المفاوضات فاشلة.. فلماذا الرهان؟

المفاوضات فاشلة.. فلماذا الرهان؟
الكاتب : محمد العجيل

«اذهب وقاتل وحدك»، عبارة لجنة المتابعة العربية التي أعطت الرئيس عباس الضوء الأخضر لدخول المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكن لماذا؟ للوهلة الأولى يبدو أن العرب وجدوا متسعاً من الأمل في إعطاء عباس فرصة ثانية للوصول إلى حل سلمي في المفاوضات المباشرة، مبرراتهم، عدم إعطاء حجة لـ«إسرائيل» أن تتهمهم بعرقلة عملية السلام، أي رسالة إلى الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي، لكن هل هذا السبب الرئيسي؟ بالطبع لا.. رسالة (الأمر) وزيرة خارجية واشنطن هيلاري كلينتون قبيل انعقاد قمة لجنة المتابعة العربية (على العرب مساعدة عباس)، تعليله أن قرار الغطاء العربي للمفاوضات كان ممهوراً بختم واشنطن قبيل انعقاد الاجتماع، ولا خيار إلا الانصياع للأمر.
مماحكات ما قبل إعلان كلينتون المفاوضات المقررة في الثاني من شهر أيلول في واشنطن، كانت تقوم على اللعب على حبل إدارة المصطلحات، في كيفية الالتفاف على متطلبات و«ثوابت» عباس، وإسقاط «مرجعياته»، وبالفعل، جاء إعلان كلينتون ضربة قاصمة لعباس وشروطه، والصفعة الثانية كانت في إعلان بيان الرباعية الدولية، حيث إن المحتوى عام وغامض (الوصول إلى اتفاق سلام خلال عام) مع إقامة دولة على حدود 67، أين مطالب عباس في وقف الاستيطان، كعامل رئيس لبدء المفاوضات؟
عباس سقط في الفخ الأول، كان على علم في الثالث من شهر آب (قبيل صدور بيان الرباعية) برسالة نقلها مساعد المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، أخبره فيها رفض «إسرائيل» لقاءه لبحث المرجعيات الفلسطينية، أبرزها إقامة دولة فلسطينية، وتجميد الاستيطان.
وفي داخل حكومة الائتلاف اليميني في إسرائيل كانت تجري مسرحية، أبطالها نتنياهو وليبرمان، (عملية توزيع الأدوار) (لإسقاط الحكومة) بإظهار نية حزب «إسرائيل بيتنا» الانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا ما وافق رئيس الحكومة نتنياهو على تمديد تجميد الاستيطان، ما يجبر واشنطن بشكل أو بآخر إيجاد سيناريو لاستمرار الاستيطان بطريقة أو بأخرى، وهذا ما جاء من أجله المبعوثان الأميركيان، والتحق بهما دينيس روس تحت شعار إيجاد صيغة لمسألة الاستيطان، حيث تم تسريب معلومات أن هناك توافقاً بين نتنياهو والإدارة الأميركية بشأن استمرار الاستيطان طبيعياً، و«تجميد طفيف» في المستوطنات المعزولة.
الفخ الثاني الثبات على رهانه على المفاوضات، رغم علمه بسيناريو الطبخة (الأميركية ـ الإسرائيلية) المذكورة، وإعلان نتنياهو جهاراً أن هدف المفاوضات الأساسي، انتزاع اعتراف بيهودية إسرائيل وضمان أمنها، فتتوضح بذلك نتائج المفاوضات للعيان، استمرار استيطان، يهودية الكيان، شطب حق العودة، ضم القدس الشرقية بشكل نهائي، وإقامة دولة فلسطينية تحت سيادة إسرائيلية ما وراء الجدار العازل، وبالتالي الرهان أصبح على معركة تفاوضية فاشلة بامتياز.
عباس مقدم على انتحار سياسي بتناقض واضح، رهان على نجاح مفاوضات يدرك فشلها، وتهديد بالانسحاب منها إذا استؤنف الاستيطان على الرغم من أن قرار استمراره قد اتخذ سلفاً؟ ولكن هل هذا الرهان يبرره ضغوط واشنطن على السلطة؟ أو أزمة فتح المالية؟ بالطبع لا.. التبرير المنطقي والوحيد في قرارة عباس ومن معه، «لذة».. لا يجدونها إلا في المفاوضات العبثية.

» توازن القوى في المفاوضات
» استئناف المفاوضات.. مبروك
» وبما ان قضية اللاجئين هي القضية المحورية,فلماذا لا يُسمع صوتنا؟
» ما بعد المفاوضات!!
» إسرائيل والترجمة الفورية لاستئناف المفاوضات!!