موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

  مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نضال هديب
المدير العام
المدير العام
نضال هديب


العمر : 59
المزاج :

 مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Empty
مُساهمةموضوع: مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية     مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية  Emptyالأحد سبتمبر 25, 2011 3:27 pm

«إن هول الجريمة بحد ذاته يجعل القتلة الذين يدعون براءتهم أقرب للتصديق من الضحايا الذين يقولون الحقيقة» (حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية في إشارتها للفظائع النازية) .



هذه المداخلة والتي هي مجرد مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 مستلة ومقتبسة بتصرف من دراسة كبيرة حول هذه المجازر دفعتها للنشر عام 2004 , تعتمد على تسجيل موثق لـ 76 مذبحة (انظر الملحق في أسفل الصفحة) ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال ما يصطلح عليه بـ «حرب 1948». تعدادي هذا استند على تجميع وتحقيق مئات المصادر العديدة والمتنوعة, المتطابقة والمتضاربة, الفلسطينية والعربية, الإسرائيلية والغربية, الأولية والثانوية, المكتوبة والشفوية, بعضها معروف ومنشور, وبعضها لم يعرف أو يستخدم من قبل.



كل مجزرة وقبيل إدراجها في سجل هذا التعداد دققتها ووثقتها بقدر ما أمكن لتضم «عناصر الأساس» لأي دراسة عن المذابح: الجلاد والضحية والشاهد والمكان والزمان وطريقة القتل والعدد. وبالطبع دون إغفال البعد الإنساني الأليم الذي يستحق أن يسجل ليضاف إلى لغة الأرقام والحقائق الباردة.



هذه المجازر نفذت من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين, شعب البلاد وأهلها الأصليين وذلك في إطار حرب شاملة war total . في بداية «الحرب» وقبل الإعلان عن قيام دولة "إسرائيل" في الرابع عشر من أيار 1948 ارتكبت المجازر من خلال المنظمات العسكرية الصهيونية الثلاث وخصوصا منظمة الهاغاناه.



وبعد تأسيس الجيش الإسرائيلي في نهاية أيار 1948 والذي دمجت فيه هذه المنظمات, أصبح جيش «الدفاع» الإسرائيلي المنفذ الرئيس لهذه المجازر والمذابح الجماعية.



وتعرف الحرب الشاملة بأنها هي الحرب التي تعبئ وتحشد لها كل الطاقات والإمكانيات العسكرية والسياسة والاقتصادية والدبلوماسية والفكرية لمجتمع ما ضد مجتمع آخر بهدف هزيمته وتحقيق الانتصار. في الحروب الشاملة عموما ـ كما هو حال حرب 1948 أيضا ـ لا يستهدف النشاط العسكري والعمليات الحربية جيوش ومقاتلي العدو فحسب, إذ أن استهداف المدنيين والبنية التحتية للمجتمع الآخر يكونان أيضا مكونا أساسيا في قلب الاستراتيجية الحربية.



غير أن حرب 1948 تختلف عن كثير من الحروب الشاملة في خصوصيتين:



أولها في كونها حرب غير متكافئة تم التخطيط لها وفرضها طرف واحد, وهو المجتمع الصهيوني المتفوق في قوى إنتاجية وتدعمه قوى إمبريالية كانت ترى فيه رأس حرية وجسر لمصالحها في الوطن العربي, فهيئته ليشن عدوانه ضد مجتمع شبه أعزل حرم من أسباب التنظيم والإعداد والقيادة.

وثانيا, أن هدف هذا العدوان لم يكن فقط إنزال الهزيمة بالخصم تحقيقا لمقاصد سياسية (كلاوزفيتز) ولا تدمير الكيان السياسي الفلسطيني (الدولة الفلسطينية المقترحة وفق قرار التقسيم لعام 1947) وإنما تدمير الفلسطينيين كمجتمع قائم بهدف اقتلاعه عن وطنه ومن أرضه وإلى «الأبد» بهدف حلول المجتمع اليهودي الإسرائيلي محله ضمن سياسة صهيونية أطلق عليها «سوسيو سايد» والتي تعني التدمير الشامل للمجتمع الفلسطيني.



لهذا السبب يوجد لدي تحفظين على استخدام مصطلح «حرب 1948» لوصف ما جرى من نكبة الفلسطينيين. الأول, حول مصطلح الحرب. فهذا المصطلح الذي يشير إلى مواجهة عسكرية (متكافئة أو شبه متكافئة) بين طرفين,. لا يعبر عن حقيقة ما جرى (وما يجري) كمشروع تدمير شامل للمجتمع الفلسطيني نفذ عام 1948 من خلال حرب شاملة كانت المذابح أداة رئيسية في تنفيذها.



والمذابح بطبيعتها وتعريفها تتضمن غالبا عنصر اللا تكافؤ المطلق لموازين القوى, وهو ما يسمح للطرف الأقوى بالإجهاز على الضحية دون تعرضه نفسه لأي خطر جسماني. أما الثاني فهو يتعلق بالتحديد الزمني (1948). إذ أن «الحرب» بدأت كمناوشات في كانون أول 1947 ولم تستكمل السيطرة على معظم النقب سوى في آذار 1949, كما أن اتفاقيات الهدنة متعددة الأطراف لم يوقع أخرها إلا في صيف عام 1949, كما أن التطهير العرقي وهو السمة الرئيسية لهذه الحرب, استمر بعد ذلك بسنوات عدة. وعلى سبيل المثال, فإن ما تبقى من سكان بلدة المجدل التي احتلت في مطلع تشرين ثاني 1948 طرد عام 1950, أما طرد القبائل البدوية فقد استمر في خمسينيات القرن الماضي.



