من مجلد النكبة: الحاج أحمد يستذكر قرية الدوايمة



من مجلد النكبة : الحاج أحمد يستذكر قرية الدوايمة 5011


الضفة المحتلة – من فيحاء شلش










في مجلد النكبة المليء بقصص التهجير يستذكر أهالي قرية الدوايمة ما حل بهم، فالمجزرة البشعة التي شهدتها أدت إلى تهجير أهلها واستشهاد المئات منهم على يد عصابات الهاجانا الصهيونية.. التقرير التالي يسلط الضوء على جرح هذه القرية المهجرة








]هو الحال كله تقريباً الذي عاشته قرى فلسطين أرض السلام، وتبدو هذه التسمية ساخرةً حين نتحدث عن مجازر ومذابح ودماءٍ وأشلاء، فالعام الأسودُ ذاك الذي ظلل فلسطين بظلم العصابات الصهيونية كان كفيلاً بتحويلها من أرض السلام إلى أرض المجازر.






ومن جملة القرى التي طغت عليها لذة القتل الصهيونية.. تبرز قرية الدوايمة غرب الخليل التي كان قوتُ أهلِها جلُه من الزراعة، فاشتُهرت بأرض خصبة فتحت أطماع اليهود عليها كما كل القرى الفلسطينية






وفي هذه الأيام يستذكر الحاج أحمد التلاحمة ما حل بأهله من تشريد يوم هاجمتهم العصابات الصهيونية في بيوتهم الآمنة، ويروي بكلمات مثقلة بالذكرى القاسية كيف بات ملجأُهم مغارةً ضيقة بدلاً من المنازل والكروم والأراضي الشاسعة.






[
]ويقول الحاج أحمد:" هربنا والجو ماطراً والسيول تجرف الناس ولجأنا برفقة أغراض بسيطة جداً وبعض الأغنام ودخلنا في مغارة, وكان فيها قرابة 30 نفراً".




تلك القرية الوادعة شكلت ملجأ آمناً نوعاً ما للقرى المهجرة الأخرى، ولكنها في تشرين الأول من عام ثمانية وأربعين هاجمتها كتيبة الكوماندوز التابعةُ لّلواء الصهيوني الثامن المسمى بالهاجانا بقيادة الإرهابي موشيه دايان، وحاول الاحتلال دائماً طمس معالم البلدة وتفاصيل المذبحة فيها، فأصدر أوامر بدفن القتلى في قبور جماعية والتعتيم الإعلامي على ما حدث.. أما شهداؤها فتجاوزا المئة حتى لم يتبق بيتٌ دون شهيد، وتجلى الإرهاب الصهيوني فيها بممارسة تكسير رؤوس أهلها بالعصي بعد أن جمعتهم أطفالاً ونساء في مكان واحد.






ولم يقف حد الإجرام إلى هنا، بل وبعد تهجير أهلها وإبعادهم عن منازلهم منع الصهاينة أي فلسطيني من الاقتراب من أراضيها حتى لرعاية الأغنام.






ويتناقل الأهالي أيضا الحديث عن إجرام اليهود هناك، حيث قاموا بملاحقة حتى من هرب من القرية، وعندما وجدوا مجموعة من الرجال في أحد الكهوف القريبة أوقفوهم في صف واحد وأعدموهم بنيران الرشاشات.. ومن ثم رفضت قيادة الاحتلال أن تزورها أي لجنة تحقيق بسبب جثث الشهداء التي ملأت شوارعها.. وبعد أقل من عشرة أعوام أقيمت على أرضها مغتصبة أماتسيا.







وهي إذاً حكاية أخرى في كتاب النكبة عطّرت سيرة فلسطين بالدماء.. ولكن بعد كل ما شهدته هذه القرية، فهل من الممكن أن يحلم أهلها بالعودة؟









المصدر: دردشة لؤلؤة الشرق