موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زكريا ابو صبيح
مشرف سابق
مشرف سابق




فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Empty
مُساهمةموضوع: فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات   فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالثلاثاء نوفمبر 17, 2009 4:21 am



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فولتير (1694-1778)
تاريخ طويل من المنافي والاعتقال والاضطهاد والجرأة شكل
إحدى الظواهر الكبرى لهدم النظام القديم والتمهيد للثورة
قد لا تكون التواريخ مهمة لاسترجاع حياة أو مؤلفات عظماء كبار مروا في التاريخ، لكنها هنا للذكرى وليس فقط للاحتفال. وفعل التذكر، حين يتعلق بمفكر وفيلسوف كبير طبع زمنه بمسيرة وبمؤلفات مثل الفرنسي فولتير (1694-1778)، يكون على مستوى الإفادة الفعلية عبر الربط والفصل أو عبر المقارنة الضرورية ما بين ماضي وحاضر أو ما بين صراع حضارات وثقافات واديان وأفكار على امتداد قرون ثلاثة. لم يكن فولتير مجرد روائي ترك وراءه كتباً وشخصيات ولم يكن مجرد فيلسوف أو مفكر عمل على ترك بصماته في سجل المفكرين حباً بالظهور أو بإرضاء غرور "الأنا"، بل أنه مضى في طريق الفلسفة التي تبدأ بعفوية انطلاقاً من مراقبة الواقع وتوصل إلى إنجازات في هذا المضمار وحرك الرأي العام ليس في فرنسا وحسب إنما في كل أقطار العالم، نظراً إلى جرأته غير المعهودة في ضرب المفاهيم الثابتة وفي نسف التقاليد والأفكار الجاهزة.
وقد يكون استرجاع حياة فولتير للعبرة ايضاً في عصرنا هذا الذي يشهد إجحافا في حق الكتاب والمفكرين والفلاسفة تماماً كما حصل معه، هو الذي دخل السجن عشرات المرات وأمضى سنوات من عمره وراء القضبان الحديدية يتحضر في كل مرة لحين خروجه لمواجهات جديدة سلاحها القلم. نتذكر فصولاً من حياة فولتير، نتذكر الطفولة والحب والصداقة والوطن والسياسة، والأسفار والمواجهات والكتابات والاضطهاد، ومنع كتبه أو احراقها ثم تمجيدها وإرسائها في المكتبات الوطنية بعد مرور قرن، كذلك نتذكر مؤلفاته وشخصياته ويبقى "كانديد" شخصيته النقية المثالية التي أطلق من خلالها مقولته الشهيرة: "فلنزرع حديقتنا" معلناً بها تفاؤله من ناحية، ومن ناحية أخرى وحين لم يكن فولتير يدرك الأمر، فإنه كتب لمفاهيم مستقبلية توازي إلى حد كبير ما اعتبره غوتيه من النتاج الفكري والادبي الذي تكتب له الولادة من جديد بعد موت الكاتب معلناً بذلك الرؤيا اللاواعية لدى البعض التي تصبح في مثابة النبؤة أو الإحساس المسبق بالعصور القادمة.
عصر التنوير
ثمة قواسم مشتركة ربطت اسم فولتير بعصره، أي القرن الثامن عشر أو "عصر التنوير". كان عصر العلوم والاكتشافات والفلسفة والفكر، وكانت الأرضية الملائمة لتفتح مواهب الفتى فرانسوا ـ ماري آروي الذي أبدى تمايزاً في شخصيته منذ الطفولة وعرف كيف يدخل عالم الإبداع من باب القصة والرواية والمسرح والفلسفة وهو في العشرينات باسم فولتير وهو نتيجة لعب على أحرف اسم منطقة امتلكت فيها العائلة ارضاً زراعية شاسعة "ايرفولت" في بواتو. ومعروف ان فولتير امتلك جسداً قوياً وعاش إلى ما فوق الثمانين عاماً ومسيرته ارتبطت بتفوقه الجسدي والعقلي والنفسي. ومع ان بذور الرومنطيقية كانت بدأت مع معاصريه وخاصة مع جان ـ جاك روسو الذي اعتبر مريضاً "بالأنا"، فإن فولتير لم يهجس بتاتاً بحياته الشخصية، وترتكز كل مؤلفاته على تأثيرها بالأحداث المحيطة به من سياسة وحروب ومشكلات اجتماعية وأخلاقية ودينية. كان ديناميكياً إلى حد لا يوصف، وقادراً على تحمل الصعاب والتحديات. عاش تجارب متنوعة في السفر والترحال واختبر المنافي في كل أقطار العالم، كذلك العيش في السجن واستغلال وحدة السجن إلى أقصى حد، فكان يكتب ويصمم كل أفكار كتبه من وراء القضبان الحديدية، وما ان يخرج حتى ينهيها وينشرها، وفي الغالب كان يعود ادراجه إلى السجن، إذ عرفت أكثر كتبه المنع والحذف والمصادرة، وانزلت به أشد العقوبات التي يمكن ان تطال كاتباً، لكنه كان كثير الأصدقاء، كما كان أعداؤه كثراً، وغالباً ما عمل الأصدقاء على خروجه واستئنافه الحياة الطبيعية، كان واقعياً إلى حد انه فهم ان العزلة والوحدة اللتين تفرضهما الكتابة يؤديان إلى الفقر والعوز، فما كان منه الا ان صمم لجمع الثروات وهذا ما حصل بالفعل معه في مراحل كثيرة من أسفاره حيث مارس التجارة وشغل مناسب سياسية كبيرة: كان مستشاراً سياسياً وديبلوماسياً رائعاً استغل مواهبه الملك فريديريك الثاني وأوكله مهمات في المانيا وبريطانيا في العام 1743، ثم عين مسؤولاً عن العلاقات الخارجية عام 1744. وأصبح شاعر البلاط الملكي بمساندة صديقة مدام دو بومبادور، ومنذ ذلك الحين وحتى مماته، استمر فوليتر في تأكيد مواهبه السياسية والديبلوماسية. لكن الغريب في فولتير قدرته الخارقة على المضي في كل الاتجاهات في آن، وحين كان يسطع نجمه في السياسة، كان ملتزماً قضايا فكرية وفلسفية ودينية، فكتب وعارض وانتقد وواجه، ومعه عرفت الفلسفة بعداً منهجياً وعلمياً متطوراً في عصر "التنوير" والعلوم. وحين كتب للمسرح والرواية نقل فلسفته إلى رحاب شخصيات سرعان ما أصبحت عالمية في مواصفاتها: مسرحيته الأولى: "أوديب" تلاها "بروتوس"، "موت القيصر"، "الابن البار"، "زوليم"، "محمد"، "ميروب"، وفي القصة كتب الكثير غير ان قصة "زاديغ" كانت الأشهر. أما رواية "كانديد" فاختصرت كل فكره وقدمت عبر بطلها ما يشبه السيرة للكاتب. عرفت "كانديد" شهرة واسعة خاصة ان فولتير وبعد ان تطرق للأزمنة الماضية وسرد أحداث التاريخ وتطوره البطيء في كتابه "بحث في التقاليد"، قدم في رواية "كانديد" العالم الجديد الذي انطلق مع العام 1758 اي بعد الحروب التي ضربت المنطقة في أوروبا ومات مئات الألوف فيها. وهذه الحروب وصفها فولتير في قول شهير له: "هذا القرن شبيه بحورية البحر، النصف الأول منها جميل مثل أسطورة والنصف الآخر قبيح ومخيف في شكل ذيل سمكة". هذا الواقع حرض على الثورات وعلى العصيان ورأى المثقفون والمفكرون في ثورة "التنوير" والعلم من يمكن ان يبني نفوساً جديدة تطلع من فضائل السلم وتوسع افق العلم والمعرفة. وفي تنقلات فولتير من منفى إلى آخر لم يلق المساندة لا في بريطانيا التي كانت معروفة بحبها للفلسفة والأدب ولا في جنيف التي كان يفترض ان تكون نقطة انطلاق من أجل تسامح ورأفة في السلطة الدينية، فنشر فولتير مؤلفاته في باريس وقرر المواجهة. وحين كتب "كانديد" قرر الابتعاد عن العالم الخارجي وعن صخب المجتمع الذي كان يستهويه وعزل نفسه: "أريد أن أمتلك الأرض بكاملها أمام عيني في عزلتي"، ومن هذه الازدواجية ولدت روايته، بين نداء الخارج وحدود الحديقة الصغيرة المسيجة. وفي حدود الستين من عمره، قرر ان يبحث عن فضائل السكينة والوحدة. وبطله "كانديد" الذي هو من اسمه عنوان البراءة والطهارة يعيش تجربة إنسانية قاسية. فبعد الحب الطاهر الذي جمعه مع ابنة البارون الذي اعتنى بتربيته وتدعى كونيغوند، يطرد الشاب من القصر ويجوب العالم هائماً على وجهه مع اندلاع الحرب. ينتقل من بلد إلى آخر بحثاً عن كونيغوند.
وفي ترحاله يلتقي أشخاصا، يواجه مصاعب، يكون شاهداً على فظائع الحرب وأهوالها. يلتقي حبيبته صدفة ثم تضيع ثانية ثم يعثر عليها بعد سنوات وقد تغيرت ملامحها، فانقلب جمالها قبحاً وفقدت نضارتها وجاذبيتها. لكنه يقرر الاستمرار معها ويرحلان نحو بيته المسيج بحديقة خاصة. ويترك فولتير عبرة عن نتيجة ترحال كانديد عنوانها: "فلنزرع حديقتنا".
سنوات الثورة
لكن بين سنوات الثورة والغضب وسنوات الاتزان بعد "كانديد" مرحلة صاخبة ترجمها فولتير كتابات فلسفية وفكرية دينية متطرفة. بدأت بذور الثورة لديه وهو شاب يافع حين قرر ان يبحث عن جذوره الأصلية إذ اعتبر ـ وحسب تفاصيل حصل عليها من محيطه ـ انه ليس ابن كاتب العدل البسيط السيد آروي بل الابن الشرعي للسيد روشبرون الضابط الفارس في قصر الملك والشاعر البلاطي ـ وقد هنأ والدته على حسن اختيارها في لغة ما بين الجدية والسخرية. لم يخجل فولتير من هذا الواقع بل على عكس ذلك، كان مفخرة له ان ينتسب إلى طبقة أرستقراطية تسمح له باستخدام مرتبتها للوصول إلى عالم كان يحلم به. وكان فولتير من المعجبين بالقرن السابع عشر وبإنجازته على الصعيد الأدبي، فقلد كبار شعرائه وكتب بنفسه ملحمي "لاهانرياد" عام 1728 ومسريحة "زائيير"، 1732. ومع هذا، لم يكن تقليدياً في آرائه الاجتماعية والدينية. وكل ما كتبه تقريباً تعرض للمصادرة من جهات دينية او سلطات مقربة من الملك. لكنه في الفترة الأخيرة عرف كيف يربح صداقة القصر الملكي وكل من فيه إلى ان أصبح شاعر البلاط، ومن هناك انطلق في متابعة تمرده وبقوة أكبر.
أولى مقالاته التي كانت تصدر تحت عنوانه "رأيت" وفيها آراء نقدية بدأت من مرحلة الملك لويس الرابع عشر الأخيرة وصولاً إلى عصره. وبعد ان تأكدت السلطات من هوية الكاتب، قادته إلى السجن، إلى "الباستيل" حيث أمضى أكثر من سنة. كان السجن المكان المناسب لكتابة ملحمية تعوز النفس الطويل والانقطاع عن العالم. ثم خرج ونشر "لاهنرياد" التي اعتبرتها فرنسا ملحمة رائعة في موضوعها وفي تكوينها وكرست فولتير شاعراً كبيراً.
وإلى "الباستيل" مرة جديدة بعد كتابة وحركة تحررية متصاعدة ثم ساعده بعض الأصدقاء على الخروج، لكن كان المنفى بانتظاره. فمن "الباستيل" إلى إنكلترا حيث استفاد في التعرف على الطبقة الأرستقراطية الليبرالية، وعلى اثرها كتب ودون تجربته في "رسائل فلسفية"، درس فيها كل مقومات "فلسفة التغرير" الجديدة: الرأفة، وحرية التعبير والكتابة، وروحية المساواة والتنظيم. وهناك كتب بالإنكليزية: "بحث في الحروب المدنية" و"بحث في الشعر الملحمي"، وأهدى ملكة إنكلترا الطبعة الثانية المنقحة والمضافة من كتابه "لاهانرياد".
الرسائل
في "الرسائل الفلسفية" ويعتقد انه أرسل بها تدريجاً إلى أحد أصدقائه وهو في إنكلترا وكتب فيها كل أفكاره ثم أحب ان ينشرها، وهي تفوق رواية "ميكروميغاس" في اهميتها ولو انها لا تتمتع بروح الفكاهة التي نتلمسها في الرواية. في الرسائل يقابل فولتير بين حرية الشعب الإنكليزي وعبودية الفرنسيين ولكن كل أقواله جاءت مغلفة مبيتة بالضحك والظرف. الا انه وعلى الرغم من إعجابه بالشعب الإنكليزي فقد فرح عندما ألغي قرار حكم نفيه وسمح له بالعودة إلى باريس عام 1728 ليمارس حياته الأدبية والمسرحية فقدم "بروتوس" عام 1730 وكتب قصة "شارل الثاني عشر". أما صدور "الرسائل الفلسفية" في باريس عقبه فضيحة كبيرة حين قرأ أحد رجال الشرطة بعض تفاصيلها ورأى فيها شحنة من ثورة ومتفجرات تهدد سلامة النظام الملكي. فصودر الكتاب وأحرق في الساحة العامة للقصر وصدر الأمر بالقبض على فولتير لكنه لاذ بالفرار ونجا من السجن ليرتمي في أحضان عشيقة هي المركيزة دو شاتيليه التي كانت شغوفة بالعلم والفلسفة والكيمياء والفيزياء والرياضيات.
ومع انهماك زوجها الماركيز في شؤون الحروب والمعارك وبعد خلافات حادة معه، أصبح فولتير الصديق سيد القصر وتحول قصرها في منطقة "سيري" الفرنسية محجة للفلاسفة ومقاماً للحفلات الفخمة واللقاءات الفكرية. ويقال ان مجالس "قصر سيري" في ذلك العصر بحضور فولتير قد ذاع صيتها إلى ان شبهها البعض بمجالس افلاطون لما ضمت من نوابغ في العلم والفن والأدب. في هذه الفترة كتب فولتير أجمل مؤلفاته "كانديد"، "العالم كما يسير"، "ابن الطبيعة"، "أميرة بابل" وغيرها. ويقال، وهذا على لسان العديد ممن كتبوا مذكراتهم وعاصروا فولتير، ان هذا الأخير كان يكتب في تلك المرحلة بسهولة فائقة واتقاد ذهن هائل، فكتب "كانديد" في ثلاثة أيام وليال لم يذق خلالها طعم النوم إلا لفترة قصيرة متقطعة. كان قلمه "يجري ضاحكاً على الورق" وعن "كانديد" كتابه الذي اعتبره يصور "أسوأ عالم يمكن أن نتصوره" ومصدرا للشؤم إلاّ أنه وفي نظر الآخرين كان "انجيل التشاؤم" ولكنه من "أبهج الكتب في تاريخ الأدب".
فولتير والله
لم يكن فولتير ملحداً كما ساد الاعتقاد في عصره لكن كانت له آراء خاصة لم تكن الكنيسة لترضى بها لجرأتها: "أنا أؤمن بوجود إله واحد مبني على العقل" وقال أيضاً "لو لم يكن الله موجوداً لوجب علينا أن نوجده". وبحسب فولتير ان الله ليس وقفاً على دين معين انما هو "الكائن الأسمى والعقل المدبر الذي يدير الكون". وكان له شعار يردده دائماً: "اسحقوا الخرافة والتعصب الديني". وطوال حياته، عمل على أن ينزع صفة العنف عن الكنيسة لتحل محلها صفة الشفقة أو الرحمة.
ولم يكتف فولتير بنقد الكنيسة بل انتقد المجتمع الفرنسي في كل كتاباته. ومع صدور كل كتاب من مؤلفاته كان يتعرض للمنع والمصادرة ما أضفى على حياته صفة المغامرة المتواصلة في حياة طويلة كرّسها لقلم جريء وفاضح في مجتمع وصفه "بالضيّق والمتزمّت" وبأسلوب حياة متقدم على عصره، رافض وثوري.
ومع أنه عاش ظروفاً صعبة وكلفته جرأته وصراحته الكثير من التضحيات حتى إنه وصف حياته بالكلام التالي: "في فرنسا يجب أن تكون السندان أو المطرقة. أنا اخترت أن أكون سنداناً"، فهو صرّح أيضاًن أنه يشعر بالامتنان والفخر بحياة تضج حركة وأحاسيس قوية: "كل من ليس حيوياً ومستعداً للمواجهة فهو لا يستحق الحياة وأعتبره في عداد الموتى". ومن أقواله أيضاً: "بما أنني وقح للغاية فأنا أفرض الكثير من الإزعاج للآخرين خصوصاً المصابين بالبله!". عُرف فولتير بلهجته القاسية واللاذعة وبحسه الدعابي الممزوج دائماً برغبة في التغيير، وشكّل ظاهرة فريدة في المجتمع الباريسي انتقلت عدواها الى عواصم ثقافية أخرى فتأسس ما يشبه "المدرسة الفولتيرية الفلسفية" التي بدأت مظاهرها تنتقل الى الصالونات الأدبية والأماكن الثقافية الخاصة والعامة، فصار هناك من يقلّد فولتير في كتاباته أو في حديثه أو في هندامه وملامح وجهه التي تعلوها ابتسامة ماكرة تسجلت للتاريخ على انها قمة السخرية اللاذعة والمحرّضة. ومع أنه تقاسم نجومية ذلك الزمن مع نقيضه جان جاك روسّو (1712 ـ 1778) صاحب "الاعترافات" الجريئة و"أحلام المتنزه المستوحد" الذي أسس بكتاباته لرومنطيقية ستقلب نهايات القرن الثامن عشر رأساً على عقب، فإن روسّو كان مسالماً ومحبوباً من السلطات السياسية والدينية. لم تصل ثورته أكثر من حدود "الأنا"، ومقابل الحياة الهانئة لروسّو في الريف متغنياً بجماليات الطبيعة والخالق، كان فولتير صوتاً صادحاً في العاصمة منتقداً كاسراً على صنمية الأفكار الجاهزة، ضارباً عرض الحائط المبادئ الأخلاقية وحدود الحرية المرسومة والمكتوبة بسلاسل حديدية. لم يكن حيّز الحرية المعطى للكتّاب كافياً لفولتير في عصره، وحين كان روسّو مثلاً يعيش سعادات كبيرة في نزهاته التاريخية التي خلفت فلسفة وأفكاراً عميقة، كان فولتير يعيش على صورة المقاوم في العاصمة. يتحدى، يكتب، ينشر، يتم توقيفه، يدخل السجن أو يرحل الى منفى قسري ثم يعود بعد حين الى مزاولة الكتابة أو العصيان. روسّو وفولتير عاشا في عصر واحد وكتبا في عصر واحد وماتا في العام 1778 بفارق أسابيع قليلة مع أن فولتير كان يكبر روسو بـ18 عاماً، غير أن كل واحد منهما شكّل ظاهرة بحد ذاتها. ومع أن فرنسا تميل الى تكريم روسّو بشكل لافت منذ ولادته فإن تكريم فولتير عرفته فترة أوائل القرن العشرين أي بعد توسّع أفق الحرية هناك.