فرضيات الدراسة الرئيسية:



إن التعداد الموثق الذي أشرنا إليه سابقا يسمح في كليته بتقديم فرضية الدراسة الأولى: أن المذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينيين هي أكثر عددا وأبعد أثرا مما كان يعتقد سابقا. وهي السبب الرئيس في اقتلاع ورحيل الفلسطينيين عن ديارهم, ضمن المعادلة الوحيدة التي وضعتها الحركة الصهيونية أمام الشعب الفلسطينية: الموت أو الرحيل. أما الفرضية الثانية فهي هذا الكم الكبير من المذابح يرتبط في مجمله ومنطقه بوجود خطة يقف من وراءها عقل مركزي مدبر, حتى من غير الحاجة للرجوع للإثبات القاطع الذي تتيحه الوثائق المتعلقة بهذه السياسة المركزية.



الفرضية الأولى



لقد أنكرت الرواية (السرد) التاريخية الصهيونية وما تزال ـ عن وعي وإصرارـ ارتكاب المذابح والفظائع, والغريب أن مؤرخي هذه الرواية من أمثال ناتنيل لورك ـ الذي كان أحد أول المؤرخين العسكريين الذين أسسوا لهذه الرواية ـ يعترف فقط بمذبحة دير ياسين. وحتى هذا الاعتراف الذي لم يكن منه مفر, بحكم كافة الظروف التي أحاطت بهذه المذبحة من التغطية الإعلامية الواسعة قد وظفه التيار المركزي الصهيوني بشكل يخدم أغراض الحركة الصهيونية عموما والجناح العمالي «اليساري» خصوصا. إذ تم طرح المسألة في إطار تخفيف الضرر control Damage كعمل استثنائي يؤكد القاعدة ألا وهي قاعدة «طهارة السلاح اليهودي» وهي أحد الأساطير والأكاذيب الصهيونية المتعلقة «بحرب 1948», ومن جانب آخر فقد سخرت في الصراع ضد اليمين الصهيوني, حيث اعتبرت المذبحة عملا غادرا وجبانا قام به منشقو منظمتي اليمني المتطرف (إتسل وليحي).



المؤرخون الجدد (باستثناء إيلان بابيه الذي يشكل حالة خاصة), بدورهم, ورغم أنهم أوردوا الكثير من أعمال القتل فإنهم يصرون حتى اليوم بلسان كبيرهم بني موريس, على الموقف القائل بأن «الفظائع كانت محدودة الحجم, والمدى والمدة» وهناك تحفظات من قبلهم على استخدام مصطلح مذبحة لوصف معظم هذه الأعمال. وفي الواقع فإن النقاش حول استخدام هذا المصطلح لم يستأثر منهم إلا بالقليل.



أما الفلسطينيون فهم ولأسباب أخرى مختلفة لم يدركوا حجم وأثر المجازر, وهذا الوعي المحدود لم يقتصر على عامة الناس من الفلسطينيين, بل شمل حتى مؤرخيهم في مجمل نتائجهم. ورغم أن كثير من الفلسطينيين يوظفون في خطابهم الموجه لخارج الجماعة تعبيرات مثل الإبادة الجماعية لوصف ما ارتكب ضدهم, فإن روايتهم خلت ولعدة عقود, وفي تناقض واضح مع خطابهم, من توثيق ذو مغزى للوقائع المحددة. وتجربتي في تسجيل الذاكرة الشعبية ـ أو الجمعية ـ لدى الفلسطينيين أنفسهم (وأنا أتعمد هنا عدم استخدام هنا مصطلح الذاكرة الجمعية الذي يفترض نوع من الإجماع) يشير إلى وجود مقاربتين لتفسير الرحيل يوحد بينهما وقع الخوف والرعب من الإسرائيليين كقاسم مشترك: الأولى تعزو الرحيل لهول الفظائع والجرائم (براديم الطرد), أما الثانية, فتعزوه لخوف غير عقلاني نجم عن دعاية مبالغ فيها حول الفظائع الصهيونية (براديم الهروب).



وعليه فإن أطروحتي بأن المذابح كانت السبب الرئيسي للرحيل قد عززت باعتقادي وبشكل حاسم من مقاربة براديم الطرد القائل: أن الفلسطينيون رحلوا ليس لأنهم شعب جبان في عقله وسواس الإشاعات المضخمة, بل لأن عشرات المذابح ارتكبت في إطار حرب نفسية ضارية.



واستطيع الجزم اعتمادا على الحقائق الدامغة أن معظم التجمعات السكنية العربية التي لم يقم أهلها بالفرار منها قبل احتلالها, ذاقت طعم المذبحة المر والأليم. فالمذابح ظاهرة عامة تعرضت لها قرى ومدن وتجمعات بدوية التي تتفق الوثائق العسكرية الإسرائيلية (التي بدأ يتم نزع صفة السرية عنها) مع روايات الناجين في تأكيد ما قاله أرييه يتسحاقي «ما من قرية احتلها الجيش الإسرائيلي وبقي فيها إلا وفاحت رائحة المذبحة».



وأود أن أشير هنا أن عملي لا يتعلق بمجرد إسهام أكاديمي بين مقاربتين, إحداهما (الثانية) أطلقتها بالأساس آلة الدعاية الإسرائيلية, حتى تسللت وعششت في عقول بعض الفلسطينيين, بل يتعلق بالنتائج السياسية والقانونية والأخلاقية المترتبة عن هذا السجال. فتبني المقاربة الأولى يعني بالضرورة تحمل الإسرائيليين كامل المسئولية عن خلق مشكلة اللاجئين الفلسطينيين, في حين أن المقاربة الثانية تلقي بجزء كبير من المسؤولية على عاتق الفلسطينيين أنفسهم.



فذاكرة 1948 هي ذاكرة سياسية بامتياز. ولهذا السبب يصر المؤرخون الصهاينة, خط الدفاع الأول عن السياسات الصهيونية, وبشقيهم «الرسمي»و«الجديد», على الإنكار, إذ لا يمكن لأي صهيوني أن يعترف بتمام ما حدث, فهذا الاعتراف تترتب عليه نتائج سياسية خطيرة.



إن تصوير الفلسطيني كشخص أعد حقائبه للفرار بمجرد ظهور أو اقتراب القوات الصهيونية هو في صميم الأساطير الصهيونية الخاصة بحرب 1948. فقد كان هم الرواية الصهيونية الرسمية (والجديدة) تصوير الفلسطينيين كأشخاص سلبيين فروا دون قتال, جبناء هجروا بيوتهم بدون سبب حقيقي, أو نتيجة لأوامر قيادتهم العربية أو الفلسطينية. فعلى هذه الأسطورة, التي تستكمل أسطورة انحطاط فلسطين قبل الغزوة الصهيونية تبنى شرعية الامتلاك: أي من الطرفين أحق بالأرض؟ وأي من الطرفين أشد تعلقا بها؟ وينال الجلاد راحة الضمير: فالفلسطينيون فروا طوع إرادتهم.



وقد قال بن غوريون بشكل عام بهذا الخصوص:



«البرهان الدامغ حول تفوق الحب الصهيوني للوطن مقارنة بالفلسطينيين موجود في قصة هروب مئات الآلاف الفلسطينيين في فزع. لقد رحلوا بسهولة كبيرة, بعد أول هزيمة رغم أنه لم يكن ينتظرهم خطر التدمير أو المذابح. وهذا برهن بوضوح أي شعب كان متعلق بأرضه.»



وهناك مثال آخر نجده في مذكرات بن غوريون عن الحرب. فبعد زيارته لحيفا بعد سقوطها في 21 نيسان 1948 والتي عانت من الفظائع الكثير الكثير والتي قال عنها عارف العارف وبحق «وقد اقترف اليهود بعد احتلالهم لها من الأثام ما تقشعر له الأبدان» , ويقول بن غوريون:



«قبيل المساء مررت ثانية في الأحياء العربية... إنه لمشهد مخيف , مدينة ميتة, مدينة جيفة. شاهدنا في مكان واحد فقط رجلين مسنين يجلسان في دكان شبه خال, وفي زقاق آخر التقينا امرأة عربية تقود طفلها. هناك عنابر, دكاكين, منازل صغيرة وكبيرة, قديمة وحديثة لا مخلوق فيها سوى الهرر الضالة.... كيف غادر عشرات الآلاف من الأشخاص بمثل هذا الذعر ـ من دون سبب كاف ـ مدينتهم ومنازلهم, وأرزاقهم؟».



ووفق الرواية الصهيونية يفر العرب «كالفئران» بسبب أوامر قيادتهم وضعف تعلقهم بالأرض, في حين صور اليهود كمجتمع شجاع صمد ولم يهجر مستوطنة واحدة رغم الحصار العربي والهجمات المتتالية. وفي حين حاول المؤرخين الجد بناء رواية «متوازنة» (وهي في الواقع مفبركة) حول المسئولية المباشرة عن «هجر» الفلسطينيين لقراهم (على سبيل المثال يستخدم بني موريس تعبير القرى التي هجرت abandonded villages فإن روايتهم تطابقت تماما مع الرواية الرسمية الصهيونية القديمة في تقديم الفلسطيني كفاعل سلبي خلال أحداث النكبة. (للأسف الرواية الفلسطينية أيضا لا ترى في النكبة ملحمة بطولة رغم أنها لا توافق الرواية الصهيونية على موضوع جبن الفلسطينيين) .



غير أن الأهمية هذه الدراسة لا تتبع من الأهمية السياسية فقط ولكن لأنها تستند وعلى عكس الدراسات السابقة, الفلسطينية منها وغير الفلسطينية, على حقائق وفيرة من الميدان, بناءا على ما حدث فعلا في كل قرية ومدينة, وليس من خلال فحص النوايا والتصريحات والخطط الصهيونية, لتؤكد أن المذابح كانت أكثر من مجرد دعاية وأسطورة, وأن دير ياسين كانت القاعدة وليس الاستثناء.



أما الشق الثاني من الأطروحة فيدعي بأن دراسة دوافع المجازر ونطاقها وتوقيتها وانضباطها ونمط المذابح مرتبط في كليته وشموليته بمنطق واضح ومحدد يدل على أن ما جرى كان عملية تطهير عرقي لم يحدث كنتيجة طبيعية «للحرب» (حرب بين مجتمعين تحولت لاحقا إلى حرب بين جيوش) وإنما كنتيجة لوجود خطة يقف وراءها عقل مركزي مدبر, حتى دون الحاجة للرجوع للإثبات القاطع الذي تتيحه الوثائق المتعلقة بهذه السياسة المركزية.



إن وجود خطة أو نية مركزية للتطهير العرقي هو بالطبع موضوع سجال حاد بين المؤرخين الفلسطينيين والمؤرخين الإسرائيليين والذي ما زال مستمرا حتى اليوم, وخصوصا بعد أن اعتراف المؤرخ الإسرائيلي بني موريس منذ عام 2002 وعلى مضض بأن ما جرى للفلسطينيين خلال النكبة هو بمثابة تطهير عرقي. وهو يجادل ويا للعجب ـ بالرغم من تسليمه وغيره ليس فقط بوجود رقابة على المواد الأرشيفية في الأرشيفات الصهيونية المختلفة, وإنما بفبركة الوثائق الصهيونية ـ بأنه لم تتوفر حتى الآن قرينة موثقة على وجود مثل هذه الخطة.



وأود هنا أن أستند إلى ما قاله صديقي المؤرخ الأمريكي جون ووماك أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد في تعقيبه على هذا الإنكار:



«عقد نقاش إشكالية غياب «الصندوق الأسود» أو «سلاح الجريمة» وعدم العثور (عليه بمعنى العثور على وثيقة الخطة الصهيونية العامة master plan للطرد الجماعي) جال بخاطري اختفاء أوامر هتلر التي أعطت الضوء الأخضر لإبادة يهود أوروبا والتي لم يحل اختفاؤها هذا دون تعامل المؤرخين معها على أساس أنه قد أصدرها فعلا, وأن نواياه من خلال هذه الأوامر. كانت واضحة تماما لمرؤوسيه جميعا بدءا من أعلى المراتب وحتى أصغر شرطي موكل بالخدمة العسكرية. وهذا ما يدفعني للتفكير اليوم حول النقاش عن التعذيب في السجون الأمريكية.



نحن المؤرخون نحمل فكرة طفولية وضيقة حول طريقة عمل «رجل الدولة», وكأننا لا نريد أن نعرف. حتى الجنرال بينوشيه "سفاح تشيلي" لم يقل: «اقتله» أو «اقتلوهم». الأوامر السياسية الفعلية بالقتل تموه وفقط في الحكايات والمسرحيات تقال كما يقولها الأطفال في لعبهم. هذا المنطق نفسه ـ حقيقة أن القتل بالجملة من الممكن أن ينفذ دون الحاجة لأوامر مركزية مكتوبة ـ ينطبق على حالات أخرى واسعة من القتل الجماعي في وروسيا, الصين, وفي كمبوديا والتطهير العرقي في البوسنة ورواندا.»



استنتاجات رئيسية: وفي هذا السياق يمكن أن نخلص إلى أربعة استنتاجات رئيسية:



يجب اعتبار المذابح ظاهرة عامة تعرضت لها معظم القرى والتجمعات البدوية التي لم يقم أهلها بالفرار منها قبل احتلالها. وعلى هذا الاستنتاج تتفق الوثائق الإسرائيلية التي كشف النقاب عنها مع روايات الناجين.



كانت المدن أيضا مسرحا لفظائع قاسية, بل ونالت حصة الأسد من الهجمات الإرهابية قبل احتلالها (خصوصا القدس وحيفا ويافا). حيث كانت مركزا للحركة الثقافية والفكرية في فلسطين, وبالتالي كانت المدن الأكثر تعرضا لأشد أشكال الجرائم عنفا.



ولم تقتصر معاناة القرى أو المدن على المذابح فقط, إذ أننا كنا نفهم آلية الطرد لا بد من فهمها كعملية تراكمية process وليس كحدث مرتبط بلحظة الاحتلال. ونحتاج كذلك للعودة بالزمن إلى فترة تسبق بكثير اليوم الأخير للأهالي في ديارهم, و إلى عملية طويلة سابقة حوت و تراكمت المضايقات إرهابا وطردا. حيث تعرض المدنيون في كثير من القرى لهجمات متكررة قبل موعد الهجوم النهائي والاحتلال. وكانت مثل هذه الهجمات تؤدي إلى مقتل البعض, وتدمير البيوت والمزروعات. لاحقا, وكان القصف الجوي أو المدفعي يصيب هذه القرى. كما كانت تشن ضدها حرب دعائية ونفسية. وما إن يتم احتلال القرية حتى تنفذ مذابح انتقائية أو عشوائية لا يتمكن الناجون بعدها من دفن موتاهم. كما كان النهب في القرى والبلدات والمدن منظما وكانت أية محاولة للمطالبة بملكية شخصية كالمجوهرات أو النقود تقابل بالقتل. وفي أحيان أخرى كانت القرى تلغم بل وحتى جثث الأموات كانت تفخخ بمصائد المغفلين (ألغام تنفجر عند تحريك الجثة), كما حصل على سبيل المثال في قرى بيت جبرين والدوايمة وبيت محسير. وفيما تمكن الشباب من الهرب فإن المسنين غير القادرين على السير أو أولئك الذين أصروا على قضاء آخر أيامهم في مسقط رأسهم, أو من تركهم أهاليهم لأنهم لم يستطيعوا تأمين نقلهم في تلك اللحظات الصعبة, جميعهم تركوا ليواجهوا مصيرهم الذي كان في كثير من القرى الإعدام, أو أحيانا الموت جوعا, حتى أن بعضهم نهشت جثته الضواري وفي بعض الحالات, تم نقلهم بالشاحنات إلى خط حدودي عربي وتركهم هناك. كثيرا ما شاهد القرويون بأم عيونهم تدمير بيوتهم التي عاشوا فيها طوال حياتهم. ووقع مزيد من القتلى بين الفارين وإن بشكل محدود كما لجأ الكثيرون إلى الكهوف أو البساتين المجاورة, محاولين العودة دون كلل ـ لحصاد محصول ما, أو لتأمين الطعام, أو لإنقاذه مسن من العائلة. وفي كثير من الحالات كانت الألغام أو الكمائن بالمرصاد لمن يحاول العودة. وحتى في أماكن تواجد اللاجئين في القرى التي لم تحتل بعد كان المهجرون يلاحقون بمزيد من القصف.



4ـ وبسحب اعتقادي, فإن جميع قرى ومدن فلسطين والتي أعرف منها الكثير كان ضحية آلة جهنمية للإرهاب والنهب والإذلال والقتل, حولت البشر بين عشية وضحاها إلى مشردين معدمين. كل هذا نفذ بأسلوب عسكري و ممنهج, فكان التخريب والهدم, ونشر الإشاعات والدعاية المصممة لخلق أكبر قدر من الذعر. وكان هناك تخطيط محكم لعمليات الطرد, كما يستشف من مذكرات بن غوريون, تترافق مع عملية تغطية سياسية مخطط لها بذات الإحكام تضمنت اختلافا مرصودا للأكاذيب من قبل وزارة خارجية حسنة الإطلاع على طبيعة الرأي العام العالمي ومكرسة تماما لغرض إخفاء أو تبرير عملية طرد الفلسطينيين. كان الفلسطينيون في نهاية الأمر ـ كما أرادت لهم الآلة الجبارة ـ مجرد غبار تدوسه أقدام القوي.



تعريف المذبحة



من نافل القول, أن عملا مثل هذه الدراسة, والتي تشكل «المذبحة» فيه المفهوم المركزي والرئيسي يحتاج إلى امتلاك تعريف واضح ومحدد لما يمكن أن يشكل مذبحة. تعريف, يتم الالتزام به في دراسات وأدبيات علم السياسة والقانون الدولي وعلم الإنسان, كما ويسمح بتمييز المذابح عن العنف الشائع الذي يلازم الحروب, ولكنه على درجة من التعتيم بحيث يسمح أيضا بإجراء تحليل مقارن.



وعليه فإن التعريف الذي اعتمدت للمذبحة يتضمن العناصر التالية:



ـ القتل بواسطة قوى عسكرية نظامية أو شبه عسكرية (كالمنظمات الصهيونية قبل قيام ما تسمى بدولة إسرائيل).

ـ الضحايا مدنيين بما في ذلك النساء والشيوخ والرجال والأطفال العزل, أو مقاتلين استسلموا وأصبحوا تحت سلطة القوة غازية ولا يشكلوا أي خطر عليها.

تنطوي المذبحة في هذه الدراسة على استخدام للقوة القاتلة بطرق متنوعة (هجمات إرهابية ضد تجمعات مدنية, قصف جوي أو مدفعي متعمد للمدنيين) لم ينجم عن ضرورة عسكرية أو كرد فعل على تهديد شكله الضحايا, وإنما حدث ضمن إستراتيجية لتدمير المجتمع الفلسطيني وتنفيذ عملية تطهير عرقي واسعة النطاق ومنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم.



تنميط المذابح



أنماط المذابح الرئيسية:



بعد احتلال قرية ما, تقوم القوة الغازية باختيار بضع أشخاص, من الرجال والشبان المدنيين الذين تصفهم الوثائق الإسرائيلية بأنهم «في سن القتال» (من 15 إلى 55 عاما), يصطفونهم مقابل جدار ثم تطلق عليهم النار. وفي معظم الحالات كان الإعدام يتم أمام أنظار بقية القرويين أو أبناء المدن حتى يؤت الإعدام وقعه النفسي المطلوب ومثال ذلك ما حدث في قرية مجد الكروم في 5 تشرين ثاني 1948.



النمط الثاني: مذابح الأسرى ضد المقاتلين بعد استسلامهم



حيث كان هناك في واقع الأمر نوعين من المذابح الموجهة ضد الأسرى:



النوع الأول يحدث بعد احتلال أو استسلام موقع ما. وبعد تجميع المدافعين, يتم توثيقهم ومن ثم إطلاق النار عليهم. مثال: ما حدث مع مقاتلي قرية العباسية في 10 تموز1948.



النوع الثاني كان يتم داخل جدران مراكز التوقيف والاعتقال العسكرية. فبعد تحقيق صوري سريع ومستعجل, أحيانا مع استعمال التعذيب, تصدر محكمة عسكرية الأمر بالإعدام. هؤلاء القتلى كانت تعتبرهم المحكمة العسكرية مرتكبي جرائم قتل ضد اليهود.



النمط الثالث: القتل العشوائي الواسع



لهذا النوع من المذابح سمتان: الأولى, إنه لا يميز بين رجل وامرأة, أو بين الراشدين والأطفال وكبار السن. أما الثانية كانت تهدف إلى التخلص من أعداد كبيرة من الناس أو من نسبة كبيرة ممن بقي منهم في أرضه. ومثل هذا النوع من القتل ـ والذي يذهب ضحيته عدد غير قليل من الناس, وتغتصب فيه نساء وتقتل الحوامل والأطفال ـ عادة ما خلق مناخا من الإرهاب والرعب خارج حدود القرية التي وقع فيها. وإن وقعه يفضي إلى هروب جماعي ليس في حدود القرية فقط بل وعلى نطاق منطقة. مثال مذبحة قرية الدوايمة في 29 تشرين أول 1948.



النمط الرابع: الغارات «الانتقامية»



ومثل هذا من المذابح وقع في قرى لم تكن واقعة تحت الاحتلال, وبالتالي وقع معظمها في بداية الحرب قبل مغادرة قوات الانتداب البريطاني لفلسطين في أيار 1948. حيث كانت الحجة لمثل هذه الغارات, الثأر لحادثة معينة كان ضحيتها يهودي أو معاقبة تجمع أساء التصرف بالاعتداء على حافلات يهودية على الطرقات مثلا. ولكن الانتقام هنا يجب أن يفهم كجزء من مخطط أشمل للتهجير. حيث اعتمدت هذه الغارات القتل العشوائي بسبب أنها لم تستثن النساء والأطفال من بين الضحايا, ونادرا ما كانت تستهدف أو طالت المسئولين الفعليين عن الحوادث التي ادعت الثأر لها. وكان يتم استهداف الضحايا لا لسبب إلا أن الوصول إليهم كان سهلا. وكانت مثل هذه الغارات تتم عادة ليلا والناس نيام وكانت تنفذها وحدات عسكرية جيدة التدريب في القتال الليلي خلف خطوط العدو. مثال الغارة التي وقعت في قرية الخصاص قرب الحدود مع لبنان في 18 كانون أول1947.



النمط الخامس: عمليات إرهابية



في هذا النوع من العمليات تزرع المتفجرات في مواقع مختلفة من المدن, في الأبنية العامة ووسائط النقل. وهذا النوع من العمليات كانت تنقده مجموعات صغيرة متنكرة من «المستعربين» والتي ألف أعضاؤها مكان العملية أو استكشفوا مسبقا, ويتحدثون العربية بطلاقة, ويتنكرون جيدا على هيئة العرب أو الجنود البريطانيين. وعادة ما كانوا يدخلون المناطق المأهولة بالعرب في سيارات عربية أو بريطانية مسروقة. حيث كان التنكر سمة ملازمة لهذه العمليات في الفترة ما قبل انسحاب القوات البريطانية. وكانت الهاغاناه في العادة تنفذ مثل هذه العمليات والتي أخذتها عن منظمتي الأرجون وليحي اللتان كانتا أول من أدخل هذا النوع من العمليات إلى فلسطين منذ عام 1938. مثال قتل معظم عائلة أبو حجير في قرية طيرة حيفا التي تعرضت لهجمة إرهابية ليلة الحادي عشر/الثاني عشر من كانون أول 1947.



النمط السادس: القصف الجوي لمدنيين



في بداية الحرب لم يتملك الإسرائيليون تقريبا أية قوة جوية وقد تم الإبلاغ عن هجمات جوية قليلة حتى نيسان 1948. ولكن هذا تغير بحصول الجيش الإسرائيلي على طائرات مقاتلة وقاذفات (بما فيها قاذفات أمريكية ثقيلة من طراز 18 ـ B ) خلال الهدنة الأولى في حزيران/تموز 1948. أما القصف المدفعي الجوي والأراضي فقد سبب خسائر فادحة في الأرواح وتدميرا واسعا للروح المعنوية بسبب طبيعة العشوائية وبسبب أن الفلسطينيين الذين لم يعهدوا قصفا كهذا من قبل, ولم يمتلكوا أي وسيلة دفاع ضده, مهما كانت بسيطة. وقد جلبت الغارات الجوية معها «مكننة» المذابح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في الشرق الأوسط ـ قتل بالجملة على نطاق واسع وسريع ومن على بعد ـ فذهب ضحيتها الكثيرون في جنوب فلسطين وقرب غزة مثل قرى الفالوجة وبيت جبرين وأسدود وجورة عسقلان وبيت دراس, وفي قرى الجليل والشمال مثل ترشيحا والصفصاف وسحماتا وإجزم وعين غزال وطيرة حيفا ولوبيا والعشرات من القرى الأخرى.



النمط السابع: إعدام المسنين



في معظم المدن التي احتلوها عثر الإسرائيليون على مسنين مهجورين. يبدو أنه لم توضع سياسة لكيفية التعامل مع مثل تلك الحالات. وفي كثير من الحالات قام الإسرائيليون بقتل هؤلاء المسنين وأحرقوا جثثهم, التي عثر على بعضها رفاتا شبه محترقة. في قرية قولا (قوليا), حيث نفذ الأردنيون هجوما مضادا بعد عدة أيام على سقوط القرية في أواسط تموز 1948 تحدث العديد من شهود العيان الذين قابلتهم عن العثور على خمس جثث لمسنات ومسنين شبه محترقة. حيث أن الكاز الذي حصل عليه الجنود من محل مجاور لم يكن كافيا لحرق الجثث بالكامل. وفي قرية سريس, التي احتلت في الخامس عشر من نيسان 1948, عثر عائدون إلى القرية على جثث أربع مسنات بعد ساعات قليلة من سقوط القرية. حيث أوقفت النساء في صف أمام حائط ـ ثم أطلقت رصاصة على جبين كل واحدة منهن. كذلك قتل المسنون الذين بقوا في قرى مثل العباسية ودانيال والبرج وبارفيليا وبير أماعين, وعشرات القرى الأخرى. غير أن أكثر هذه الحالات إجراما تمثل في إحراق 27 ـ28 من مسني قرية طيرة حيفا, وهم أحياء بعد سقوط القرية في تموز 1948.



خلاصة



بالاستناد إلى ما بين أيدينا من معلومات مفصلة وموثقة لا تقبل في جوهرها النقض, أخلص إلى أن المذابح نجمت عن وجود خطة مركزية للتهجير. والأمر المروع أن أولئك القادة القتلة الذين خططوا للمذبحة مثل بن غوريون ويوسف فايتس والذين قادوا المذابح مثل دايان وكيلمان وشاحم ولحيس وآرييل شارون لم ينجوا من العقاب فحسب, وإنما رفعوا لأعلى المناصب العامة في إسرائيل.



إن العدد الضخم من الفظائع التي ارتكبت خلال «حرب» 1948 عكس تصميم القادة الإسرائيليون على خلق دولة يهودية نقية وتوسعية من خلال استخدام المذابح. فالمستوطنين الإسرائيليين ومن خلال منظماتهم العسكرية ولاحقا جيشهم والمسمى و يا لسخرية الأقدار «جيش الدفاع الإسرائيلي» حولوا فلسطين في عام 1948 إلى مسرح تطهير عرقي ارتكبت فيها آلاف وآلاف من جرائم الحرب التي تشكل بمجموعها جريمة حرب ضد الإنسانية. إن التطهير العرقي الذي ارتكب عام 1948 يجب أن يفهم من خلال مفهوم آخر أشمل وأعم طورته عقلية القيادة الصهيونية, ألا وهو السوسيو سايد (أي التدمير الشامل للمجتمع الفلسطيني) والذي اعتبره اليوم نمط جديد من الجينوسايد.



ملحق



تعداد بمواقع وتاريخ المجازر



1ـ طيرة حيفا. ليلة 11ـ12 كانون أول 1947.

2ـ النبي يوشواع. 12 كانون أول 1947.

3ـ باب العامود 13 كانون أول 1947.

4ـ الخصاص. 18 كانون أول 1947.

5ـ قزازة 18 كانون أول 1947.

6ـ باص رام الله ـ يافا قرب بيتونيا 21 كانون أول 1947.

7ـ لفتا. 27 كانون أول 1947.

8ـ باب العمود (القدس). 29 كانون أول 1947.

9ـ مصفاة النفط في حيفا. 30 كانون أول 1947.

10ـ بلد الشيخ. ليلة 31 كانون أول 1947.

11ـ حواسة الفوقا. ليلة 31 كانون أول 1947.

12 ـ فندق سميراميس ليلة 4ـ5 كانون الثاني 1948.

13ـ مجمع السرايا يافا. 5 كانون الثاني 1948.

14ـ منصورة الحولا (الخيط). 18 كانون الثاني 1948.

15ـ قيسارة (ضد مسنين ظلوا في القرية بعد تهجير أهلها). منتصف شباط 1948.

16 ـ سعسع (المذبحة الأولى). ليلة 14ـ15 شباط 1948.

17ـ الحسينية (المذبحة الأولى). في 12 آذار 1948.

18ـ الحسينية (المذبحة الثانية). في 12 آذار 1948.

19ـ دير ياسين. 9 نيسان 1948.

20ـ ناصر الدين. 9 نيسان 1948.

21ـ ساريس (4 مسنات ظلوا في القرية بعد تهجير أهلها). 15ـ16 نيسان 1948.

22ـ بيت سوريك وبدو ( نسف بيوت على قاطنيها). 19 نيسان 1948.

23ـ حيفا. 21 نيسان 1948.

24ـ القطمون. 29 نيسان 1948.

25ـ عين زيتون. 2 أيار 1948.

26 ـ كفر عانة. 4 نيسان 1948.

27ـ السمكية (عرب السمكية). 4 أيار 1948.

28ـ قنير. 9 أيار1948.

29ـ بيسان(قصف سوقها بطائرة بعد احتلالها بعدة أيام). 10 أيار 1948.

30ـ أم الشوف. 12 أيار 1948.

31ـ خبيزة. 12 أيار 1948.

32ـ صبارين. 12 أيار 1948.

33 ـ يافا. (يوم احتلالها وبعد ذلك ولمدة أيام) 13 أيار 1948.

34ـ برير. 13 أيار 1948.

35ـ سمسم. 13 أيار 1948.

36ـ البصة. 14 أيار 1948.

37ـ الغابسية. 14 أيار 1948.

38ـ أبو شوشة. 14 أيار 1948.

39ـ كفر سابا. 14 أيار 1948.

40ـ عكا. 16 أيار 1948.

41ـ الكابري. 20 أيار 1948.

42ـ بيت دراس. 21 أيار 1948.

43ـ الطنطورة. 23 أيار 1948.

44ـ زرنوقا. 23 أيار 1948.

45ـ كوفخة. 25 أيار1948.

46ـ جولس. 11 حزيران 1948.

47ـ قلقيلية 29 حزيران 1948.

48ـ بيت عفا. 9 تموز 1948.

49ـ عباسية. 10 تموز 1948.

50ـ اللد. 10ـ11 و12 تموز 1948.

51ـ تل الصافي. 10 تموز 1948.

52ـ دانيال. 12 تموز 1948.

53 ـ جمزو. 12 تموز 1948.

54ـ قوليا. 12 تموز 1948.

55ـ عيلوط. 3 مجازر مختلفة بين منتصف تموز و 3 آب 1948.

56ـ طيرة حيفا (بما في ذلك حرق باص يحمل 27ـ28 من المسنين). 26 تموز 1948.

57ـ عين غزال. 26 تموز 1948.

58ـ إجزم. 26 تموز 1948.

59ـ أم الزينات. مطلع آب 1948.

60ـ بير السبع. (مذبحتان في نفس اليوم الأولى ضد سرية مصرية والثانية ضد مدنيين) 21 تشرين أول 1948.

61ـ الدوايمة.(عدة مجازر داخل مسجد, في البيوت والحقول, وفي كهف الزاغة) 29 تشرين ثاني 1948.

62ـ الجش. 29 تشرين ثاني 1948.

63ـ صفصاف. 29 تشرين ثاني 1948.

64ـ الفراضية.(لا تاريخ دقيق).

65ـ ترشيحا.(مذبحة واسعة النطاق من خلال القصف الجوي) ليلة 29 ـ 30 تشرين ثاني 1948.

66ـ عيلبون. 30 تشرين أول 1948.

67ـ البعنة ودير الأسد. 30 تشرين أول 1948.

68ـ حولة. 30 تشرين أول 1948.

69ـ سعسع. (المذبحة الثانية) 30 تشرين أول 1948.

70ـ صالحة. 30 تشرين أول 1948.

71ـ كفر عنان 30 تشرين أول 1948.

72ـ نحف. 30 تشرين أول 1948.

73ـ عرب الجبارات. نهاية تشرين أول 1948.

74ـ خربة الوعرة السودة. 2 تشرين ثاني 1948.

75ـ مجد الكروم. 5 تشرين ثاني 1948.

75ـ شعب. 5 تشرين ثاني 1948.

ملاحظات حول عدد المجازر:



هذا العدد الكبير ـ والذي يغطي فقط الفترة ما بين بداية «الحرب» في مطلع كانون الأول 1947 وحتى مطلع تشرين ثاني 1948 ـ هو في الواقع تعداد متحفظ لأسباب عدة:



أولا, أنه لا يغطي زمنيا طول فترة الحرب والتي استمرت حتى السابع من كانون الثاني 1949, ولا عملية التطهير العرقي التي نفذتها قيادة "إسرائيل" خلال الحرب برمتها .



ثانيا, لأسباب مختلفة لا مجال لمناقشتها هنا, هناك مناطق لم تتوفر لنا معلومات كافية حولها كمضارب البدو في النقب وبعض قرى جنوب فلسطين, حيث أتوقع أن تكون جرائم الحرب المرتكبة هناك أكبر مما استطعنا توثيقه.

ثالثا، أسقطت من سجل المذابح عشرات جرائم الحرب التي لم تحمل كافة العناصر التي يشملها تعريف المجزرة كأن تكون ارتكبت بحق ضحية أو اثنتين.



رابعا، هناك أكثر من أرشيف الأمم المتحدة أو الأرشيف الإسرائيلي اللذان يصنفان بعض الوثائق كوثائق حساسة كذلك لا تزال الأرشيف العربية تحجب محتوياتها إلى الآن.



خامسا, فشل المجتمع الفلسطيني في جمع وأرشفة وحفظ شهادات الناجين الشفوية في وقت مبكر, ولهذا فإن بعض الأحداث قد ضاعت بعد وفاة أصحابها. وعلى الرغم من أن بعض الشهادات/ الوثائق حفظت فإن أثرها محدود نسبيا, بسبب غياب وجود أرشيف فلسطيني مركزي حتى الآن, ليجمعها ويصنفها ويضعها في متناول وتصرف الباحثين
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقدمة لدراسة المجازر الإسرائيلية عام 1948 حنا أرندت, كاتبة إسرائيلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجازر الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني قبل وأثناء عام 1948
» palestine befor 1948 2-فلسطين التاريخية قبل عام 1948
» الشابة الفلسطينية ياسمين تتوّج بجائزة أصغر كاتبة عربية
» مقدمة حول التطور العمراني في المملكة العربية السعودية.
» مقدمة العضو الجديد احمد علالطة الجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة القضيه الفلسطينية :: منتدى توثيق _ الذاكرة الفلسطينية-
انتقل الى: