السرطان الصهيوني

السرطان الصهيوني

الكاتب : رشيد حسن

ينسى كثيرون، أو يتناسون، أن ذراعي العدو الصهيوني، لفرض الأمر الواقع: تهويد الأرض والقدس، ونفي الشعب الفلسطيني، وتحويله إلى أقلية في وطنه هما: الجيش والمستوطنون.
وللتذكير فقط، لا بد من الإشارة إلى أن الغزوة الصهيونية لفلسطين، بدأت بإقامة المستعمرات، وزرع المستوطنين في الأرض الفلسطينية، فأقيمت أول مستعمرة «بتاح تكفا» في 1879، ومعناه بالعبرية «الأمل»، تبع هذا الوجود السرطاني «19» مستعمرة، أقيمت كلها قبل نهاية القرن التاسع عشر، بتمويل من المليونير الصهيوني «روتشيلد»، انظروا الفرق بين أغنيائنا وأغنياء اليهود..!!.
وبشيء من التفصيل، فإن المهمة الأولى للمستوطنين، هي الانضمام للعصابات الصهيونية، لحماية هذه المستعمرات، وقد شكلت «الهاغاناة، شتيرن، ليحي، ارغون، اتسل» نواة جيش العدو، وهي من نفذت أبشع الجرائم والمذابح، قبل النكبة وبعدها، بلغ عددها أكثر من مائة مذبحة، كما يقول المؤرخ الفلسطيني، د. سلمان أبو ستة.
إن المتابع لجرائم العدو وإجراءاته الفاشية، لتنفيذ خططه، وتحقيق أهدافه، يلاحظ أن إقامة المستعمرات تشكل الأولوية في إستراتيجيته، فأول عمل قام به المهاجرون الصهاينة،الذين قدموا إلى فلسطين العربية من أوروبا الشرقية في أواخر القرن التاسع عشر، هي إقامة المستعمرات، كما أن أول إجراء قامت به حكومة العدو بعد كارثة حزيران 1967، وسقوط الضفة الغربية والقدس وغزة والجولان وسيناء بيد العدو، هي المباشرة بإقامة المستعمرات، والتي تكاثرت كالطحالب والسرخسيات، وفق خطة محكمة تهدف إلى تطويق القدس، وفصلها عن محيطها العربي، تمهيداً لتهويدها، إلى جانب المواقع الإستراتيجية التي احتلتها المستعمرات الأخرى، والهدف منها هو السيطرة بالكامل على الضفة الغربية، وتحويلها إلى جزر معزولة «كانتونات»، ما يعني استحالة إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
وفي هذا السياق، لا بد من التأشير، على دور آخر قذر، يقوم به رعاع المستوطنين، وهو نشر الرعب والذعر بين المواطنين، من خلال اعتداءات ممنهجة، تبدأ بقلع أشجار الزيتون، حيث تم اقتلاع أكثر من مليون شجرة حتى الآن، والاستيلاء على البيوت العربية وطرد أصحابها منها، كما حدث ويحدث في الشيخ جراح وحي البستان.. الخ، وزرع البؤر الاستيطانية في وسط الأحياء العربية، وقيام العدو بتوظيف الأعياد الدينية اليهودية، لحشد اليهود المتدينين الحاقدين، وشذاذ بروكلين، ودفعهم لاقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، وترويع المصلين.
باختصار... المستوطنون وفق الإستراتيجية الصهيونية، هم الذراع الثانية للعدو، للاستيلاء على الأرض، والقيام بالأعمال القذرة، التي يصعب على جيشه القيام بها، لإرهاب الشعب الفلسطيني، ما يفسر المكانة المتميزة والمتقدمة للاستيطان في أجندته، فالمستوطنون هم الأخطر... والمستعمرات سرطان يجب استئصاله، قبل أن يتكاثر.

» السرطان الصهيوني
» الهولوكوست الصهيوني علي مدار الاحتلال الصهيوني لفلسطين عمل شاق ونرجو المشاركه
» أوراق التين تقي من السرطان
» الكيان الصهيوني ومشروعه العنصري
» الفكر اليهودي الصهيوني