يوميات اسبوع

مشرف سابق

السبت

افتح عيني. يفجأني الهواء و هو يملأ صدري. لا زلت حيا اذا.
اغمض عيني ثانية ، اتحسس بيدي موضع علبة السجائر الى ان اجدها، اتناول لفافة، اشعلها، و اعبُّ منها نفسا عميقا، ازفره بحشجرة تتلوها كحة قوية تستمر طويلا قبل ان تتوقف، لعلها من مخلفات البارحة. اتناول كوب القهوة اجرع ما تبقى فيه من قهوة باردة، لا تحمل طعما سوى مرارتها اللاذعة، اتردد بين النهوض و متابعة النوم، لا يوجد ما اقوم به هذا اليوم، احزم امري اخيرا، اميل الى جنبي و احاول استعادة النوم الرابض فوق جفنيَّ.

الاحد
تنقشع غمامتي قليلا، تنتابني رغبة بالخروج، اخذ دشا باردا ، ازيل به كسلا في زوايا جسدي يتشبث بقوة، اطالع وجهي بالمرآة، انتفاخ بسيط في الجفون السفلى يخبرني بضرورة ان اخفف ما اتناوله، اهز رأسي و كأن الامر لا يعنيني. اخرج.
يستقبلني ضوء الشمس بحميمية ترهق عيني، اضم جفني لاخفف من حدة الوهج. اشعر بنفسي وحيدا بين هذه الجموع، لا ادري لم يجتاحني هذا الاحساس ، الا ان غربة خفيفة تسكن كياني حين اجد نفسي محاطا بهذا العدد من الاشخاص، ربما لا تنعكس على تصرفاتي، الا انها تنبت في داخلي.

الاثنين

التقيتها اليوم.
و للمرة الثالثة كلانا يتحدث دون الرغبة في سماع الاخر، كل منا يتخندق في مكانه، ما الذي حدث لنا؟، كيف وصلنا الى هذه النقطة؟. لا زلت اشعر بها كأول مرة لاتقيتها و لا شك انها تشعرني بذات الاحساس ، ارى ذلك في نظراتها، في لحظات الصمت التي تسبق هجوما يتحفز بيننا، ما الذي يحاول كل منا اثباته للاخر؟، لا ادري. و مع ذلك فاننا نلتقي بذات النسق الذي اعتدناه، و نودع بعضنا بعضا بكلمة احبك، يتهدج بها صوتينا ، فتبدو غريبة وسط الغضب الذي كان يتملكنا قبل لحظات.

الثلاثاء

احس بملل لزج يلتصق بي.
لا استطيع منه فكاكا، انزلق في داخلي، غيوم كآبة تلملم اطرافها في سمائي، افر منها. اذهب الى السينما فيزيد ظلامها من وحشتي ، و ما يدور على الشاشة لا يشدني اليه، افر منها هي الاخرى، اتوجه للمقهى، اجد بعض الاصدقاء، نلعب الورق، نتبادل حديثا مقتضبا يعلوه الملل بشكل واضح، هل هو كذلك ام انني من يحس بهذا؟. اشعر بانني ازيد من تلبد الجو هناك، و ان مللي يتسرب اليهم ايضا، اتركهم و امضي اخبُّ في الطرقات ، ابحث عن مصادفة تقشع هذا الملل الكامن في زوايايَ. ارى عصفورين على احد اسلاك الكهرباء فتستثار رغبتي اليها.

الاربعاء

التقيها في ذات المقهى.
و الى ذات الطاولة، اتحفز لرد الهجوم . اجدها رائقة ، ابتسامة تعلو وجهها، و قد لملمت شعرها الى الخلف فبدا وجهها غضا شهيا، استعيد شهر شباط حين اراها، هي الاخرى لا تثبت على حال، تعتادني رغبة في نبش ما حصل في المرات السابقة الا انني اوثر تأجيله فلنستمتع باللحظة اقول لنفسي حازما. نضحك، نتبادل الحديث ببهجة افتقدناها، نزداد التصاقا ببعضنا، " حلمت بك" تهمس في اذني مبتسمة، فتعلو ضحكتي لاخفف من ثقل كلماتها في فضاء الرغبة الذي يجمع بيننا، تطول جلستنا دون ان يكدرها شيء. نودع بعضنا بذات الكلمة احبك . و اتساءل في نفسي تُرى كيف سيكون لقائنا التالي؟.