"كانديد" أو البراءة الأولى
شكّلت بداية حرب السنوات السبع في أوروبا في العام 1756 كذلك الهزة الأرضية التي تعرّضت لها مدينة لشبونة عام 1755 المحرّض لفكرة أن العالم يخضع لقوة الشر ومنها انطلق فولتير في فلسفته المتشائمة التي بنى على أساسها روايته الرئيسية التي تختصر كل فكرة "كانديد". بطله الشاب اليافع "كانديد" يطلّ ببراءته على العالم وعلى الحب والجمال ويصطدم بواقع مرير يجعله يتشرّد في مدن الأرض ويذوق كل عذابات الحروب والمآسي والكوارث الطبيعية، وينتهي به الأمر بعد بحث طويل عن حبيبته التي يجدها متعبة مرهقة وفاقدة لجمالها أمام حقيقة واحدة ينطلق بها حين يجد نفسه أمام حديقته اليابسة المتعطشة الى يديه. يدخلها ويقرر البدء من جديد مع مقولة: "فلنزرع حديقتنا". لكن نضال فولتير جاء مجرّداً من كل الأسلحة المعهودة أو كل الأدوات التقليدية الممكنة. تخلى عن دعم سلطة الدولة أو الدعم السياسي أو العسكري وتخلى عن سلطة الدين حين كانت الكنيسة في أوج انخراطها في تقرير شؤون المجتمعات وسياسات الدول. انتقد الجميع وامتنع عن التعاون مع أي قوة تقليدية معتبراً أن السياسات القديمة متحدة مع سياسة الكنيسة الصارمة أوصلت واقع الحال الى أماكن مسدودة في إطار سعادة الفرد. وحورب فولتير على أنه عنصر مشاغب وفوضوي وملحد متنكر للأعراف والتقاليد. نبذته فرنسا ونبذته الكنيسة وأصبح مثالاً للعصيان وصورة الساخر المتهكم والوقح! ثم ما لبثت أن خفتت حدة هذه الصورة لسببين أولهما أن القسم الأخير من حياة فولتير أي في نهايات القرن الثامن عشر كان قد شهد بعض التطورات الاجتماعية والدينية والثقافية التي جعلت شخصية فولتير أكثر قبولاً في إطارها النافر. ومن ناحية ثانية، فإن الكاتب قد تحوّل بنفسه الى لهجة معتدلة جعلته في شيخوخته أقرب الى المسالمة من الحرب الدائمة. وشهد عام 1778 على واقع جديد في حياة فولتير حين التقى هذا الأخير قبل أشهر من رحيله أي مع بداية إحساسه باقترابه من الموت بعض رجال الدين، فتمّ اعترافه وخضوعه لسلطة الكنيسة بقوله أنه لم يعد ملحداً وبأنه مؤمن بالله وبتعاليم الكنيسة.
أثار هذا الأمر كل المتحمسين لثورة فولتير وكل أتباعه في الفلسفة واعتبروه خائناً لهم ولنفسه. غير أن فولتير لم يمت اثر النوبة المرضية التي شهدت اعترافاته الجديدة، ثم انطلق في المجتمع الباريسي عبر إطلالات كثيرة له في شتاء ذاك العام حيث خطب وشارك في ندوات وصرّح بما يبرر أقواله الأخيرة على أنها ليست تراجعاً عن مواقفه أو خيانة لها إنما هي عن محض قناعة شخصية في الإيمان لا تتعارض مع ممواقفه من كل الشؤون الأخرى من سياسة ومجتمع إنساني.
في 30 آذار من العام 1778 دخل فولتير "الأكاديمية الفرنسية" التي سجلت فخرها بقبوله عضواً فيها عبر رسالة تاريخية موجهة إليه، وتكرّس فارساً من فرسان "الكوميدي فرانسيز" مع حضوره العرض الأخير لمسرحيته الأخيرة من توقيعه وهي من نوع التراجيديا وبعنوان "ايرين".
رحيل
رحل فولتير في 30 أيار 1778 ولفظ أنفاسه الأخيرة أمام بعض الأصدقاء المقرّبين وقال بالكلمة الواحدة: "أموت في هذه اللحظة وأنا أشعر بعبادتي الله، وبحبي لأصدقائي، وبعدم كرهي لأعدائي، وبرفضي المطلق للمعتقدات الباطلة".
هل كان ارتداد فولتير الى الإيمان عن محض قناعة أم أنه كان نتيجة ضعف أو خوف أو رغبة في اجتذاب فئة المؤمنين الطاغية على المجتمعات في ذلك الحين؟ هل اعترافه بالله وخضوعه الى مشيئته كانت مسألة شخصية وإيمانية خاصة من متاع اللحظات الأخيرة التي تسبق الموت أم أن فولتير كان واعياً في تلك اللحظات الأخيرة للغضب العارم من حوله إزاء مواقفه المتطرفة وأغلق باب العصيان ليفتح مكانه باباً واسعاً على الشهرة والانتشار السريع؟ كلها تساؤلات رافقت موت الفيلسوف والمفكر الفرنسي الكبير الذي انتهى في مقبرة البانثيون الخاصة بالعظماء بعد أن نقلت رفاته عام 1791 إليها.
وكُتب في اللافتة التي تعلو قبره: "حارب الملحدين والمتزمتين. أوحى بكتاباته بروحية التسامح، طالب بحقوق الإنسان ضد العبودية ونظام الإقطاع. شاعر، مؤرخ، وفيلسوف جعل آفاق النفس البشرية تتسع وتتعلم معنى الحرية".
سيرة وأعمال

