المستوطنات اليهودية تفرقة عنصرية : ارضيتها ، ابعادها ، ومآلها (1)

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

المستوطنات اليهودية تفرقة عنصرية : ارضيتها ، ابعادها ، ومآلها (1)

	الرابط : دراسات د/الطيب بيتي العلوي "ان ثورة الشعوب الملونة في العالم،والزنوج في الولايات المتحدة ّ،ليست سوى صراع قاس يحطم البناء الداخلي للمجتمع الغربي وللرجل الأبيض الأمريكي(الواسب)،لأنه صراع متشبث بنفوس الأطراف المشتركة فيه،ومع أن الرجل الأبيض يدرك هذه الحقيقية ،فانه برفض الاعتراف بها،ويعتبرالثورة نوعا من التمرد يسئ الى السلام والأمن......، ولا تعني فكرة الأمن عند البيض أمن "الآخرين" من الملونين على حياتهم وأرواحهم ،ولكنها تقتصرعلى مفهوم حماية البيض ،وتحصين قيمهم،وفرض ثقافتهم، حتى ولو اعتدوا على "الآخرين" من غير البيض " …. المفكر الأمريكي "توماس ميرتون" من كتابه "ثورة الزنوج" الاطارالفكري لسياسة التفرقة العنصرية أولا :النظرية مقاربة لفهم مستقبل سياسية "المستوطنات اليهودية: تعرف معاجم العلوم الساسية الغربية التفرقة العنصرية :بأنها سياسة تقوم على فكرة التنمية المستقلة للجماعات العنصرية ،كل جماعة على حدة، داخل الاطارالعام للدولة، مع ما يقتضيه ذلك من تخصيص مناطق جغرافية مستقلة لتلك الجماعات ، تكون بمثابة أوطان خاصة لها،تعيش فيهاكل جماعة معزولة عن الأخرى، بحيث تزول كافة صورالمساهمة الاجتماعية المشتركة للجماعات المختلفة في الحياة الاجتماعية...،بحيث يتمتع أفراد كل جماعة عنصرية داخل وطنها الخاص وبيئتها بممارسة حقوقها حرياتها السياسية والاقتصادية والثقافيا كما يطبق في هذه الأوطان" شئ من الادارة المحلية المحدودة،ولا يجوزبتاتا لأفراد هذه الجماعات الانتقال الحرالى ما وراء "الصور" ويقول منظرو"التفرقة العنصرية"أوالفصل العنصري، أنها تتيح الفرصة لكل جماعة عنصرية، أن تنموا نموا مستقلا، الأمر الذي يكفل لها المحافظة على وحدتها العنصرية والثقافية والحضارية والعرقية هذا هو"التصو العملي الديموقراطي" لمجموعة "بروكسل" و"واشنطن " لمعضلة الفلسطينيين، من أوسلو الى "أنابوليس" مع "تجميل"الألفاظ،وترقيع الصيغ ،في المرحل الصعبة،واللقاءات،أوالحوارات مع الجهات الرسمية الممثلة للفلسطينيين ثانيا :التطبيق لمعرفة حقيقية مآل "المستوطنات اليهودية" في الأراضي المحتلة على الأمدالمتوسط،فلا بد من الاطلاع على التطبيق العملي لهذه النظرية الذي تم في جنوب افريقيا في العقد الأخير من القرن الماضي ،وما آلت اليه تجربة الفصل العنصري فيها: قام العنصريون البيض في جنوب افريقيا، بتقسيم المجتمع السكاني، الى عناصرمتعددة يندرجون الى قسمين رئيسيين :اولها البيض، ويليها غير البيض، وتتكون شريحة البيض ،أو الأوروبيين من "الأفريكانيين" وهم خليط من سلالات المستوطنين البيض،الذين قدموا خاصة من هولاندا وفرنسا وألمانيا في القرن التاسع عشر،واستحدثوا لغة خصوصية لهم، أطلقوا عليها"أفريكان"، أما البيض "الاقحاح" فهم الانجليزمن سلالة البيض القادمين من بريطانيا في اوائل القرن التاسع عشرويحافظون على لغتهم الأم الأنجليزية ،غيرأن"الأفريكانيين"أكثرعددا من الانجليزيين،اذ بلغت نسبتهمم أكثر من ستين بالمائة من مجموع البيض، وهم الأكثر تجذرا في جنوب افريقيا ، والأكثرعنصرية، ومن أجلهم تم وضع سياسة التفرقة العصرية ،ويسيطرون على شئون السياسة والحكم، بينما يسيطرالانجليز على شئون الاقتصاد ،حيث أفرزت هذه الوضعية صراع مصالح بين هاتين الطائفتين، الذي هو نسخة للصرعات الامبرباليات الأوروبية في الحربين الكبريين الاولى والثانية من أجل اقتسام كعكعة العالم ويشتمل قسم غيرالبيض من سكان جنوب افريقيا ، : - الأفارقة السود : من سلالات قبائل "البانتو" سكان الأرض الأصليين الذين يطلق عليهم مناصرو القضية الفلسطينية بافريقيا السوداء "بفلسطينيي جنوب افريقيا" - الملونون : فتختلط أصول أعراقهم بمهمشي البيض من المتمردين،والعصاة، والفاشلين الذين اختلطوا بالسود-عن طريق الزواج المختلط وجغرافيا ، فقد كانت مقاطعات البيض تشتمل على كل المدن الكبرى والمواني والمطارات مثل جوهانسبرغ ،وكاب تاون، ودربان، وغيرها، في حين تخلو المعازل الافريقية،من المدن المتحضرة،ومراكز الصناعات، ولا توجد بها أية موارد للثروات، وتسيطرالأقلية البيضاء على أهم المنتجات الزراعية، وتحتكر لنفسها انتاج المعادن من الذهب والماس والفحم واليورانيوم والبلاتين والحديد والكروم والمنغنيز،وعلى أساس هذه الموارد الاقتصادية، تمكنت الأقلية البيضاء من اقامة صناعات واسعة ومتقدمة، أهمها صناعات الحديد والصلب،مما خولها تصدر قائمة الدول الافريقية الأكثر ثراء في القارة السوداء ،مع استفحال فقر سكانها من غير البيض أو "فلسطينيي جنوب افرقيقا" وتتولى الأقلية البيضاء السيطرة ،على الماكينة السياسية والاعلامية والثقافية، والأعمال الفنية، والمناصب الادارية العليا وكل الأعمال ذات الأجو العالية ،بينما تقوم الأغلبية غير البيضاء بالأعمال الشاقة، ضمانا لرفاه البيض ،مقابل أبخس الاجور، التي هي أقرب الى النخاسة والرق المعاصر وهذا الجانب المعيشي –بموجب التفرقة العنصرية- شأنه شأن كل الجوانب الحياتية الأخرى- هوتصورالدولة الرسمي، بمعنى أنها مقررة قانونيا ودستوريا، وبالتالي فيمنع على غير البيض ان يتلقوا تعليما،أو تكوينا او تداريبا علىالأعمال الراقية،بل يتفرغ الافارقة للأعمال المضنية في المزارع والمصانع والمناجم التابعة للبيض ،مقابل الأجور الزهيدة، وأحقر المعاملات قانون التماثل بين نظام التفرقة العنصرية ونظام اسرائيل : ولعل أول ما يلفت النظر في تطبيق سياسة التفرقة العنصرية)في جنوب افريقيا سابقا أو في اسرائيل حاليا)ما يلي : -الانحراف الجسيم اللاانساني واللاأخلاقي عن أبسط مبادئ العدالة الاجتماعية في توزيع الأراضي ،ومصادرالثروة، واستحالة توفر فرص العلم والتعلم، وحرية التفكيروالتعبيروالتحرك داخل تنظيم الاغلبية المحكومة -القيام باستحداث لغة هجينة لاأوروبية ولا افريقية(مثل اللغة العبرية المعاصرة. المستعملة حاليا في اسرائيل ) فالمسألة لم تكن مجرد تنمية مستقلة، أووحدة عنصرية، أواستخلاف لحكم سياسي ساذج -كما يدعي التعريف أعلاه- وانما هي سيطرة بغيضة، واستغلال فاحش ،لأقلية مستعمرة احلالية استيطانية، لأغلبية مستعمرة(بنصب الميم)واستنزاف جشع لمصادرالخيرات المعدنية ،والثرواث الثقافية-وهذاالعامل أكثروضوحا في الحالة الفلسطينية، حيث تتبدى عقدة "الدونية " اليهودية السافرة،حيال "الأصالة الفلسطينية التاريخية الموثقة" مما أرغم اسرائيل على قرصنة تاريخ فلسطين وتراثها بالكامل،والقيام بعرض"قرصمناتهم" في المنتديات الدولية ،وخاصة اليونسكو، تدعم مشروع هذه القرصنة، مراكزالأبحاث "الأكاديمية" الجامعية الغربية -ومنها السوربون على سبيل المثال- باعتباره تراثا عبرانيا خالصا،وخصوصية ثقافية وحضارية يهودية ،مع صمت المندوبيات واللجان العربية الدائمة الملحقة بالمنظمات الدولية-ولعلنا نتذكرالمذبحة البشعة المسماة بمذبحة"شار بفيل" بجنوب افريقيا، في 21 من مارس 1960، التي حفيظة الرأي العام الأوروبي ولم تثره -للغرابة- كل المذابح البشعة للكيان الصهيوني لأزيد من ستين عاما ،من مجزرة دير ياسين الى محرقة غزة للبحث صلة د.الطيب بيتي العلوي- باحث مغربي في الأنثروبولجيا بباريس

» بين رام الله وسلفيت.. جمال تلوّثه المستوطنات
» الدوايمة \رصد سقوط صواريخ المقاومة على احد المستوطنات
» الاستثمارات الفلسطينية في المستوطنات
» المستوطنات الاسرائيلية تغدق على يطا بالمياه العادمة
» من'بيت لبيت'.. فلسطين 'تنتفض' في وجه بضائع المستوطنات