اسرائيل تعيث فساداً في كل الأديان وكل الحضارات

اسرائيل تعيث فساداً في كل الأديان وكل الحضارات


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بينما تصدر منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" قرارها الرافض لضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال للتراث اليهودي, تمتد يد المستوطنين لتحرق المساجد والكنائس، تأكيداً على عنجهيتها وعنصريتها التي أبت أن تفارقه في ظل لباسه لقناع الديمقراطية والحرية في الأروقة الدولية, ولتضاف إلى جرائمهم مزيد من الانتهاكات التي طالت الشجر والبشر والحجر والمقدسات.

مقدسات تحت النار
وتستمر سياسة المستوطنين الذين يقتحمون القرى والمدن ويحرقون المساجد والكنائس في ظل حماية قوات الاحتلال لهم, ما يدلل على نهج منظم تسلكه مؤسسات وحكومات الاحتلال المتعاقبة لتحقيق أهداف قريبة وبعيدة المدى تسعى من خلالها (إسرائيل) لتفريغ الأرض من أصحابها.
ويقول حسن خاطر رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات لـ"فلسطين أون لاين": "هذه جريمة واضحة بحق المقدسات المسيحية والإسلامية وهذا العمل مدعوم بفتاوٍ من قبل الحاخامات المتطرفة ودليل ذلك هو أن حرق الكنيسة جاء يوم السبت الذي يعد مقدسا لدى اليهود, وبالتالي الحرق جاء بضوء أخضر من الحاخامات وهو مشابه لفتوى صدرت قبل أيام تبيح الزنا لليهودية في سبيل أمن دولتها".

ويوضح خاطر أن هذه المقدسات كان لها عبر التاريخ نوع من الحصانة والحرمة التي كفلتها الشرعية الدولية.

وأضاف: "نحن في الهيئة طلبنا بدورنا تدخلا واضحا وصريحا من قبل المجتمع الدولي لوقف ممارسات الاحتلال بحق المقدسات التي بدأت منذ إحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969 والاعتداء على كنيسة القيامة واقتحام كنيسة المهد في بيت لحم ناهيك عن حرق مساجد عديدة في الضفة, وبهذه الممارسات تضرب )إسرائيل) بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف الدولية لتصبح رهينة فتاوى الحاخامات فقط".

ويرى خاطر بأن العربدة المتبعة ضد المقدسات تأتي رداً على تفنيد منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" للإدعاءات الإسرائيلية حول يهودية الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم, وضمها لقائمة التراث اليهودي.

عنصرية متواصلة
من جهته، اعتبر مسؤول الشؤون المسيحية في دائرة الأوقاف الدكتور حنا عيسى بأن إقدام المستوطنين على حرق كنيسة الكتاب المقدس في شارع الأنبياء بالقدس المحتلة هو "حلقة جديدة من عنصرية الاحتلال المتبعة ضد أرض فلسطين المحتلة", وأن الاحتلال "يسعى لتحقيق هدفين رئيسيين من وراء الانتهاكات أولهما إلغاء الجذور المسيحية والإسلامية في المنطقة والثاني طمس الهوية الفلسطينية واستبدالها بالتراث اليهودي".

وقال عيسى في تصريح لـ"فلسطين أون لاين": "هذه الكنيسة بنيت عام 1897 وأصبحت كلية الكتاب المقدس, والاعتداء عليها يعد جريمة حرب حسب المادة 53 للبروتوكول الأول لاتفاقية جنيف عام 1977 الملحق باتفاقية جنيف 1949 والتي حظرت الأعمال العدائية الموجه ضد أماكن العبادة, كما أن المادة الثامنة من الفقرة "ب" من الاتفاقية اعتبرت تعمد الاعتداء على المقدسات بأنها جرائم حرب".

وتتصاعد العنصرية الإسرائيلية عبر الاعتداء على أكثر من 1000 مسجد وكنيسة كما أكد عيسى, أبرزها محاولة الاحتلال فتح باب في كنيسة القيامة بالقدس المحتلة وسرقة الصليب المقدس منها, كما أن مهاجمة كنيسة المهد والاعتداء على حرمتها في أثناء انتفاضة الأقصى كان له صدى في العالم وردود فعل غاضبة إضافة لتعرض كنائس وبرقة وبرقين وعابود والقبيبة وغيرها لأشكال متعددة من الانتهاكات منها الإحراق والسرقة والتكسير وإعاقة زوار تلك الكنائس من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال.

يأتي ذلك تزامنا مع حرق مساجد حوارة وياسوف وبيت فجار واللبن الشرقي، وكان سبقها إحراق المسجد الأقصى وتواصل إعاقة حركة المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف وإغلاقه في وجه الفلسطينيين, وليس بعيدا عن ممارساتهم في القدس المحتلة.

ويضيف عيسى بالقول: "محاولة الاعتداء على المسيحيين والكنائس تهدف لطردهم ولجعل الصراع إسلامياً صهيونياً حتى يتسنى لهم أن يقولوا مشكلتنا هي مع المسلمين, وبالتالي يسهل عليهم إقناع الرأي العام الأوروبي والغربي بشكل عام بأن المسلمين يريدون إبادة اليهود ولا وجود للمسيحيين في المعادلة".

سكوت دفع للتصعيد
بدوره، استنكر ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك ممارسات الاحتلال في القدس والضفة والداخل بحق مقدسات المسلمين والمسيحيين، معتبراً سكوت المجتمع الدولي عن هدم وقصف الاحتلال لمساجد قطاع غزة عام 2008، بأنه "جرأ المستوطنين والقوات الإسرائيلية على استئناف الممارسات بطرق عدة في كافة أنحاء فلسطين, مطالبا بوضع حد لعربدة منظمة تحميها الولايات المتحدة الأمريكية".

ويضيف بكيرات: " إن قرارات اليونسكو الأخيرة يجب أن تلقى دعما من الدول العربية بزيادة البرامج والمشاريع الهادفة لتثبيت الهوية الفلسطينية عبر تطوير وإبراز المقدسات الفلسطينية في ظل هجمة شرسة من قبل الاحتلال على شعب أعزل لا يملك من المقومات إلا الصمود, وعلى المنظمات الدولية أن ترفع صوتها عاليا بعد وقاحة الاحتلال برفض توصيات اليونسكو ومضيه في حربه ضد المقدسات".

وتبقى فلسطين تئن مثقلة بجراح التهويد التي طالت المقدسات, وسط صمت العالم الذي لا يملك في أقصى رده إلا الإدانة والشجب في البيانات, لترسم الأيام القادمة خريطة الوطن وجغرافية المكان ببصمات إسرائيلية ومباركات أمريكية, وإن غضب شعبه فإن هناك من له بالمرصاد من القريب قبل البعيد!.