الأخت عروبة
مشكورة على توضيحك لهذا الشاعر هارون هاشم رشيد
والذي قال :
عائدون عائدون ********* اننا لعائدون
فالحدود لن تكون ******** والقلاع والحصون
*0*0* فاصرخوا يا نازحون 0*0*0*
*0*0* اننا لعائدون 0*0*0*
عائدون للديار ******* للسهول والهضاب
تحت اعلام الفخار ***** والجهاد والنضال
بالدماء والفداء ***** والاخاء والوفاء
*0*0* اننا لعائدون 0*0*0*
عائدون يا ربا ******* عائدون يا هضاب
عائدون للصبا ****** عائدون للشباب
للجهاد في النجاد ***** والحصاد في البلاد
0*0*0*0* اننا لعائدون 0*0*0*0*0*الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد
ولد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927م، وأمام أبوابها الكنعانية القديمة، وهو باب الزاروب، وبجوار جامع الشمعة الذي شهد تفجر روح المقاومة ضد الانتداب، وسقوط الأبطال مضرجين بدمائهم التي خضبت الأرض بلون أحمر، كان الشاعر منذ البداية شاهدا على الأحداث، ومؤرخا لها عبر التطورات المتتالية التي مرت على المأساة الفلسطينية، ورأى بأم عينيه الاطفال الذين يبتلعهم البحر الهائج حين كانت تنقلهم مراكب اللجوء إلى شاطئ غزة بعد ان اقتلعهم اليهود من مدنهم وقراهم وبياراتهم، رأى الأم الفلسطينية ترمي نفسها في البحر في محاولة يائسة لانقاذ ابنها الذي حملته الأمواج المتلاطمة الى الأعماق، فتغوص معه في رحلة منسية عبر الزمن الذي لم يرحم تلك المرأة الشجاعة التي ظنت ان البحر ربما يكون لديه بقايا من عطف وشفقة ورحمة، اما هارون هاشم رشيد فقد ابحر بشعره في رحلة مستمرة الى اليوم، وعلى صفحة البحر الفلسطيني نسج عذابات اليتم والقهر والتشرد بكل جوارحه، لكنه ربان ماهر يسبح في قصائد الرقة والحنين حيث نجد النوارس البيضاء، ومفردات الأمل من المستقبل، وأناشيد الغضب والكفاح، حيث يعبر عن نبض الأجيال التي لم تنسها عواصف الغر بة اشجار بلادها الخضراء التي يعد هارون هاشم رشيد احدى هذه الأشجار الوارفة الظلال، ورغم انه يعيش بعيدا عن الوطن، لكن بمثابة السنديانة التي تحط عليها النسور بجناحيها، قبل أن تحط الرحال في فلسطين.
اصدر هارون هاشم رشيد عشرين ديوانا شعريا منذ العام 1954حتى الآن، وشعره مملوء بالرومانسية الوطنية التي تغنت بها الاجيال العربية من المحيط الى الخليج، لما فيها من قدرة رائعة على استنهاض المشاعر والهمم، ومقت للغزاة، وعشق للحرية والحياة بشرف وكرامة،اضافة الى عدد من المسرحيات الشعرية التي مزجت بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية الوطنية الملتزمة، مزيدا من التفاصيل في الحوار التالي:
حوار أحمد خضر لـ "ثقافة اليوم":
في ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
متى بدأت قصة هارون هاشم رشيد مع الشعر؟
بدأت كتابة الشعر مبكرا لكن ديواني الأول (مع الغرباء) صدر عام 1954م، والذي تضمن قصيدة بعنوان (قصة) اروي فيا مشاهداتي أنا وامي اخوتي الصغار لنسف بيوت حدث في غزة حيث كان عمري أحد عشر عاما، هذ الحدث الذي اسس في توجهي الفكري والسياسي واقول في القصيدة:
قصة قد حدثت بالامس
من عشرين عاما
حدثت في قريتي الخضراء
في ارض السلام
وآخر هذه القصيدة مقطع..
