أيها الغرب.. ألا يحق للشعب الفلسطيني ما يحق لغيره؟!

أيها الغرب.. ألا يحق للشعب الفلسطيني ما يحق لغيره؟!
الكاتب : عرفات حجازي

إن المتابع لتاريخ الشعب الفلسطيني الثائر منذ عرف الاحتلال لارض فلسطين ، سواء الاحتلال الإسرائيلي الانتداب البريطاني وما سبقهما من حملات صليبية عبر التاريخ ، استهدفت تراث و تاريخ و مقدسات فلسطين و شعب فلسطين ، بقي هذا الشعب ثائرا و مقاوما لمغتصبه و مناديا لحريته ، و لكن أبى الغرب أن يكون حليفا له أو منصفا لقضيته ، لا لسبب معين إلا أن مصالحه السياسية و الدينية تستهدف بقاء فلسطين و الوطن العربي في حالة غليان دائم بسبب استراتيجية و خيرات المنطقة .
إن العداء العربي العربي لم يكن عبر التاريخ قائماً إلا بعد أن تواجد اليهود في المنطقة وأخذوا يقلبون هذا الجوار على الدول العربية حتى تضمن إسرائيل سلامتها بل تفوقها في المنطقة،،
و في دراسة أعدها الباحث اليهودي حاييم حنبغي قال أنه منذ قيام إسرائيل كان هناك مخططان : الأول في كيفية جعل إسرائيل دولة قوية تهدد دول المنطقة أما المخطط الثاني فهو في كيفية خلق أعداء للدول العربية حتى يجري أضعاف هذه الدولة وإجهاض قوتها ..
وكان بن غوريون يخشى دائما من وضع إسرائيل التي تحتل مساحة صغيرة في قلب الوطن العربي وإن الدول العربية تحكم عليها الطوق وتستطيع خنقها عندما تشاء وتريد ، ولهذا أخذت تلوح في ذهنه أحلام السيطرة على مراكز القوى في المنطقة حتى تتمكن إسرائيل من السيطرة على الدول العربية خشية من أن يأتي يوم يقومون فيه بخنق إسرائيل وذلك بإقامة تحالفات مع الجوار العربي وخاصة مع تركيا وإيران وأثيوبيا ..
أحلام بن غوريون
كانت أحلام بن غوريون دائما غزو الوطن العربي فاستطاع فعلا الوصول إلى بعض قيادات الدول العربية ، حيث أصبح للموساد أدوار قذرة في الدول العربية إذ أن إسرائيل كشفت مؤخراً عن أن ليفي اشكول رئيس وزراء إسرائيل السابق لم يكن يدري ماذا كانت تفعله الموساد في الخارج وأنه وصف اكتشافه علاقة الموساد مع الجنرال المغربي محمد أو فقير بأنها (رائحة نتنة ) لأن الموساد كان قد أتفق مع الجنرال المغربي الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع في المملكة المغربية للقيام باختطاف وقتل الشخصية المغربية الوطنية المعارضة المهدي بن بركة وهكذا أكدت إسرائيل أنها أكبر حليف للحكام الطغاة وخاصة الذين يعتمدون على قهر شعوبهم ويضرب الكثيرون الأمثال بأن إسرائيل تحرض الحكام على شعوبهم ليس بالكم فقط بل في تقديم المعدات اللازمة لهم وليس أدل على ذلك من المصنع الذي أقاموه في كيبوتس «بيتالفا« الذي تخصص في إعداد سيارات تفريق المظاهرات بواسطة خراطيم المياه وتصديرها الى عدد من بلدان الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكيا الجنوبية حتى أصبحت شعوب تلك المناطق تنظر الى إسرائيل على أنها لا تعدو عن كونها إلا تاجر قمع وعنف ومروجة إرهاب وموت وأنها لن تكون صديقاً أو حليفاً مهماً أحسن لها الآخرون ومهماً قدموا لها من عون وخير ومساعدة .
عين لا تدمع
إن ما تقوم به ليبيا و اليمن و البحرين الآن مع شعوبهم ، ما هو إلا امتداد لما كانت تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار أكثر من سبعين عاما ، حيث تميزت إسرائيل بأساليب قمع و ذبح للشعب الفلسطيني بطريقة لا تعرف الرحمة ولم ترعى عين تدمع أو إذن تسمع من الغرب المتواطئ دائما مع الصهيونية ، وألا نتفاجأ بتلك العيون الغربية الذابلة و قد تفحت فجأة لتشير لهمجية القادة العرب في التعامل مع الشعوب العربي ، طالبة من القادة التنحي لمطالب الشعوب ، لان الشعوب لها الحق في اختيار القادة و المصير ، باستثناء الشعب الفلسطيني ،
وكان بن غوريون عندما خطط أن تصبح إسرائيل دولة قوية وأن تتحول الدول العربية إلى دويلات خائرة لا حول لها ولا قوة كان يخطط أن تصبح إسرائيل من وراء ذلك الدولة العظمى في الشرق الأوسط التي تتحكم في مصير المنطقة وتسيطر على أراضيها ومياهها وكذلك خطوطها الجوية ..
وينهي الباحث الإسرائيلي دراسته بقوله أن إسرائيل بعد خمسين عاما أصبحت ترسانة من الأسلحة المتطورة وقوة لا يستهان بها تسيطر على من حولها من الدول والشعوب ولكنها مع ذلك لازالت تشعر بالرغم من كل ذلك أنها تفتقد للأمن والأمان والشعور بالطمأنينة والسلام لأن الأحداث أكدت بأن سياسة إسرائيل التي قامت على المراوغة والخداع لم تستطع أن تكسبها الاحترام وكذلك القوة الهائلة التي تسلحت بها أثبتت بأنها أورثت إسرائيل ليس الحماية والأمان بل جو الكراهية الذي يحيط بها وكثرة الأعداء ..
من المستفيد ؟
من منطلق دراسة الباحث الإسرائيلي حاييم حنبغي فأن المستفيد الوحيد من زعزعة الأمن و الاستقرار في الوطن العربي ، و تغيير الحكام و انقلاب أنظمة الحكم في المنطقة ، لن يكون المستفيد هو الشعب العربي ، ولكنها ستكون لا سمح الله بداية لسلسلة من الانهيارات في الأنظمة العربية التي لن تلبي إلا المصالح الإسرائيلية و الصهيونية للسيطرة المطلقة على منطقة الشرق الأوسط .
أن المتابع لتطور الأحداث في المنطقة يلاحظ مدى ازدياد التغول اليومي للمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني الأعزل ، و زيادة تجريف الأراضي الزراعية لبناء مزيد من المستوطنات الغير شرعية ، و طرد أصحاب الأرض الشرعيين ، وعين الغرب كالعادة لا ترى ولا تدمع والأذن لا تسمع لحال الشعب الفلسطيني المقهور و المظلوم ..

» الدوايمة / نداء للشعب الفلسطيني بالوحدة
» تعود الشعب الفلسطيني إحياء ذكرى النكبة التي لحقت بالشعب الفلسطيني عام 1948
» 17 نيسان، يوم الأسير الفلسطيني...يوم للصمود الفلسطيني والوحدة الوطنية
» النشيد الوطني الفلسطيني الجديد كان موطني الذي يعبر عن الوضع الفلسطيني في سلطة الضفة وأمارة غزة
» تحويل ساحة البراق الى مركز للشعب اليهودي