بشار في ثالث خطاب يخيب أمال شعبه: الحوار عنوان المرحلة الحالية

شدد على أن الإصلاحات لن تتم طالما هناك احتجاجات
بشار في ثالث خطاب يخيب أمال شعبه: الحوار عنوان المرحلة الحالية





دمشق- الوئام

:
ألقى الرئيس السوري بشار الأسد خطاباً من جامعة دمشق،اليوم الاثنين 20-6-2011 تناول فيه “الأوضاع الراهنة” في البلاد، وهو الخطاب الثالث للأسد منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في بلاده، منذ خطاب ألقاه في 16 أبريل/نيسان، شدد فيه على أن الحوار الوطني شامل بات عنوان المرحلة الحالي، وعدم إيلائه أي اهتمام للخطابات الخارجية مقابل تركيزه على الداخل السوري.

وأعلن في هذا الخصوص عن نيته تقديم طلب لوزارة العدل في سوريا بقصد دراسة التوسع في قرار العفو، وأوضح الأسد أنه لا يمكن أن يجري إصلاحاً، طالما أن هناك فوضى.

وحذر مقابل ذلك من أن رفع حالة الطوارئ ليس مبرراً لخرق القوانين وبث الفوضى، وأنه قد تم تشكيل لجنة لإعداد الآليات القانونية لمحاربة الفساد.

واتهم الأسد من سمّاهم “بالعصابات المسلحة” بتخريب سوريا وزعزعة استقرارها، مؤكداً أن أياماً صعبة مرّت بها البلاد بسبب أعمال الشغب وسقوط المئات من “الشهداء” من المدنيين والجيش. وفي توالي ردود الفعل الدولية حول خطاب الأسد المنتظر أكد المستشار السياسي للرئيس التركي أرشاد هرمزلو لقناة “العربية” أن بلاده تنتظر خطاب الرئيس السوري، مشدداً على أن أمام النظام في دمشق أسبوعاً لوقف نزف الدماء وأنه لا يمكن تقديم أي غطاء للقيادة السورية بعد ذلك

يذكر أن الخبراء يرون أنه من غير الممكن استمرار الوضع الراهن طويلاً فإما ان تهدأ الاضطرابات او ان تنفجر الدولة أو يحصل انقلاب، وأن معالجة الوضع على اساس بؤر تحاصرها قوات الامن ويقمعها سيجعله يفقد السيطرة تدريجياً على الأرض.

ويخلص الخبراء إلى أنه حتى لو تم قمع التظاهرات فلن يخرج بشار الاسد منتصراً لأن سوريا ستعاني عزلة دولية.

أنباء موسكو"
وقال إن حل المشكلة سياسي لكن لا يوجد حل سياسي مع من يحمل السلاح، على حد تعبيره. وأضاف أن الأحزاب عندما تأخذ دورها مستقبلا ستكون هي القناة لتحويل الطاقات الشعبية إلى إنتاجية.
وقال الرئيس السوري في خطابه: "نلتقي اليوم في لحظة فاصلة في تاريخ بلدنا لحظة نريدها بإرادتنا وتصميمنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالاضطراب والألم سالت بها دماء بريئة أدمت كل سوري وغد مفعم بالأمل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما نعم بها على أرضية متينة من الحرية والتكافل والمشاركة".
وأضاف الرئيس الأسد أن سورية شهدت أياما صعبة كلفت ثمنا كبيرا من الأمن والاستقرار والنماء من خلال محنة "غير مألوفة خيمت على البلاد وأدت إلى حالات من الاضطرابات والخيبة بفعل حوادث شغب وأعمال قتل وترويع للمواطنين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة تخللت الاحتجاجات الشعبية".
وأكد الرئيس السوري أن الخيار الوحيد هو "التطلع الى المستقبل وهذا الخيار نمتلكه عندما نقرر أن نصنع المستقبل بدلا من أن تصنعه الأحداث". وقال: "لا اعتقد أن سورية مرت بمرحلة لم تكن فيها هدفا لمؤامرات مختلفة قبل أو بعد الاستقلال لأسباب عديدة بعضها مرتبط بالجغرافية السياسية الهامة لسورية والبعض الآخر مرتبط بمواقفها السياسية المتمسكة بمبادئها ومصالحها".
وقال الرئيس الأسد في وصفه للأحداث الجارية في سورية: "ما يحصل في الشارع له ثلاثة مكونات الأول هو صاحب حاجة أو مطلب يريد من الدولة تلبيتها له، وهذا واجب من واجبات الدولة. والثاني يمثله عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية مختلفة وجدوا في مؤسسات الدولة خصما وهدفا لأنها عقبة في وجه مصالحهم غير المشروعة ولأنهم مطاردون من قبل أجهزتها فالفوضى بالنسبة لهم فرصة ذهبية لا بد من اقتناصها من اجل بقائهم طلقاء وتعزيز أعمالهم غير القانونية. أما المكون الثالث فهو الأكثر خطورة بالرغم من صغر حجمه وهو يمثل أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري الذي اختبرناه منذ عقود عندما حاول التسلل الى سورية واستطاعت أن تتخلص منه بوعي شعبها وحكمته".
وأضاف أن "هذا الفكر المتطرف التكفيري" يستغل عنوان الإصلاح لنشر الفوضى باسم الحرية.
وتابع الرئيس السوري قائلا: "سيكون من أولى مهام هيئة الحوار الوطني التشاور مع مختلف الفعاليات من أجل الوصول للصيغة الأفضل التي تمكننا من تحقيق مشروعنا الإصلاحي ضمن برامج محددة وآجال محدودة.. نستطيع القول إن الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية"، وفقا لوكالة "سانا". وأضاف: "المطالب الملحة للشعب بوشر بتنفيذها قبل بدء الحوار فقمنا برفع حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة وأصدرنا قانون تنظيم حق التظاهر السلمي وتم تشكيل لجنة لإعداد مسودة لقانون جديد للانتخابات كما تم تشكيل لجنة أخرى لإعداد التشريعات والآليات الضرورية من أجل مكافحة الفساد وبدأنا بورشة كبيرة لتحديث وعصرنة الإعلام وتوسيع نطاق حريته وتعزيز مسؤوليته وإعداد مشروع قانون جديد للإدارة المحلية إضافة إلى إعطاء الجنسية السورية للمواطنين الأكراد المسجلين في سجلات الأجانب وتشكيل لجنة لدراسة قانون جديد للأحزاب".
وشدد على أن المساواة والعدالة والشفافية والنزاهة هي عناوين المستقبل المنشود لسورية، مشيرا الى أنه سيكون هناك مجلس شعب جديد في شهر آب (أغسطس). وأشار الى ضرورة البحث عن نموذج اقتصادي يناسب سورية ويحقق العدالة الاجتماعية فيها.
وتعهد الرئيس الأسد بالعمل على ملاحقة ومحاسبة "كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها".