أسرار العقل الصهيوني‏

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

صدر للباحث المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري كتاب بعنوان: «اسرار العقل الصهيوني» ويعد من أبرز الكتب التي تتناول الصراع العربي * الاسرائيلي ومايتعلق به من موضوعات والذي يحاول المؤلف من خلاله توضيح اسرار العقل الصهيوني لاسيما انه واحد من المتخصصين في دراسة الصهيونية وتاريخها وبنية الفكر الصهيوني.‏

يتألف الكتاب من مقدمة وأربعة فصول ويدور في مجمله حول قضية الادراك وعلاقته بالسلوك واثر كل هذا على التحليل السياسي مستمدا ذلك من عالم الجماعات اليهودية والصهيونية.‏

يتناول الفصل الاول،

خريطة الادراك الصهيوني للعرب ومحاولة تجريدهم وتغييبهم ففي القرن التاسع عشر نمت في الغرب ظاهرة الاستعمار والامبريالية وهيمنة الانسان الغربي على مصائر كل البشر، واغتصاب كل الثروات الموجودة على وجه الارض وفي هذا الوقت نظرت الصهيونية لنفسها على انها جزء من التشكيل الاستعماري الغربي وشاع في الكتابات الصهيونية أن الصهاينة سيأتون الى الشرق الموبوء كممثلين للحضارة الغربية،

وهذه الرؤية للذات الصهيونية الغربية المتقدمة تفترض صورة متخلفة للعربي الشرقي وهذا ماأثبته المفكر الصهيوني (آحاد هعام) حين لاحظ ان المستوطنين الصهاينة يعاملون العرب باحتقار وقسوة وينظرون اليهم باعتبارهم متوحشين وصحراويين والعربي حسب تصورات (وايزمن) منحط وغير مستعد للديمقراطية، والعالم في نظر الصهاينة ينقسم الى الضحايا اليهود والاغيار الذئاب وطبعا العرب برأيهم من هؤلاء الاغيار وقد حاولوا تهميشهم من خلال انكار اي وجود سياسي قومي للعرب عامة وللفلسطينيين خاصة وكل هذا تعبير عن النزوع الصهيوني نحو اخفاء كل ماهو عربي ولكن ألم يدرك العرب هذا الامر؟.‏

لقد أدرك العرب ان الصهاينة اتوا تحت راية الاستعمار الانكليزي وكانوا يعرفون ان بوابات وطنهم قد فتحت على مصراعيها ليهود الغرب كي يستوطنوا فيها لزيادة عددهم في فلسطين لذلك لايمكن التصالح او التفاهم معهم او الاستفادة منهم.‏

أما الفصل الثاني، من الكتاب فيتناول ثلاثة مواضيع رئيسية الاول: حول الادراك الاسرائيلي للعرب، فالانسان الصهيوني يدرك ان ظهور العربي الحقيقي يهدد الكيان الصهيوني وينسف الادعاءات الصهيونية من جذورها، لذلك نجد ان صورة العربي المتخلف هي صورة متواترة في الصحافة الاسرائيلية لاتكف أجهزة الاعلام عن تأكيدها ولاتكف المقررات الدراسية عن تدعيمها في الوجدان الاسرائيلي والتأكيد ان العربي هو من الاغيار والاغيار هم كل انسان غير يهودي

اما الموضوع الثاني:

فهو الادراك الاسرائيلي للدولة الفلسطينية فالصهيوني يرى ان العنصر الفلسطيني داخل الدولة الصهيونية يهدد هويتها ويهدد الطبيعة الاحلالية للكيان الصهيوني.‏

أما ثالث المواضيع:

فهو الادراك الاسرائيلي للانتفاضة فعندما وجهت صحيفة (حدا شوت) سؤالا الى عدد من الاسرائيليين البارزين الذين يمثلون مختلف التيارات السياسية والثقافية والسؤال هو:‏

ماذا كنت تفعل لو كنت فلسطينياً؟ جاء رد معظمهم بأنهم كانوا سيفعلون مايفعله الفلسطينيون الآن (أي الانضمام للانتفاضة) بل واضاف احدهم: انه كان سيفعل اكثر من ذلك بعشرة اضعاف.‏

اما الفصل الثالث من الكتاب:

فيبحث في الادراك الغربي لليهود الذي يرى ان وضع اليهود داخل المجتمعات الغربية كان مستقرا في العصور الوسطى كجماعة وظيفية وسيطة ذات نفع واضح الا انه بعد ذلك بدأ الاعتقاد القائل بأن الخلاص المسيحي مشروط بعودة اليهود الى فلسطين، وبعضهم كان يرى ان وجود اليهود في بلادهم يعود بالنفع عليهم فهم يضطلعون بوظائف لايمكن لغيرهم الاضطلاع بها مثل التجارة وهم يطورون فروعاً مختلفة من الاقتصاد، ورأى بعضهم ان اليهود يجب ان يكونوا في الشرق مع إبقاء تبعيتهم للغرب

حيث اقترح اللورد الانكليزي (شافتسيري) توطين اليهود في فلسطين لانهم سيوفرون رؤوس الاموال المطلوبة كما انهم سيكونون بمنزلة اسفين في سورية يعود بالفائدة لا على انكلترا بمفردها وانما على العالم الغربي بأسره وتحويل اليهود الى عنصر نافع عن طريق نقلهم الى الشرق ليصبحوا مادة بشرية استيطانية وهذا هو الحل الغربي للمسألة اليهودية مما يؤكد ان وعد بلفور كان يهدف الى تخليص اوروبا من اليهود عن طريق نقلهم الى فلسطين وتوظيفهم لصالح الحضارة الغربية لذلك عدّت الدولة الصهيونية اوروبا قاعدتها الاستراتيجية واعتمدت على معظم دول العالم الغربي الرأسمالي مع التركيز على انكلترا اولا ثم فرنسا واخيرا الولايات المتحدة الامريكية.‏

ينتقل بعد ذلك وفي الفصل الرابع للحديث عن تفكيك الادراك الصهيوني حيث نجح الصهاينة في اشاعة ادراكهم للواقع عن طريق تناول احداث ووقائع واساطير العداء لليهودية بعد تجريدها من سياقها التاريخي والاجتماعي والانساني بحيث يمكنهم فرض معنى صهيوني عليها، فالصهاينة في اغلب الاحوال لايختلقون الحقائق وانما يجتزئونها فحسب ومن خلال اجتزائها ونزعها من سياقها يفرضون عليها المعنى الذي يريدون.‏

وأخيراً، نرى ان المؤلف في كتابه هذا يحاول إلقاء بعض الضوء على قضية الصراع العربي *الاسرائيلي ومايتعلق به من موضوعات ومحاولة لفهم طبيعة التفكير الصهيوني وآثاره المدمرة على العرب بشكل خاص والعالم بشكل عام

» الدوايمة / من أسرار اللوبي الصهيوني
» الهولوكوست الصهيوني علي مدار الاحتلال الصهيوني لفلسطين عمل شاق ونرجو المشاركه
» ضجيج العقل .. ~
» العقل الباطن و توجيه حياتك ^_^
» العقل الباطن و توجيه حياتك ^_^