حلاوة زمان .. بقلم .أحمد فؤاد نجم

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

أحمد فؤاد نجم

في 25 مايو 1969 كنت في الزنزانة رقم 3 بمعتقل القلعة أحكي ما حدث لي ومعي منذ الخامس من يونيو 1967 وحيداً كنت ومحروماً ولكني وكدأبي دائماً لم أفقد الأمل في الغد الآتي، وفجأة سمعت صوت المستشار محمود عبداللطيف وهو يقول: ما تفرحش يا عبداللطيف بيه دول طلعوا حمر برضه، وكان حديثه موجهاً للأستاذ عبداللطيف المردنلي القطب الوفدي وعضو مجلس الشيوخ الذي كان معتقلاً معنا في القلعة وكان المقصود بالحديث هو الانقلاب العسكري في السودان بقيادة جعفر النميري ومجموعة من ضباط الجيش السوداني آنئذ وبطبيعة الحال كان استقبالي للخبر مختلفاً تماماً، فرحت به لدرجة الجنون فكتبت علي الفور قصيدة «شقع بقع» التي قلت فيها:

يا شعب مصر يا خم النوم

ما تفوق بقي وتشوف لك يوم

الثورة قامت في الخرطوم

وإنت اللي نايم بالمندار

شقع بقع يا ديل الفار

ثم مرت الأيام وما إن استقرت الأحوال هناك حتي غدر النميري بحلفائه وعلي رأسهم الشهيدان عبدالخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني وشفيع أحمد الشيخ الزعيم السياسي الكبير وسكرتير عام الاتحاد العالمي للعمال وأعدمهما بتخطيط ودعم من أنور السادات رئيس مصر- آنذاك- واستقر النميري علي عرش السودان منفرداً بعدما غدر بكل رفاقه وفعل بالسودان العزيز مالم يفعله حتي الاستعمار وكان أسوأ وأحط ما فعله جعفر النميري بأشقائنا في السودان العزيز هو صفقة اليهود الفلاشا التي أبرمها مع الكيان الصهيوني بتخطيط ودعم أنور السادات وتمثلت هذه الصفقة الدنيئة في تصدير آلاف اليهود السودانيين إلي الكيان الصهيوني بالثمن علي كل رأس وكأنه تاجر مواشي! ثم مرت علي السودان الشقيق سود الليالي والأيام طوال فترة وجود النميري وعصابته في الحكم حتي كان يوم 6 أبريل سنة «مش فاكر كام» حيث نزل الشعب السوداني إلي الشوارع احتجاجاً وثورة علي سوء الأحوال المعيشية ورفض جهاز الشرطة الوطني التصدي لمظاهرات الجوعي وتحرك الجيش السوداني ليحسم المعركة لصالح الجماهير وكان النميري وقتها في واشنطن، ربما لتلقي الأوامر من سيده رونالد ريجان الرئيس الأمريكي وقتها، فعاد النميري علي جناح السرعة ونزل في مصر حيث وصلته معلومات مغلوطة عن الوضع في السودان، فقرر السفر فوراً من القاهرة إلي الخرطوم لقمع الثورة والقبض علي الثوار وذبحهم كما فعل برفاقه ثوار 25 مايو 1969 وكانت المفاجأة هي رفض قائد الطائرة السوداني الإقلاع من مطار القاهرة إلي مطار الخرطوم، فمنحه النظام المصري قصراً في مصر الجديدة استقر فيه حتي تغيرت الظروف فسافر إلي السودان مدنياً ليشارك هناك في الحياة السياسية أو هكذا زعم، وبالأمس جاء يوم 6 أبريل ليجد مجموعة من المصريين فتيات وشباناً في موقف وطني رائع هز أركان النظام المصري المتهالك، وعلي رأي المثل الشعبي البليغ «أول الرقص حنجلة» وسوف نلتقي إن شاء الله يوم 6 أبريل المقبل وأنا متأكد من أن الظروف سوف تكون مختلفة ما دام شباب مصر متيقظاً ومصمماً علي السير في طريق التغيير والخلاص من هذا النظام الفاسد وعلي رأي أبوالقاسم الشابي:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي

ولابد للقيد أن ينكسر

بارك الله فيكم يا شباب 6 أبريل وحفظكم لمصر زادا علي مر السنين

» رمضان زمان تعال و اشرح كيف كان رمضان عندكم زمان
» حلاوة الايمان
» تع تخرفكوا عن زمان
» العراق.. أيام زمان..
» الفرق بين حب ايام زمان وحب هالأايام...........