موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة عبد الرحيم محمود

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منى فلسطين
عضو نشيط
عضو نشيط



الدولة : فلسطين

في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Empty
مُساهمةموضوع: في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة عبد الرحيم محمود   في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالسبت أغسطس 06, 2011 8:03 pm

٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١١بقلم توفيق العيسى


الطبعوني: شاعرنا هو المؤسس والأب الشرعي لأدب المقاومة
أبو غوش: الشاعر الحقيقي هو الذي تعيش التجربة على جلده وتحفر في روحه
فرحات: كان صاحب عقيدة وطنية، حول فيها الرؤية إلى موقف، والموقف إلى فعل

المشهد العربي – رام الله - توفيق العيسى: إن عبد الرحيم محمود، يؤرخ
لاستشهاده بتاريخ النكبة، وكأن النكبة لم تكن بضياع فلسطين فقط، ولكنها
بفقدان الرجال الأجمل، ضياع فلسطين في كل أدبياتنا كان بسبب «ضياع»
البندقية بكل ما تعنيه كلمة ضياع، وفقدانها، وإذا كانت «أكتاف الرجال
خلقت لحمل البنادق» كما علمنا غسان كنفاني، فإن فقدانهم هو الذي تسبب
بهذا «الضياع» للبندقية ولفلسطين.

الشاعر المقاوم، وأحد مؤسسي الأدب الفلسطيني المقاوم في القرن العشرين،
عبد الرحيم محمود، كتب الشعر بظروف خاصة، واستثنائية، فمن ثورة الـ 36
والتي يقول أحد المصادر التاريخية إنه لم يكن فقط مقاتلا فيها ولكنه كان
مستشارا سياسيا وإعلاميا بصحبة الصحفي «نجيب نصار» لقائدها عبد الرحيم
الحج محمد، رغم قلة المصادر التي أشارت إلى هذه المعلومة، إلا أن دوره في
الثورة كان واضحا وجليا لينتهي بعدها إلى العراق مشاركا في ثورة رشيد
عالي الكيلاني، ليعود مرة أخرى إلى فلسطين، مشاركا وأحد قادة المعارك عام
1948 حتى استشهاده.

الـ 63 عاما هو عمر النكبة وعمر استشهاد شاعرنا، الذي جسد شخصية الشاعر
المقاوم، ويكفي لقب شاعر ليقودنا إلى كلمة مقاوم، لا نقول إنه تماهى فقط
مع لقبه «شاعر» لكنه احترم هذا اللقب، وبلغة يومنا مثقفا عضويا.

«وهو نموذج للشاعر الذي التزم بنصه أو لنقل إنه تبع نصه، ونستطيع أن نقول
إنه كتب بيان الثورة، الـ «مانفيستو» بقصيدته الشهيرة «سأحمل روحي على
راحتي»، وهي نص ثوري وغنائي، وقاتل كشاعر، هو شاعر مقاتل ومعنى أنه قاتل
كشاعر بأنه تبع الأغنية حتى نهاياتها، دون حسابات ربح أو خسارة، وقاتل
كما يجب أن يقاتل أي ثوري وشاعر»، بهذه الكلمات يتحدث الشاعر ماجد ابو
غوش عن عبد الرحيم محمود ويضيف «إن قيمته ليس كشاعر من الناحية الفنية
فقط، فنصه حتى الآن هو نص خالد، وذلك لأسباب عديدة، فهو الشاعر المقاتل
الثوري والمنحاز طبقيا للفقراء، فقد عاش حياته مع المهمشين، المزارعين
والعمال، فهو لم يكن ابن عائلة ثرية ليقاتل على أساس مصالح تلك الطبقة
كما فعلت البرجوازية الوطنية التي شاركت في ثورة الـ 36.

أما الشاعر مفلح طبعوني فيقول: لعبد الرحيم محمود منزلة خاصة في الناصرة
تحديدا، لعدة أسباب والرئيسي منها انه عاش في الناصرة خاصة فترة معارك
الـ 48 وقبلها، وأصدقاؤه الشخصيون منها. في تلك الفترة تدخل عبد الرحيم
محمود لإطلاق سراح شباب من سجن المسكوبية في الناصرة، منهم حسين أبو أسعد
وصليبا خميس، ثم انطلق لمعركة الشجرة من مطعم "الجنينة" في الناصرة،
وهناك من يحبون عبد الرحيم محمود بدرجة حبهم لتوفيق زياد، وضريحه في
الناصرة المجاور لضريح زياد، يزار من قبل أغلب المثقفين والمهتمين وبشكل
دائم.

هذا الرجل ظلم، شعره ليس فقط من شعر المقاومة، بل هو الشاعر المقاوم، ولا
داعي ان نتحدث كثيرا عن استشهاده، اشترك بالمعارك بشكل عملي، ولم تكن
لديه حلول وسط، كان مع قاعدة الجماهير، وبذلك يعتبر المؤسس والأب الشرعي
لأدب المقاومة، إلى جانب إبراهيم طوقان وعبد الكريم الكرمي "أبو سلمى".

لو قدر لعبد الرحيم محمود وإبراهيم طوقان أن يعيشا لفترة أطول من حياتهما
لكان لهم دور أساسي وجذري في تقوية هذا الأدب، والجيل الاحق خصوصا، توفيق
زياد وجيله يعترفون أنهم اعتمدوا بتجربتهم الشعرية على تجربة عبد الرحيم
محمود وأبو سلمى وطوقان، وبالنسبة للأدب الأقرب إلى الناس كان عبد الرحيم
محمود هو الأقرب، أقرب بالمعنى الطبقي والنتاج الأدبي. أعرف بيته في
الناصرة، متواضعًا، وهو من عنبتا قضاء طولكرم.

أما فيما يتعلق باتجاهاته الفكرية، فيرى الدكتورمحمد نعيم فرحات، أن لا
قيمة لتنقيب كهذا عند الشاعر الشهيد، طالما انه كان صاحب عقيدة وطنية،
حول فيها الرؤية إلى موقف، والموقف إلى فعل، كان له كل هذا الصدى في
الوجدان والوعي الجمعي الفلسطيني. إن حضوره الطافح كوطني فلسطيني، والذي
يشير إلى رؤية وعقيدة ترتبط بهذه الوطنية، هو الذي صنع دلالاته ومعناه
وصورته وصوته، ومن خلال كل ذلك وأكثر، قدم لنا دليلا توارثه الفلسطينيون
جيلا بعد جيل.

إلا أن طبعوني يختلف نسبيا مع فرحات فيقول: «من يقرأ "أبو الطيب" يرى
الاتجاه العلماني الماركسي، لكنه لم يعش طويلا ليتجلى هذه الاتجاه أكثر
على الرغم، من قصيدته «يا عامل» كمثال والتي توحي بفكره واتجاهه، إضافة
إلى أنه لم يدرس حقا من النقاد والدارسين، وللأسف نقادنا يفضلون الأسماء
المشهورة واللامعة، خاصة أن الرجل لم يكن انتهازيا وكان معاديا لها، لذلك
عندما طلبته المعركة انطلق ليشارك المقاتلين متجها إلى معركة الشجرة،
وكان لعبد الرحيم محمود دور مهم في تثبيت اليسار الفلسطيني في حيفا ويافا
وعكا، وطبعا، الناصرة، من خلال الأدبيات والممارسات، وأرى أن محمود لو
تجاوز فترة الـ 48 ولم يستشهد لكان له حضور أدبي مميز».

ويرى فرحات بأنه من الصعب اختزال الشعر على هذا النحو، وفي نفس الوقت فإن
الشعر يقوم فيما يقوم على: أبعاد الخطابة والشعار وله دور تحريضي، هذا
بالطبع يجري داخل ما يمكن تسميته بمهابة الشعر: كجمال وكخطاب يقدم رؤية
وموقفا ووعيا محددا. إن الاسترسال السابق هو نوع من مجاملة سؤالك، لان
الشاعر الشهيد استجاب عبر أشكال متعددة لتحديات زمنه، استجاب بالقول
والشعر واستجاب بالقتال، والمهم ليس شعره بل فاعليته كشاعر وكإنسان، وهذه
الفاعلية وما صنعته من معنى ودلالة هي التي أبقت عبد الرحيم محمود حيا
إلى هذا الحد، إنه موجود في الذاكرة الجماعية المتوارثة، بحكم حضوره في
الزمن والصدى، وليس بسبب من عمل مؤرخ أو باحث أو ناقد.

أما ماجد أبو غوش فمن وجهة نظره لا يوجد شيء اسمه حالة شعرية، أن يعيش
الشاعر الانزواء أو في مكان محمي من الجو الخارجي، الشاعر الحقيقي هو
الذي تعيش التجربة على جلده وتحفر في روحه، ومن يعيش حلم وتطلعات
الجمهور، ليس شاعر ترف أو بلاط، نتكلم عن عبد الرحيم محمود الذي سكن بيتا
متواضعا في الناصرة، ويعمل ليكسب قوته، تعرض للسجن وطورد في العراق
وفلسطين وقاتل كشاعر ومقاتل، لم ينفصل عن الناس، كثير من شعرائنا كعلي
فودة ومعين بسيسو وغيرهم لم يكتبوا فقط في الخنادق ولكن في الساحات
والميادين العامة، كتبوا على ورق مستعمل، وكتبوا على طاولات المقاهي، وفي
المعتقلات وكتبوا نصوصا تعيد الحياة.

ويضيف طبعوني، «لا أمتلك الأدوات لتقييم قصيدة عبد الرحيم أو غيره، أنا
شخصيا أحب شعره، والظروف التي عاشها وكتب فيها شعره لم تكن سهلة، من ثورة
الـ 36 وحتى معارك الـ 48 وكان قياديا، وهذه تجعل من الإبداع عملية
معقدة، والوقت لم يكن في صالح هذا الجيل من الشعراء ليمارسوا التجريب،
فإضافة للمشاكل العامة أو السياسية، هناك المشاكل الشخصية، ففقدان طوقان
الذي توفي صغيرا 37 سنة، أثر على عبد الرحيم محمود والأدب الفلسطيني. وقد
نقول شعرا مباشرا؟ نعم، ولم يدخل في الحالة الرمزية بسبب كل الظروف
السياسية والشخصية لعبد الرحبم محمود، ولو دخل هذه الحالة لدخلها من جهة
علمية، فهناك شعراء دخلوا الحالة الرمزية فقط تقليدًا لمحمود درويش
وخربوا الشعر والرمز.

فإذا كان الوضع كذلك، فهل هذا يعني ان الزمن قد تجاوز او يتجاوز شعر عبد
الرحيم محمود؟

يجيب ماجد ابو غوش: «كما لم يتجاوز الزمن المتنبي وأغاني الشيخ امام، لم
يتجاوز نص عبد الرحيم محمود، عندما نتكلم عن نص يرد فيه:

فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا

هذا نص يحدد شروطه الزمنية، نحن حتى الآن نعيش حلم الحرية والحاجة
للكرامة والاستقلال، نص يحدد لك إما أن تكون حرا وإما عبدا، ومواصفات
الإنسان الطبيعي انه حر، لذلك تحول نصه إلى مانفيستو، بيان ثوري، فإما أن
تكون إنسانا أو لا، وإما أن تكون شاعرا أو لا، ومعنى الشاعر تاريخيا ليس
ترفا لكنه موقف، ويتبع موقفه.

أما عن الشكل الفني للقصيدة عند شاعرنا، وهل جرب أو جدد في الشعر، يجيبنا
فرحات: "يحتاج الجواب عن هذا السؤال لناقد متخصص، يخضع الخطاب الشعري
لعبد الرحيم محمود لقراءة معمقه من هذه الزاوية، ولكنني سأشير إلى أمر
قريب من فحوى سؤالك، وهو، لقد كان للشاعر الشهيد، خطاب شعري رشيق ومتدفق،
وكأنه آت لتوه من معركة أو ذاهب إليها".

ويضيف فرحات: " إن بعض الشعر الأصيل لا يخضع أو (قد) يتجاوز المعايير
الكلاسيكية للنقد، ثمة قصائد تصوغها لحظة ساخنة ما في التاريخ وتفلت من
إسار النقد، وربما هذا ما حدث مع الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود، كما أن
دراسة الأثر وتتبعه هي من اشق الدراسات، ولكن يمكن القول إن عبد الرحيم
محمود قد تأثر في شعره بسابقين عليه واثر في لاحقين له، ولكنه بكل حال
مثل نغمة خاصة في كتاب الشعر الفلسطيني المعاصر".

أما عن الشعر الغزلي فيسترسل الطبعوني ويقول: « جيل عبد الرحيم محمود
وابو سلمى وطوقان، كتب شعرا غزليا راقيا، وقد تكون قصة قصيدة « كفر كنا»
التي اتهم بها طوقان من باب المداعبات الأدبية في ذلك الوقت بين
الشعراء».

ويضيف الطبعوني "فبالرغم من كل الظروف التي أحاطت بعبد الرحيم محمود
وشعره إلا انه كان يمتلك القدرة على الحب كما كان يمتلك القدرة على
القتال.

وهنا يقول ابو غوش: «عنترة في إحدى معاركه يقول:

فودت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم

لأننا نريد ان نعيش الحياة ببساطتها، وبكرامة واستقلال، ونحب ونرقص
ونغني، لا نريد ان نترهبن، ولا نريد ان نبقى منتعلين الحذاء العسكري، ما
نريده هو ان نعيش حياتنا كأناس طبيعيين. عبد الرحيم محمود عاش حياة
طبيعية لكن عندما سمع النداء أو النفير قام بدوره الطبيعي وهو القتال
والتضحية، ما ميزه عن أي مقاتل آخر هو كونه شاعرا».

اما فرحات فيقول «وأين العجب في ذلك؟! إن شاعرا أو مقاتلا آو إنسانا
حقيقيا، لا يكون بذات القدر أو أكثر عاشقا، هو كان منقوصًا في مكان ما من
روحه وخياله، وعلى وعينا أن يحرر معنى العشق من رداءة فهمنا له، ومن سجون
ثقافتنا ومعازلها التي لا تليق به، والتي ستبقى برهانا على ضائقة كئيبة
نعيشها في الوعي والخيال والروح والإدراك الوجودي الأصيل والعميق للحياة.
من الذي قال إن الانعتاق والحرية والشعر والإنسان والنضال والجمال تستقيم
إذا لم يكن العشق الأصيل منها وفيها: قدرة وقوة وقيمة وفكرة عالية. إن
جمال الفقه والتصوف وأصالته قد قادت المتصوفين إلى عشق الله».

وكيف وصلنا نتاجه الأدبي؟ كان سؤالنا للمتحدثين، فأجاب الطبعوني: « لقد
نشر عبد الرحيم محمود في جريدة الاتحاد والغد الحيفاويتين، وشارك في أغلب
ندوات الوطن، خصوصا في حيفا والناصرة".

اما فرحات فيجيب: «طبع ديوانا أم لا؟ لا ادري، ولكنني ادري بأن شعره قد
وصل عبر وسائل أهم بكثير من ديوان مطبوع، لقد وصل عبر الصدى وألسنة الناس
ومن خلال وجدانهم وذاكرتهم وتمثلهم لما قال. وعلى ما أظن لم يكن عبد
الرحيم محمود بحاجة لطبع ديوانه او سعى لفعل ذلك، ولا الزمن كان يمنح مثل
هذا الترف، لقد وصل ديوان شعره بحفاوة الوعي والذاكرة والتبني الجماعي
لما كان يقوله، وهذا اعلى ما يمكن أن ترنو له نفس شغوفة».

أما أبو غوش فيختتم حديثه عن الشاعر بقوله: «لماذا لا يحتفى به؟ واضح أن
لدينا الآن اتجاها سياسيا يريد أن يهمش كل هذه التجارب، والتي تدل على حق
الفلسطيني في وطنه والتي تدل أيضا، على فلسطين نفس فلسطين ورائحة فلسطين،
والتي تبين أن الأبيض أبيض والأسود أسود، وللأسف يتم الاحتفاء بأشخاص
أدنى بدرجات كثيرة من عبد الرحيم محمود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو جهاد
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي




في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Empty
مُساهمةموضوع: رد: في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة عبد الرحيم محمود   في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود Emptyالأحد أغسطس 07, 2011 12:08 am

في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة  عبد الرحيم محمود 01522

الشاعر الشهيد عبدالرحيم محمود



عبد الرحيم محمود هو شاعر فلسطيني، من مواليد قرية عنبتا التابعة لقضاء طولكرم عام 1913م. استشهد عام 1948م . لقب بالشاعر الفلسطيني الشهيد .
ولد في قرية "عنتبا" التابعة لقضاء طرلكرم سنة 1913م.
درس في مدرسة عنتبا الابتدائية ومدرسة طولكرم الابتدائية ثم في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس(جامعة النجاح الآن).
عمل مدرساً للأدب العربي في مدرسة النجاح الوطنية .
عندما اشتعلت الثورة الكبرى في فلسطين سنة 1936، استقال من وظيفته وانضم إلى صفوف المقاتلين في جبل النار.
طاردته حكومة الانتداب البريطاني بعد توقف الثورة، فهاجر إلى العراق حيث أمضى ثلاث سنوات دخل فيها الكلية الحربية في بغداد ثم عاد إلى فلسطين سنة 1942م.
اشتعلت الثورة الفلسطينية مرة أخرى سنة 1947 ضد التقسيم
انضم عبد الرحيم محمود إلى صفوف المجاهدين للدفاع عن أرض الوطن .
استشهد في معارك الشجرة بالقرب من مدينة الناصرة في 13 تموز(يوليو) سنة 1948م.
يتمتع بنظرة رؤيوية لمستقبل فلسطين الأليم الذي تحقق بعد استشهاده.
جمع شعره وصدرت مجموعته الشعرية الكاملة أكثر من مرة.

دراسته

درس المرحلة الابتدائية في عنبتا وطولكرم، ثم انتقل إلى مدينة نابلس للدراسة المرحلة الثانوية بمدرسة النجاح الوطنية من عام 1928م حتى 1933م، وتتلمذ في هذه المدرسة على يد الشاعر إبراهيم طوقان والأساتذة د.محمد فروخ، وأنيس الخولي، وقدري طوقان. فتشرب منهم حب المعرفة والاعتزاز بالنفس والوطن والثورة على الظلم. وعُيِّن بعد تخرجه مدرسًا للغة العربية وآدابها.

نضاله واستشهاده

في عام 1935م حضر من سوريا الشيخ عز الدين القسام؛ ليشارك في الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزي لفلسطين وعمره أربعة وستون عامًا، واعتصم بالجبل مع رفاقه من مِصْر وفلسطين، وظلوا يناوشون جنود الإنجليز حتى اسْتُشْهِد الشيخ السوري يوم 20 نوفمبر 1935م.. فأصبح الشيخ عز الدين القَسَّام مثلاً أعلى للمقاومة وإرهاصًا للثورة التي بدأت بإضراب يوم 20 أبريل 1936م، فانخرط فيها الشاعر الشاب عبد الرحيم محمود ونذر نفسه للوطن، فاستقال من مدرسة النجاح وعَبَّر عن موقعه في إحدى قصائده قائلاً:
واغْصِبْ حُقوقَك قَطُّ لا تَسْتَجْدِها.........إن الألى سلبوا الحقوق لئامُهذي طَرِيْقُكَ فِي الحَياة فلا تَحِـدْ........قَدْ سـَارَها مِنْ قَبْلِكَ القَسَّامُ ولما خمدت الثورة عام 1939م لم يحتمل البقاء في فلسطين تحت نير الاحتلال الإنجليزي والعصابات الصهيونية؛ فهاجر إلى العراق وظل بها ثلاث سنوات عمل خلالها مدرسًا للغة العربية، والتحق بالكلية الحربية ببغداد، وتخرج ضابطًا برتبة الملازم أيام الملك غازي بن فيصل بن الحسين، وشارك مع المجاهدين العرب في ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق.
ولما هدأت الأوضاع في فلسطين لانشغال إنجلترا بالحرب العالمية الثانية عاد عبد الرحيم إلى بلده واستأنف العمل معلمًا بمدرسة النجاح الوطنية بنابلس.
وبصدور قرار تقسيم فلسطين اشتعل الموقف؛ فقرَّر شاعِرُنا أن يصل إلى آخر مدى من أجل تحرير وطنه، فتوجه إلى بيروت في يناير 1948م، ثم إلى الشام ليتلَقَّى تدريبات عسكرية على القتال وانضم إلى جيش الانقاذ، ودخل إلى منطقة بلعا بفلسطين واشترك في معركة بيار عدس مع سَرِيَّة من فوج حِطِّين، وشارك في معركة رأس العين، وفي إبريل 1948م عُيِّن آمرًا للانضباط في طولكرم، ثم مساعدًا لآمر الفوج في الناصرة.. وأخيرًا قاتل ببسالة في معركة الشجرة حتى اسْتُشْهِدَ فيها يوم 13 يوليو 1948م وعمره خمسة وثلاثون عامًا.
و(الشجرة) قرية عربية تابعة لطبرية، وقد انشأ الإسرائيليون بجوارها مستعمرة اسمها (السجرة) بالسين، وكانت منطقة ساخنة تدور فيها معارك كثيرة بين سكان الشجرة المسلمين والمسيحيين وبين اليهود بالسجرة.
ودُفِنَ عبد الرحيم محمود في الناصرة مُخَلِّفًا زوجته وابنيه (الطيب) و(طلال) وابنته رقيَّة، وأعمارهم بين الأربعة أعوام والعام الواحد.

قصائده

خَلَّف عددًا من القصائد كتبها بين عامي 1935م، 1948م.. جمعتها لجنة من الأدباء بعد وفاته بعشر سنوات، وكان قد نشر بعضها في المجلات الفلسطينية واللبنانية والسورية والمصرية. وصدر ديوانه في عَمَّان عام 1958م وهو يضم سبعًا وعشرين قصيدة. هي أهم ما كتبه في عمره القصير المليء بالكفاح.
وفي عجالة نلقي ضوءًا على آرائه الوطنية التي صاغها شعرًا وعاشها حياة، فاستحق أن يكون مثلاً أعلى لشباب فلسطين في الكفاح والصدق..
في 14 أغسطس 1935م زار قرية عنبتا الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية (الملك سعود فيما بعد)، فألقى عبد الرحيم بين يديه قصيدة وكان عمره اثنين وعشرين عامًا قال فيها:

يا ذا الأمير أمام عَيْنِـك شاعرٌ
ضُمَّت على الشَّكوى المريرة أَضْلُعُهْ
المَسجد الأقصى أَجِئْتَ تَزُورُه؟‍
أم جئـت من قِبَلِ الضِّبَـاع تُوَدِّعُهْ؟‍
حَـَرمٌ مُبـاحُ لكـل أَوْكَعَ آبقٍ
ولكـلِّ أَفَّــاقٍ شـَرِيدٍ، أَرْبُعُه
وغدًا وما أدناه، لا يبقى سوى
دَمْعٍ لنـا يَهْمَـي وَسِـنٍّ نَقْرَعُه


وهنا يتضح بُعْدُ نظر الشاعر الشاب ورؤيته الواقعية للظروف العربية شعوبًا وحكامًا.
وفي قصيدته (الشهيد) وكان عمره حوالي أربعة وعشرين عامًا يُصَوِّرُ الشهيد كما يتمنَّاه:
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشـريف لها غـايتان
ورود المنـايا ونيـلُ المنى
لعمـرك إنـي أرى مصرعي
ولكـن أَغُـذُّ إليـه الخطى
أرى مقتلي دون حقي السليب
ودون بلادي هـو المُبتـغى
يَلَذُّ لأذني سـماع الصليــل
يُهَيِّجُ نَفْسِي مَسِـيلُ الدِّمـا
وجسـمٌ تَجَدَّلَ فوق الهضـاب
تُنَاوِشُـه جَـارِحات الفَـلا
فمنـه نصيـبٌ لِأُسْـِد السَّما
ومنه نصيب لأسـد الشَّرَى
كسـا دَمُهُ الأرضَ بالأُرْجُوَان
وأثقل بالعطر رِيْـحَ الصَّـبا
وعَفَّـر منـه بَهِـيَّ الجَـِبين
ولكن عُفـارًا يـزيـد البَـها
وبَانَ علـى شَفَتَـْيه ابْتـسام
مَعـانِيْهِ هُـزْءٌ بِهـذِي الدُّنـا
ونام لِيَحْـلُمَ حُلْـمَ الخـُـلودِ
ويَهْنَـَأ فيـه بِـأحْلَى الرُّؤى
لَعَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال
ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا

وقد اختار الشاعر قافية المَدِّ أيًّا كان الحرف الأخير لهذه القصيدة الرائعة التي تصور ممات الرجال الشرفاء من أجل الوطن، فالتلذذ بأصوات المدافع والبهجة بإسالة الدماء تُهَوِّن على الشرفاء الموت من أجل قضية كبرى يُدافِع عنها ألا وهي تحرير البلاد والاحتفاظ بكرامتها..
وفي قصيدته (دعوة إلى الجهاد) يقول مستهترًا بالموت فداء للوطن:
دعا الوطن الذبيح إلى الجهاد
فَخَفَّ لِفَرْطِ فَرْحَتِه فؤادي
وَسابَقْتُ النَّسِيمَ ولا افتخارٌ
أَلَيْسَ عليّ أن أَفْدِي بِلادِي
حَمَلْتُ عَلَى يَدِيْ رُوحي وقلبي
وما حَمَّلتُها إلا عتادي
فسِيْرُوا للنِّضَالِ الحقِّ نارًا
تَصُبُّ على العِدَا في كل وادِ
فليس أَحَطُّ من شَعْبٍ قَعِيْد
عن الجَلَّى وموطنه ينادي

وتظل قصائد عبد الرحيم محمود تتوالى مُعَبِّرَةً عن حبه لوطنه وإصراره على التضحية من أجله..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في الذكرى الـ ٦٣ لاستشهاد شاعر المقاومة عبد الرحيم محمود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في الذكرى الـثالثة والعشرين لاستشهاد ناجي العلي
» الذكرى الثانية والثلاثون لاستشهاد الفدائية دلال المغربي
» الذكرى الـ24 لاستشهاد 'أبو جهاد' الذي عاش لفلسطين ومات من أجلها
» شعراء من فلسطين عبد الرحيم محمود
» شاعر الوطن محمود درويش قصيدة الأرض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة القضيه الفلسطينية :: منتدى الأسرى والمعتقلات الصهيونية-
انتقل الى: