موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 امريكا واهانة نتنياهو!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نضال هديب
المدير العام
المدير العام
نضال هديب


العمر : 59
المزاج :

امريكا واهانة نتنياهو! Empty
مُساهمةموضوع: امريكا واهانة نتنياهو!   امريكا واهانة نتنياهو! Emptyالإثنين مارس 15, 2010 12:49 pm


محمد صادق الحسيني


3/15/2010

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المراقبون الأوروبيون لا يرون أن العراقَ خارجٌ قريباً من أنفاق أزماته التي يقدرها البعض أنها ترقى إلى درجة كوارث مزمنة. معنى هذا الموقف ينصبُّ مباشرة على الحدث الآني، وهو الانتخابات، التي كانت محط عناية ملحوظة يومياً قبل وأثناء إجرائها، من قبل الإعلام، ودوائر القرار في العواصم الرئيسية. ليست هذه الديمقراطية موضوعاً جدياً للعارفين بالنوايا الأمريكية من جهة، وبأشباح التدخلات من ضواحي العراق في أخص شؤونه التي تتخطى السياسة، إلى حدود الأسئلة عن المصير الكياني لهذا الثلاثي: الدولة والمجتمع والوطن.
لكن الانتخابات، كظاهرة تمتُّ إلى قاموس الديمقراطية، لا يمكن اعتبارها حدثاً عارضاً، وخاصة في علاقتها الواضحة مع مرحلة الانتقال المنتظرة من حال الاحتلال إلى حال برمجة جلائه. كأنما أصبح العراق حقاً سائراً على طريق استعادته لحريته واستقلاله. وهو الأمر الذي لا يحظى بصدقية تامة، ولا حتى نسبية. ذلك أن الجلاء العسكري الذي لا يفتأ الرئيس أوباما يكرر تجديد الحسم بشأنه، لا يحتِّم جلاءً سياسياً أو اقتصادياً. فالاحتلال في عصر العولمة الأمريكية، أصبحت له وسائل وأجهزة متعددة شفافة، لا تحققه الجيوش وحدها، وإن كان لها تدخلها المادي في بعض حالات الغزو الصريح المباشر.
يعرف مهندسو الحروب الأمريكية أن الاحتلال لن يجتاز قريباً حقبة الغزو بكل مآزقها وفضائحها التي تحَّملت الإدارة البوشية أعباءها ومسؤوليتها. لكن العراق اليوم هو في القبضة الأمريكية، فلماذا التخلي عنه كلياً، بعد التكاليف البشرية والمادية الهائلة التي تكبدتها الدولة والمجتمع معاً. وبعد أن تآلف الرأي العام الدولي مع الوضع الراهن. فالجلاء المنجز لا يطالب به أحدٌ جدياً، سوى شرائح معينة من بعض الشعب العراقي. كذلك فالنظام العربي السائد إقليمياً حول العراق عاجز عن تشكيل أية وجهة نظر مختلفة عما تراه إدارة الاحتلال، حسب متغيرات مصالحها من حقبة إلى أخرى. هكذا مثلاً يبدو الخليج مطمئنا إلى سلامة كياناته الدولانية بفضل انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في ربوعه، بما يشبه احتلالاً موارباً. فلا ضير إذن من تكرار هذا النموذج الخليجي في العراق، لما بعد إنجاز اتفاقية الجلاء للجيوش الكبيرة عن مدنه.
ضمن هذا الإطار الاستراتيجي ينبغي فهم وتحليل تطورات (العملية السياسية) المنطلقة منذ أيام الغزو الأولى، فما سيكون عليه العراق غداة الانتخابات لن يكون مختلفاً في أساسياته، عما كان عليه قبلها. وهي النتيجة المعاكسة تماماً للشعار الرئيسي المعطى لهمروجة الانتخابات. إنها حلقة جديدة في سياق تلك العملية السياسية، التي لم يكن لها ثمة هدف، سوى تأصيل الاحتلال العسكري وترجمته مدنياً. فالعراق المستقل بعيد المنال. وبالتالي فكل نظام حاكم تسمح به القوة المهيمنة لن يأتي إلا خادماً مطيعاً لمنافعها، أميناً على سلامتها، مشاركاً، افتراضياً أو واقعياً، في هندسة التخريب المنظم لموروثات الكينونة العراقية، مترافقاً مع تنامي عوامل الإحباط الاستباقي لأبسط مقدماتِ أو بذورٍ لنهضة آتية.
هذا لا يعني أن العراق بالمقابل لن ينتج عمليته السياسية الوطنية المعبرة عن مقاومته لمخططات الاحتلال وتحولاته، وعن إمعانه في تمزيق أقنعة المتعاملين مع مؤسساته. فلقد عانى الاحتلال طيلة سنواته السبع الماضية من عزلة تامة في البداية، وشبه مقاطعة فيما بعد، من معظم الكتل الشعبية، بالرغم من خبث التفكيك الطوائفي، وفبركةٍ لرموز الأعوان، العاقدين لجسور تواصل معه، موبوء بالفساد وأصناف العمالة من كل ماركة إقليمية أو دولية. فالعراق اليوم لا يرى له وجهاً سياسياً قد يمثله كلياً، أو قطاعياً، من بين جملة الوجوه الحالكة، من الطبقة السياسية الجديدة الصاعدة في ظلام الاحتلال، وإن كان البعض يرى فيها عناوين تصنيفاته الطائفية المسيَّسة حديثاً واصطناعياً، والهابطة عليه من أعلى، من رموز تلك الطبقة الزعامية المستجدة، والمستنبتة من رماد المقتلات الدموية المتواصلة، المكشوفة منها والمكتومة.
جماهير العراق تواقة أولاً إلى استعادة شخصيتها المفهومية الراسخة في لا وعيها منذ عشرات القرون. تلك هي جذور مقاومتها اللامنظورة قبل أن تتجسد في تنظيمات حاملة لشعارات مختلفة، ولكن يتعين على أفضلها أن تتلاقى حول الثقة الوجودية بقدرة العراق على تجاوز الكارثة، قبل استفحال أفخاخها الاجتماعية المتوالدة من بعضها. ذلك هو التسويغ الطموح لظاهرة الإقبال النسبي على الانتخابات، بالرغم من فقدان الثقة بنزاهتها، وتوقع الاستمرارية بعدها لنظام الاحتلال السياسي مع رموزه الحاكمة بأمره سابقاً، والباقية لاحقاً في معظمها؛ بما يؤكد أنه لا يزال العراق ممنوعاً عليه أن يحكم نفسه بنفسه قريباً. إذ لن يكون في صالح أسياده الجدد اشتغالُ الديمقراطية بحسب الأقل من شروط مشروعيتها، المتعارف عليها دولياً وليس مثالياً أو فلسفياً.
العراق والاحتلال ثنائية متضادة، لا يمكن لها الدوام إلا بتجذير مختلف عوامل التدمير الذاتي والخارجي معاً، لمكونات الكيان العراقي الثلاثة، الدولة والمجتمع والوطن. والقراءة الحيادية (لإنجازات) السنوات السبع أو الثماني العجاف من قصة التصاق أمريكا العسكرية والسياسية ببلاد الرافدين، تكشف عن مدى النجاح المتحقق لمخطط تطويف المجتمع، وتجويف الدولة من كادراتها الخبيرة وبالتالي الإجهاز على مقوماتها المؤسسية جملةً وتفصيلاً، وتجريد الكتل الجماهيرية من الانتماءات الطبيعية لهوية الوطن الواحد، وتقسيم أرضه إلى كانتونات متنافسة متنابذة فيما بينها. ذلك هو المردود الفعلي من محصلة (العملية السياسية) التي ترى فيها أمريكا ضمانة وجود واستمرارية لعراق آخر مصاب بكل العاهات البنيوية، المانعة ذاتياً لعودة العراق القديم، تحت أية شروط من استعادة شخصيته المفهومية الموحِّدة لمشروعه النهضوي بكل مقوماته المادية والحضارية المعروفة عنه، الصامدة بالرغم من عنف تقلباته السياسية خلال عقود استقلاله ما قبل الغزو.
هكذا يتواصل حرمان العراق من دولته الواحدة العصرية، ومن مجتمعه العضوي المتطور، المقود بطلائع مثقفيه وعلمائه ومبدعيه، ومن ثروات أرض الوطن، ذات الدور المصيري في استراتيجية الاقتصادين العربي والعالمي. هذا الحرمان البربري، الناشب مخالبه القذرة في كل خلية حية متبقية من كينونة عراقية، لا تزال قادرة على استعادة قامتها الشامخة، من تحت هشيم هذا الحرمان وأدواته المتداعية؛ فما تخشاه أمريكا هو انقلاب هذه (العملية السياسية) على أهدافها المرسومة لها، كدينامية مغذية وحامية لآليات تدمير العراق القديم الأصيل، واستنبات عراق الشقاق بكل أشكاله، وعلى أيدي هذا النوع من أحزاب السلطة العازمة على تقاسم الحكم كإقطاعات مرموزة بأشخاصها ومللها ونحلها.
هل نقول مع بعض المتفائلين أن الديمقراطية الزائفة يمكنها كذلك أن تفجر، قسراً عنها، بوادر ديمقراطية أخرى صحيحة، في صميمها أو على هوامشها. فالحرية المقننة قد تتمرد بعض قواها على ضوابطها الفوقية، فتنتج بعض النماذج المغايرة، والمضادة، من الرجال المقاومين جهاراً وليس سراً فحسب؛ ذلك أنه لا بد للمقاومة المسلحة أن تفرز معارضتها المدنية. فهي وإن كانت تعتصم في مواقعها الأصلية من مقاطعة العملية السياسية المصطنعة، إلا أنه حان الوقت لكي تنتج عمليتَها السياسية الوطنية، المعبرة عن خصوصيتها، التي هي في أصلها حاملةٌ لعمومية العراق عربياً وإنسانياً.
لم يكن غزو العراق مجرد مغامرة عسكرية عابرة ارتكبتها أمريكا في لحظة جنون إمبراطوري أعمى؛ كما أن العراق لم يشهد في تاريخه اجتياحاً همجياً فاق في فظاعاته التدميرية المطلقة وحشيةَ الغزو المغولي، مثلما فعلته نظرية الهيمنة الأمريكية على العالم، انطلاقاً من العراق، و(الشرق الأوسط) حسب مفهومه (البوشي) البائد. كذلك لم يحدث للنهضة العربية المعاصرة أن أُصيب عمودُها الفقري استراتيجياً فيما سبق من نكستها، بما يشبه ضربة قاضية ناجمة عن فقدانها لأحد أخصب ينابيعها الحيوية، مع سقوط بغداد الثاني.
أمريكا لم تعد في حاضرها ما بعد الغزو، ولن تبقى في مستقبلها مثلما كانت عليه قبل سقوطها الإمبراطوري في بغداد. فليس ثمة مراقب أو مفكر في الغرب لا يعتبر أن الكارثة الأمريكية في العراق سجلت المقدمات العسكرية السياسية نحو انفجار الأزمة الاقتصادية العالمية المستمرة راهنياً. وأنها هي القاضية على تميز أمريكا بسلطة أحادية القطبية في الشأن العالمي منذ اختفاء الاتحاد السوفييتي.
أما العرب فقد أُصيبوا بتجويف جبهتهم الشرقية مع عدوهم الوجودي، الكيان العبري، عندما فاز الغزو الأمريكي بنجاحه الاستراتيجي الوحيد، مع استبدال العراق العربي، بعراق الملل والنحل. وهو ذلك النجاح اليتيم الذي تحتكر منافعه إسرائيل وحدها. في حين تغرق إدارة أوباما التي لم تكن لتحلم باحتلال البيت الأبيض لولا الكارثة العراقية في مستنقع التناقضات من كل لون، عبر هذه المرحلة الانتقالية ما بين قرار الجلاء العسكري، ووسائل تنفيذه، مع الاحتفاظ بثمرات الغزو ما أمكن، والإمساك ببعض المفاتيح السرية لتطورات العراق حسب نموذجه المتفكك المتهالك الحالي.
إنها المهمة الحقيقية الموكولة إلى أقطاب العملية السياسية أمور ابتكارها وتمثيل أدوارها، وخوض سيناريوهات أشباه المعارك الديمقراطية. لكن معركة الانتخابات الحالية قد تخرج عن قواعد اللعبة المرسومة لها. هناك منعطفات سياسية واجتماعية تنتظر نتائجها وما بعدها، فيما لا يمكن لغير الواثقين بحتمية انتهاض العراق من تحت الركام، أن يتنبؤوا بوقائعها، لأنها ستكون من صنع إرادتهم وحدهم. هذا مع جرعة كبيرة من الآمال بانبثاق يقظة عربية شاملة قادمة على العراق وأمته معاً.

' مفكر عربي مقيم في باريس

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
امريكا واهانة نتنياهو!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلفاء امريكا يستعدون للرحيل عبد الباري عطوان
» امريكا وايران.. و'أم الحروب'
» امريكا.. وفشلها الاقليمي
» كل بلد غلبان من امريكا جايله الدور
» امريكا تختار زعماءنا! عبد الباري عطوان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة الشؤون السياسية :: مقالات ودرسات عربية وعالمية-
انتقل الى: