كشفت شرطة إمارة دبي هوية 11 مشتبها بهم في اغتيال
محمود المبحوح القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (
حماس)،
ولم يستبعد القائد العام لشرطة الإمارة ضاحي خلفان تميم ضلوع إسرائيل في
اغتياله. ومن جهته جدد القيادي بحماس أسامة حمدان اتهام إسرائيل بالوقوف
خلف العملية.
وقال تميم في مؤتمر صحفي إنه يحتمل
أن يكون قادة دول محددة قد أعطوا أوامرهم إلى أجهزة استخباراتهم لقتل
القيادي العسكري بحماس، ولم يستبعد أن يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (
الموساد)خلف العملية، كما أنه لم يستبعد تورط جهات أخرى. وقدم تميم تفاصيل عن
عملية عالية التنظيم نفذت الاغتيال خلال 20 دقيقة وفق معرفة دقيقة بتحركات
المبحوح منذ لحظة وصوله إلى مطار دبي.
وأوضحت شرطة دبي أن قائمة المتهمين
تضم كلا من بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسيا، وثلاثة
متهمين يحملون جوازات سفر أيرلندية، وهم كيفين دافرون (المتهم الثاني)
وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة) وإيفان دينينغز (المتهم الرابع).
كما تضم القائمة ستة متهمين يحملون
جوازات سفر بريطانية، وهم بول جون كييلي، وميلفين آدم ميلداينر، وستيفين
دانيل هودز، ومايكل لورانس بارني، وجيمس ليونارد كلارك، وجوناثان لويس
غراهام، كما تضم المتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا.
وعرض القائد العام لشرطة دبي أشرطة
فيديو تبين وصول فريق الاغتيال عبر رحلات طيران متفرقة، حيث نزلوا قبل يوم
من وصول المبحوح في فنادق مختلفة، ثم انتقلوا إلى غرفة مقابلة للغرفة التي
سكنها قيادي حماس. وأضاف أن الجناة عمدوا للعديد من وسائل المراوغة
والتنكر مثل استخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس والتخفي في أزياء متنوعة
بين رسمية ورياضية لإخفاء وتغيير هيئاتهم الأصلية.
|
صور المشتبه بهم وفق معلومات شرطة دبي (الفرنسية)
|
موعد الوصولوأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار
دبي تعقب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين للمبحوح منذ وصوله إلى أرض
المطار، بما يؤكد معرفتهم لموعد وصوله، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق
البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين استقلا معه نفس المصعد
في الفندق ونزلا منه أيضا في ذات الطابق وتبعه أحدهما للتأكد من رقم
الغرفة التي ينزل بها.
وأظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في
الفندق اثنين من المتهمين عند الساعة الثامنة مساء يوم وقوع الجريمة في 19
يناير/كانون الثاني، وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة
عامل النظافة غرفة المبحوح لتسهيل مهمة فريق التنفيذ، ومن بين أعضائه
العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم جهازا إلكترونيا لفك شيفرة مفتاح
غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصوله.
وتبيّن في الشريط المسجل من كاميرات
أمن الفندق ومن القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة أن المبحوح وصل إلى
غرفته عند الساعة 8:25 مساء حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت في فترة لم
تتجاوز 10 دقائق اعتبارا من دخول المبحوح إلى غرفته.
وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا
على ترتيب جميع محتويات الغرفة لكي تبدو بصورة طبيعية، بهدف إزالة جميع
الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قِبل القتيل ولتضليل الجهات
الأمنية وتحويل انتباهها عن أي شبهة جنائية وراء وفاة المبحوح.
وسارع جميع المتهمين إلى الفرار من
الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، وتوجهوا على الفور إلى مطار دبي
واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية
والآسيوية.
|
حمدان: إسرائيل هي المجرم الحقيقي الذي يقف خلف عملية الاغتيال (الجزيرة-أرشيف)
|
صفقة سلاحونفى القائد العام لشرطة دبي أن يكون
المبحوح قد وصل الإمارة للترتيب لشراء صفقة سلاح من إيران، وقال إن
المغدور استخدم جواز سفر لا يظهر اسم عائلته، وأن السلطات الإماراتية لم
تكن تعرف هويته لحظة وصوله.
وأشار تميم إلى أنه ستصدر قريبا مذكرات
اعتقال بحق المشتبهين. وقال تميم إن فلسطينيين، أحدهما ضابط سابق في
السلطة الفلسطينية، اعتقلا على خلفية عملية الاغتيال. وأكد المسؤول
الإماراتي أن المبحوح قتل خنقا وليس بالسم كما تردد سابقا.
من جهته قال أسامة حمدان ممثل حركة حماس
في لبنان إن حمل المشتبهين جوازات سفر أوروبية أصلية "لا يعني شيئا
كثيرا"، لأن إسرائيل يمكن أن تزور مثل هذه الوثائق أو أن تحصل عليها عبر
اتفاقيات أمنية مع الدول المعنية، مشيرا إلى أن عناصر الموساد الذين
حاولوا اغتيال
خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس عام 1997 في العاصمة الأردنية عمان كانوا يحملون بالفعل جوازات سفر كندية.
وجدد حمدان في حديث للجزيرة مطالبة
حركته المشاركة في التحقيقات التي تجريها سلطات دبي، نافيا أن يكون ذلك
تدخلا في الشؤون الأمنية للإمارة، ومؤكدا حرص حماس على الأمن العربي.
من جهة أخرى قال حمدان إن وجود
مشتهيين اثنين فلسطينيين في العملية ينبغي أن يتابع بجدية، لكن ذلك لا يجب
أن يصرف الانتباه عن حقيقة أن الموساد الإسرائيلي هو المجرم الحقيقي، وقال
إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو تتحمل مسؤولية الاغتيال.
يذكر أن إسرائيل صمتت عن عملية
الاغتيال رسميا، لكن الصحافة الإسرائيلية رحبت بالعملية ووصفتها صحيفة
الجروزاليم بوست اليمينية بأنها "لطمة أخرى ضد محور الشر".