المثال... «الأرمني» (1-2) (( محمد خروب ))

مشرف سابق

المثال... «الأرمني» (1-2)

بقلم :- محمد خروب

ثمة زيارة قام بها الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان للبنان قبل يومين، لم تحظ باهتمام او متابعة لدى دوائر سياسية واعلامية ودبلوماسية عربية وخصوصا فلسطينية، رغم ان ملفاتها المعقدة تلتقي في شكل او اخر مع الحال الفلسطينية، التي أحسب انها ستصل الى المرحلة التي وصلتها 'المسألة' الأرمينية، وخصوصا لجهة علاقاتها بتركيا، وما بات يعرف بالابادة الجماعية وفق القاموس الأرميني و'البعد التاريخي'، المصطلح الجديد الذي تم التوافق عليه بين أرمينيا وتركيا عندما توصلتا في 31 آب الماضي الى بيان مشترك، يعلن اتفاق يريفان وانقرة، على بدء استشارات سياسية بشأن بروتوكولين، أحدهما يتعلق بتطوير العلاقات الثنائية والاخر باقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.( سيوقعان اليوم السبت في مدينة زوريخ السويسرية)

'البيان المشترك'، المفاجئ والصادم لأرمينيي الشتات، اثار ضجة لم تهدأ ولا يتوقع ان تهدأ قريبا، دفعت بالرئيس الأرميني للقيام بجولة على الاماكن الرئيسية الثلاث التي يتجمع فيها أرمينيو الشتات، وهي فرنسا، الولايات المتحدة الاميركية ولبنان.

لم يتسن لي متابعة الاجواء التي رافقت لقاءات الرئيس الأرميني لكل من الولايات المتحدة وفرنسا، لكنني تابعت بـ'شغف' محطته اللبنانية التي شكلت إشارة بل (إثارة) لافتة في شأن ما يمكن لأرمينيي الشتات ان يفعلوه ازاء صفقة محتملة او تطبيع وارد بين البلدين او 'الشرعية' التي يمتلكها من سيوقع صك الصلح، في غياب وجود اغلبية تدعم هذا الخيار، الذي قد يكون خيارا واقعيا (في الحال الأرمينية التي نتحدث عنها بطبيعة الحال).. دون ان يعني ذلك، أن وجود رئيس 'منتخب' في يريفان يلغي حق أرمينيي الشتات في المعارضة او ابداء الرأي او الاحتجاج او إنكار الشرعية والتمثيل عن الرئيس، لأن الحقوق (مثل حق العودة في الحال الفلسطينية على الأقل هو حق فردي لا يحق لأي جهة أن تصادره او تنكره).

الرئيس الأرميني في نقاش حاد مع أرمن لبنان (الذين يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة في لبنان، سياسية واجتماعية واقتصادية، ومعترف بهم كطائفة في ضمن الطوائف ال'18' المعترف بها)، قال ردا على احتجاج أحد الأرمن وهو وزير في حكومة السنيورة 'انا الرئيس وانا امثل الشعب الأرميني'.

الرد هذا ينطوي على اكثر من معنى، يجدر التوقف عندها، وخصوصا في اعتباره ان الشعب الأرميني هو فقط المقيم على ارض أرمينيا بحدودها الراهنة، والذي انتخب الرئيس الحالي، وان دور الشتات بالتالي هو دور معنوي، واضافة (...) يمكن التخلي عنها عند اول منعطف (كمنعطف البروتوكولين اللذين اثارا الضجة القائمة)، وهم في النهاية احتياط للمناورات السياسية او اللجوء اليها عند الضعف واهتزاز المكانة وفقدان التأثير والشعبية.

في الحال هذه... كان أرمينيو الولايات المتحدة الذين يشكلون 'لوبي' ثقيل التأثير والوزن في القرار السياسي والتشريعي الاميركي بمثابة احتياط، لجأت اليها 'يريفان'، مرارا وعلى الدوام، في مواجهتها مع الاتراك، وكاد قرار ان يخرج عن الكونغرس يعترف بالابادة الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن في اوائل القرن العشرين. لكن اعتبارات جيوسياسية ومكانة تركيا في حلف شمال الاطلسي هي التي حالت دون صدور قرار كهذا (بعد ضغوط البيت الابيض الجمهوري والديمقراطي على حد سواء).

في فرنسا الوضع مختلف والبرلمان الفرنسي كما الاوروبي، اعترف بالمذبحة الأرمينية (كما يصفها الأرمن).

الوقائع الدولية والاقليمية الجديدة فرضت مقاربة اخرى يصفها أرمينيو الداخل بالواقعية (...)، يبدو ان الامور قد نضجت في أرمينيا المثقلة بالحصار البري (لا حدود بحرية لها)، وعلاقاتها المتأزمة بأذربيجان على خلفية الصراع حول اقليم ناغورني قرباخ.

اين من هنا؟.

للحديث صلة.

الارمن في لبنان يعتبرون انفسهم لبنانيون
اكثر من اللبنانيون
وهم من الطوائف الاساسية ولهم ثقلهم
بعد حرب تموز قامت الاحتجاجات الارمنية في لبنان
ورقضو مشاركة قوات تركيه مع اليونيفل في الجنوب اللبنان
وطبعا الارمن لهم وزرائهم ونوابهم

هذه الايام لفتني موضوع الارمن وتطبيع العلاقات
مع تركيا وما اثاره الشعب الارمني من احتجاجات

الجوهرة
الله يعطيكـ العافية
لعرضك للمقال
تحياتي

امل فلسطين

» هذا زمن... «العكاريت»!! (( محمد خروب ))
» شيوعيون!! (( محمد خروب ))
» قفزة فـي المجهول!! (( محمد خروب ))
» الانتخابات، بما هي حديث و..«حدث»!! (( محمد خروب ))
» مصالحة وشيكة؟.. من يضحك على من؟ (( محمد خروب ))