لن ينام الثأر في صدري
وان طال مداه
لا ولن يهدأ في قلبي
وفي روحي صداه
صوت امي لم يزل
في مسمع الدنيا صداه
وابي ما زال في قلبي
وفي روحي صداه
ان تقدم ثابت الخطو
الى الخير تقدم
وتعلم كيف تروي غلة الدم
بنيران ودم
هذه القصيدة التي تغنيها فادية كامل، وهذا هو شعاري الذي لم يتغير واحد ثوابتي حتى هذه اللحظة التي أعيشها. هذا الديوان قدم له الدكتور عبدالمنعم خفاجي، وفيه شيء أساسي للأديب والشاعر والانسان والدبلوماسي الكويتي عبدالله الانصاري. وآخر دواوينك الشعرية؟
ديوان (قصائد فلسطينية) صدر في عام 2002بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية. يلاحظ ان قصيدة الشاعر هارون هاشم رشيد بقيت في اطار القصيدة العمودية او شعر التفعيلة، ولم تلج القصيدة الحديثة؟
انا مرتبط ارتباطا حميما بالتراث، واعتبر ان القصيدة اذا لم تلتزم، او تقطع في اطار ما اخذناه من هذا التراث فانما هي تنبت، وتصبح شيئا منبتا، لكنني كتبت الشعر على نظام التفعيلة، اما الشيء الوحيد الذي ابتعد عنه في هذه المدارس الحديثة فهو محاولة الايغال في الرمز أو الألغاز بحيث انك تقرأ شيئا ولا تعرف ماذا تقرأ، انني شاعر احب ان أكون صادقا فيما أكتب، معبرا بصدق عن اللحظة التي أعيشها، حريص كل الحرص على أن يكون ذلك الخيط الرفيع بيني وبين المتلقي موجودا، اعبر عن ذاتي وهمي وهموم الآخرين.
هناك شعراء سبقوك على الساحة الشعرية في فلسطين منهم ابراهيم طوقان، عبدالرحيم محمود، عبدالخالق مطلق، هل تأثرت بهؤلاء؟
جدا، فمثلما أخذت او تشبعت او دخل حسي الداخلي ابوتمام والمتنبي وامرؤ القيس كذلك كان ابراهيم طوقان وعبدالرحيم محمود، وحتى شعراء المهجر اللبنانيين وربطتني علاقات حميمة مع عمر ابوريشة ونزار قباني ومحمود حسن اسماعيل واحمد رامي، كل هؤلاء كان بيني وبينهم علاقات وطيدة وحب كبير انا لا ادعي انني اعيش في القمر، بل اتأثر وأؤثر بقدرما استطيع، لا استطيع ان اعيش في برج عاجي لا بالنسبة لقضيتي ولا بالنسبة للشعر والشعراء الموجودين.
الملفت في شعر هارون هاشم رشيد انه شعر تاريخي تحريضي يرفع راية الكفاح والأمل منذ اللحظة الأولى لتفتح التجربة في ريعان الشباب وحتى اليوم، ألم تصب بشيء من اليأس او تسربت الشكوك والهواجس إلى نفسك فيما تدعو إليه؟
نعم يستطيع كل انسان يريد ان يؤرخ للقضية الفلسطينية ومراحلها ومآسيها ان يجد كل ذلك في قصائدي، انا انسان فلسطيني عشت بدايات الهجمة الصهيونية، وشاء الله أن أكون أحد المتطوعين لمساعدة اللاجئين الذين يأتون عبر المراكب، كان المركب يقف بعيدا وتذهب زوارق بعيدة لتأتي بالاطفال والنساء والرجال، ولسوء الحظ كان البحر هائجا فتنقلب الزوارق، ونذهب اليهم فنحملهم على أكتافنا الى أماكن اللجوء التي كانت في ذلك الوقت المساجد والمدارس، ثم في الخيم، لقد بدأت احتك مباشرة بهؤلاء الناس وأرى المأساة بعيني كيف ان هذه الاسرة كانت تعيش في بيارتها وبيتها ومعاهدها ومدارسها وكرومها تتقلص حياتها لتكون في خدمة صغيرة، وكنت من الأوائل الذين دقوا اول وتد من اوتاد هذه الخيام، لذلك اول قصيدة كتبتها بعد عام 1948كانت تتعلق بالخيمة:
أخي مهما ادلهم الليل
سوف نطالع الفجرا
ومهما هدنا الفقر
غدا سنحطم الفقرا
اخي والخيمة السوداء
قد أمست لنا قبرا
غداً سنحيلها روضا
ونبني فوقها قصرا
غدا يوم انطلاق الشعب
يوم الوثبة الكبرى
فلسطين التي ذهبت
سترجع مرة أخرى
بدون مبالغة ان هذا البيت الأخير كان يكتب على لافتات كبيرة ويكتبه اللاجئون في مخيمهم، وكنت في ذروة الهزيمة، واهلي يتوافدون حفاة عراة لا أحد معهم، وأنا أضعهم في الخيمة كنت اقول لهم من هذه الخيمة سيبزغ الأمل، ستشرق الشمس، وسيخرج العباقرة من المهندسين والاطباء والمفكرين والشعراء، هذه الخيمة التي اراد لها من صنع مأساتها ان تكون قبرا للاجئين، لأن أول التصاريح التي صدرت في ذلك الزمان في الغرب قالت اتركوا هذه القضية للزمن، الصغار سينسون والكبار سيموتون وتموت القضية، لكن الذي حصل ان الكبار لم يموتوا، ولكنهم تركوا آثارا كبيرة من أجل العودة، والصغار اكثر تمسكا بالوطن من الاجيال التي سبقتهم، وهذا سر تفاؤلي، انني لسان حال هؤلاء من أجل قضيتهم وحقهم في العودة.
غنى لك العديد من الفنانين، كيف كنت تحس بوقع اشعارك على نفسك حين تسمعها مغناة؟
أحزاننا واحدة، وافراحنا واحدة سواء كنا شعراء او مطربين او اية فئة اجتماعية أخرى، لقد بلغت فيروز الذروة حين غنت لي قصيدة (الغرباء) التي كتبتها عن اللاجئين مخيم البريج والتي تقول فيها:
لماذا نحن يا أبتي
لماذا نحن أغراب
أما لنا بهذا الكون
أحباب وأصحاب
هذه الصرخة، وهذا التساؤل هو الدعوة الى أن نخرج من هذه الغربة من أجل العودة الى الوطن، وفيروز تألقت صوتا ولحنا، هذه هي الدعوة التي كنت أنادي بها وهي العودة الى كل شبر من ارضنا. كذلك غنت لي فايدة كامل، محمد فوزي، محمد قنديل، وكل الأسماء الكبيرة التي كانت في ذلك الوقت.
هل ترى ان هذه القصائد الشعرية الملتهبة بنار الكفاح والمقاومة تساهم في تأجيج الانتفاضة في الداخل، ام ان فعل الجماهير يسبق الشعر، والخطابات الحماسية؟
ربما اكون اكثر من كتب عن الانتفاضة من الشعراء، كنت ابشر بولادتها على ايدي الاجيال الحديثة، واول ديوان اصدرته في تونس كان بعنوان (ثورة الحجارة) ثم اصدرت بعده مسرحية شعرية كاملة بعنوان (عصابة الشوق) وتتناول ثورة الحجارة والابطال والعودة.
أراك تحفظ اشعارك عن ظهر قلب؟
الشاعر لا يكبر ولا يشيخ لانه كلما التهبت مشاعر هذا الشاعر كلما ازداد حيوية وشبابا، وصار أكثر تدفقا وحماسا مما يكون في ريعان الشباب، والذي يزيد من هذا الحماس ما نجده على ارض الواقع من تضحيات لشعبي، الذي وهبت له حياتي، واوقفت عليه شعري ولم يخذلني، بل كان دائما فوق الكلمة وفوق الزعامة وفوق كل شيء.
أطلق عليك تسميات كثيرة عبر مشوارك الشعري، شاعر فلسطين القومي، شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثأر، اين انت من كل هؤلاء؟
أنا خليط من كل هؤلاء الشعراء، لقد شاء الله ان يكون هناك تحول خطير في حياتي، وان يصاب شعبي بنكبات متتالية، وتحتل غزة مرة كل عشر سنوات، لذا بقيت قريبا من اللاجئين وصوتا لهم، كانت تتبدد الآمال والاحلام حين يصاب الشعب بمثل هذه الضربات القاصمة، لكن سرعان ما ينهض كطائر الفينيق من تحت الرماد، حاولت ان اصور بكل ما اوتيت من صدق وقوة حياة اللاجئين ومأساتهم ومعاناتهم ولكنني كنت اشعل في نهاية الظلمة شمعة، أما في المرحلة الثانية فبدأت تتحول هذه الهواجس الى المناداة بالعودة فصدر ديوان (عودة الغرباء) وفيه قصيدة (عائدون) التي أصبحت نشيد الشعب الفلسطيني.
هل عدت الى غزة؟
نعم بعد اتفاق أوسلو، لكنني كما تعلم أعيش في القاهرة.
بـم تختلف عن نزار قباني في شعره السياسي، كلاكما تغنى بالانتفاضة، لكن نزارا بدا متشائما بعد 1967، وكتب ما يمكن ان يسمى بالهجاء السياسي؟
المرة الوحيدة التي اختلفت فيها مع نزار حتى وصل الأمر بيننا الى حد القطيعة فترة من الزمن كان بسبب هذه النقطة، لقد كتب (هوامش على دفتر النكبة) ووجه الى حد كبير التهمة إلى عبدالناصر، هذا هزني جدا، فقمت بالرد عليه رافضا كل من يحاول ادخال اليأس الى الشعب العربي، ذلك ان الجندي العربي لم يهزم، الذي هزم فقط هو الفوضى، وحين اتيح لهذا الجندي ان يقاتل، فإنه قاتل واستشهد ببطولة.
ما رأي الشاعر هارون هاشم رشيد بالشعراء الجدد؟
هناك شعراء واعدون، ربما تعيق بعض الأمور وصولهم الينا، وجدت في المغرب شعراء، الجزائر، في الخليج، لا بد ان تكون هناك مجلة عربية متخصصة ترعى وتهتم بهؤلاء الشباب حتى يتم التعريف بهم عربيا، والا تقتصر معرفتهم في حدود الاقليم الواحد.
هناك مجلات متخصصة في الشعر العربي، ما رأيك في هذه الظاهرة؟
الشعر الشعبي هو جزء من التراث العربي، لكن ينبغي الا تكرس اللهجة اكثر من تكريس اللغة، هناك مهرجانات للشعر باللغة الشعبية اكثر من مهرجانات الشعر باللغة الفصحى، هذا يهدد الاقاليم أكثر من غيرها.
ما رأيك في ظاهرة الانفتاح على الآخر؟
أنا ادعو الى الحوار مع الآخر اذا حددناه بالغرب والحضارة الغربية، أما بالنسبة للاسرائيليين فلابد من ان نتعرف على ما يكتبه شعراؤهم لنعرف من هو الدموي والمتطرف، ذلك اننا عندما نقرأ شعرهم نجد قمة الحقد على الانسانية بكاملها، اريد ان اعرف ما يكتبون، لكن لا أريد أن اضع كتفي الى كتفهم، اقرأ اشعارهم ولا اقبلها حتى يعطيني مفاتيح بيتي.
البعض اعتبر قصيدة النثر سيدة الساحة الشعرية العربية في الفترة الحالية.. مارأيك؟
كيف تتسيد ولا يعترف بها أحد، انا اطالب هؤلاء ان يحصلوا على اعتراف جماهيري، ناسي، كتاب، شعراء، ذلك ان الشعر له مقوماته وله ادواته، ولا يمكن أن يكون هناك شعر منثور لأنه نثر في هذه الحالة، حين نقرأ الشعر المنثور يقال انه مليء بالصور نحاول ان نفهم هذه الصور ولا نجد لها معنى او مدلول أو جذور، تحت اي صفة من الصفات نضع هذا الشعر، ما العلاقة بينه وبين الشعر. عندما جاءت التفعيلة فإنها لم تخرج عن الموسيٍقى الشعرية، وبقي لها مدلول وجرس، ولم يخرج بدر شاكر السياب والبياتي ونازك الملائكة عن الدائرة العربية، انا لا اعرف ان الشعر هو النثر.
من يقرأ شعرك يجد فيه نوعا من النفس المسرحي، كيف نشأت علاقتك مع المسرح؟
لم أكتب المسرح في غزة، اي قبل عام 1967لكن بعد الخروج الى القاهرة دعاني صديقي عبدالرحمن الشرقاوي للكتابة في هذا المجال باعتباري ابن القضية، فكتبت مسرحية (وطني عاد) ثم مسرحية (السؤال) وقدمها على المسرح كرم مطاوع، وهي تتحدث عن عايدة سعد وهي أخت فلسطينية قامت بعملية بطولية حيث هاجمت دبابة اسرائيلية مليئة بالعساكر وعمرها 16سنة وتقتل كل من فيها خرجت من كل الاسر ضمن عملية تبادل الأسرى، والآن تعيش في الامارات وتحمل الجنسية الاماراتية، ثم كتبت مسرحية "سقوط بارليف" وعرضت على التلفزيون المصري ليلة العبور، واكدت فيها ان شهداء خط بارليف هم الخطوة الأولى للقدس.
وماذا عن تجربتك مع الرواية؟
كتبت الرواية الأولى في بداية الخمسينات وهي (دوامة الأعاصير) ودارت احداثها حول سقوط حيفا، وفي أواخر الخمسينات كتبت رواية (مولد عائد) التي تتحدث عن لحظات ميلاد امرأة لاجئة في معسكر المغازي، وكان من المفروض تمثيلها سينمائيا لكن ضاعت النسخة الأصلية مني ومن المخرج المصري توفيق صالح.
وفي لقاء اخر
- ردّدت منذ أكثر من خمسين عاماً «عائدون عائدون.. إننا لعائدون»، لكن قضية اللاجئين، ما زالت رغم كل المحاولات معلقة في الهواء.. ماذا تقول؟
أكبر ردّ على هذا ما رأيته على القنوات الفضائية من هبات للشعب الفلسطيني، وللمؤسسات الفلسطينية تحت الاحتلال، وفي الشتات، وفي المنافي في وجه ما جرى في مؤتمر السلام بأنابوليس؛ محذرة من أي مسا س بحق اللاجئين في العودة إلى مدنهم وقراهم، وممتلكاتهم في كل فلسطين، وأن أي تنازل أو توقيع من أي أحد، أياً كان مرفوض، فهذا حق للشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه ولا تنازل عنه.
- «الشعر سبق السلاح في الجهاد الفلسطيني» كيف ترى صدق هذه المقولة؟
أستطيع أن أجزم عبر مسار العمل الفلسطيني منذ العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي وحتى الآن أنه كان للكلمة السبق دائماً، والإعداد والدعوة، والحثّ على الثورة، وأكبر دليل على ذلك أن القصائد الشعرية بعد النكبة للعديد من الشعراء الفلسطينيين، وما كتبته، كان دعوة إلى النهوض على الكارثة والنكبة والمأساة.
عندما حلت النكبة عام 1948، قال أحدهم معلقاً على مشكلة اللاجئين: «إن قضية اللاجئين ستُحلّ، فالكبار سيموتون والصغار سينسون»، ولكن الكلمة استطاعت أن تواكب أجيالاً جاءت في ما بعد لتأتي أشد تمسكاً بالقضية وبالجهاد، وبالثقة بالنصر ممن سبقها، والأمثلة تكرس كل يوم هذه الحقيقة، وتقدمها الأجيال الفلسطينية، التي تؤمن بأن الجهاد هو باب من أبواب الجنة.
لقد قلت قديماً: «قاتلَنا الصهاينة بعقيدة صهيونية، فلا يكفي أن نحمل السلاح في وجوههم، بل أن نحمل عقيدة تواجه عقيدتهم، وعقيدتهم على باطل، وعقيدتنا على حق {إن الباطل كان زهوقاً}، وقد أثبتت الأيام أن التمسك بعقيدة الجهاد هو السبيل الوحيد إلى تحقيق النصر، دون التعصب إلى أية فئة أو فصيل، أو جماعة، إلا فلسطين كلها والقدس الشريف المبارك.
منقول
__________________