أوراق...متناثرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الذكريات

بين تنقل نظرات شجون على ابنتها ونافذة القطار...مر الوقت سريعاً ،ووصلت الرحلة نهايتها.
أخذت حقيبتها وتسللت على عجل من المحطة لتستقل سيارة أجرة وتصل لبيت أهلها.
كانوا ينتظرون وصولها لأنها سبق وهاتفتهم وشرحت لهم بكلمات قليلة الوضع لينتظروا عودتها.
دخلت مع ابنتها ليان وخلعت معطفها وسلمت على والديها، قفزت أختها الوحيدة لتتعلق بعنقها وتُمطرها بوابل من القبلات وكلمات الترحيب،بدا الإجهاد والتعب يعلووجه شجون استأذنت أهلها لتصعد لغرفتها القديمة .
غيرت ملابسها هي وابنتها واندست في سريرها ،ياااااااااااه كم اشتاقت لغرفتها وأغراضها وأشياؤها الصغيرة.
نظرت لإبنتها التي غطت في نوم عميق ، واغمضت جفونها علّها تجد الراحة في نومها ،ولتبتعد بتفكيرها عن كل شئ.
لا تعرف كم نامت صرخات ابنتها وضحكاتها مع خالتها (ود)أيقظتها ، حربٌ صغيرة دارت فوق رأسها، تراشق بالوسادات ، والألعاب والركض هنا وهناك.
صوت الوالدة تُنادي لتناول الإفطار ،انسلت من سريرها ونزلت للطابق السفلي نظرات والديها المتسائلة استقبلتها،رغم عدم نطقهم بكلمة ورغم رسم ابتسامة على الوجوه،لكن كان هُناك تساؤل في العيون عن حقيقة ماحصل.

وللقصة بقية.... سأوافيكم بها إن شاء الله

ودمتم بحب

بسمة زرارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الندم

تناولت العائلة طعام الإفطار ،واتجهت شجون بالأطباق مع أختها إلى المطبخ،غسلت الصحون وجففتها وهي تحاول أن تنسى ماحصل بحديث ليس له معنى مع أختها.

خرجت للصالة وجلست قرب مدفاة الحائط وسرعان ماتسلل الدفء لأوصالها،انشغل والدها بمداعبة ابنتها المشاكسة وحاولت تجاهل نظراته المتسائلة التي تنصب عليها كالسهام بين الحين والآخر،ولسان حاله يقول :ألم أحذرك من هذا الإختيار؟ولكن هل ينفع الندم.

سبحان الله لم ترى في (مُراد)مارآه والدها، غضبت وتعنتت وتشبثت برأيها ،ياااااااااااااه ياوالدي كم أُحبك..!!

وكم أنا نادمة الآن لأني لم اسمع نصيحتك وتبعت قلبي.

أخذت (ود)الصغيرة بإيماءة من الوالدة ليتسنى لهم الحديث بحرية أكبر دون وجودها.

بدات بالحديث ودموع عينيها تسبق كلماتها ،من البداية لاحظت تلك الفروق بينها وبين (مُراد)في كل شئ،ولكن حبها له

جعلها تتوهم أنها قادرة على تغييره.

ليست فروق بالتفكير ونمط العيش فقط بل هي أشياء تجعلها أحياناً تقف في ذهول وسط دوامة حياتها متسائلة ..ماذا فعلت بنفسي؟؟

حاولت وحاولت سهراته المتكررة وتبريراته الساذجة وإنشغاله عنها وعن ابنتهم أصبح روتين وعادة.

وكانت تتغاضى لتسير الحياة ،كانت تُحس حبه لها هذا لا تُنكره ولكن عندما تطلب منه تغيير نمط حياته يقابلها بثورة

تتراجع بعدها عن مطالبهاربما لأنها من اختارت .

حاولت أن تجعل منه إنسان آخر لكن هكذا هو كأن مايجمعهم مجرد جدران بيت خالية من أي حياة ،وفر لها كُل ماتُريدعاشت في مستوى تحسدها عليه الكثيرات،لكن أين هي من كل هذا ؟، اصبحت تتوارى شيئاً فشيئاً في الظل علت الكآبة تفاصيل حياتها.

