تدريس (الهولوكست) في مدارس الـ(أونروا)!

تدريس (الهولوكست) في مدارس الـ(أونروا)!

الكاتب : هاشم خريسات

أخيراً قامت وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين الـ(أونروا).. بتنفيذ التهديدات التي أعلنت عنها مسبقاً, بعزمها على البدء بتدريس تجربة «محرقة اليهود» كما تسميها المزاعم الصهيونية تحت مصطلح «الهولوكست» في جميع المدارس التابعة لها في الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة وسورية ولبنان, من خلال ما تدعي أنه عبارة عن مناهج إثرائية إضافية تتعلق بمفاهيم حقوق الإنسان, في ذات الوقت الذي تغض فيه بصرها عن المجازر اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ستين عاماً.!
رضوخ وكالة الغوث على هذا الشكل المكشوف استجابة لضغوطات إسرائيلية متواصلة عليها, من أجل فرض رواية مضللة ومشكوك فيها تماماً على أذهان الطلبة من أبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف أصقاع الأرض, إنما يعني انحيازاً نحو المغتصب والمحتل لأرض فلسطين لتبرير جرائمه, بحجة أن النظام النازي كان قد أحرق أعداداً كبيرة من اليهود في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية, ليكون الانتقام من الشعب الفلسطيني مشروعاً تجاه مزاعم لا علاقة له بها من قريب أو بعيد
تدير الـ(أونروا) ظهرها للآراء المتضاربة تجاه صحة ما يسمى المحرقة اليهودية التي يتم الترويج لها منذ ثلاثينيات القرن الماضي, لتقوم بتدريسها لمن هم على مقاعد مدارسها من أبناء اللاجئين متذرعة بأنه من المهم أن ينمو الإنسان الفلسطيني والعربي وهو يدرك المآسي والويلات التي حصلت على مدى الأجيال, لكن ذلك لمصلحة اليهود دون غيرهم مع تجاهل كلي لملايين الضحايا من أبناء فلسطين على يد الكيان الإسرائيلي قبل نكبة عام 1948م وبعدها مروراً بعدوان 1967م وممارسة شتى صنوف القمع والقهر المتواصل
هذا رغم أن التشكيك بكل ما يتعلق بالهولوكست يدور داخل دولة الاحتلال نفسها, حتى أن الكاتب الإسرائيلي شاحاك قد أكد صراحة إن التهجير وليس الإبادة كان حلاً تنسيقياً بين المنظمة الصهيونية العالمية وحكم النظام النازي لتصدير زهاء ثلاثمائة ألف يهودي إلى أرض فلسطين خلال تلك الفترة, مما يعري الإجراء الجديد لوكالة الغوث الفلسطينية من أية صبغة موضوعية تريد أن تضيفها على هذا الموقف المنافي لمبادئ حقوق الإنسان التي تتباكى علبها
إن إخضاع أبناء حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني لعمليات غسيل دماغ من قبل ال «أونروا» في خدمة المصالح الصهيونية ومخططاتها, الرافضة لحق العودة التي كفلته لهم القرارات الدولية للأمم المتحدة, عن طريق الترويج لإدعاءات حول «محرقة الهولوكست», يتنافى مع التزام هذه الهيئة الدولية لتدريس مناهج التربية والتعليم المعتمدة في الدول المضيفة, وكان الأجدر بها أن تتعاطف مع هؤلاء في تعرضهم لأشرس حملات إبادة إسرائيلية لا تعترف بأية مبادئ لحقوق الإنسان
ما يصل إلى حد المؤامرة من قبل وكالة الغوث الدولية على عقول ووعي ووجدان أبناء اللاجئين الفلسطينيين, يفترض أن يجد موقفاً أردنياً حازماً من خلال وزارة الخارجية ودائرة الشؤون الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم وغيرها, من أجل وقف هذا الإجراء المتعاطف مع المزاعم الصهيونية على حساب الحقوق العربية في فلسطين, بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وكل من سورية ولبنان, فبدلاً من دعم هؤلاء ومناصرتهم من قبل جهة كلفها المجتمع الدولي لرعاية شؤونهم, ها هي لا تكتفي بالتنصل من التزاماتها تجاههم بل تقف في مواجهتهم دعماً لإسرائيل التي تظل وراء جميع مآسيهم.!0

» الأمم المتحدة تجدد فكرة تدريس “المحرقة” في مدارسها بغزة
» مدير مكتب الـ(أونروا) في نيويورك يعتذر عن تصريحاته حول حق العودة
» الموساد يشجع رحلات مدارس فلسطينيه الى اسرائيل المزعومة
» السعودية أول دولة عربية تتولى رئاسة "أونروا" المكونة من 23 دولة والداعمة لـ4.7 مليون لاجىء فلسطيني