المعاناة تتضاعف
الزوجة والأبناء....هم ثقيل يزيد من معاناة الزوج الأسير
المعاناة تتضاعف
الزوجة والطفل....هم ثقيل يجزع الزوج الأسيرتقرير: أسماء محسن/مركز أحرار
لكل أسير خلف تلك الأسلاك التي تحولهم عن عائلاتهم عالم خاص به, لن يراه أو يتذوق حلوه ومره سوى هو, فيكون أمامه بحر يهدر بآلام تلك المعاناة التي تتفرع منها هموم مختلفة, وهناك هموم صنعتها مرارة فراق الزوجة والآباء, سيما أن الأسير المتزوج والأب تتضاعف أوجاعه آلاف المرات عن زملائه رغم أن الحياة واحدة.
"مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان" ينقل في سطوره التالية مشاعر أسرى آباء وأزواج تمكن من الوصول إليهم:
تقتل الواحد ألف مرة
في السجن حكايات كثيرة لهذا المثيل, فأغلب الأسرى أزواج وآباء, ولعل الدكتور أمجد قبها بن بلدة برطعه واحداً من آلاف تلك النماذج, حيث أمضى في السجن عشرة أعوام تخللتها آلام من هذا النوع والتي وصفها بأنها تقتل الواحد ألف مرة, حيث كان قد تزوج عدة شهور وما أن تم اعتقاله في تموز 2007 رزق بطفلته الوحيدة "تسنيم" بعد شهر, ليبدأ في معاناة جديدة مرارتها هي حرمان الطفلة من والدها.
يقول لمركز أحرار لدراسات الأسرى :" أن تصبح أب من خلف القضبان, وأن تأتي زوجتك العروس وعلى يديها طفلتك لزيارتك, ولا تجد أمامك سوى 45 دقيقة لتعطي زوجتك اهتمام الزوج وطفلتك حب الأب فالامر صعباً للغاية, فلم أجد شيئاً سوى أن أطلب من زوجتي أن تعطي تسنيم كل ما تريد ولا تجعل في خاطرها شيء إلا وتحققه لها".
ولم تقل المعاناة عن الزوجة المسكينة التي تبكي زوجها المغيب ولا تعلم كيف حاله, أم عبء الحمل الولادة بعيداً عنه, أم تربية الطفلة لوحدها, وكما تصف أم تسنيم قبها (لأحرار ) فإن معاناة المرأه الفلسطينية المتزوجة كبيرة جداً والحمل الملقى على عاتقها أكبر من غيرها, ولكن هو حال الأسرة الفلسطينية, فالمرأه في بلادنا إما ان تكون زوجة أسير, او أخت شهيد أو أم مطارد ...".
فراق الأبناء والاحفاد
الأسير الصفحي نواف العامر, هو الآخر تكبت قلبه نيران الفراق الذي وضعته القضبان, وحالت بينه وبين أبنائه ليس فحسب بل أيضاً احفاده, يقول لمركز أحرار:" اعتقلت أكثر من مرة وأبعدت إلى مرج الزهور, وفي كل سجن كان عدد أولادي كما كانت تزيد آلامي لبعدي عنهم", مضيفاً:" واليوم أصبحت جداً, فابنتي البكر رزقت بطفلة, لقد باتت مشاعري اليوم أكثر شوقاً لاحتضان أبنائي وأحفادي"
لم يجد الأبناء وسيلة للتواصل مع آبائهم والتعبير لهم عما تختلج صدورهم من حب واشتياق سوى برامج الأسرى التي تبثها الإذاعات المحلية, والتي هي أيضاً تشبع شيئاً من شغف الآباء هناك خلف القضبان, يقول عامر:" لكل طفل من أطفالي معزة ومكانة ومحبة, وحينما أسمع أصواتهم وهم يتحدثون إلي عبر الإذاعات المحليه ويطيرون التحيات لي, يزداد شوقي لهم, حقاً الأسير المتزوج والأب يتألم آلام مضاعفة عن غيره مع أننا في ظروف واحدة".
كلا الحالتين
أما الأسير علاء أبو خضر من قرية الجديدة في جنين, فقد ذاق مرارة الأسر في كلا الحالتين, أمضى 16 عاماً في سجون الاحتلال قبل الزواج, واليوم يقضي اعتقالاً إدارياً وهو زوج وأب لطفلين, حدثنا عن الفرق:" الفرق ما بين أسر الانسان وهو متزوج, وأسره وهو أعزب لا يمكن المقارنه بينهما, فهو كبير بكل ما تعني الكلمة ", مضيفاً:" بصدق إن ال16 عاماً التي مرت وأنا بالسجن وأعزب, أسهل من هذه الشهور الست التي تركت بها زوجة وطفلين, فصورتهم لا تفارقني, بينما القلق عليهم والتفكير بحالهم له حكاية أخرى تؤلمني".
ويضيف:" حتى الأحلام في المنام باتت تختلف وأنا متزوج عني وأنا أعزب وأسير ، كنت في السابق لا أحلم أبداً, أما اليوم فأرى مسلسل من الذكريات التي كنت بها ألاعب أبنائي وأحضر لهم الحاجيات" .
تلك هي صورة من ذلك الهم الثقيل, فمرارة الأسر شيئاً وعذاب القلب لفراق الأحباب شيئاً آخر ينغص قلب الأسير.
...........................................................................................................
الاحتلال لم يراع أعمارهم
أحرار : أحكام قاسيه على أسرى تقل أعمارهم عن 18 عامًا
الاحتلال لم يراع أعمارهم
أحرار : أحكام قاسيه على أسرى تقل أعمارهم عن 18 عامًا
استنكر مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان الأحكام الصادرة عن محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية بحق مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين لا تتجاوز أعمارهم ال18 عامًا في مخالفة واضحة للأعراف والقوانين الدولية .
وقال مركز أحرار إنه صدر حكم على الأسير خالد الهور (18)عامًا لمدة (48)شهرًا، وتقي جمال الهور(18) عامًا ابن الأسير القائد جمال الهور ل(48) شهرًا، مع العلم أن والده جمال يقضى حكمًا بالمؤبد.
كما صدر حكم بحق نور الهور (18) لمدة (48) شهرًا ، ويعقوب محمد الحيح (18) عامًا (50) شهرًا ، وصلاح الهور (19) عامًا حكم 30 شهرًا ، وجميع المعتقلين من بلدة صوريف قضاء مدينة الخليل.
وقال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان إن هذه الأحكام هي أحكام رادعة لم تراعي أعمار المعتقلين التي تقل عن 18 عامًا وقت الاعتقال كما تعتبر مخالفه للقوانين الدوليه التي تمنع اعتقال الأطفال ما دون ال18 عامًا .
وذكر الخفش أن مخالفات جسيمه يرتكبها الاحتلال باحتجازه القاصرين الفلسطينيين سواء في أماكن الاحتجاز التي لا ترعي أعمارهم وأوضاعهم وكذلك الرعاية والمتابعة المقدمه لهم وهي سيئة للغاية، كما أن المحاكم التي يعرضون عليها ليست محاكم خاصة الأمر الذي يعد مخالفه لجميع القوانين الدوليه.
وطالب الخفش المؤسسات الدوليه بضرورة تسليط الضوء على قضايا الاطفال المعتقلين وإبراز معاناتهم وظروف احتجازهم وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم .
ويعتقل الاحتلال الإسرائيلي نحو 250 طفلا من بين 4500 فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف قاسية.
........................................................................................................
حكاية الأسيرين جمال أبو الهيجاء ووصفي قبها والغياب عن عقد القران
حكاية الأسيرين جمال أبو الهيجاء ووصفي قبها والغياب عن عقد القران
بقلم / فؤاد الخفش... كاتب وباحث مختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين
في فلسطين تسير الأمور وتسجل الأحداث بطريقة تختلف عن أي مكان في العالم ، قد لا يستطيع أن يتفهمها من هم خارج حدود الوطن ، وحتى الذين بداخله ممن لم يخوضوا حياة الأسر والسجن, فقد لا يتمكنون من فهم آليات وطرق سير الأمور... لكنها فلسطين أم الحكايات.
منذ ما يقارب الشهر وبعد أن أنهى الشيخ جمال أبو الهيجاء معركة الأمعاء الخاوية التي خاضتها الحركة الأسيرة من أجل خروجه من العزل الانفرادي ورفاقه, وبعد مشاورات مع الأهل وخلال قدوم أحد المحامين لزيارته, طلب من المحامي أن ينقل رسالة من سجن إيشل جنوب فلسطين المحتلة لسجن هداريم شمال فلسطين المحتلة , وكان نص الرسالة كالآتي :
"أخي وصديقي ورفيق دربي الوفي على الدوام لإخوانك, وصفي قبها, أبا أسامة, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..إنه ليشرفني أن أتقدم بطلب يد مصونتكم صاحبة الصون والعفاف (دانية) لولدنا الأسير المحرر (عماد) فلن أجد جدّاً لأحفادي أفضل منك, علماً أني كنت قد طلبت مصونتك دانية من عمها الدكتور أمجد قبها والموجود معي في ذات الزنزانة وقد أجاب بالقبول وأسلم لمحبك الشيخ جمال أبو الهيجاء".
توجه المحامي بالرسالة إلى سجن هداريم وانتظر خروج المهندس الوزير وصفي قبها بزيّه البنّي, وكانت ملامح الابتسامة تعتري وجه المحامي فسأله الوزير قبها: ماذا تحمل لي من أخبار, فقام بوضع الرسالة على اللوح الزجاجي ليقرأ ما أرسله له الشيخ, قرأ الرسالة وزينت وجهه النقي المضيء ابتسامة ، فهم منها المحامي رد الوزير الأسير وأمسك بقلمه ليكتب الرد التالي على رسالة الشيخ
"شيخي وأخي وصديقي أبا عبد السلام .. يبدو أن قدرنا أن تكون أفراحنا ونحن داخل السجون ، ونتراسل من خلال هذه الطريقة وأنت تعلم مكانتك ومنزلتك في قلبي ، وكما تعلم أنت من تطلب العروس وأنت من تعطي فهي ابنتك كما عماد ولدي ، وكما قال لك شقيقي وأخي الدكتور أمجد على بركة الله, أقول لك بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما على خير إن شاء الله" .
وكما قلت في مقدمتي كل شيء في فلسطين مراسيمه تختلف عن أي مكان في العالم قد لا يستطيع أن يفهمها البعيد كهذا هي بلادنا, أن يطلب والد العريس المعتقل من والد العروس المعتقل هو أيضاً يد كريمته ، وكهذا تكون المراسلة وهكذا يحدث القبول ... صورة حصرية من فلسطين .
في فلسطين الشيخ جمال أبو الهيجاء يزف أولاده الثلاثة دون أن يشاركهم الفرحة ، وتنجب ابنته وابنه ولديهما دون أن يشاركهم الفرحة , وتعتقل زوجته وجميع أولاده بما فيهم ابنته دون أن يجد من يربت على كتفه, ومع كل هذا الألم تجد البسمة على وجنتيه الطاهرتين يبتسم لقدر الله راضياً بقضائه , منتظراً جزاء الصابرين .
في فلسطين المهندس وزير الأسرى معتقل ينقل من سجن لآخر, محروم من لقاء شقيقه الدكتور الأسير أمجد قبها, تنجح بناته في الثانوية العامة وينجح ولده الوحيد في الثانوية العامة ويدخلون الجامعة ويتخرج من تخرج منهم, وها هي ابنته تطلب يدها عبر السجون دون أن يشارك العائلة الفرحة, ومع ذلك قلبه العامر بالإيمان يبتسم, ومحياه يبتسم ويقابل كل هذا بالشكر والحمد لله الذي شاء أن تسير الأمور على هذا الوجه.
من فلسطين أقول للأسيرين المهندس الحبيب وصفي قبها, أشهد الله أني تذكرتك سيدي يوم عرس عبد السلام , كيف كنت تستقبل الحضور, وتقف مكان والد العريس الشيخ جمال المعتقل, وكيف كنت تسد مسد والده, لقد علّمتنا أخي حينها درساً في الأخوة وكيف يسد الأخ مكان أخيه .
حاولت أخي أن أقلدك وأن أقف مكانك وليس مثلي من يسد مكانك يا صاحب الهمة العالية ، كنت أحاول أنا ومن معي أن نقلدك في وقفتك وحركتك, حتى كلمتك التي ترددها على الدوام (يا طيب), كنت ومن معي نرددها لكي نشعر من يحبك ويعرف عنك ترديدك لهذه الكلمة أن يشعر بوجودك وكان الجميع يقابل الكلمه بالضحك ويقول فرج الله كربك يا أبا أسامة .
لمحت سيدي وصفي في عيون الحضور حباً كبيراً لك وانقسم الأحباب إلى قسمين, قسم يقول نحن من طرف أهل العروس, والآخر من طرف أهل العريس, لأن الأمور أخي التبست فأحبابكما أنت والشيخ جمال مشتركين, والجميع شارك حباً ووفاء وتقديراً لكما يا أصحاب الفضل السابق .
الجميع شارك بعقد القران, والكل تمنّاكم معنا ولم يبقَ أحد لم يتوجه لله بأن يفرّج كربكما ويفك أسركما ويعيدكما سالمين غانمين, مبارك لكما في زنزانتيكما العامرات بذكر الله أيها الصابران, وجمعنا بكما الله خارج السجون على خير .
...........................................................................................................