كم ارهقتها هذه السنين القليلة، كل من يراها لايعرفها،أهكذا تتناثر أحلامها التي رسمتها ؟كم تمنت أن تتواصل تلك اللحظات الرومانسية التي عاشت تفاصيلها معه قبل أن يجمعهم بيت واحد.

قالها والدها :لا يصلح لكِ لن يتخلى عن حريته بسهولة هكذا هو المسؤولية عنده أن يأتي لكِ باثمن الثياب،أن يسافر بك لأوروبا

ربما فرحت بكل ذلك في البداية،لكن أين هي من كُل هذا؟

تمنت أن يعاملها كشئ مهم في حياته وأن لا تكون ظل له هي أيضاً على درجة كبيرة من الذكاء والتعليم ،أرادها كزينة يكمل بها مااحتواه بيته.

زادت سهراته وتنقلاته وتحت وطأة مدٍ وجزر في تفكيرها قررت الرحيل،لتبدا من جديد.

حملت حقيبتها في ذلك اليوم العاصف بعد نقاشٍ احتدم بينها وبين (مُراد)قررت بعده أن تُعلن رفضهالكل وضعها.

تركته في وسط الغرفة يتوسل ولكن لن تتراجع هذه المرة ،كل مرة تُقرر وتتراجع لكن لا لن تتخلى عن مابقي في روحها من حياة.

خرجت من ذكرياتها وحديث النفس على صوت والدتها وهي ترفع سماعة الهاتف لترد عليه.

كان على الطرف الاخر (مُراد)....

أترككم مع إنتظار بقية الأحداث في الحلقة القادمة إن شاء الله

بسمة زرارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

العودة

ترامى لسمع شجون اسم (مراد) في لحظات تغير الحال...تسارعت دقات قلبها ،انتبهت على صوت والدتها تدعوها للرد

تدافعت خطواتها نحو الهاتف.

ألو صوته القادم من الطرف الاخر دب الحيرة في وجدانها ...ردت بصوتٍ هامس:ألو وتوقفا عن الكلام هو ينتظر وهي تنتظر، القت بالسماعة لابنتها التي جاءت راكضة لتُحدث والدها الذي طالما دللها وأحبها كما لم يُحب أب ابنة.

مضت دقائق وسرعان ماعادت شجون لطبيعتها وتحدثت معه عن كل شئ، وعدها بالمرور ليصطحبها في  أمسية قادمة لتناول العشاء.

اقفلت السماعة وهي تنظر لوالديها نظرة تواري فيها ذلك الحب الذي تمكن منها ،واستطاع (مراد) أن يكون مالكاً لكل أبجدياته.

لا تدري ماذا تفعل هي ضعيفة هكذا دائماً أمامه ولكن هذه المرة إن عادت ستعود إنسانة أُخرى ، قد أوصلت له أخيراً أنها تستطيع أن تترك كل شئ في لحظة ما ..وتُغادر.

صعدت السلالم لغرفتها بحماس ،ألهذه الدرجة تلك الكلمات منه غيرت مزاجها وجعلتها تبحث عن فستانٍ لائق لترتديه.

هذا الأسود..أم الذهبي ..؟ بعثرت ملابسها وتذكرت ذلك الفستان الأحمر الذي انتقاه لها، ولم ترتديه بعد وتعرف هي كم يُحب هذا اللون.

تحدثت مع الجميع في هذا الموضوع ..موضوع العودة وتركوا القرار لها ولكن على أن يعرف أن لكل شئ حد.

مر يومان..لم يمر عليها أطول منهما وهاتفها (مُراد)ليحدد معها الموعد مرت ساعات وكانت أنوار سيارته تضيئ مدخل بيتهم.

ترجل من السيارة ومشى ببطء وهي تسارع لتفتح الباب ، التقيا عند الباب والقى تحية سريعة على اهلها واصطحبها في سيارته لتتناول ربما ألذ عشاء عرفته منذ دخلت حياته.

تحدثا تعاتبا وضعت شروطاً لعودتها ..هذه المرة وافق على كُل ماتُريد..أحس كم هي حياته بلا معنى بدون ان تتعطر بوجودها .

قررت البحث عن عمل وأن يُقلل من سفره وسهره ، ستعود ولكن على أمل في حياة جديدة لا تدري هل ستفتح لها أبوابها ،

أم سيبقى الحال كما هو..مع مرور بعض الوقت

هذا شئ في علم الغيب ستكشف عنه الأيام ...

تمت

بقلمي/بسمة زرارة

هههههههههههه

منيح اللي عجبك الأسم

بذكرني ببنت عسوووووووولة بعرفها

أكيد يالول سأنتظر قصصك وتواقة للغوص في إبداع قلمك كما عودتينا عليه دائماً

لا تطولي علينا

دمتِ بكل الحب

بسمة زرارة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 

حسَناً ايتُها : الحياه ! ضعُي اورآقك علىّ / الطاوِله. وُ دعينا نعيد اللعب مِن جديد ولن اخسر أمامك هذة المرة .. فلم يعد لي شئ اخسره . فقد تعلمت قوانين اللعب !! الحياة صعبة بكل الأحوال. وحياة المرأة الناجحة صعبة.. حياة المرأة الفاشلة صعبة.. حياة ربة الأسرة صعبة.. حياة غير المتزوجة صعبة، كلٌ بطريقته وصيغته وشكله طبعاً، فحياة المرأة تبدأ وتنتهي بتحدي.. تُحاصَر بالعيب والعرف والألسن االتي تنالهامن صغرها.. تحاصر بمجتمع يرتاب منها لأنها جميلة؛ ويستصغرها إن لم تكن جميلة.. مجتمع يضغط عليها إن لم تكن تقليدية؛ ويستغلها إن كانت تقليدية.. يتبدى لي أحياناً أن مجتمعنا يقدر الرجل أكثر مما يجب؛ ويتقاوى على بنات حواء.. مجتمعنا برجاله ونسائه طبعاً!! صعبةٌ حياتها على كافة الأصعدة على الرغم من ذلك فانها بدون زوج أصعب.. سواء تلك التي ترمّلت أو تطلّقت أو لم تتزوج أصلاً.. فمجتمعنا يريد المرأة أن تكون تحت ظل رجل؛ ولو كان هذا الرجل عالة عليها؛ ولو كان وجوده صورياً، بل ولو كان وجوده مؤذياً.. المهم أن لا تكون بلا زوج؛ لأن ذلك يزيد على نقصان عقلها ودينها نقصاً إضافياً.. ولا أريد هنا أن أتحدث عن معاناة المطلقات والأرامل فوضعهن يحتاج معلقات.. بل سأتحدث عن اللواتي تعّذّر ارتباطهن لسبب أو لآخر فعشن تحت ظل إجحافٍ من المجتمع. وأول غيث الإجحاف يتمثل بتعريف هذه الفئة من النساء: فالمرأة عندنا تصنف على أنها عانس وهي في ذروة طاقتها وعطائها ونضجها.. ظلمٌ كبيرٌ لهاسن العنوسة لدينا هو سن الزواج الاعتيادي في كافة بقاع الأرض، هذا بالطبع لمن ينظر للمرأة ككيان بشري تزداد قيمته بتراكم تجاربه وخبراته.. أما من ينظر للمرأة على أنها ثمرة شهية؛ فحتماسيفضلها غضةً طازجة!! كم من الزيجات فشلت لصغيرات السن ؟؟؟هناك طبعاًنماذج نجحت لكن نحن نعمم الموضوع ، عندما تكون المرأة وصلت لدرجة من العلم والوعي والنضوج العاطفي والوجداني وربما المهني ستكون خير ام. هن ناجحات ومثابرات وربما من فيهن تحمل عبء الأسرة وتتكبد مشقة المسؤولية على أفراد أسرتها دون سواها ،لكن هي كائن له حاجاته العادية من حب وعاطفة واهتمام حق أعطاه لها الخالق وأن لم يتيسر لها التمتع بهذا الحق لظرف ما ، فلنمسك علينا ألسنتنا نحترم مشاعرهن . . وما نراه اليوم من اندفاع الكثيرات لزيجات غير متكافئة ما هو إلا محاولة للهرب من هذا الكابوس.. فعدم الزواج في عرفنا جريمة يعاقبك عليها المجتمع إنما- بطرق ملتوية..!

همسة :

 عندما تصلين للكمال في النظر لنفسك لن تحتاجي لرجل لتكوني كاملة..وإن مسَّكِ لهب الظلم أراك كخشب العود.. لا يزيده الحرق إلا عطراً. . تقبلوا رأي واحترامي

بقلمي /بسمة زرارة