بين الكوفية ورغيف الفلافل !!!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بين الكوفية ورغيف الفلافل !!!

في هذه الأرض، نلمس التناقض والانتقاد، منذ أحداث الـ 48 وكل ما تلاها، من احتلال، استيطان وتهجير، نكبة

واستقلال، لاجئ أو مواطن ...

بين الكوفية ورغيف الفلافل، نصل المفترق الذي يؤدي بنا إلى دروب وعرة، مليئة بالصراعات والنزاع على إثبات هوية

كل شيء حولنا، نتابع السير نحو بقايا صور معلقة على هامش المنعطف، وشريط ذاكرة صامت يبث أحداث مرور أكثر

من ستين سنة على هذه الأرض .

في وسط زحمة الأحداث دوار محاط بعدة اندماجات تتوسطه مرآة ترى من خلالها، أن حقيقة كل ما تملكه هي أشــــــلاء

مما تبقى لك من تراث، ثقافة، انتماء وحتى لغة!. وأنك تصارع للحفاظ على ما تبقي منها بمخالب مغروزة، في حال كسر

أحدهم سينتزع منك ما تبقى.

" على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وفيها أيضاً ما يسحق الحياة والعيش .

لم تولد فيها العدالة بعد، لازال جزء من أبنائها يعانون الحصار والتجويع .

في هذه الأرض، نلمس التناقض والانتقاد، منذ أحداث الـ 48 وكل ما تلاها، من احتلال، استيطان وتهجير، نكبة

واستقلال، لاجئ أو مواطن يحمل الهوية والجنسية التي يخاف أن تسقط منه حتى لو أراد أن يتنكر لها!

نحن نعيش الاندماج مع "المحتلين"، والحفاظ على الخطوط ما قبل الحمراء كي لا نسقط في هاوية الانصهار بمجتمعاتهم.

ثقافة الاحتلال تعدت حدود القرية والأرض، بدأ يتفشى داء التهويد و"الأسرلة" أكثر كل يوم . كل ما ينبض دماً عربياً بدأ

يزفر بهواء مشبع" بالأسرلة" والتهويد، من الموسيقى والألحان المستنسخة والطعام، إلى أن وصلنا إلى رغيف الفلافل

والكوفية !

الكوفية، الحطة، الشماغ أو الغترة أسماء متعددة لغطاء الرأس عند الرجال.

ربما كان ارتداء شخص كعرفات والانتفاضة أو حتى رسومات ناجي العلي، أثر في توسع وانتشار الثوب والتطريز

الفلسطيني و خاصة الكوفية ضمن الأسواق ومزاج الموضة العالمية، حيث اعتمدها الكثيرون في العالم كإكسسوار

عالمي، من الفرد العادي حتى المشاهير.

بداية هذه الظاهرة كانت ملفتة، من حيث الألوان الجديدة المستخدمة وتغير بعض ملامحها الأصلية والخروج عن الكوفية

التقليدية.

لم يكن رد الفعل على هذه التغييرات ثابتا، إذ ازعج الأمر بعض الشباب في معمورة العروبة بسبب أخذها من رمز وانتماء

للثقافة العربية إلى موضة عالميه، مما اضطرهم للقيام ببعض الحملات عبر صفحات الانترنت، تناهض هذه الطفرة التي

ستزول مع دخول ثوب جديد يغزو ساحات العرض.

حظيت الكوفية بأن تروج عالميا كسلعة تباع، مرفقة بعلامة استفهام، إن كان المستهلك الغربي يملك المعلومة حول ما

يخفي هذا "الوشاح" بين طيات أنسجته وارتباطه بشعب كامل من المحيط إلى الخليج؟!

لأنه من الممكن أن يجهل امتداد صلته بالعرب وأنه جزء من تاريخهم و ارتباطه بعنف الثوار العرب المقاتلين والمتمردين

على الاحتلال والاستعمار الغربي لبلادهم. ومدى اقترانه بالقضية والانتفاضة ألفلسطينيه ؟ وبأنه شعار لكل من هو موال

للقضية والمقاومة ألفلسطينيه وضد السياسة الاسرائيليه. في تظاهراتنا ومسيراتنا لا نتخلى عن ارتدائه،في أية ذكرى

وحدث كان .

كــوفيـــة جديدة تعرض في الاســــواق المحلية وستكون منافساً للكوفية العربية!.

لقد تأسـرلــت الكـــوفية وهودت كما هودت معالم هذه الأرض، لقد طرزت على أنسجتها نجمـــة داوود السداسيه، وتحول

لونها من الأبيض والأسود، إلى الأبيض والأزرق! ليس غريبا على إسرائيل أن تســــتولـــي على كل شيء حتى على

صحن الحمص والفول.

" واحد حمص و واحد فول ... بحبك يا همشمار غفول " !!! هذه المقولة أصبحت شعار حرس الحدود الإسرائيلي

لدى اعتقاله "مطلوبين"! وهل عليك أن تردد هذه المقولة كي لا تطول إقامتك في السجن ؟!

أما بالنسبة لرغيف الفـــلافــل ،فقد أصبح يحمل ..."الجنـــسية الاســرائيلـيه، ويحتفل باستقــلال هذه الدوله وسينــشد

"هتكــفا" ! كيف لا، وقد غرز على آخر حبة فلافل سقطت داخله علم إسرائيل!!!

كان من المستفز رؤية علم صغير يرفرف فوق رغيف الفلافل ضمن اثنتي عشرة صورة لرزنامة سوقت في المحال

التجارية إبان رأس السنة لدى الطائفة اليهودية، وكأنها وجـه من وجــوه ثقافــة الدولة!، تعودت العين على رؤية الحدائق

البهائيـة من ضمن هذه الوجوه، لكنها رفضت تقبل رغيف الفلافل و"عشيرته" من ضمنهم.

دولة الهجرة والاحتلال، الاندماج والانصهار، دولة الحضارات والثقافات المتعددة المستوردة الآتية داخل حقائب القادمين

والمهاجرين الجدد من أنحاء العالم، "اسرلت "كل ما على هذه الأرض! حتى "التــبولــه" التي وصفنا لأجلها بأننا "

نأكل العشب "أصبحت من ضمن هذه القائمه.

في النهاية، لست ضد انتشار الزي الفلسطيني والثقافة الفلسطينيه، لكن مقابل انتشارها كسلعة، علينا نشرها كثقافة وملكية

تابعة لهذا الشعب والتحدث عن تاريخها وارتباطها بالفرد العربي، لأنه يوجد منا من استورد، حتى لو من دون قصد، ثقافة

دول أخرى، من زيٍ ومأكل . لأن هذه صناعة في حال أعجبتني سوف أقدم على اقتنائها.

أجهل مدى اكتراث الشباب العربي حول "أسرلة" الحطة أو الكوفية العربية، لكن صدى صوت العديد منهم بدا مسموعاً.

أشك بأن تصنع الكوفية الاســرائيلـيه في مصانع محلية لدعم صناعة " ابيض - أزرق"، بينما أكاد أكون متأكدة من أن

الكـــــوفية العربيــة قد صنعت في الصين ،كما هو حال الشماغ الخليجي الذي هو سعودي مئة بالمائة لكنه صنع في

لندن.

لا يوجد نزاع حول إن كان "السوشي" أكلا يابانيل يعرض على مائدة الطعام الصيني أو التايلندي، لكن في حال تمت

مسابقة عالمية بين طاهٍ عربي وآخر إسرائيلي، سوف يشب نزاع على ملكية وحق وأصل هذه الأكلة!

أقدر أن يكون الحل بين أعضاء لجنة اتلحيكم لهذا النزاع، مشابها لحل هيئة الأمم حول ملكية الأرض ومدينة القدس :

دولة وعاصمة واحدة لشــعبيــن، ستمنح جائزة واحـــدة للطـــباخَيْن، وفيما بعد، سوف يصبح التراث والثقافة ملكـــــا

للشــــعبين!!! . نختلف عنهم من هذه الناحية، بأننا من الشعوب التي تملك حضارة وثقافة متعارف عليها عالمياً، وهم من

قراصنة الحضارات والثقافات، التراث والأكل الشعبي، الأغاني والأمثال، والأهم من ذلك القرية والأرض.

» الكوفية الفلسطينية
» الصهاينة يسرقون الكوفية الفلسطينية
» إطلاق الحملة الشعبية للدفاع عن الكوفية والتراث الفلسطيني