النكبة الأخرى!

موضوع: النكبة الأخرى! الجمعة مايو 13, 2011 4:29 am

النكبة الأخرى!

الكاتب : أسامة الشريف

ونحن نقترب من إحياء ذكرى النكبة، نشعر كم ابتعدنا عن فلسطين؛ الأرض والإنسان والتاريخ والهوية وبالطبع القضية التي تحتل أخبارها عناوين الصحف ونشرات الفضائيات لكنها ليست أكثر من هوامش على ضفاف القصة الأكبر. تهنا في التفاصيل ولم نعد نرى من الصورة شيئاً. ما أخشاه هو أن تتحول فلسطين إلى أيقونة نعلقها على الجدران، كما نعلق صور الأقصى والقيامة وكما نتبادل على البريد الالكتروني مناظر قديمة من يافا وحيفا ونحن نتحسر!.
إسرائيل تريد أن تدخل تاريخ الهولوكوست على مناهج التعليم العربية في مقابل حذف أي إشارة إلى نكبة فلسطين والعرب. وهي بذلك تراهن على وهن الذاكرة العربية التي تختزل التاريخ بطبيعتها في قصص فولكلورية نرددها دون وعي. وهي بذلك أيضاً تؤكد على فرضية خروج العرب من التاريخ ووقوفهم مشدوهين أمام زحف الحضارات الأخرى ونهوضها. وتهويد الأرض والتاريخ والذاكرة والهوية هو استمرار للنكبة الأولى. وإلغاء الأسماء العربية للشوارع والقرى والتلال والسهول هو نكبة أيضاً.
ننسى أن الصراع هو أساس القضية، وأنه حتى لو توقف من جانب واحد فإنه لم ينقطع من الجانب الآخر. تتحدث إسرائيل عن السلام لكنها تمعن في التهويد والمصادرة وتزوير التاريخ وتفكيك عناصر القضية من لاجئين ومستوطنات ومقدسات. وبينما نتحدث نحن عن تسوية في مقابل الأرض وعن حدود وسيادة وعن القدس وغيرها، فإن إسرائيل، الحكومة والشعب والأحزاب، حزمت أمرها وقررت غير ذلك. إسرائيل تريد إغلاق ملف النكبة وحذفه من الذاكرة والتاريخ.
كانت نتائج الهزائم العسكرية المتتالية أن تقهقرنا سياسياً عن مواقفنا ومبادئنا. تلي ذلك استسلام تدريجي لثقافة السلام التي جمدت الصراع من طرف واحد، وصار الحديث عن القضية محصور في خطاب محافظ ومرتبك ترضى عنه إسرائيل وأميركا. أصبحنا شركاء في مخطط صهيوني لتصفية ملف النكبة باسم التسوية وعملية السلام. واليوم وبعد أكثر من ستين عاماً على النكبة الأولى فإن إسرائيل تستعد لمصادرة كل شيء؛ التاريخ والذاكرة والهوية بعد أن ابتلعت الأرض.
لا يكفي أن نحيي ذكرى النكبة مرة كل عام. نريد أن نعيد لهذا الصراع توازنه وأن نرسل للطرف الآخر رسالة مفادها أننا لن نصاب بالأمنيزيا الجماعية وأننا لن نحذف فلسطين من تاريخنا وحضارتنا وأننا سنوثق لكل حجر وقرية ومدينة وجامع وكنيسة، وأننا سنبقي هذه الذاكرة حية من خلال الأفلام والكتب والوثائقيات والمهرجانات والمعارض، وأننا سننفق الملايين في سبيل صمود المقدسيين في بيوتهم ومتاجرهم وحول مقدساتهم.
لقد بلغ الصراع أوجه والنكبة حضيضها، وهذه صرخة استغاثة إلى كل العرب والمسلمين أن يستفيقوا من سباتهم وأن ينتبهوا لأن إسرائيل توشك على إتمام مخططها والإجهاز على ما تبقى من فلسطين. نكرر في كل يوم أن فلسطين هي قضيتنا المركزية، لكنها لم تعد كذلك، وإذا لم نستفق الآن فإن احتفالنا بالنكبة سيكون اعترافاً بخروجنا النهائي من التاريخ!.

ونحن نقترب من إحياء ذكرى النكبة، نشعر كم ابتعدنا عن فلسطين؛ الأرض والإنسان والتاريخ والهوية وبالطبع القضية التي تحتل أخبارها عناوين الصحف ونشرات الفضائيات لكنها ليست أكثر من هوامش على ضفاف القصة الأكبر. تهنا في التفاصيل ولم نعد نرى من الصورة شيئاً. ما أخشاه هو أن تتحول فلسطين إلى أيقونة نعلقها على الجدران، كما نعلق صور الأقصى والقيامة وكما نتبادل على البريد الالكتروني مناظر قديمة من يافا وحيفا ونحن نتحسر!.
إسرائيل تريد أن تدخل تاريخ الهولوكوست على مناهج التعليم العربية في مقابل حذف أي إشارة إلى نكبة فلسطين والعرب. وهي بذلك تراهن على وهن الذاكرة العربية التي تختزل التاريخ بطبيعتها في قصص فولكلورية نرددها دون وعي. وهي بذلك أيضاً تؤكد على فرضية خروج العرب من التاريخ ووقوفهم مشدوهين أمام زحف الحضارات الأخرى ونهوضها. وتهويد الأرض والتاريخ والذاكرة والهوية هو استمرار للنكبة الأولى. وإلغاء الأسماء العربية للشوارع والقرى والتلال والسهول هو نكبة أيضاً.
ننسى أن الصراع هو أساس القضية، وأنه حتى لو توقف من جانب واحد فإنه لم ينقطع من الجانب الآخر. تتحدث إسرائيل عن السلام لكنها تمعن في التهويد والمصادرة وتزوير التاريخ وتفكيك عناصر القضية من لاجئين ومستوطنات ومقدسات. وبينما نتحدث نحن عن تسوية في مقابل الأرض وعن حدود وسيادة وعن القدس وغيرها، فإن إسرائيل، الحكومة والشعب والأحزاب، حزمت أمرها وقررت غير ذلك. إسرائيل تريد إغلاق ملف النكبة وحذفه من الذاكرة والتاريخ.
كانت نتائج الهزائم العسكرية المتتالية أن تقهقرنا سياسياً عن مواقفنا ومبادئنا. تلي ذلك استسلام تدريجي لثقافة السلام التي جمدت الصراع من طرف واحد، وصار الحديث عن القضية محصور في خطاب محافظ ومرتبك ترضى عنه إسرائيل وأميركا. أصبحنا شركاء في مخطط صهيوني لتصفية ملف النكبة باسم التسوية وعملية السلام. واليوم وبعد أكثر من ستين عاماً على النكبة الأولى فإن إسرائيل تستعد لمصادرة كل شيء؛ التاريخ والذاكرة والهوية بعد أن ابتلعت الأرض.
لا يكفي أن نحيي ذكرى النكبة مرة كل عام. نريد أن نعيد لهذا الصراع توازنه وأن نرسل للطرف الآخر رسالة مفادها أننا لن نصاب بالأمنيزيا الجماعية وأننا لن نحذف فلسطين من تاريخنا وحضارتنا وأننا سنوثق لكل حجر وقرية ومدينة وجامع وكنيسة، وأننا سنبقي هذه الذاكرة حية من خلال الأفلام والكتب والوثائقيات والمهرجانات والمعارض، وأننا سننفق الملايين في سبيل صمود المقدسيين في بيوتهم ومتاجرهم وحول مقدساتهم.
لقد بلغ الصراع أوجه والنكبة حضيضها، وهذه صرخة استغاثة إلى كل العرب والمسلمين أن يستفيقوا من سباتهم وأن ينتبهوا لأن إسرائيل توشك على إتمام مخططها والإجهاز على ما تبقى من فلسطين. نكرر في كل يوم أن فلسطين هي قضيتنا المركزية، لكنها لم تعد كذلك، وإذا لم نستفق الآن فإن احتفالنا بالنكبة سيكون اعترافاً بخروجنا النهائي من التاريخ!.

» النكبة - الجزء الرابع - النكبة المستمرة
» نزيف النكبة
» في يوم النكبة .. ثمة بوح
» النكبة
» تجربة النكبة واللجوء