لاجئو غزة متعطشون للعودة (تقرير)

لاجئو غزة متعطشون للعودة (تقرير)

تتجلى أحلام اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات قطاع غزة الثمانية بالعودة القريبة إلى ديارهم وأراضيهم وممتلكاتهم التي هجروا منها تحت وطأة السلاح والتشريد للأجداد والآباء، فعلى الرغم من وضعهم المأساوي الذي يعيشونه نتيجة ذلك التشريد، إلا أن أحلام العودة تقترب بالنسبة لهم، وهم على يقين بأنهم سيتنفسون يومًا الهواء في يافا وعكا وبئر السبع وجيرانها وعسقلان وأسدود وأخواتها.

وقد استقبل قطاع غزة جزءًا كبيرًا من اللاجئين الفلسطينيين إبان النكبة عام 1948، حيث توزعوا في مختلف مدن وقرى القطاع، في المساجد والمدارس، أو لدى المعارف والأقارب، حتى أصبحت غالبيتهم الساحقة تقطن مؤقتا - إلى حين عودتها - في مخيمات (رفح، خان يونس، دير البلح، المغازي، النصيرات، البريج، الشاطئ وجباليا).

إلى يافــــا
من مخيم جباليا يقول الحاج صلاح أبو مصطفى: "نعم اليهود قتلوا من قتلوا منذ أن كنا أطفالا هناك في قريتنا بيافا بينما كان عمري يقارب العاشرة، وكنت وقتها أعتبر نفسي في عداد الأموات من شدة ما رأيت من قتل، واستهداف من قبل العصابات الصهيونية".

وأضاف الحاج: "كنا نعتبر اليهود ضعفاء ولا يمكن أن يقتلوا أو يمارسوا هذه الجرائم، لكن الإنجليز أعلنوا وقتها خيانتهم، وانسحبوا من كل مكان لكي يهيئوا الأجواء لليهود وعصاباتهم المسلحة للاستفراد بنا وقتلنا والسيطرة على ممتلكاتنا، وبالفعل هذا ما جرى وقتها".

ويؤكد أبو مصطفى أنه سيعود إلى يافا قريبًا، وأنه لا يمكن أن ينسى تلك المجازر، ويتابع قائلاً: "حتمًا سنعود لتراب يافا فقد اشتقنا له كثيرًا بعد أن حرمنا اليهود منها".

عطشان لرؤية (برير)
وأما الحاج إبراهيم حمد الذي يسكن مخيم النصيرات، فقد شهد هو الآخر ما جرى في قرية (برير) حيث ذبّحت العصابات الصهيونية الناس إبان النكبة، وكانوا يطلبون مخاتير العائلات ويطالبونهم بتسليم السلاح الذي عندهم، ويهددون في حال لم يتم تسليم السلاح بالقتل والتخريب.

يقول الحاج إبراهيم: "كانت العصابات اليهودية تضرب بالقذائف على قرية (برير) بشكل عشوائي، وكانت نيتهم إرعاب الناس وتخويفهم وتشريدهم من أراضيهم وممتلكاتهم حتى يسيطروا عليها".

وتكاد الدموع لا تفارق عيني الحاج إبراهيم كلما لاحت إلى خيالاته الواسعة ذكريات النكبة وأهوالها، وهي ذاتها التي تجعله متعطشًا للرجوع إلى قريته (برير)، ويتلهف إلى تقبيل ترابها.

راجعين لـ (هربيا)
الحاج مصطفى إسماعيل الغول، من مخيم الشاطئ يروي عن قريته (هربيا) "أن أهلها كان لهم بيارات برتقال وقصب وعنب، وكانوا يزرعون الخضراوات والفواكه، وكانوا يصدّرون منها إلى يافا وغيرها، لأنها كانت مليئة بالمزروعات التي تنحدر على جانبي القرية، فقد كانت تجاورها من الشرق بين جرجا، ومن الشمال بربرة ومن الغرب دار سنيد، حيث كان الناس جميعهم مثل الإخوة كل يساعد الآخر ويقف بجانبه".

ويضيف الحاج مصطفى -الذي توفي لاحقا- في شهادته على أهوال النكبة: "اليهود أول ما دخلوا على دار سنيد وبربرة وحمامة، وبعدها لهربيا التي دخلوها من الشمال، وكان الطيران يضرب من فوق رؤوس الناس، وكذلك القنابل والمدافع تضرب من كل صوب، وكان المقاتلون والثوار يناضلون بما عندهم من أسلحة، وكانوا يشترون البارودة الواحدة بحوالي 100 ليرة فلسطينية ليقاوموا اليهود ويدافعوا عن أنفسهم وأولادهم وبيوتهم".

وعلى الرغم من تكالب الآلام على الحاج الغول إلا أنه كان يتأمل قبل وفاته بعودة تلك الأيام في إشارة إلى عودتهم إلى أراضيهم التي طردتهم منها العصابات الصهيونية، بينما أوصى أبناءه بألا ينسوا أرضهم وممتلكاتهم وقريتهم الأولى.

"الكواشين موجودة"
الحاج المختار محمد حرب عقيلان، الذي يعود أصله إلى قرية الفالوجة، يقول: "على الرغم من كل المذابح والعذابات التي أذاقنا إياها اليهود إلا أننا نأمل العودة ولا نيأس، وإنني أوصي أولادي وأولادهم ألا ينسوا الأرض".

ويضيف الحاج في شهادته التي سجلها التاريخ الفلسطيني: "ذهبت إلى الفالوجة حوالي أربع مرات منذ الهجرة، آخرها عام 1985 مع صحفي، أذّنت فيها وصليت وشعرت بالحزن الشديد لأنني تركتها، فلو متّ فيها أفضل، كل الأسى ينتابني وأنا أرى أرضي ولا أستطيع الوصول والعودة إليها، وأقول إن الإنسان بدون أرض لا يساوي شيئًا وليس له قيمة، فقيمتنا في بلادنا، وكواشين الأرض ما زلت موجودة، وسنعود بإذن الله".

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

سقط الشهداء و سالت الدماء , و نزفت الجراح شوقا لفلسطين , و ما فديناك حقك يا بلادي , فلسطيني و لبناني و أردني و مصري و تونسي و ليبي و من تحت رايات التوحيد و العروبة مقامي , كلنا فداك فلسطين , كلنا فداك فلسطين

» الدوايمة / الذكرى 63 للعودة ولن تكون بعدها نكبة
» لاجئو لبنان..لا محلّ لهم من «الإعراب»!
» لاجئو مخيم عين الحلوة : معاناة لا توصف..
» تتشرف الجمعية الاردنية للعودة واللاجئين عائدون بدعوتكم لحضور فعاليات . مؤتمر العودة الاول
» تقرير موثق – حقائق خطيرة عن وضع اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل يكشفها شريط وثائقي