالمية «بغية تخليص فلسطين من الإستعمار الغربي»!!!، وفيما بعد ردأً على تحالف «قسم» من العرب مع البريطانيين في الحرب الكونية الثانية، ولتأييد أمين الحسيني لهتلر!!!. فقد زاحم ستالين هتلر على الشرق الأوسط، كونه سعى الى إقامة كيان لينيني فلسطيني يتبع الإتحاد مباشرة، تماماً كما خطّط اليهودي (شيكل غروبر) «أدولف هتلر» لرعاية كيان تابع له في منطقتنا الغنية بثرواتها.

كان الحِراك غير المقدس، الصهيوني الروسي والدولي لنحر فلسطين على أشده، في دهاليز السياسيين وعلى الأرض، منذ1919 عندما تأسس ما يُسمى بـ»حزب العمال الإشتراكي الفلسطيني–الفرع الفلسطيني من التنظيم الدولي للبوعالي تسيون»(«الماركسي») الذي ورثه «الهستدروت» والحزبين الشيوعيين الفلسطيني والإسرائيلي، وتزعمه، أنذاك، ديفيد بن غوريون الروسي البولوني الأصل، بغية إسترقاق شعب فلسطين العربي. وقد دعا «التنظيم» الى تكييف النظريات الماركسية والإشتراكية الدولية مع ظروف «العمال اليهود» في فلسطين!!!، وقضم فلسطين، وما يجاورها، ومحاولة هضمها من خلال برنامج (أرض اسرائيل الكبرى)، بمساندة سياسية، إقتصادية وعسكرية من لدن قوى فاعلة ورئيسة في المعسكرين الشرقي والغربي على حد سواء، بلشفية وإمبريالية، وبشعارات عُمّالية برّاقة، لإستكمال الهدف الإحتلالي والإحلالي التاريخي لهذين المعسكرين التوسعيين، بتحقيق مهام عديدة في آن واحد: تثوير الفلسطينيين ضد «الإنتداب» البريطاني، والتخلص منه بجهاد قوى غير يهودية يسيل دمها لا دماء اليهود، فكسب ود لندن في مواجهة العرب، وفي الوقت نفسه جر العرب وراء شعارات «الصهيونية البروليتارية التحررية» و»البلشفية الصهيونية»، مما أدى، عملياً، الى تأكيد الدعم البريطاني السياسي والعسكري، لتمكين اليهود من وطن في فلسطين يكون خندقاً أمامياً متقدماً للإستعمار الدولي، فبناء المجتمع «الإشتراكي العمّالي الصهيوني»، وفق ما جاء في بيانات ووثائق الحزب المحفوظة للان في المتحف البريطاني اللندني!.

تفعيل القرار السري الدولي بمحو عروبة فلسطين، الذي كان اتفق عليه الشرق والغرب السياسي المنسجمة مصالحهما أنذاك عملياً، جاء استرضاءً للحركة الصهيونية في روسيا والعالم الصناعي. ومع مرور السنين، أضحى تنفيذ هذا المشروع حجر الأساس في مناهج واستراتيجيات الدول المتذيّلة للصهيونية، ورغبة بالتخلص من مؤامراتها على عواصم تلك الدول، خاصة المحاولات السرية الحثيثة التي بذلها الصهيونيون لإحتلال شبه جزيرة القرم، ومعها سواحل بحر قزوين على شساعتها، سعياً لبعث إمبرطورية الخزر، وإلباسها القلنسوة الصهيونية؛ والإنتهاء من تهويد وصهينة «المقاطعة اليهودية ذات الحكم الذاتي»، المتطورة إقتصادياً والإستراتيجية الموقع في الشرق الأقصى الروسي، لإقليم خاباروفسك، التي مَهّد لينين لتأسيسها منذ ما بعد إنقلابه على القيصرية تساوقاً مع أماني الشركات والإحتكارات الإستثمارية الأمريكية، ومن بعده رعاها ستالين وأمدّها بسبُل البقاء، وحيث تحكم أقليتها اليهودية(1.2بالمئة) أكثريتها الروسية(89بالمئة)، ثم الأُوكرانية(4.5بالمئة)، وليس آخراً لمنع تمدّد الغيتوات اليهودية وتضخّمها الى دويلات صهيونية مباشرة داخل البلدان الأوروبية على نمط (state in state). هنا يبطل العجب عندما نكتشف أن «قدامى المحاربين» اليهود السوفييت، هاجروا بمباركة من القيادات السوفييتية الى فلسطين، للمشاركة في «الكفاح المقدس» ضد الإستعمار البريطاني، وللمساهمة في إعادة بعث الدولة الإسرائيلية بقسمات يهودية وسوفييتية «خالصة»، وللقضاء على نفوذ هتلر على تراب فلسطين، الذي وظف بدوره أدولف ايخمان وإسحق شامر «يزرتينسكي» وغيرهما، لتأسيس كيانية حكومية يهودية هتلرية، تترجم أشواق اليهود وحركتهم وقادة السوفييت والإمبريالية العالمية في فلسطين مُهوّدة، وفقاً لإعتراف قادة الإتحاد المُنحل وعلى رأسهم غروميكو.

صحيفة الرأي الأردنية

» فلسطين، في قبضة الحركة الصهيونية
» المجازر الصهيونية فى فلسطين من 2000 – 2005
» اغاني فلسطين بين الثورة والسلام - فلسطين تحت المجهر رشاد ابو شاور
» تعازينا للاخت امل فلسطين وأفراد اسرتها بوفاة خالتها بارض الوطن فلسطين
» من عشق فلسطين عشقتة\ اهلا بعاشق فلسطين