1694 ـ ولد فرنسوا ـ ماري آروي (المعروف بفولتير) في باريس في 22 تشرين الثاني.
***
1701 ـ ماتت والدته فرعاه خاله الكاهن في شاتونوف بتربيته، وعرف هذا الكاهن بحسّه الثوري والتحرّري.
***
1704 ـ دخول فولتير الى كوليج "لويس لوغران".
***
1706 ـ يعرّفه خاله الى مجتمع "لي اندوم" حيث يجتمع دوماً مفكرون ورجال اكليروس وشخصيات صار لها فيما بعد دور مهم في السلطة.
***
1717 ـ دخوله الى السجن في "الباستيل" للمرة الأولى بعد نشره "قصائد هجائية".
***
1718 ـ صدور التراجيديا "أوديب"، وعلى اثر نجاحها اختار لنفسه اسماً جديداً ينطلق به في عالم الأدب: "فولتير".
***
1723 ـ وفاة والده. صدور قصيدة ملحمية له بعنوان "هنري الكبير".
***
1729 ـ عودة الى باريس مع ثروة جمعها في أعمال تجارية.
***
1731 ـ صدور كتابه "قصة الملك شارل الثاني عشر"، وكتابه "زائير" وفيه قراءة في رياضيات نيوتن.
***
1734 ـ نشر "الرسائل الفلسفية" التي منعت وتسببت في مغادرته باريس كيلا يتعرض للسجن. ينتقل الى "سيراي" الى قصر "مدام دوشاتوليه".
***
1735 ـ العرض الأول لمسرحيته التراجيدية "موت القيصر".
1738 ـ صدور كتابه "عناصر فلسفة نيوتن"، كذلك "خطاب بالشعر عن الإنسان".
***
1742 ـ عرض مسرحيته التراجيدية "محمد" التي لاقت اعتراضات كثيرة.
***
1746 ـ انتخب عضواً في "الأكاديمية الفرنسية"، وعيّن مؤرخاً في قصر الملك.
***
1747 ـ صدور قصته "زاديغ" وعرفت نجاحاً كبيراً.
***
1750 ـ سفر الى بروسيا ومهمات ديبلوماسية الى جانب الملك فريديريك الثاني.
***
1751 ـ نشر كتابه "عصر لويس الرابع عشر"
***.
1752 ـ نشر كتاب "قصيدة عن قانون الطبيعة"، و"ميكروميغاس".
***
1759 ـ صدور روايته "كانديد".
***
1762 ـ اهتمام فولتير بقضية "كالاس" التي اشتهرت في ذلك الحين.
***
1763 ـ صدور "بحث في الرحمة".
***
1764 ـ صدور "القاموس الفلسفي".
***
1766 ـ صدور "علاقة موت فارس دولابار".
***
1778 ـ عودة الى باريس وعرض مسرحيته "ايرين".
مات فولتير في باريس في 30 أيار.

كتاب فولتير ... حياته اثاره ... فلسفته اضغط الرابط التالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

منقوووووووووووووووووووووووووول

che

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيفاء
عضو هيئة ادارية المدير الاداري
عضو هيئة ادارية المدير الاداري



الدولة : فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات (43)


فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات   فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2009 5:40 am




وكتب فولتير يوما الى جاك جاك روسو
(وهو فيلسوف سويسري- وكان اهم كاتب في عصر العقل)
انا لا اتفق مع كلمة واحدة مما تقول , ولكنني ادافع حتى الموت عن حقك لكي تقولها

وعلى قبره, كتبت لافتة تقول
حارب المتعصبين والمتزمتين ودعا الى روح التسامح الديني,
وطالب بحقوق الانسان ضد العبودية وحارب نظام الاقطاع.
شاعر ومؤرخ وفيليسوف جعل آفاق النفس البشرية تتسع وتتعلم معنى الحرية

زكريا

الله يعطيك العافية

هيفاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكريا ابو صبيح
مشرف سابق
مشرف سابق




فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات   فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس نوفمبر 19, 2009 4:33 am



تحياتي

لفولتير قولان ، لو اكتفى بهما لكفياه ، فحولهما تقوم العديد من الاسس التي تقوم عليها المجتمعات القابلة للحياة

المقولة الاولى

ما قاله لجان جاك روسو
" انا لا اتفق مع كلمة واحدة مما تقول , ولكنني ادافع حتى الموت عن حقك لكي تقولها"
في هذه الكلمات القليلة يضع فولتير حق الاخر في ابداء الرأي و ضمان حقه في ذلك حتى لو كنا غير متفقين عليه و هو بهذا يلغي سلطوية الرأي الواحد و النزعة الابوية التي تستشري الان في مجتمعاتنا، و لعل لمعاناته الاولى من حرمانه في التفكير و الاعلان عنه دفعت به الى هذا الاتجاه الا انها تظل احدى اروع ما قاله هذا الفيلسوف

المقولة الثانية "
لو لم يكن الله موجوداً لوجب علينا أن نوجده".
و هنا يجسد بهذه المقولة البحث الذاتي في الداخل الانساني عن الله، و ان وجود الله ضرورة قبل ان يكون حاجة، و هو يمثل السلطة العلوية التي تعلو قدرة البشر و يكون البشر جميعهم بلا استثناء تحت هذه السلطة العظيمة و التي ينظر كل منا لها حسب ما يوافق اعتقاده بغض النظر عن الديانة المتبعة، الا اننا جميعا نتفق على القدرة العظيمة المشتملة في هذا الخالق الذين ندين له في النهاية

هيفاء

اشكر مرورك و تعليقك

che
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نضال هديب
المدير العام
المدير العام
نضال هديب


العمر : 59
المزاج :

فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات   فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالخميس نوفمبر 19, 2009 8:32 am

فولتير ودفاعة عن الاسلام


تونس – [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من الدكتور أحمد بوعزي* - عاش الكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير في القرن الثامن عشر ومات سنة 1778 وكان عمره 83 سنة، أي إحدى عشرة سنة قبل الثورة الفرنسية. وهو معروف لدينا بأنه كان من أكبر المدافعين عن الحرية ومن أكبر أعداء التطرف الديني ويعتبره المؤرخون من أهم منظّري الثورة الفرنسية ورمزا لعهد التنوير.

ما لم أكن شخصيا أعرفه عن هذا الفيلسوف هو موقفه من الإسلام وتاريخه، وقد تبدّد جهلي بعد قراءة كتاب "فولتير والإسلام" للسيدة محبوبة ساعي التليلي الذي صدر مؤخرا باللغة الفرنسية في تونس عن دار "نقوش عربية" للنشر. والكتاب هو نتاج بحث أكاديمي لنيل شهادة الدراسات المعمّقة (شهادة الماجستير حاليا) قامت به المؤلفة تحت إشراف أستاذتها السيدة هادية خضار التي قدّمت للكتاب.

الكتاب من الحجم الصغير (160 صفحة) وهو دراسة موقف فولتير من الإسلام من خلال كتابه "بحثٌ حول عادات وأخلاق الأمم، Essai sur les mœurs et l'esprit des nations" الذي نشره سنة 1756 ثم أعاد نشره آخر مرة سنة 1769. والمؤلفة اطّلعت على ما كتب فولتير ودرسته ولخّصته مما يجعل القارئ يطّلع على مواقف فولتير من الإسلام والحضارة والفكر الإسلامي في وقت كانت فيه الكتابات حول الإسلام قليلة.

تقول الكاتبة أن فولتير لم يكن يحسن العربية وقرأ القرآن في ترجمة انكليزية راقية لجورج صال وقال عن القرآن بأنه كتاب محترم.

فولتير كان مؤمنا بالله ولكنه لا يؤمن بالأنبياء، لأنه يعتقد أن "الله لا يحتاج للأنبياء لكونه داخل كل قلب وداخل كل فكر". وإيمان فولتير هذا جعله يأخذ استقلاله عن الكنيسة ليصبح قادرا على نقد تصرّفها الاجتماعي نحو الأفراد ونحو الشعوب، واستطاع بالتالي مقارنة تسامحها بتسامح الإسلام.

يعتقد فولتير أن الإسلام اختراع محمّدي ومع ذلك فهو لا ينعت محمّدًا بالنفاق بل يقول أنه كان يعتقد خلال تخيّلاته بأن الوحي يأتيه من عند الله بواسطة الملائكة، وهو يستعمل ذكاءه وحيله لتمرير ما يعتقده حقًّا عن حسن نية ليقنع الناس به. وبالمقابل وفي نفس السياق يشكّك فولتير في وجود النبي موسى أصلا وهو بالنسبة له لا يعدو أن يكون أسطورة نظرا للخوارق التي صاحبته من ولادته إلى وفاته والتي لا يقبلها العقل.

وعند مقارنة محمّد بعيسى وموسى نجد فولتير يسخر من الأخيرين بعكس نظرته لنبيّنا الذي يعتقد أنه وُجد فعلا وأن حياته دُرست دراسات كثيرة ويصفه بكونه ذا خلق عظيم، فصيح، ذي نظرة حادة ووجه جميل، له شجاعة الاسكندر المقدوني بل يفوقه عفّة وقناعة. ويضيف بأن "الشعوب تحتاج إلى قادة توقظها وتأخذها إلى قدَرها" ويعتبر أن الفكر المحمّدي من أكبر ما أنتجت البشرية ويرى أنه يجب اعتباره كإحدى عجلات الكون.

يُرجع فولتير ولادة الإسلام وانتشاره إلى العرب الذين يربطهم باليمن السعيد ويقدّرهم كثيرا لكونهم لا يغترّون بقوّتهم للاعتداء على غيرهم ولا يستعبدونهم بل يدمجونهم في الأمة لأنهم يعتقدون بأنهم خُلقوا ليسيطروا، بعكس اليهود الذين كانوا إذا احتلّوا قرية قتلوا شيوخها ونساءها ولا يذروا إلا العذارى.

احترام فولتير للإسلام وللعرب يرجع لكونه شاهد تسامح المسلمين نحو المسيحيين في البلدان التي سيطروا عليها بعكس ما رآه في تصرّف الكنيسة التي كانت قاسية وغير متسامحة أينما حلّت. ويعطي مثال مصر حيث أعاد عمرو بن العاص حفر القناة القديمة ليربط النيل بالبحر الأحمر، ومثال القدس حيث يقول أن "بناء جامع عمر أثرى المدينة". ويضيف فولتير أن الفضاءات التي فُتحت ملئت تسامحا، وحتى القرن الثامن عشر كان التسامح السائد في الفضاء الإسلامي (العثماني) ضمانا للسلم بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، وكان المسيحيون فيه يعيّنون السلطة الكهنوتية دون تدخّل. ويضيف "أن عيسى كان متسامحا لكننا بتصرّفنا جعلنا المسيحية أقلّ الأديان تسامحا".

وحسب فولتير فإن "الإسلام كان أكبر تغيير حدث على الكرة الأرضية"، وكان معجبا بالسرعة التي انتشر بها إذ انه خلال مائة وخمسين عاما سيطر على إمبراطورية أكبر من الإمبراطورية الرومانية. وفي حديثه عن الأحكام القرآنية المتعلّقة بالمجتمع دافع عنها باعتبار تقدّمها في عصرها ونجاعتها في بيئتها.

ولاحظت الكاتبة أن فولتير كان متسامحا جدّا مع الإسلام إذ لم يذكر الحروب الأهلية التي وقعت خاصة في البداية، ولم يتحدّث عن إحراق مكتبة الإسكندرية. وللتوضيح أقول أن أول حريق لها وقع في عهد زينوبيا ملكة تدمر سنة 269 بعد الميلاد ثم استهدفت المكتبة مرّة أخرى واحترقت نهائيا سنة 415 على أيدي متظاهرين باسم الأصولية الدينية بقيادة أسقف الإسكندرية "سيريل"، ولما وصل عمرو بن العاص لم يجد لها أثرا، والكتب الإسكندرانية مثل كتاب الأصول لإقليدس والمجسطي لبطليموس التي ترجمها العرب في القرن التاسع كانت محفوظة في حرّان بالشام.

ويمكن القول إن فضل الباحثة كبير على شبابنا ومثقّفينا إذ أثبتت بدراستها أن أكبر رمز للتنوير في القرن الثامن عشر في فرنسا كان يحترم الإسلام ويرى فيه دين تسامح، وأنه ليس هناك أي تناقض بين أن يكون نفس الشخص مجدّدا حداثيا من جهة ويحترم الإسلام والمسلمين من جهة أخرى في نفس الوقت. ودراسة الباحثة أتت من قراءة متأنية لعديد فصول كتاب فولتير بما فيها تلك التي تتحدّث عن الإسلام عرضا مما جعلها دراسة معمّقة وموضوعية تجعل شبابنا يفهم ما هو الفكر الموضوعي. ومع ذلك فلا بدّ من رفع لبس في بعض المفاهيم، فعندما يتحدّث الإنسان عن "استرجاع" إسبانيا من طرف الكاثوليك لا يمكن القول بأن البلاد كانت تحت "الاحتلال الإسلامي"، لأن الاحتلال هو عملية استيلاء جيش دولة ما على أراضي دولة أخرى دون ضمّها، وعادة ما يكون الجيش المحتل ينتمي إلى مجموعة إثنية تختلف عن أصحاب الأرض مثل الاحتلال العثماني للبلقان أو الاحتلال الإسباني لأمريكا اللاتينية.

عيب الكتاب الوحيد هو غياب مراجع باللغة الإنكليزية ولا أعتقد أنه يمكن أن يوجد بحث علمي اليوم لا يستعمل المراجع المكتوبة باللغة الانكليزية وما نُشر عن فولتير بالانكليزية ربما يكون أرقى مما نُشر عنه بالفرنسية.

أتمنى أن يدفع كتاب "فولتير والإسلام" واضعي المقررات الدراسية في البلدان العربية إلى إدراج نصوص أدبية وفلسفية عديدة لفولتير ضمن المقررات، كي يساعدوا شبابنا على التفكير الموضوعي.

___________

*الدكتور أحمد بوعزّي

أستاذ في الجامعة التونسية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زكريا ابو صبيح
مشرف سابق
مشرف سابق




فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Empty
مُساهمةموضوع: رد: فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات   فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات Emptyالجمعة نوفمبر 20, 2009 3:43 am




تحياتي

نضال

اشكر مرورك و اضافتك

و للحقيقة فاجأني هذا الجانب لفولتير


CHE
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فولتير ... رحلة الاضطهاد و تحقيق الذات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وقفه مع الذات !!!
»  أشباح الذات
» أجمل ما قيل في أرتقاء الذات
» كيف نطور احترام الذات
» فل ننكر الذات يا ابناء دوايمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة الثقافة والآدب العربي :: منتدى - الشعر والقصة القصيرة-
انتقل الى: