روح ميدان التحرير تخيم على ساحة بلدية عمان: مبيت على طراز ثورة يناير

عمان ـ 'القدس العربي' اجواء يناير المصرية وميدان التحرير تستنسخ هذه الايام وسط العاصمة الاردنية عمان لكن على الطريقة المحلية، فشبان الحراك الاجتماعي وتحديدا اليساريين منهم اختاروا ساحة مفتوحة امام مبنى بلدية العاصمة وسط المدينة وقرروا التخييم فيها في اطار اعتصام مع مبيت في عشر خيم خصصت لغرض الاحتجاج.
وهذا الاحتجاج يفترض به ان يركز على المطالبة بالاصلاح ليس اكثر على ان يقيم في هذه الخيم نخبة من الفنانين والمثقفين ونشطاء التيارات السياسية والاجتماعية الجدد ويفترض ان يستقبل هؤلاء زوار المكان يوميا بعد تدشين الموقع رسميا اعتبارا من صباح الجمعة بالمسيرة الموعودة التي تقول قوى المعارضة والحراك انها ستكون الاضخم منذ انطلقت المسيرات الشهر الماضي.
المنظمون لاول اعتصام يتضمن مبيتا في التاريخ الحديث للاردن سيقيمون عشرة مقرات مخصصة للمبيت على طريقة ميدان التحرير وسيتناولون وجبات الطعام الجاهزة مع الشراب اللازم من منطقة الاسواق المحاذية للمكان، وقالوا انهم اختاروا ساحة مقر البلدية حتى لا يتعطل السير العام.
وسيقيم هؤلاء تحت عنوان التغيير والاصلاح سلسلة نشاطات فنية وثقافية مع القاء محاضرات واناشيد وهتافات وطنية الطابع بالاضافة الى فرق مسرحية وفنية من طراز فرقة بلدنا الفلسطينية الشهيرة على ان يواصلوا عرض مسرحية شارع بعنوان 'نعم للبلطجة .. لا للدستور' في محاكاة لحادثة اعتداء بعض الزعران والبلطجية على نخبة معارضين الجمعة الماضية.
وفي عمان لا زالت قضية البلطجية هؤلاء تتفاعل فقد استبق الامن العام مسيرة اليوم الجمعة الضخمة بالاعلان عن تعهده القيام بواجبه في حماية المشاركين مع اتخاذ ترتيبات امنية مكثفة لحماية المعتصمين بأوامر مباشرة من القصر الملكي. وصرح الامن العام علنا بان واجبه هو تأمين حرية التعبير السلمي طالبا من المعتصمين وقوى المعارضة ضمنيا عدم القلق.
ويفترض ان توفر جماعة الاخوان المسلمين بكثافتها العددية اليوم الجمعة الحماية اللازمة والزخم الجماهيري للمسيرة التي ستنطلق من امام المكان الذي حصل فيه اعتداء البلطجية قبالة ساحة المسجد الحسيني وسط العاصمة عمان.
وفي غضون ذلك اكدت الجهات القضائية المختصة بان لجنة التحقيق رفيعة المستوى التي شكلت برئاسة وزير العدل حسين مجلي هي التي تتولى التحقيق الآن وتهيمن تماما عليه وفقا للنائب العام الذي صرح قائلا: اللجنة القضائية هي التي تتولى التحقيق وتهيمن عليه وتحافظ على سريته لتعزيز الثقة بالقانون .
والهدف من الاعلان طمأنة الرأي العام ونخب المعارضة بأن التحقيق يجري بصفة مستقلة ومهنية، فيما تحولت مسألة البلطجية الى هتاف وشعار وبرنامج عمل جديد لقوى المعارضة الجديدة، فقد اقامت فعاليات شعبية في مدينة الكرك جنوبي البلاد تكريما شعبيا للشخصيات التي اصيبت في الاحداث الاخيرة.