؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لحظة السقوط الأخير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مشرف سابق

------------------------------------------------
والدي رحمه الله " مريض كلى " برنامجه العلاجي , يقوم بغسيل
الكلى 3 مرات في الأسبوع ..
بعد انتهاء الغسيل يوم السبت اصيب " بجلطة دماغية حادة "
تم نقله الى " المستشفى الأسلامي " ولا يزال في العناية
المركزة .. نسأل الله سبحانه وتعالى له العفو والعافيـــة .
---------------------------------------------------------

غادر والدي رحمه تعالى العناية المركزة في المستشفى اّلأسلامي بعد ما تبين
وجود جلطة حادة في الدماغ وقال الطبيب المختص بأن حالته
" صعبه " وقد أدت الجلطة الى شلل نصفي في الجانب الأيمن وتوقف
عن النطق تماما الا من " همهمة غير مفهومة "
أما " السمع " فالأذن اليسرى متوقفة تماما .
الوعي والأستيعاب ليس ثابتا وكذلك التركيز متغير .. أحيانا
يدرك لما يدور حوله .. وتراه يلتفت ويتابع الحركة
وأحيانا كثيرة لا يبدي أهتماما ..
وفي هذه الحالة يكون متعبا ..
ويعاني من ضيق في التنفس .. من أقسى اللحظات التي يمر بها
وقت الزيارة !! وبالذات عند حضور بناته ..
فأذا لمح في عيني واحدة منهن دمعة .. يجهش في البكاء ..
فيبكي من حوله !! كأنه يدرك حالته ويدرك تما ما صار اليه ..
فهو لا يشتكي أبدا ولا يتذمر .. ويبدو أنه " متأسف على نفسه
" وما وصل اليه ..
عندما يسمع كلمة " أنت كويس وما فيك شيء
" يهز رأسه وعلى فمه بعض أبتسامة .. وكأنه يقول :
" أنتم تضحكون علي وتحاولون طمأنتي .. أنا أعرف ما حل بي !!
عزيمته قوية .. وأنا أعتقد أنه يملك من الصبر والرضى بقضاء الله
القدر الكبير .. مما يبعث في نفسه الراحة " فما شاء الله كان وما
لم يشأ لم يكن " وهذا هو كامل الرضى وكامل التوكل على الله
سبحانه وتعالى .
--------------------------------------------------------
أياما عصيبة وقاسية قضاها والدي رحمه الله في سريره .. في قسم
غسيل الكلى بمستشفى البشير كان يقضي ما يقارب أربع ساعات
تحت الجهاز ! ومن ثم يغادره منهكا متعبا
تجره قدماه المنهكتين بالسكر والأورام الناتجة عن قلة تصريف
السوائل من الجسم .
--------------------------------------------------------
كل الذين عرفوا والدي كانوا معجبين بصبره وتحمله وأنسجامه
مع نفسه وحالته المرضية .. فقد كان وهو في عز الألم يصغي
لأحاديث الزوار ويفهم ما يقولون ويبتسم لتعليقاتهم !!
وكان يشاركهم الحديث من غير كلام ..
كان يتكلم بصمت !
--------------------------------------------------------
إحساسه العالي بعزة نفسه وشعوره الداخلي بأن ما وصل اليه
من سوء الحال جعله عصبيا .. كان ينظر الى حركات الناس أمامه !
سواء كانوا من الزوار أو من أولاده فلا تعجبه !!
كان يريد التعليق على ذلك فلا يستطيع ..
يريد أن ينهى أولاده عن بعض الأعمال " الصبيانية
" فيصدر همهمة غير مفهومة " فلا يتمكن الولد من فهم ما يريد !!
فلا يستجيب !! فيعتقد أنه صار مهملا ..
لا يصغي اليه أحد أو يسمع كلامه فتدمع عينيه حزنا وأسفا !
--------------------------------------------------------
لم يكن " والدي رحمه الله " من أولئك الذين يحبون " كثر الكلام " كان
مستمعا جيدا ! كما يقولون في المثل " لا يشكي ولا يبكي " وكان
يتحمل الأسية ! يتحمل ويحزن كل ذلك في " قلبه " المتعب ..
الواقع تحت ضغط المرض وتحت ضغط المشاكل اليومية للأسرة !!
وبالرغم من كل تلك الضغوتات .. كان يحب أن يلتقي بالناس ..
-------------------------------------------------------
كان طويلا وله لحية كثة .. صلاته أهم شي في حياته وذلك بشهادة
أهل المسجد الذي كان يصلي فيه .. وقالوا في كلمة لهم :
بأنه كان مداوما للصلاة في المسجد ..
وبأنه كان يأتي مبكرا حتى يحظى بالصف الأول
وكان يستيقظ فبل صلاة الفجر بساعة ونصف مع أنه كان مريضاً .
-------------------------------------------------------
كان يملك سيارة ركوب صغيرة يقودها بنفسه للمستشفى والمسجد
والزيارات وفي الرحلات القريبة ..
.. كان يسوق ببطء حفاظا على السلامه
فيتعرض الأنتقاد واللوم .. لماذا لا تسرع ؟ كان يستمع وكان يبدوا
متأثرا !!
-------------------------------------------------------
كان يحب أولاده ويحب ملاعبتهم وملاطفتهم وكذلك أبناءهم عندما يأتون
لزيارة " بيت جدهم " فيملئوه صراخا وضجيجا !
-------------------------------------------------------
الحالة التي وصل اليها من جراء الجلطة الدماغية أفقدته كل تلك
الصفات .. فقد أقعدته عن الحركة والنطق !!
وأنتزعت من صدره الأمل وحب الحياة ! وأعتقد أنه أصيب بالأكتئاب
من شدة وقع المرض على نفسه .. وأعتقد أنه وصل الى حالة من
القناعة الشديدة بأنه لن يشفى من المرض الذي هو فيه !!
ولن تعود اليه حركته وكذلك لن يقوى على الكلام ثانية وبأن
أيامه لا يريد أن يأكل .. لا يريد أن يشرب .. وفقد الرغبة
في كل شيء !! وصار لا يبدي أهتماما لكل ما يدور حوله ..
في الوقت الذي كان يرى كل ما يدور حوله .. أصابه الصمت ..
وكأن الصمت صار مرضا.. فثقلت عليه المواجع ..
وجعا على وجع ! وألما على ألم ..

كانت سنينه الأربع والستين عبئا عليه من شدة ما حملت من الهموم
فجاءت الضربة القاضية في صورة أمراض من العيار الثقيل
تحملها سنوات عدة وصبر عليها .. وصار معايشا لها ..
وهذا قدره الذي أبتلي به .. فهمه ورضي به وعاش معه ..
الى أن كان السقوط الأخير !!
في ليلة الثلاثاء 28/4/2009 مات .. توفاه الله سبحانه وتعالى ..
وهكذا أنتقل من الدنيا بكل المعاناة التي فيها ..
وبكل متناقضاتها ! أنتقل الى رحمة الله التي وسعت كل شيء !
خبر الكل فوجيئ به إلى أنه الرضى
بقضاء الله وعدم التسخط على قدر الله أرغمنا على الصمت
وقول إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها
ولكن لا بد من العين أن تدمع
ومن القلب أن يحزن
وإن على الفراق لمحزونون

عضو الهيئة الادارية نائب المدير

الاخ شكري ابو خضرة

قرأت ما كتبت مرتين .....

وتابعت ما حدث ....

إفرح يا أخي فقد صابراً محتسباً

كان مصلياً راضياً بقضاء الله وقدره

مؤلم ما مر به ومعجبة بصبره رحمه الله

وانت الابن البار تسطر معاناته

وأعلم انها في قلبك تجرح فلم يبرد الالم ....

والمصيبة عظيمة في فقدان الوالد ....

هي الحياة نستقبل ونودع ....

فما بالك من نودع ونحن نعلم ان لا استقبال بعدها ...

كان عندي احساس عظيم أنك ستكتب عن والدك ...

وكنت أنتظر .....

لتعبر عن ما يجول بخاطرك فعله يعينيك على الاحتمال

وانت كما اعلم صابر ومؤمن بقضاء الله

ادعو الله ان يرمي الصبر

ويسكن أباك فسيح الجنان

تقبل مروري اخي العزيز

وتأكد ان قلوبنا معك ونشعر بألمك

فقد فقدنا من فقدنا ....

ومررنا بما مررت

رحم الله امواتنا وامواتك واموات المسلمين

عضو برونزي *المزاج* : رايق

أخي شكري

بداية أقول لك
لله ما أخذ و لله ما أعطى و كل شيء عنده بأجل مسمى
رحم الله والدك
و أسكنه فسيح جنانه

إعلم أخي العزيز أن المصائب و الأمراض التي يبتلى بها المسلم ما هي إلا رحمة و حب من الله
إذ أن الله تعالى إذا أحب عبدا إبتلاه
فإنه جل و علا يريد أن يصفي خطايا المحسنين في الدنيا حتى يتوفاهم و صفحتهم بيضاء ناصعة

و أخيرا أسأل الله لك و لعائلتك الصبر و السلوان
و عسى الله أن يجمعكم بوالدكم في جنان الخلد

1- الله يرحمه ويجعل مثواه الجنه شكرا على ما طرحت الانسان ما ياخذ غير عمله الصالح

2-شكرا كثير على الحجامه الي عملتلي اياها شايف حالي ارتحت عليها الله يجعله في ميزان حسنات والدك

عضو برونزي *المزاج* : رايق

بما إنكم ذكرتم الحجامة
ولو كان مش المكان المناسب للسؤال "أعذروني"

كنا نتناقش عنها بموضوع الأخ شكري عن حجامة الربيع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يا ريت لو تشاركونا بتعليقاتكم هناك

» هذا هو السفر الأخير..
» الوداع الأخير
» الدوايمة / صراع بلا نهاية: الكتاب الأخير في ثلاثية 'الصهيونية العدو الحقيقي لليهود'
» الاحتلال يستعد لإزالة حي البستان في أي لحظة
» صور حادث مميت , أم تمسح دموع إبنها لحظة وفاتها .