الدوايمة -تاريخ و جغرافيا- و احداث المجزرة _ احمد ابوصبيح

عضوجديد الدولة : الاردن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

احمد ابو صبيح
كان من الطبيعي أن تواجَه الهجرة اليهودية من شتى بقاع الأرض الزاحفة إلى فلسطين بالرفض، وهب الشعب الفلسطيني لمحاربة قيام الدولة الإسرائيلية، وكانت قرية الدوايمة حالها حال المدن والقرى الفلسطينية؛ فالقرية تقع على بعد 24كم من مدينة الخليل باتجاه الغرب، وأكثر من50 كم من ساحل البحر الأبيض المتوسط باتجاه الشرق، ويحيط بها من الشمال قرية بيت جبرين، ومن الجنوب دورا التي تحيطها أيضا من الشرق مع قرية إذنا، ومن الغرب قرية القبيبة وعرب الجبارات.

وتربض قرية الدوايمة على أكثر من ستين ألف دونم، وبلغ عدد سكانها عام 1945حسب الإحصائية البريطانية ما يقارب من أربعة آلاف نسمة، وتقع القرية على ارتفاع 500 متر فوق سطح البحر وهذا ما جعلها تتوسط الأراضي الفلسطينية حيث إن الأرضي الفلسطينية تقع مابين 300-1000م فوق مستوى البحر، وقد شكلت القرية امتدادا طبيعيا لجبال الخليل حيث تبدأ القرية بالانخفاض التدريجي من الشرق إلى الغرب لتفضي بعد ذلك إلى امتداد واسع يلتقي بالسهول الفلسطينية مشكلا منظرا خلابا.

تحوي القرية كثيرا من الآثار الرومانية (الخرائب)، وهذه اللفظة المتداولة بين القرويين هي ما كان الرومان يطلقونه على أطلال المدن القديمة، أو القرى المؤقتة التي كان أصحابها يتركونها في موسم الرعي.

بينما( الرسوم) احتلت المرتبة الثانية من حيث المساحة وهي أصغر من الخرب وتحوي في العادة على بقايا أبنية قديمة، كما أن في القرية تلين أثريين يقعان جنوب غرب القرية هما تل(خراقة) ، وتل (الاقرع).

لم يتخلف أبناء القرية شأنهم شأن أبناء فلسطين كلها عن الثورة منذ اندلاعها، ومع أن النضال الفلسطيني قد رافقه سياسة البطش، والقمع، والارهاب من الجانب البريطاني، إلا أن القرية تحملت المداهمات البريطانية التي كانت تسفر كثيرا عن تلقي أبناء القرية الضرب والشتائم والنهب لبيوتهم وممتلكاتهم الثمينة، وكذلك تعرض أبناؤها للقتل والإصابة بالجراح المختلفة والاعتقال البريطاني الرهيب.

شارك أبناء القرية في معركة كفار عصيون إلى جانب القوات الأردنية بقيادة "حكمت مهيار" كما أنهم شاركوا في معارك أخرى كثيرة مثل معركة "تل الريش" ، ومعركة "جالون"، ومعركة "المقحز".

وتعتبر معركة المقحز من أشد المعارك التي دارت على تخوم أراضي الدوايمة حيث استمرت المعركة طيلة عشرة أيام، وكان أشدها وطأة تلك المعركة التي دارت على سيل المقحز في الأيام الأولى للمعركة واستطاع المقاتلون من السيطرة على تلك المنطقة، إلا انهم انسحبوا منها ليلا تاركين للجيش المصري مهمة حمايتها، غير أنهم تفاجأوا أن القوات المصرية قد انسحبت من تلك المنطقة، لتستولي العصابات الصهيونية عليها.

كان انسحاب الجيش المصري من المقحز إلى عراق المنشية قد كشف ظاهر القرية الغربي للعدو الأمر الذي جعل المقاتلين بأسلحتهم الخفيفة يواجهون صعوبة بالغة في التصدي لآلة العدو العسكرية المتفوقة، فانسحبوا إلى قريتهم للدفاع عنها.

بدأت القرية تعيش أياما عصيبة مع اشتداد القصف الصهيوني للقوات المصرية المرابطة في بيت جبرين والقبيبة حيث أخذ المصير المحتوم بالتكشف لهم خاصة بعد سقوط القرى المجاورة للقرية، وباءت محاولات أبناء القرية في طلب النجدة من القوات العربية بالفشل، وتلاشى في عيونهم أي أمل لإنقاذ القرية من السقوط في أيدي الغزاة.

بعد صلاة يوم الجمعة 29/10/1948 بدأ جنود الوحدة 89 هجومهم على القرية بالدبابات المزودة بالرشاشات والمدافع، ولم تُجْدِ الدفاعات التي قام بها أهل القرية نفعا في إعاقة تقدمها، فاحتمى جزء منهم في مسجد القرية وآخرون في كهوف كبيرة، بينما فضل القسم الآخر الفرار باتجاه الشرق حيث قرية دورا.

لقد دفع أهل القرية ثمنا للبطولات التي قاموا بها في التصدي لقوات الاحتلال، ولم تمضِ شمس يوم الجمعة إلا وقد سالت الدماء الزكية على أرض القرية الطهور، وقد ذكر شهود عيان من الناجين من مذبحة المسجد أن أكثر من خمسين استشهدوا هناك، أما مذبحة طور الزاغ فقد كانت المذبحة الأكبر في القرية حيث قام الجنود بتوجيه فوهات بنادقهم نحو صدور النساء والأطفال والشيوخ وقتلت منهم المئات بدم بارد في يوم دموي تقشعر له الأبدان.

أورد الكاتب (موسى عبدالسلام هديب ) في كتابه " قرية الدوايمة " شهادة للسيد ( خليل محمود سليم هديب ) حيث كان عمره آنذاك 10 سنوات، وقد وصف الشاهد عملية قفز الجنود من السيارات العسكرية ودخولهم الهمجي لمسجد القرية وإطلاق النار على من فيه ، وقهقهتهم التي علت على نطق المحتمين بالمسجد بالشهادتين.

أما عن مذبحة طور الزاغ فقد أورد الكاتب هديب شهادة للسيدة (رحمة أحمد مصلح) من قرية القبيبة التي نجت من المذبحة بأعجوبة وكيف أن النساء قد ضممن إليهن أطفالهن بخوف ورعب مما ينتظرهن، وأن أحد الرجال قد خرج من الطور رافعا كوفيته البيضاء، فساق الجنود المدنيين العزل بالقرب من أحد الآبار، وأمروهم بالوقوف في صفين طويلين، وسرعان ما أمرهم قائدهم بحصد الأرواح الواقفة أمامهم.

وقالت السيدة رحمة "إن الجنود أطلقوا النار على كل شيء يتحرك".

أما الشاهد الجريح ( محمد اسماعيل القيسية ) فقد تحدث عن ذلك اليوم بأسى كبير، وكيف أنه كان ممسكا بيد أخيه وأخته حين وقفوا صفا واحدا مع أمه وأبيه وجدته والآخرين، وعندما أطلق الجنود النار عليهم سقط على الأرض والدم يسيل من رأسه، وتظاهر بالموت ريثما ابتعد الجنود عن الموقع ليجد أمه قد ماتت، وكذلك والده وجدته العجوز مع كثير غيرهم ممن كانوا في الطور المنكوب.

وهذه المذبحة التي ظلت مطوية عن الإعلام العالمي والعربي أكثر من ست وثلاثين سنة قدر لها أن تكشف عن طريق صحيفة ( حداشوت ) الإسرائيلية في 24/8/1984 ، والتقت مراسلة الصحيفة بأحد أبناء القرية وكان شيخا يسكن مخيم الفوار واسمه ( حسن محمود هديب) حيث قام هذا الشيخ الجليل بكشف النقاب عن المذبحة البشعة، وقد أوردت الصحيفة شهادات حول تفاصيل المذبحة منها شهادة قائد الفصيل ( أ ) في الوحدة 89 ، وكذلك شهادة يعقوب أهروني مسؤول المتفجرات في الكتيبة وآخرين غيرهم، ومنهم من أنكر مذبحة طور الزاغ ومنهم من أيدها ولكن أحدا منهم لم يستطع أن ينكر المذبحة التي حدثت في القرية، وإن اختلفوا حول العدد فالرواية التي تناقلها الشهود تفيد ان عدد المغدورين في القرية قد تجاوز الـ(500) شخص بينما الرواية الإسرائيلية ذكرت أن العدد ربما وصل إلى الى(80) شخصا فقط

نشرت في جريدة الغد في الذكرى الستين للنكبة
بتاريخ: 29/10/2008

احمد ابوصبيح
كاتب اردني

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

منذر ابو الصبيح تحياتي
عظيم انت بهذا النفس الرائع والحب للوطن والارض

فالانسان من غير الانتماء لوطنة ليست له وجود ولا كيان

فكم انا فخور بك وبوجودك بيننا

نعمل معا من اجل الوطن والشهداء وحق العوده والتوثيق والتتثبيت لهذا الحق الوطني بأذهان كل ابنائنا من بعد

فتحياتي لك مره اخرى كما ارسل تحية أكبار وأعتزاز بكاتبنا احمد ابو صبيح ومن سوء حظي لم اتعرف عليه من قبل

وهذه المنبر ما كان الا ليكون حلقة وصل و تواصل بين جميع الاحرار من الدوايمة وفلسطين والوطن العربي

وحقيقية قريتنا تستحق ان يعرف بها وبمجزرتها التي هي نموذج لما يحدث بفلسطين ليومنا هذا
ونشهد الجميع بأننا قادرين ان نمثل فلسطين ونكون بوابة مشرقة فكريا وعمليا

ودمت بالف خير ومبارك عليك رمضان وعيد الفطر

ونشاء الله لا نحرم من هم امثالك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوكم

مشكور اخي منذر والله يعطيك العافية

» الدوايمة / مذبحة الدوايمة في الحصاد المر شاهد على المجزرة
» شبكة منتديات الدوايمة تنعى الحاجة نصرة احمد محمد احمد سلمان هديب
» علاء خالد ابوصبيح اهلا بك في منتديات الدوايمة
» لما يدور الان من احداث الدوايمة نفتتح مدونة الوطن العربي على صفيح ساخن
» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً