امل فلسطين المسؤولة الاعلامية مراقب عام منبر فلسطين والقدس
الدولة :
| موضوع: (أبي من حيفا) يُكرّس الحق الذي يأبى النسيان الخميس مارس 03, 2011 4:31 am | |
| (أبي من حيفا) يُكرّس الحق الذي يأبى النسيان[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العرب اليوم - معتصم أبو جابر ...عرض في الهيئة الملكية للأفلام أمس الأول, وسط حضور لافت, الفيلم الوثائقي أبي من حيفا للمخرج الفلسطيني عمر الشرقاوي, وهو الفيلم الوثائقي الاول له, باللغتين العربية والدنماركية وترجمه إلى الإنجليزية من إنتاج 2009 . بامكانيات تقنية بسيطة استخدمت في إخراج الفيلم, إلا أنه استطاع أن يعكس بصورة حزينة من خلال الموسيقى التصويرية الحزن الشديد الذي يصيب الفلسطيني بعد تهجيره القسري من بلاده عام 1948، ورغم كل الظروف فإن حق العودة يأبى النسيان, كما استطاع المخرج أن يصبغ الفيلم بشيء من الكوميديا ظهرت جليا في ابتسامة الحضور في قاعة العرض. يسرد الفيلم الوثائقي قصة شخصية, حيث يسترجع والده ذكرياته حينما هاجر في طفولته في عام 1948 من فلسطين إلى الدنمارك, استقر هناك ليكوّن أسرته, ورغم الصدمات النفسية التي عاناها في حياته سابقاً, إلا أنه يتوق الآن إلى زيارة مسقط رأسه وبيته في حيفا. يرافق المخرج أباه في رحلته إلى حيفا مروراً بدمشق ويُوثقها من وجهة نظر رجل متشبث بمواقفه لكنه حكيم وطيب. الشرقاوي مخرج فلسطيني شاب, والده من حيفا, شهد النكبة, وعرف تجربة اللجوء, يحكي لنا قصة والده, ليجعل منه, ومن حكايته وذاكرته, نموذجاً لحكاية الشعب الفلسطيني, وسيرة ذاكرة النكبة. وإذا أمكن لهذا المخرج أن يذهب إلى بقايا القرية المهدمة, أو إلى البيت الذي كان في المدينة الفلسطينية, فسوف يفعل. قد يذهب برفقة والده, إن تمكن هو الآخر. أو قد يصطحب من أمكن له من أهالي القرية, أو أبناء المدينة. فيلم أبي من حيفا يلقننا درساً وافياً في هذا المجال. إنه لا يتكئ على ماذا يقول, خاصة وهو يعرف أن على هذه الدرب مرت خطوات أفلام فلسطينية كثيرة الروائي الطويل منها, كما الوثائقي, والروائي القصير, أيضاً. ويعرف أن ثيمة العودات الفردية إلى فلسطين بعد ستين عاماً, وبأساليب مختلفة, ليست جديدة على الأفلام الفلسطينية, أبداً, والفرادة تأتي من كيف تقول. النتيجة القاطعة, التي يثبتها فيلم أبي من حيفا, أننا أمام مخرج ذكي ومبدع يعرف كيف يتعامل مع موضوعه, وكيف يختار أسلوبه, وإيقاعه, وطريقة عرضه, وتقديمه, والأهم من ذلك كيفية الإمساك بموضوعه, فنراه يفتته تارة, ويشظيه, وينثره على مدى الفيلم. يتبدى ذكاء المخرج, بداية, من خلال تعامله مع موضوعه, والهدف الرئيسي منه, وهو القيام برحلة عودة مع والده, بعد غياب قسري دام قرابة ستين سنة, عن حيفا, وعن البيت الذي ولد الأب فيه, وعاش طفولته الأولى, وسنوات مدرسته الابتدائية. يتعامل المخرج مع هذا الخيط الدرامي الوثائقي بطريقة مركبة, تماماً كما هي الحياة, وكما هي العلاقات الإنسانية, حتى في إطار الأسرة ذاتها. أهمية الفيلم الوثائقي تنبع من أنه لا يقول الأشياء, بل يتأملها. وينسجها, قبل أن يعرضها, ويضعها في ميزان النقد, وفيلم أبي من حيفا, يتميز بذلك. إنه يأخذ من موضوع الرحلة المزمع القيام بها إلى حيفا, ذريعة درامية, حتى لو كانت هدفاً حياتياً, فيضع من خلالها والده في بؤرة المجهر السينمائي, ويكتشف حقيقة نفسه, في لحظة اكتشاف معدن والده, تماماً. تناثرات متفرقة من أقوال ومواقف الأب, تكشف عن جوانب أولية, من طبيعة هذا الرجل: نزقه, وغضبه, ونفوره, وكذلك كهولته, ومرضه (في القلب, والرئتين), وعلاقاته بكل من طليقته, وأولاده, وحتى جيرانه, وليس انتهاء بمواقفه وآرائه تجاه كل ما جرى, ويجري.. سيكون هذا الخيط الدرامي الأول, الذي سينجدل بخيط درامي ثان هو الابن (المخرج نفسه). نكتشف طيلة الفيلم, تناثرات من طبيعة العلاقة بين الأب والابن, ونظرة كل منهما إلى الآخر, وملابسات هذه العلاقة القائمة على التنافر حيناً, وعلى التجاذب أحياناً. وستكون ثمة حوارات لا تنتهي بينهما, وهما اللذان يبدوان في بعض الأحيان على طرفي نقيض, بينما هما في الحقيقة منجذبان بقوة إلى ما يحاولان إدراكه, طيلة الفيلم. ثلاثة خيوط درامية أساسية, تكاد تشكل عماد الفيلم, وبنيته الموضوعية, وفيما بينها ثمة خيوط أخرى, داعمة, وذات أثر فاعل, بشكل آخر. الأم والحفيدة, الجار أبو مالك وأسرته, الجيران العرب منهم, والدانماركيون, الأقارب في مخيم اليرموك, وفي دمشق.. الأمكنة التي تحتفظ بحضورها. حيفا, جنين, بيروت, دمشق.. مقابر الشهداء وأضرحتهم, مثوى الجد.. الرحلات القسرية منها, والطوعية. الفيلم فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية وجائزة الجمهور في مهرجان دبي السينمائي الدولي وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان روبرت في الدنمارك في عام ,2010 كما نال عام 2008 جائزة النمر في مهرجان روتردام السينمائي الدولي وجائزة أفضل إخراج في مهرجان ترانسلفانيا السينمائي الدولي وجائزة كنيسة السويد وجائزة FIPRESCI في مهرجان غوتبورغ والجائزة الكبرى في مهرجان وارسو السينمائي الدولي. | |
|
نضال هديب المدير العام
العمر : 59 المزاج :
| موضوع: رد: (أبي من حيفا) يُكرّس الحق الذي يأبى النسيان الجمعة أكتوبر 07, 2011 12:37 pm | |
| | |
|