هل يغير الكرسي النفوس؟

بسم الله الرحمن الرحيم
هل يغير الكرسي النفوس

لقدبدأت حياتي العمليه كمهندس إنتاج في إحدى المصانع وكانت الحمل على كاهلي ثقيلي فكان من المفروض ان أقوم بكل المهام الموكله إلي دون كلل او ملل وكنت أنظر إلى من هو أعلى مني نظره بانه مرتاح وقد ألقى بكل العبء على كاهلي انا وهو مرتاح ومبسوط , ولكن سرعان ما تطورت الامور وتسلمت مسؤوليه رئيس شعبة الإنتاج قلت في نفسي الان اصبح لي مكتب محترم وكرسي دوار من النوع الفاخر هذا يعني الراحه والإستقرار , ولكن وللأسف بعد مرور وقت قصير احسست بأنني في منصبي الاول اكثر راحه وإستقرار وإن كل أعباء المصنع على كاهلي , أخذت احسد رئيس القسم , طبعا مكتبه افخم وكرسيه الدوار أكثر تنجيدا , فقلت هذا الرئيس يضع كل الأعباء على كتفي ويتهرب هو من المسؤوليه , ولكن سرعان ما تم ترقيتي إلى رئيس قسم ودخلت هذا المكتب , ولكن هذه المره دخلته بأعباء ومهام ومسؤوليات اكثر , الراحه التي كنت اتوقعها اصبحت أكثر تعبا واكثر مسؤوليه , نظرت إلى مدير الإنتاج فهو شخص يأمر وينهى وأموره عال العال وكرسيه مشدود جيدا ومن النوعيه غالية الثمن ومكتبه اكثر لمعانا وأناقه , فأردت لنفسي هذا الكرسي الجميل , عملت بجد وجهد متواصل لكي اصل يوما من الايام الى هذا الكرسي المريح , وبعد وقت حصلت على ما اتمنى و كرسي مشدود رائع لا يوجع الظهر دوار نوعيه فاخره يعني اخر حلاوه وفي هذه المره أدخلت معي عبا لا تحمله الجبال فاصبح عبء الإنتاج والصيانه والمختبر تحت كاهلي اصبحت الامور اكثر تعقيدا وتحتاج أكثر مجهودا وعملا فأصبح العقل في تفكير مستمر في العمل والبيت دائما عقلي يفكر خلصت الطلبيه الفلانيه طلعت ولا لسه الماكنه الفلانيه اشتغلت ولا معطله هل الفحوصات جيده ام لا , يعني الأمور كلها تداخلت عندي الكرسي الذي كنت أعتقد بأنه مريح ليس الإ عبئا إضافيا ينضم الى الأعباء السابقه , فمدير المصنع لا يعرف غيري فهو مسلط كل الأضواء نحوي , فأخذت انظر الى ذلك الكرسي الوفير الذي يجلس عليه المدير , انه أكثر نظافه وأكثر راحه ومكتبه فاخر من النوع الثمين وأموره افضل وسيارته أفخم يعني كل أموره تمام التمام , بعد حين من الوقت اصبحت الآن أجلس على كرسي المدير ولكن هذه المره ليس افضل من سابقاتها فاصبح العبء أكبر وأكثر فلقد اصبح جميع العملون في المصنع مسؤولين مني المبيعات الإنتاج الحسابات كل كبير وصغر انا مسؤول عنه في هذا المصنع , لا يوجد لدي وقت لأضيعه العقل دائما مشغول وبإستمرار لأنه كلما زادت المرتبه زادت الأعباء , والأن عندما أفكر بالماضي عندما كنت مهندس إنتاج كنت مسؤول عن عشر اشخاص وماكنه واحده وأموري عال العال لا هم ولا غم ولا مسؤوليات اما الأن فأنا مسؤول عن كل صغيره وكبيره , فبرأيكم من مرتاح اكثر الراعي أم الرعيه .
قيسوا إخواني الأعزاء ما حصل لي في حياتي المهنيه على كل شيء في الحياة , فالوزير تقع على عاتقه كل أمور الوزاره وهو المسؤول عن كل كبره وصغيره , رئيس الوزراء مسؤول عن جميع الوزارات فهم الوزارات كله على عاتقه وهو المسؤول الاول عنها , الرئيس او الملك مسؤول عن بلد وكل أعباء البلد مسؤول عنها وتحت عاتقه .
سؤالي عندما طرحته هل الكرسي يغير النفوس و الكرسي طبعا يغير النفوس وذلك بسبب إن المسؤوليه اصبحت اكثر ولا تهاون ولا تساهل في المسؤوليه , لانه كلما علت المرتبه زاد التفكير فاصبح العقل بإستمرار في عمل متواصل , فقد تمر عن رجل مسؤول وتقول له السلام عليكم فيرد عليك بعجاله فتعتقد بان هذا الرجل قد تغير من الكرسي ولكن أنا اطلب منك ان تدعو له بان يعينه ربي على المسؤوليات الملقاه على عاتقه فمنها انشغل عنكم وعن اقاربه وناسه.
تقبلوا مني كل إحترام وتقدير , وأعلنها من هنا من هذا المنبر بأن يعين الله كل مسؤول على حمل مسؤوليته فهو بحاجه الى الدعاء.

هشامأبو عمر