مسابقة رمضان ، السؤال الثامن والعشرون 28 .

مسابقة رمضان

الســــــؤال الثــــــــــــــامن والعشــــــــرون 28 .

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي في الله ،
تقبل الله منا ومنكم الطاعات ، وغفر الله لنا ولكم الزلات ، وجعلنا وإياكم من عُتقاء
هذا الشهر الفضيل ، وبعد ،

الســــــؤال الثــــــــــــــامن والعشــــــــرون 28 .



قال تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ) النساء آية رقم ( 35) .

لهذه الآيــــــــــــــة قصة مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهي تفسر هذه الآية ،
فمــــــــــــــــا هـــــــي هذه القصـــــــــــــة ... ؟؟ .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ملاحظـــــــــــــــــــــــــــــــــة :

ستكون الأجوبة في نهاية شهر رمضان بإذن الله عز وجل ، وسأنسخ الأسئلة والأجوبة
في مدونة الدوايمة الاسلامية للبحث وأصول الدين :
( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
لتكون مرجعاً دائماً ، ليستفيد منها الباحثون .

وستكون هناك أوسمة ثلاثة ، { الأول ـ الثاني ـ الثالث }
لمن صحت أجوبتهم ، وستصاحب أسمائهم في المنتدى .

وإلى اللقاء فيما يفيد ، ونتقرب بهِ إلى بارئنا عز وجل .

فقد صح في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)
عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال :
( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) .

وهذا المغزى ، والهدف من هذه المسابقة ، والله من وراء القصد .

إعداد الشيخ جميل لافي

28 رمضان 1432 هـ
28 / 8 / 2011 م

بسم الله الرحمن الرحيم


جواب الســــــؤال الثــــــــــــــامن والعشــــــــرون 28 .


قال تعالى : ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً ) النساء آية رقم ( 35) .

لهذه الآيــــــــــــــة قصة مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهي تفسر هذه الآية ،
فمــــــــــــــــا هـــــــي هذه القصـــــــــــــة ... ؟؟ .

{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا }
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّق اللَّه بَيْنهمَا } يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا } إِنْ يُرِدْ الْحَكَمَانِ إِصْلَاحًا بَيْن الرَّجُل وَالْمَرْأَة , أَعْنِي بَيْن الزَّوْجَيْنِ الْمَخُوف شِقَاق بَيْنهمَا , يَقُول : يُوَفِّق اللَّه بَيْن الْحَكَمَيْنِ , فَيَتَّفِقَا عَلَى الْإِصْلَاح بَيْنهمَا , وَذَلِكَ إِذَا صَدَقَ كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا فِيمَا أَفْضَى إِلَيْهِ مِنْ بَعْث لِلنَّظَرِ فِي أَمْر الزَّوْجَيْنِ. وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .

وذَكَرَ الْحَال الْأَوَّل وَهُوَ إِذَا كَانَ النُّفُور وَالنُّشُوز مِنْ الزَّوْجَة . ثُمَّ ذَكَرَ الْحَال الثَّانِي وَهُوَ إِذَا كَانَ النُّفُور مِنْ الزَّوْجَيْنِ فَقَالَ تَعَالَى " وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاق بَيْنهمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْله وَحَكَمًا مِنْ أَهْلهَا " وَقَالَ الْفُقَهَاء إِذَا وَقَعَ الشِّقَاق بَيْن الزَّوْجَيْنِ أَسْكَنَهُمَا الْحَاكِم ( أو ما ينوب عنه ، مثل القاضي الشرعي ) إِلَى جَنْب ثِقَة يَنْظُر فِي أَمْرهمَا وَيَمْنَع الظَّالِم مِنْهُمَا مِنْ الظُّلْم فَإِنْ تَفَاقَمَ أَمْرهمَا وَطَالَتْ خُصُومَتهمَا بَعَثَ الْحَاكِم ثِقَة مِنْ أَهْل الْمَرْأَة وَثِقَة مِنْ قَوْم الرَّجُل لِيَجْتَمِعَا فَيَنْظُرَا فِي أَمْرهمَا مَا فِيهِ الْمَصْلَحَة مِمَّا يَرَيَانِهِ مِنْ التَّفْرِيق أَوْ التَّوْفِيق وَتَشَوُّف الشَّارِع إِلَى التَّوْفِيق. وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّق اللَّه بَيْنهمَا " وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس أَمَرَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْعَثُوا رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَهْل الرَّجُل وَرَجُلًا مِثْله مِنْ أَهْل الْمَرْأَة فَيَنْظُرَانِ أَيّهمَا الْمُسِيء فَإِنْ كَانَ الرَّجُل هُوَ الْمُسِيء حَجَبُوا عَنْهُ اِمْرَأَته وَقَصَرُوهُ عَلَى النَّفَقَة وَإِنْ كَانَتْ الْمَرْأَة هِيَ الْمُسِيئَة قَصَرُوهَا عَلَى زَوْجهَا وَمَنَعُوهَا النَّفَقَة فَإِنْ اِجْتَمَعَ رَأْيهمَا عَلَى أَنْ يُفَرِّقَا أَوْ يَجْمَعَا فَأَمْرهمَا جَائِز فَإِنْ رَأَيَا أَنْ يَجْمَعَا فَرَضِيَ أَحَد الزَّوْجَيْنِ وَكَرِهَ الْآخَر ثُمَّ مَاتَ أَحَدهمَا فَإِنَّ الَّذِي رَضِيَ يَرِث الَّذِي لَمْ يَرْضَ وَلَا يَرِث الْكَارِه الرَّاضِي . رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم وَابْن جَرِير .

ولهذه الآيــــــــــــــة قصة مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهي تفسر هذه الآية ،
فمــــــــــــــــا هـــــــي هذه القصـــــــــــــة ... ؟؟ .

والقصـــــة هي : أن بعث عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يوماً حكمين ليُصلحا بين زوجين مُتخاصمين ، فما لبث الحكمان أن عادا دون أن يُصلحا بين الزوجين ، فأرد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أن يعلوهما بالدرة ( أي يضربهما ) فقالا : وما ذنبنا ... ؟؟ قال : ألم تقرئا في كتاب الله عز وجل :
{إِ نْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّق اللَّه بَيْنهمَا } وهذه عائدة على الحكمين ، أي إذا كان بنيتهما الإصلاح ، يوفق الله سبحانه بين الزوجين ، فقال : عودا ولا تأتياني إلا وهما مُصطلحين ، وهذا لحض الحكمين على بذل اقصى ما بوسعهما للصلح ، ويجب أن تكون النيّة بالصلح ، وليس كما يفعل البعض ، يروا أنهما من الوجهاء بهذا العمل ، أو ما كُلفا بهذا العمل إلا لمكانتهما أو وجاهتهما .
وفعلاً لم يرجعا إلا وهما مُصطلحين .

الشيخ جميل لافي
2 / 10 / 2011