الخميس

يمتليء هذا اليوم بصخب الاصدقاء، و النوايا الدفينة لاسبوع طويل، نجتمع دون تواعد، و كل منا يحمل في جعبته فكرة عن قضاء هذا اليوم، نستقر في النهاية على ايها اكثر امتاعا، افتقدها ف يهذه الاوقات، تبدأ سهرتنا مبكرا تملأها الرغبات، و لا تنتهي حتى وقت متأخر من الليل، تضج بها الضجكات، ربما رغبة في الهروب الى فضاءات اخرى غير تلك التي نتعايشها طوال الاسبوع، و احيانا لا نلتقي الا في هذا اليوم ، نستعيد ذكرياتنا، كل منا يعرف عن الاخر اغلب ما يود اخفاءه ، يخزنها في الذاكرة بانتظار لحظة خروجها. يدب التعب و الخدر فينا، تبدأ جلستنا بالتناقص، الى ان اظل وحدي. اتابع حتى بزوغ الفجر، حينها يكون النعاس قد تملكني الى حده ... اعود الى البيت لاغفو.

الجمعة

استيقظ متأخرا جدا.
اشعر به ثقيلا يربض فوق صدري، لا استطيع دفعه، و اثار ليلة الخميس لا تزال عالقة في بدني، لا اشعر – في هذا اليوم - بميل لمل اي شيء، اميل فيه الى الخمول، و ساعاته لا تمر بيسر، يراودني هذا الشعور منذ كنت صغيرا، لن يمر بهدوء ، و اللفافات التي سادخنها لدفع ساعاته ستظهر نتيجتها في اليوم التالي على صدري.

CHE

عضو فضي

زكريا ابو صبيح كتب:: الجمعة

استيقظ متأخرا جدا.
اشعر به ثقيلا يربض فوق صدري، لا استطيع دفعه، و اثار ليلة الخميس لا تزال عالقة في بدني، لا اشعر – في هذا اليوم - بميل لمل اي شيء، اميل فيه الى الخمول، و ساعاته لا تمر بيسر، يراودني هذا الشعور منذ كنت صغيرا، لن يمر بهدوء ، و اللفافات التي سادخنها لدفع ساعاته ستظهر نتيجتها في اليوم التالي على صدري.

CHE

يوميات اسبوع

قد يعيشها الكثير منا

بنفس الانفس

واحتراقها

وتجردها

ورسم للحياة

بأيامها

تترك الاثر الكبير

لتصبح قاعدة لا يمكن

اتلافها

الاخ زكريا ابو صبيح

يوميات اسبوع قاتلة وممتعة

اسعدني قرائتها

دمت متالقا ودام قلمك

مع تحياتي

حرة الرملة

سناء ابودوش

مشرف سابق

تحياتي

تتشابه الايام فيما بينها
هي ذات اللحظات التي نمر
بها حلوها و مرها
تاخذنا بين طياتها و لا نستطيع
لها دفعا فيؤرقنا ذلك و يضنينا
و تخلفنا ورائها لا نعي كيف انتهينا
منها باقل الخسائر

سناء ابو دوش

اسعدني مرورك وتفاعلك
بكلمات تشف ما تحتها

CHE

يوميات الاسبوع قد تتشابه
ولكن يوميات اسبوعك
كأنها عقارب ساعة تدور
وهناك عقرب مفقود
لا يأثر في سير الثواني
ولكنه ينهش أعماقك
تبحث عنه في ظل انفاسك التي استغربت انها ما زالت تزفر
عبق سيكارتك ...الغربة التي تسكنك
الواجب ..
الملل الذي يحاصرك..

وتدور الساعة... وتتوالى الايام...

قد اكون مخطئة
لكن هذا ما لمسته

وكالعادة
اينما حل قلمك
راقي ورائع

ارق التحيات

هيفاء

مشرف سابق

تحياتي

يسكننا الاغتراب في لحظات فنشعر باننا ننظر الى
حياتنا من زاوية مختلفة عن التي نعيشها، و نتساءل
هل حقا ما يدور امامنا؟
ايام تربض ثقيلة على صدورنا و كل منا يجد طريقه في
دفعها عنه و لكنها تعود للاسف في اليوم التالي

و لما فهمته من النص فانك تلامسين حافة المعنى
و تمسكين بحذافيره

هيفاء

مروزك يسعدني
و لكلماتك وقعها الخاص

CHE

» الدوايمة / اللوبي الصهيوني خلال اسبوع
» اسبوع بس وهتحصلي علي معده مشدوده وجسم مثلي
» يوميات رجل عربي
» يوميات سمعة
» يوميات العدوان على غزة - 27-12-2008