التقرير الأشد خطورة ضدهم ..! (( مفيد عواد ))

مشرف سابق

التقرير الأشد خطورة ضدهم ..!

بقلم :- مفيد عواد

تقرير اللجنة الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون حول العدوان الإسرائيلي على غزة يشكل من وجهة نظر إسرائيلية إحدى لوائح الإتهام المباشرة والأشد خطورة ضد القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل .

ويقضي التقرير بأن الجيش الإسرائيلي ارتكب جرائم حرب وحشية ضد المدنيين في غزة وذلك في ظل خروق ظاهره وواضحة تماما للقانون الدولي حيث أظهرت اللجنة أن إسرائيل ارتكبت جرائم ضد الإنسانية ما دفع اللجنة الدولية إلى أن توصي بتحويل نتائجها ولائحة الإتهام ضد الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

المسؤولون في المؤسستين السياسية والعسكرية أخذوا بعد صدور قرار اللجنة الدولية يتلاومون فيما بينهم حيث ثار جدل بأثر رجعي .. هل كان صحيحا قرار مقاطعة اللجنة أم ربما كان الصحيح التعاون معها ؟؟ .

غيورا ايلاند رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي السابق .. قال لا هذا ولا ذاك بل كان من المفروض على إسرائيل أن تمنع أساسا تشكيل مثل هذه اللجنة لأن إسرائيل من وجهة نظره اكتسبت خبرة في هذا المجال أو على الأقل كان يجب أن تضع أمامها التجربة القريبة الممثلة في حملة السور الواقي التي شنتها إسرائيل ضد السلطة الفلسطينية عام 2002 وأسفرت عن احتلال المدن الفلسطينية ومحاصرة مقر الزعيم الراحل ياسر عرفات في رام الله .

في ذلك الوقت قرر أمين عام الأمم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق مع تفويض مشابه للجنة غولدستون وكان التخوف الإسرائيلي من أن اللجنة ستفرز نتائج ومعطيات تدين إسرائيل وتقدم قادة الجيش مع مسؤولين إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الأمر الذي لا تستطيع دفعه في هذه الحالة وهنا قررت بشكل قاطع محاولة منع نشوء تلك اللجنة مضيفة أنها لن تتعاون معها في حال تشكيلها بل أنها ستمنع دخولها إلى إسرائيل حيث حشدت كل قواها وأذرعها الداخلية والخارجية ووظفتها لمنع تشكيل اللجنة بل وإلغاء فكرتها نهائيا.. وكان لها ما ارادت ولو إلى حين ..!! تقارير لجان متعددة أشارت إلى جرائم حرب اقترفتها إسرائيل خلال عدوانها على غزة استطاعت بأساليبها الملتوية التملص منها واحدا تلو الآخر ولكن تقرير اللجنة الدولية برئاسة القاضي غلاستون هو أهمها وأخطرها وأبعدها اثرا حيث تتحول معه تمليصات إسرائيل من نتائجه إلى مشهد ساخر وسمج.

حاولت إسرائيل إشهار سلاح اللا سامية ضد الرجل ولكنه بشهادة الإسرائيليين أنفسهم هو من المتعاطفين مع إسرائيل وصديق حقيقي لها علاوة على سمعته وأخلاقياته العالية إلى حد أن صحيفة هآرتس ذكرت أنه لولا وجوده على رأس اللجنة الدولية لكان التقرير أشد جسامة وخطرا بأضعاف المرات .

إسرائيل تكاد تكون وحيدة في معركتها المحمومة المرتكزة على محاولات التشكيك في مصداقية التقرير وتأمل أن تقف دولة صديقة كأمريكا إلى جانبها في هذه المعركة التي تحاول فيها أن تحول دون إصدار اللجنة لائحة اتهام ضد قاده وضباط إسرائيليين ويجري تحويلهم إلى محكمة لاهاي الجنائية الدولية لأن معنى هذا ببساطة كما يقول أحد كبار الكتاب في إسرائيل يسرائيل هارئيل .. أن ذلك لو حصل وهو أمر وارد لشكل نجاحا لأعدائنا الذين ازمعوا أمرهم على التعرض لمكانة إسرائيل كمقدمة لإزالتها عن الوجود.

» الاحتلال يعتدي بالضرب على أسرى..وتنقلاتٌ ضدهم
» شهداء عشيرة ابو عواد
» هموم القدس‏...‏ الأكثر خطورة‏!‏
» تقرير الإعتداءات الإستيطانيه والإحتلال ( التقرير الاسبوعي – الأسبوع الأول من تموز )
» التقرير السنوي للمخاطر الاستراتيجية على اسرائيل يشكك في نجاح المفاوضات ويحذر من حزب الله و"حماس"