عام على حكومة نتنياهو: خسارات متتالية على الجبهة الدبلوماسية وتنامي العداء لتل ابيب لدى الرأي العام العالمي

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

زهير اندراوس:

3/15/2010

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الناصرة ـ 'القدس العربي' تشير المعطيات السياسية الجارية في الساحتين الاقليمية والدولية، الى ان الدبلوماسية الاسرائيلية قد منيت خلال الاعوام الثلاثة الماضية بالمزيد من الهزائم والخسائر الفادحة، ومن ابرزها: الخسارة في المسرح التركي على يد الدبلوماسية السورية، الخسارة في مسرح الرأي العام الدولي على يد الاعلام العربي والعالمي المحايد، الخسارة في مسرح المنظمات - غير الحكومية الاقليمية والدولية، وفي هذا الخصوص يمثل تقرير غولدستون، وقرارات الملاحقة القضائية للزعماء السياسيين الاسرائيليين معالم بارزة في هذا الجانب.
اما الخسارة في المسرح اللبناني على يد حزب الله اللبناني وحلفائه، بما ادى الى افشال برامج السياسة الاسرائيلية ازاء لبنان لجهة نزع اسلحة حزب الله والمقاومة اللبنانية. والخسارة في المسرح الفلسطيني بسبب صعود قوة حركة حماس الفلسطينية وحلفائها، وذلك على النحو الذي قوض بنود السياسة الاسرائيلية ازاء الاراضي الفلسطينية.
الخسارة في المسرح الاوروبي، بسبب تزايد الاصوات والاطراف الاوروبية التي اصبحت اكثر حرصا واهتماما بشجب ورفض الجرائم الاسرائيلية، واكثر اقتناعا بان التوجهات العدوانية الاسرائيلية هي السبب المباشر لعدم احلال السلام في الشرق الاوسط.
وعلى صعيد الخسارة في المسرح الايراني، على يد العقل الاستراتيجي السوري، الذي راهن على ان ردع التهديد الاسرائيلي ضد ايران والمنطقة، يتم حصرا عن طريق تعريض امن اسرائيل للخطر، وبكلمات اخرى: جعل اسرائيل تدرك بانّه طوال ما كان التفوق الجوي يعطي اسرائيل اليد الطويلة في استهداف الآخرين، فان هؤلاء الآخرين يملكون الايادي الاكثر طولا لجهة الوصول الى عمق القلب الحيوي الاسرائيلي.
علاوة على ما ذكر، تشير عملية الفحص والاستقراء الى انّ قرار الحرب الاسرائيلي، سيواجه المزيد من الصعوبات، وبرغم انه ممكن الحدوث، فان عملية صنع قرار الحرب في حد ذاتها، ستتضمن المزيد من توفير الاجابة الواضحة للاسئلة الصعبة، والتي مصدرها اشكالية كيفية التغلب على العوامل الحاكمة في سيناريو الحرب: جبهة المواجهة: وفقا للتطورات والمستجدات الراهنة، وبكلمات اخرى، لن تستطيع اسرائيل هذه المرة السيطرة على العمليات العسكرية ضمن خطوط الحدود الجغرافية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، وباعتراف الخبراء الاسرائيليين نفسهم، فانّ مرتفعات الجولان قد فقدت اهميتها الجيو- استراتيجية كنقطة تمركز لحماية الداخل الاسرائيلي، ومن ثم، فان الخطوط العسكرية الاسرائيلية تواجه صعوبة كبيرة في بناء خطة توفر الحماية لمنطقة القلب الحيوي الاسرائيلي، والتي بلا شك، سوف تظل لفترة طويلة قادمة مكشوفة تماما امام النيران والضربات العابرة للحدود.
واذا كانت تقديرات الاسرائيليين تركز على حصر الخسائر البشرية ضمن اقل حد ممكن، بفعل الاستخدام المكثف للوسائط المدرعة في مسارح العمليات، فان انكشاف العمق الاسرائيلي، يجعل من التقديرات الاسرائيلية مجرد حسابات واهمة، الا اذا قامت اسرائيل بتوفير وسائط مدرعة، تكفي لحمل كل الشعب اليهودي الموجود داخل اسرائيل، اما بالنسبة للتكلفة المادية فتمكن الاشارة الى انّ تكلفة الحرب ستحتاج في اسبوعها الاول فقط الى حوالي تريليون دولار اي (الف مليار دولار)، فمن اين تحصل اسرائيل على هذا المبلغ طالما الادارة الامريكية الحالية تجاهد من اجل الحصول على اقل من هذا المبلغ لتغطية تكاليف برنامج الضمان الصحي للمواطنين الامريكيين، كما تواجه الدولة العبرية مشكلة اخرى تكمن في كيفية التغلب على مشكلة الراي العام العالمي، خاصة وان كل العمليات العسكرية التي نفذتها اسرائيل -العدوان ضد لبنان في حرب صيف عام 2006 - والعدوان ضد قطاع غزة في مطلع عام 2009 - بدأت جميعها، ضمن موقف نفسي - معلوماتي، صدرت فيها اسرائيل نفسها على اساس الضحية في مواجهة الجلاد ولكن، بعد اندلاع العمليات العسكرية، انقلبت صورة اسرائيل، بحيث اصبح الراي العام العالمي يدرك اسرائيل باعتبارها الجلاد، ويطالب حكوماته بضرورة التصدي لمهمة القيام بمعاقبة الاسرائيليين باعتبارهم المسؤولين عن هذه الحروب العدوانية.
بالاضافة الى ذلك، تواجه الدولة العبرية مشكلة في كيفية حصر المواجهة، بحيث تكون بين اسرائيل والعرب، خاصة وان العديد من الاطراف الجديدة بدأت تظهر اكثر فاكثر، لجهة عدم الحياد، واخذ مكانها لجانب الطرف العربي في الصراع مع اسرائيل، بكلمات اخرى، اصبح الراي العام التركي والحكومة التركية، والرأي العام الايراني والحكومة الايرانية، اكثر التزاما بالوقوف بجانب الطرف العربي في اي صراع محتمل ضد اسرائيل، كما انّ المراقبين في تل ابيب يشيرون الى انّه في حال اندلاع مواجهة كبيرة فانّ الامر سيؤثر على المصالح الامريكية في المنطقة، وفي العراق خاصة، كما انّ قرار اشعال الحرب ان كان بيد اسرائيل، فان قرار انهاء الحرب لن يكون هذه المرة بيد اسرائيل ولا بيد امريكا، ولا حتى مجلس الامن الدولي، لانّ خصوم اسرائيل في المنطقة اصبحوا يدركون ان التفوق النوعي الاسرائيلي سيترتب عليه الحاق المزيد من الخسائر.
ولكن على الرغم من ذلك، تجب الاشارة الى انّّ الدولة العبرية، وخصوصا انّها في ظل اكثر حكومة تطرفا منذ العام 1948، تعمل دائما على تصدير الازمات الى الخارج، ومن المعروف، وباعتراف كبار المحللين الاسرائيليين، انّ نتنياهو هو قائد متهور، يعتمد على ائتلاف يميني متطرف برئاسة افيغدور ليبرمان، الامر الذي قد يدفع قادة تل ابيب الى اتخاذ قرار الحرب على الرغم من المخاطر المعروفة، ولكن بالمقابل يجب التذكير بما صرح به مؤخرا الشيخ حسن نصر الله، من ان اسرائيل، خلافا للماضي، باتت تتحدث كثيرا وتفعل قليلا.

» تقرير: نصر الله الزعيم العربي الوحيد بعد عبد الناصر المؤثر في الرأي العام الإسرائيلي
» حكومة نتنياهو تعقد اجتماعها الاسبوعي في مسجد قلعة داوود
» محلل اسرائيلي : الرأي العام مرتبك ورئيس الوزراء مرتبك
» شكراً لجنبلاط.. ولكننا نخالفه الرأي
» أسطول «الحرية» تحرك.. ماذا عن أسطول الدبلوماسية؟