شيوعيون!! (( محمد خروب ))

مشرف سابق

شيوعيون!!

بقلم :- محمد خروب

اذا ما صحت الانباء حول الملابسات التي أدت الى فشل مؤتمر الاحزاب الشيوعية والعمالية الذي انتهى للتو في العاصمة السورية، في التوصل الى بيان سياسي ختامي (ويبدو انها صحيحة بدليل أن جريدة الجماهير الناطقة باسم الحزب الشيوعي الاردني نشرت في عددها الاخير رقم 391 تصريحا صحفيا صادرا عن الاجتماع العالمي الاستثنائي وليس بيانا سياسيا)، فإننا نكون بالفعل أمام تطور خطير وغير مسبوق في مسار المواقف الشيوعية تجاه القضية الفلسطينية، والتي تميزت طوال العقود الاربعة الاخيرة بالثبات والدعم غير المشروط لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وخصوصا في الوقوف بصلابة ضد استمرار الاحتلال الاسرائيلي لاراضي الشعب الفلسطيني، وفي فضح ممارسات الاحتلال وتنظيم التظاهرات وحملات الاحتجاج ضد الاستيطان واقامة جدار الفصل العنصري، وفي ادانة جرائم الحرب والتطهير العرقي التي ترتكب بحقه..

رفض الشيوعيين الاوروبيين تضمين مشروع البيان السياسي الختامي عبارة تحرير فلسطين تؤشر الى حجم الخلاف الذي بدأ يدب داخل صفوف الحركة الشيوعية، بشقيها العربي والعالمثالثي من جهة والاوروبي من جهة ثانية، ما يعكس ايضا الاثار العميقة والمؤشرات ذات الدلالة التي بدأت بالظهور داخل الحركة الشيوعية الاوروبية قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، وخصوصا بعد تفكك منظومة الدول الاشتراكية وهبوب رياح العولمة والحديث المتصاعد منذ التسعينيات عن انتصار الرأسمالية وسيادة نظريتها وان المستقبل هو للنموذج الجديد النيوليبرالي ، ناهيك عن التراجع الخطير في شعبية هذه الاحزاب وانخفاض بل تدن في مستوى تمثيلها في البرلمانات الوطنية وكانت الانتخابات الفرنسية الاخيرة، على سبيل المثال، ابرز المؤشرات على مستوى الشعبية التي بات عليها الحزب الشيوعي الفرنسي ناهيك عن تمثيلهم داخل البرلمان الاوروبي.

اللافت في تبرير رفض الاحزاب الشيوعية الاوروبية (واخرى ايدتها ايضا) تضمين مشروع البيان السياسي الختامي للمؤتمر عبارة تحرير فلسطين ، هو انهم يعارضون ذلك لان التحرير يحتاج الى مقاومة مسلحة وهو ما تعارضه هذه الاحزاب بشدة ولهذا هم يقترحون ان استبدالها بعبارة الحرية لفلسطين .. وفي الاطار ذاته فإنهم يبدون حساسية شديدة ازاء الاتهامات باللاسامية فاتخذوا الموقف ذاته من وصف الصهيونية بانها حركة عنصرية فاشية.

لا داعي لان يبدي معارضو الشيوعية وكارهوها شماتة في ما وصلت اليه احوال الحركة الشيوعية الاوروبية وعليهم قبل ان يشهروا اقلامهم ويطلقوا حناجرهم للهجوم على الحركة الشيوعية، ان يدققوا جيدا في مواقف اصحاب القضية الذين يرون في العمل العسكري (....) وهم لا يريدون اغضاب اسرائيل فقاموا بسحب التصويت على تقرير غولدستون ارضاء لتل ابيب وواشنطن، بل إن مؤتمر فتح السادس في بيت لحم نأى بنفسه حد التنصل الكامل، من أي نوع من اشكال الكفاح المسلح لتحرير فلسطين.

لكن ذلك، لا يمنع من القول ان مواقف الحركة الشيوعية الاوروبية مفجعة وكارثية وتضيء على حجم الانحراف في قراءة هذه الاحزاب لطبيعة القضية الفلسطينية كحركة تحرر وطني وما تمثله على المستوى الانساني والاخلاقي والقانوني في المشهد الدولي، وحسنا فعلت الاحزاب الشيوعية العربية ومن اصطف الى جانبها من 52 حزبا شيوعيا وعماليا جاؤوا من 43 بلدا، عندما رفضت اصدار بيان سياسي يحمل هذا الاقتراح المائع والشعاراتي حول الحرية لفلسطين بدلا من تحرير فلسطين، لأن منظمات واحزابا دولية عديدة يمينية وليبرالية، في داخل اسرائيل كما في خارجها، لا تخشى القول الحرية لفلسطين دون ان يترتب عليها اية اعباء سياسية او قانونية.

[/center]

مشرف سابق

تحياتي

قد يكون هذا التراجع في مواقف الاحزاب الشيوعية الاوروبية اتجاه القضية الفلسطينية
يعكس و لو بشكل جزئي قوة الوجود الصهيوني في هذه المجتمعات، بالاضافة الى تضعضع
الاحزاب الشيوعية ليس في اوروبا وحدها و انما في مجما دول العالم و ترجعها في اغلب
الحياة السياسية و انه لم يعد لها تأثير ، و ربما دراسة ارسباب التي ادت الى ذلك يحتاج
الى جلسة اخرى، و بجميع احوله فانه ليس موضوعنا هنا،
و اتفق مع الكاتب بانه اذا كان اصحاب القضية (و هنا اقصد الكيان العباسي) يتذللون للكيان
الصهيوني فليس لنا ان نوجه اللوم الى احزاب تتجنب ان تجلب على نفسها دعاية لا داعي لها
من وجهة نظرهم، و ان عدَّ هذا تراجعا في المباديء الشيوعية التي كانت يوما من اشد المناصرين
لكفاح الشعوب لتحرير اراضيها

che

» هذا زمن... «العكاريت»!! (( محمد خروب ))
» قفزة فـي المجهول!! (( محمد خروب ))
» الانتخابات، بما هي حديث و..«حدث»!! (( محمد خروب ))
» المثال... «الأرمني» (1-2) (( محمد خروب ))
» مصالحة وشيكة؟.. من يضحك على من؟ (( محمد خروب ))